عِيّ
الشاعر الدنماركي نيلس هاو
ترجمة نزار سرطاوي


أن ترى قردًا يضرب محارةً
بحجر، ذلك أشبه بأن ترى نفسك
غارقًا في البحث في معضلةٍ فلسفية.
ليس في وسع أحدٍ أن ينكر أن الحيوانات أذكى
منا، فهي تتعامل مع الحياة بلا كلام،
أما نحن فلا نقدر ان نفعل ذلك. الصمت
يقودنا إلى الضلال في متاهةٍ نفسية،
الكلمات تومض في العقل كما الأسماك
في الأعماق، وتُغيّر المعنى على الدوام.

كلٌّ منا يجد نفسه داخلَ جسد،
وفي وسعنا أن نتواصل بالمداعبات،
لكن كلّ شيء يغدو تجريديًا أكثر فأكثر.
لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَار،
العقل يتذكر أماكن الإقامة
في الطبيعة البدائية. ونحن نعيش اليومَ مع خزائنِ الكتبِ
المليئة بالقواميس في قلاعٍ هوائيةٍ بلا أسماء،
في طوابقَ منفصلة.
ماذا نسمي هذا؟


Aphasia
Niels Hav


When you see a monkey banging a clam
against a stone it is like seeing one’s self
.investigating a philosophical problem
No one can preclude that animals are cleverer
,than us, they manage life without words
we’re unable to do that. Silence
,leads us astray in a psychic labyrinth
words flicker through the brain like fish
.deep down; they constantly shift meaning

;Each of us finds our self in a body
,it is possible to make contact with caresses
.but everything becomes more and more abstract
;Foxes have dens and birds of the sky have nests
the mind remembers the settlements
in raw nature. Now we live with bookcases
,full of dictionaries, in nameless castles of air
.on separate floors
?What do you call that
---------------------------------


يعتبر الشاعر وكاتب القصص الدنماركي نيلس هاو واحداً من الأصوات البارزة في المشهد الأدبي الإسكندنافي المعاصر. يميل شعر هاو إلى البساطة، ليس في الأفكار التي يطرحها والتيمات التي يتناولها فحسب، وإنما أيضاً في المفردات والصور والإيقاع. فهو يتناول قضايا الإنسان وهمومه وتفاعله مع الحياة المعاصرة دون أي تكلف أو تعقيد. كما أن الكثير قصائده تسودها روح الدعابة والسخرية.
ولد هاو في مزرعة ريفية في بلدة ليمفيغ الواقعة على الساحل الغربي لشبه جزيرة يوتلانت غربي الدنمارك عام 1949. وقد تحدث هاو في مقابلة صحفية عن طفولته في المزرعة فوصفها بالحياة الريفية التي "تفتقر إلى الكثير من متع الحياة،" كما ذكر أنه في السادسة عشرة من عمره ترك المزرعة وسافر إلى أوسلو ليصبح بحّارًا، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه. وقد التحق فيما بعد بالجامعة، حيث درس اللغتين اللانينية واليونانية ,واطّلع على التراث الكلاسيكي.
بدأ هاو كتابة الشعر في سن المراهقة. فكتب قصائد قال عنها هو نفسه إنها كانت "شديدة الحساسية وغير مكتملة،" إذ لم تكن لديه "تجربة كافية عن الحياة." استهلّ حياته الأدبية في عام 1981 بإصدار مجموعة قصصية بعنوان "الضعف ممنوع." وقد صدرت له بعدها عدة دواوين منها "جغرافية الروح" (1984)، "سيارة الرّب الموريس الزرقاء" (1993)، "حين أصير أعمى" (1995)، "نحن هنا" (2006)، "نساء كزبنهاجن" (2013)، كما صدرت له مجموعات من القصص القصيرة منها "اللحظة هي افتتاحية"(1983)، "صيف إيراني" (1990). كذلك نشرت قصائده في العديد من المجلات الأدبية والأنثولوجات الشعرية والمواقع الأدبية.
شارك هاو في العديد من المهرجانات الشعرية في أنحاء العالم وفاز بجوائز أدبية متعددة في الدنمارك. كما فاز عام 2011 بـ "جائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون" من ميلبورن في أستراليا، فرع القصة القصيرة، مناصفةً مع الكاتب المغربي محمد سعيد الريحاني.
ترجمت أشعاره إلى الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، التركية، الألمانية، الإيطالية، المقدونية، العربية، الصينية، الصربية، والكرواتية.
قوبل هاو بالترحيب من قِبَل القراء العرب. فقد دعته مؤسسة البابطين للمشاركة في ملتقى "الشعر من أجل التعايش" الذي رعته المؤسسة في دبي عام 2011. كما شارك في مهرجانات شعرية في أكثر من دولة عربية. وقد أجريت معه عدة لقاءات صحفية تناول فيها هموم الأدب والشعر في الدنمارك والعالم، وعبر من خلالها عن إعجابه باللغة العربية وما تتمتع به من ثراء.
كذلك قام عدد من المترجمين العرب من بينهم جمال جمعة وسليم العبدلي ونزار سرطاوي بترجمة العديد من قصائده إلى العربية. وصدر له في العربية ديوانان مترجمان: الأول بعنوان "حين أصير أعمى" (2010) وقد ترجمه الشاعر العراقي جمال جمعة. والثاني "الروح ترقص في مهدها" (2015) وقد ترجمه نزار سرطاوي. يعيش هاو مع زوجته عازفة البيانو كريستينا بيوركي في إحدى ضواحي العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.