انا ومنذر ارشيد والخط الاحمر


ردا على مقالة اللواء منذر ارشيد (سميح خلف..بين أبو عمار المقدس وأبو مازن المدنس..!؟)


حقيقة لا اعرف من اين ابدأ والى اين انتهي ردا على مقالة لاخي ورفيق دربي منذر ارشيد والتي فتحت شهيتي لان اغوص اكثر عمقا مما كتبت سابقا ، فمعدات الغوص التي لبستها طوال العقود السابقة لا تتناسب الا باعماق محددة لمحاذير قد تطرق لها الاخ منذر ولكن مقالته قد تدفعني رغم ترددي لان اغير وابدل معدات الغوص لتتناسب مع اعماق اكبر لنظهرها على السطح ، وحقيقة اخي منذر انت تكتب وانا اكتب بشكل مختلف عما كتبه او يكتبه شعراء البلاط للاثنين ابو عمار وابو مازن ، ولا نبتغي من ذلك الا وضع مصدات رياح امام ثقافة غازية تستهدف الاجيال لتجعل من الهزيمة نصرا ومن النصر هزيمة ، ومن النخب ابوات لهم من قداسة الرهبان في العصور الوسطى لعبيد ينتظروا صكوك الغفران كما يقررها زمانا ومكانا الراهب او القديس .

طبعا انا ومنذر كنا منذ عام 2003 اول من كتب واول من انتقد في دنيا الوطن وان كانت كتاباتي سبقت ذلك بكثير بنشرة اعددها في القوات اسبوعية في اليمن تارة اخذت اسم الحدث وتارة اخرى اسم فلسطيننا واستمرارية ورمزية لنشرة فلسطيننا للمعلم ابو جهاد وكمال عدوان ، وان كانت صحيفة فلسطيننا التي كنات رئيس تحريرها استمرت حتى عام 2014م واغلقت لعدم مقدرتي تطويرها بما ينافس المواقع الاخرى الممولة .

عشنا دائما تحت الخطوط الحمراء واحيانا خوفا ورعبا من رجال الدائرة الضيقة التي تضرب كردونا على قائدهم وطبعا قائدنا ،، والعيون التي تلاحقنا بفضول شديد ، او كما اعترف اكثر من شخص فيهم بانهم ينفذون اوامر بكتابة التقارير ببنود محددة للجهة الفلانية ولو كانت كذبا وافتراء ، المهم ان يكتبوا اننا نعمل ضد القائد الاعظم ونحيك المؤامرات ضدة ، حتى لو كنا نتكلم عن الزناة او عن ناهبي المال العام او عن قضايا امنية تتعلق بعلاقة البعض باسرائيل ، فاننا لو تكلمنا فاننا ضد القائد وبرنامجه.... بالقطع التصنيف اننا ضد مصالحهم .... وهنا حاجز واسوار وتقارير صنعتها الدوائر الضيقة بيننا وبين القائد ،، وصورونا كاننا شياطين في نظر القائد .
ولذلك لم اشعر شخصيا برهبه امام اي من الابوات وان كنت انحني احتراما لابو جهاد وابو اياد ومن سبقهم على درب الشهادة ،

طبعا هم منشغلون كيف يصنعون قائدا رمزا فيصبح من الممنوعات ان تتحدث اين اخطأ واين ارتكب خطيئة واين اصاب .... ولكن مسموح ان تغني وتنصب حلقات الدبكة والميجانه والعتابة ويا جبل ما يهزك ريح وهز الكتف بحنية . والا غضب شياطين الارض سينزل عليك ..... واعتقد منذر ارشيد نفسه عانى من تلك الظاهرة على قناة مياه اريحا او عندما كان محافظا ومورس عليه محاولات الاسقاط والتشويه .. بربكم... .؟ هذا هو سلاحهم الذي فتكوا به الثورة وفتكوا بالثقافة وخربوا وخربوا العقول .... ولكن اين الثورة اخي منذر ..؟! قد تكون سنوات قليلة او شهور في عمر السنين .
الخطوط الحمراء .... نعم فان قلنا ما لدينا فاننا نصبح خونة وعملاء ..... والعملاء والخونة اصحاب شركات ورواتب ومحميين لديهم ..... اسقاط يمارسونه على الانقياء ..... من قال لك اخي منذر ان ابو عمار مقدس لدي ..... فهو لم ينزل اسمه في ايه من القران او من المبشرين العشرة في الجنة .... ولكن مادام شعبنا وما لقن به من ثقافة وسيناريوهات ثقافية اصبح رمز من رموز الشعب الفلسطيني ... على راي الليبيين الله غالب ! هيك شعبك بده....! اما انا وانت فنحن لدينا ما لدينا وعلينا ان نمتثل للخطوط الحمراء .... واضيف للسجادة الحمراء ....... التي كان تحتها الف خازوق للشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية وحركة فتح ومبادئها واخلاقها وسلوكها النضالي التربوي .... وهاهي النتائج تحصد.

ولكن اريد ان اوضح ليس لي مشكلة شخصية مع ابو مازن او كل الطقم الحالي الذي يلتف حوله ... ومشكلتي كانت مع ابو عمار وبرنامجه وقد اوضحت ذلك اكثر من مرة ... مشكلتي مع عشرة من الضباط التفوا حوله بامتيازات كبيرة ونهب وسلوكيات لا مجال لذكرها هنا واجهزة كان ابو عمار يعلم اولا يعلم عن مسلكياتها ولكن في الحقيقة هو المسؤول ، الى هنا لا اتحدث سياسة ولا تنظيم ولا برنامج ولا امن فالحديث يطول وهنا سندخل لنضرب ونفكك ونحطم الخط الاحمر .... ابو مازن التقيت به في الهامة عام 1972 وكنت بصدد اوقع كتاب صادرمن ابو هشام الدائرة العسكرية من ابو اياد فذهبت اليه واذ ابو اياد وابو اللطف معا يتبادلا الحديث المنخفض الصوت وعلى بعد امتار محدودة يقف ابو مازن وحيدا .... المهم وقع ابو اياد وابو اللطف على الكتاب واستدعوا ابو مازن وقالوا له وقع .. فقال بيكفي توقيعكم ..؟! قال ابو اياد يا زلمة وقع خلصنا ..؟ انتهى .
وهنا اؤكد ان كل ماحدث على المستوى الذاتي والموضوعي لفتح من حيث المهام والقرارات والسلوكيات كان ابو عمار على علم به وصولا لاوسلو واطروحات ساري نسيبة ووثيقة بيلين .... فلا ابرء ابو عمار ... وكما تفضلت اخي منذر قلت ابو مازن واضح وصريح ... نعم واضح وصريح ولا يختلف نهجه عمن سبقه من حيث البرنامج ... ولكن ابو عمار تعود ان يكون هو الفِرست والبعبع والمانح والواهب والخافض والرافع ... ولذلك كما قلت مرارا ان ابو عمار بمجموعة الضباط وانت تعرفهم وتعرف رايي فيهم الملتفين حوله لم يوفروا له حصنا امام نهج اخذ ابو عمار لاوسلو لكي يتخلص منه فيما بعد وهذا ما دفع ابو عمار لينقل مقره الى رام الله ، اما ثانيا : لقد كانت صدمة ابو عمار بان هذا النهج او العصابة لعبت على المكشوف مع ابو عمار وبتاييد اسرائيلي امريكي عندما طرحت تقليص سلطات ابو عمار واستحداث وزارة برئاسة ابو مازن واستحداث مجلس تشريعي ويبقى ابو عمار صاحب كرسي رمزي ......
عندما كنات مسؤولا للتعبئة الفكرية في الاقليم وفي ذات صباح كنت جالسا مع السفير ... واذ ببرقية من ابو عمار يطلب فيها من السفير تغطية مصاريف على ما اذكر لمجموعة من الطلاب معللا بانه لا يملك مساعدتهم قرات البرقية طبعا .... قلت في نفسي معقول ابو عمار لا يملك بعض من الالاف من الدولارات ..؟! شيء غريب .... طبعا هذه البرقية عندما كان ابو مازن رئيس للوزراء.


ابو عمار عندما قال عبارته الشهيرة " انتظركم ان تمشوا في جنازتي " ورفضه ما املي عليه في كامب ديفيد وصادحا ً في المقاطعة " على القدس رايحين شهداء بالملايين " مفجرا ً الانتفاضة الثانية المسلحة ، اعتقد تحليلي الخاص كان كبرياء ابو عمار لا يسمح له ان يقول خدعت ولكن قال للثوار والمناضلين الطريق مفتوحة امامكم لتعيدوا الصواب الى مستقيمه ولذلك وعندما وصف ابو مازن بكرزاي فهي الرواية بكاملها كما قلت عن مسيرة نهج اقتنص ابو عمار ولم يقتنصه، وفي وجهة نظري الاضافية في هذا التحليل ان من اسباب التعامل مع ابو عمار مرحليا وجره الى اوسلو هو فصل واقامة كيان مستقل في الضفة الغربية عن غزة لهذا النهج ومنهم من نظر قديما ً بالتعايش مع اسرائيل ، لا داعي لذكر اسمائهم الان .. ولكن احدهم قال قبل مماته ماذا سنقول لرب العالمين عن العذابات التي صنعناها لهذا الشعب ؟! يبدو ان ضميره في سكرات الموت قد استقاظ ، ولذلك كان المال المشتت هو الهدف ايضا ً والاستيلاء عليه تحت شركات ومزارع واسماء وثق فيها ابو عمار ثم خذلته فلنسأل عن صامد ومزارع افريقيا والفنادق وعقارات بيروت وسوريا والاردن وافريقيا .... اين واين واين ؟ الحديث يطول اخي منذر وما لدينا اكثر مما قيل وسيقال وحفاظا ايضا ً على موقف اتخذه الشعب الفلسطيني الذي يعتبر بالنسبة لنا خط احمر ، ولكن في لغة التاريخ ليس امام الاحرار خطوط حمراء او صفراء او خضراء فالتاريخ يكتب كل ما يناسب الحدث ومواصفاته وشخوصه .

دمت بخير اخي منذر مناضلا صلبا ً وان اختلفنا ورجعنا انا وانت للحق والاخوة ورفاقة الدرب وما اجمل من انك اعترفت انني كنت على صواب وانت كنت على خطأ .

بقلم / سميح خلف