هل لدينا ثقافة صحية؟



بادئ ذي بدء و حتى لا يسيئ أهل الإختصاص فهمي....: أن تكون لدينا ثقافة صحية لا يعني اننا نستغني عن الطبيب أو الصيدلي، و لا يعني اننا نستهين بقدرات الطبيب، فالطبيب مرشدنا الوحيد في معرفة الحالة التي نعاني منها أو معرفة موضع الألم، و ماهو الدواء الذي يناسبنا، و أن تكون لنا ثقافة صحية لا يعني اننا نعمل بكل ما نقرأ عنه، خاصة في مواقع الإنترنت، فهناك من يتحدث في الطب و ماهو بطبيب مختص




كثير من الناس من محبي المطالعة و عشاقها ، الذين لا يفارقهم كتاب أو كتيب يحملونه معهم في تنقلاتهم من مكان لآخر، في الحافلة أو في القطار أو على متن الطائرة، أو حتى إلى مقرات عملهم إلا و رأيتهم يتصفحون ما كتب و الموضوع الذي يختارونه أو الذي يجلب انتباههم : في امور السياسة أو الإقتصاد و الأمور القانونية، قراءة رواية أو قصة أو ديوان شعر، لكن نادرا ما نجد شخصا ما يحمل في يده كتابا في الطب أو مجلة طبية، تتكلم عن الأمراض و عالم الأدوية و الأوبئة و ما وصل إليه الطب من تطور و من هم اشهر الأطباء في العالم، حتى لو كان خارج اختصاصه، و لما ينشر خبر عن ظهور وباء خطير كالظاهرة التي يعيشها العالم الآن بظهور فيروس كورونا ، نجد الكل يبحث و يستقصي و يغرس عيناه في الكتب أو في الحاسوب يتصفح مواقع الإنترنت لمعرفة أعراض الوباء و طرق علاجه و كيفية الوقاية منه في حال تعذر وجود الدواء أو المضاد

ليس طبعا إجباريا أن تمتهن مهنة الطب أو التمريض لكي تكون لك ثقافة صحية، و هو السؤال الذي بات أن نطرحه اليوم، لماذا لا توجد فئة قارئة للكتب الطبية أو المجلات خارج التخصص؟ ألأن المسألة متعلقة بالمصطلحات الطبية la terminologie وصعوبة فهمها، كل القطاعات في الجزائر تم تعريبها عدا قطاع الصحة؟؟؟، الطب علم و الإقتصاد علم و الفلسفة علم فلماذا نهمل الطب و لا نسعى في أن تكون لنا ثقافة صحية، و لو معرفة الأشياء البسيطة عن هذا المجال، هل نعرف مثلا ماهي الخلية و مما تتركب، الخلية ليس باعتبارها علمٌ بل عالم قائم بذاته، لا يقول قائل أن هذه الأمور يختص بها العلميون وحدهم دون سواهم، أو هو علم موجه للفرانكفونيين دون العروبيين، طبعا هذا الطرح خاطئ، فابن سينا كان طبيبا و فيلسوفا، و لم نقرأ أنه كان يكتب بالفرنسية مثلا، ما نريده سوى أن تكون لدينا ثقافة صحية و أن نبحث في جديد الطب معرفة آخر الإبتكارات الطبية، مثلما نبحث في الشؤون القانونية و في عالم الطبخ و الموضة و كل ما نحتاجه في حياتنا اليومية.
---------------------------------