عروس البيان
*
**
شعر
صبري الصبري
***
نادت لتعطي بالبيان دروسا
تزهو تزين بالجمال عروسا

تعلو بآفاق الجلال وترتجي
من قومها بالطيبات جلوسا

وإقامة في فكرهم ولسانهم
لتنير في لب الجميع شموسا

وبدور وعي في سلامة منطق
وتزيل عن حرفٍ لهم تدليسا

وركاكةً وسماجةُ ووقاحةً
وتبث قولا باللسان نفيسا

صحوا رقيقا ذا عذوبة طيبا
يأبى لأقوال لهم تدليسا

ويكون فيهم ناصعا متألقا
يغشى بأنوار البهاء نفوسا

وجوارحا ترجو الفصاحة طالما
عانت من الهدم الشنيع فؤوسا

ومعاولا تهوي على رأس لها
أدمت لنا بالحادثات رؤوسا

تهنا بتيه قد غشانا بالردى
حتى لقينا بالحياة عبوسا

وتمزقت أقوال أمتنا ترى
هولا يصاحب بالفصول طقوسا

فكلامها أضحى كَحَبٍّ طالما
عانى بتكديس الهباء السوسا

وسياقها حشو ومحض تصحر
يغشى لها بالمهلكات غروسا

قد كان روضا طيبا فيما مضى
يزهو نضيرا بالورى مغروسا

تحوى الجميع نضارةٌ ووضاءةٌ
ويبث فيهم بالعلاء دروسا

تبدو المعاني في أجل سموها
وتقيم للقول الفصيح طقوسا

وتبدلت أحوال أمتنا هوى
فيها الكلام ممزقا مهروسا

فالكل أضحى باغتراب تائها
بحروف إفرنج بها مهووسا

ويرى التقدم في حماها معجبا
صحوا بلهجات لها مغموسا

وعروس لهجتنا بنحو قواعد
أمَّت بتعليم العلوم طروسا

كانت وكانت ثم كانت طالما
داوت علوجا بالثرى ومجوسا

بتلاوة القرآن تبقى دُرَّةً
فيحاء ننهل فيضها المأنوسا

عودوا لها فهي السعادة والهنا
ودعوا الهراء الفظ والتلبيسا

سأظل أشدو للعروس مُدافعا
بثبات عزم النيرات حميسا

صلى الإله على النبي وآله
ما انساب حرف بالكلام هميسا !