قصيدة رثاء المفكر الإسلامي الكبير وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الأستاذ الدكتور محمد عمارة الذي توفي مساء يوم الجمعة 4 رجب عام 1441هـ الموافق 28 فبراير عام 2020م ، حصل أ.د. محمد عمارة على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية في العام 1965 من كلية دار العلوم جامعة القاهرة ، وحصل على الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة ، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975 من الكلية نفسها وقد ألف الدكتور محمد عمارة ما مجموعه 147 كتابًا، منها تحقيق 13 عملا كبيرا
***
رثاء الدكتور محمد عمارة
***
شعر
صبري الصبري
***
تفنى الخلائق كلها بحمامِ
يأتي لها بمشيئة الأحكامِ

بقضاء ربي محكما بكتابه
يأتي لنا بمسيرة الأيامِ

فنقابل الموت الأكيد ببرزخ
نثوي به بتفرق لعظامِ

وبناننا يلقى تبعثر سمته
ولساننا يثوي بغير كلام

وأكفنا تبقى بدون تناول
فقد استكانت بالثرى برغامِ

فالقبر أطبق باستفاقة شأنه
متحكما في الناس بالإلمامِ

إن كان روضة جنة يا سعده
من كان فيه ببهجة وسلامِ

أو كان حفرة شقوة يا ويله
من كان في سعر الهلاك الدامي

أحوال خلق في القبور تنوعت
وتشكلت ببرازخ بحِمَامِ

فاجعل إلهي يا رحيم برازخا
للمسلمين بروضة الإنعامِ

أرثي بشعري ذا العلوم (محمدا)
من عاش يدعو دعوة الإسلامِ

بسماحة التيسير بيَّن منهجا
للدين بين خلائق وأنامِ

وأفاض مجهودا سخيا باذلا
مشكور جهد طيلة الأعوامِ

بوسائل الإعلام يبدو صامدا
في وجه من حادوا عن الإحكامِ

ويصد خصما مستطيرا كاشحا
متلصص العدوان والإظلامِ

فينير آفاقا بحجة قوله
ويبث نورا داحضا لظلامِ

بالأزهر المبرور كان بصرحه
نجما مضيئا طيب الإسهامِ

وبهيئة العلماء لاح مواكبا
آمالنا بشجاعة الضرغامِ

تفنى ويبقى ما سطرت بدهرنا
ذخرا منيعا خافق الأعلامِ

يرحمك ربي يا (محمدُ) تلتقى
روضا بجنات بحسن ختامِ

وجميع من صدقوا وكانوا بالهدى
من أمة خيرية لتِهامي

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح بدر من خلال غمامِ !!