أبو نصر محمد الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي. ولد عام 260 هـ/874 م في فاراب في إقليم تركستان (كازاخستان حاليًا) وتوفي عام 339 هـ/950م. فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب. ولد الفارابي في مدينة فاراب ولهذا اشتهر باسمه. نسبة إلى المدينة التي عاش فيها. كان أبوه قائد جيش، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته يعود الفضل إليه في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد. يذكر معظم المؤرخين أن الفارابي قد توفي بدمشق في شهر رجب سنة 339 هـ، وأن الملك سيف الدولة قد صلى عليه في أربعة عشر أو خمسة عشر من خواصه، وأنه قد دفن بظاهر دمشق خارج الباب الصغير، ويدل كلامهم على أنه قد توفي وفاة طبيعية رحمه الله تعالى

***
أبو نصر محمد الفارابي
***
شعر
صبري الصبري
***
أبو (نصرِ) بن (أوزلجٍ) الفاْرابي
تسامى في الأعالي بانسيابِ

ونال العز ممزوجا بعلم
لطب في عليات الصوابِ

وحاز المجد في شرق وغربٍ
بتيجان النجابة كالشهابِ

أنار الفكر في حلم وصدق
بطهر للقريحة واللبابِ

علا في الناس مشهورا حكيما
رزينا في التحدث والكتابِ

يداوي كل معلول بطب
لرأس أو خلايا أو إهابِ

ويشرح كل مجهول بوعي
تنامي بالفصاحة في الخطابِ

وكان الناس في جهل وسقم
فصار الناس في شهد مُذَابِ

بـ(فاراب) العريقة كان بدء
لميلاد له زين الشبابِ

وذاع الصيت في كل البرايا
له بالبسط في خير الذهابِ

لآفاق التقدم بانبهارٍ
بمن قد كان مفتخر الجنابِ

إليه الناس قد جاءوا لدرس
به نالوا جليات الرحابِ

وحازوا بالهداية كل وهب
لهم في وفر إغداق النِّصَابِ

أتوا للنهل من نبع غزير
بمتسع له في فتح بابِ

وكان الفذُّ ذا لب رزين
بوعي كانهمار للسحابِ

بحكمته ونضرته بليغا
كودق بالرقائق من ربابِ

فطوبى لابن (كازا) بافتخار
لها نجم بإتقان الجوابِ

بمفتخر الثوابت كان حقا
كَتِبْرٍ بالنفاسة من ترابِ !

فأين الغرب إذ كنا وكنا ؟!
وصرنا بعد ذلك باغتراب !

وصرنا كالتوابع دون قدر
كما كنا بأيام (الفاْرابي) !

و(سيف الدولة) المشهود صلى
على من كان في طهر الرضابِ

يداوي الناس منطلقا مهابا
يواصل نشر علم باكتتابِ

فيا من كنت بالإسلام تحيا
هنيئا ما حصدت من الثوابِ

(دمشقٌ) ضمت (الدكتور) ضما
له بالحزن زخاتُ العتابِ !

تقهقرنا وصرنا في خمولٍ
بقصعتهم بمائدة انتهابِ

ولاقينا المرارة بامتعاض
وذل في مسارات السرابِ

وعانينا الكوارث باستباق
وجهل بانكفاء في الضبابِ

فمعذرة أبا (نصر) فإنا
تقاتلنا بتمزيق الحرابِ

فصرنا في التشتت رغم أنفٍ
وبتنا للخطايا باكتسابِ !!