الـدَّوْرُ لا شَكَّ آتٍ أنـتَ مُنهـارُ
ما دام في الشرقِ تُجَّـارٌ وَسِمْسـارُ

لنْ تُقتلَـنَّ وَلـنْ يَطْويـكَ سِجنهُـمو
بلْ سوفَ تحْملُ ما عزّتْ بـهِ الـدارُ

ولا عليـكَ مِـنَ الابـوابِ تُغْلقُهـا
ولا يَهمُّـك َ بُسْـتـانٌ وأشـجَـارُ

وَلا تُرَجّـي إليهـا عَـْودة ً أبــداً
فلنْ تعـود َ ولـنْ تأتيـك َ أخبـارُ

وَسَوفَ تمضي مع الاهليـنَ مُغتربـاً
يَسوقكَ الرُّعـبُ والخِـذلانُ والعـارُ

وسوفَ تلقى مِنَ الأعْـرَابِ مَكرُمَـةً
إنْ خَفَّفُوا عنكَ بعضَ الحِمْلِ ما ساروا

فاحْرِقْ جَوازَكَ بعدَ النَّهْـرِ مُحتَسِبـاً
وقُلْ كُلي سَنَـداتِ الارضِ يـا نـارُ

واحْفظْ بجيبْك مِنْديـلاً تَفيـضُ بِـِه
دُمُـوعُ طِفلـكَ إذْ تُعْيِيـهِ أسْـفـارُ

غداً تَجـوعُ فَفَكِّـرْ كيـفَ تُطْعِمُهُـمْ
فَدَمْعُ طِفلـكَ لـنْ تَرثييـهِ أنْظـارُ

غداً سَتُنسَى وَلكنْ سَـوفَ تذكرُهُـمْ
على رَصيفٍ بِأرضٍ لسـتَ تختـارُ


* * *

أهْلاً حُزيرانُ .. مَا أقسَاكَ مُنتَظَـراً
وَمـا أقلّـكَ وَصْـلاً يـا حزيـرانُ

كَمِ انْتظرْناكَ.. عاماً كامِـلاً بِأسـىً
وَكُلُّنـا لـكَ إخــوانٌ وجـيـرانُ

لـمْ نَنْتَظِـرْكَ لأشْـواقٍ فَمَـْعْـذِرَةً
ففـي القلـوبِ أحاديـثٌ وَأشْجَـانُ

نَـَودُّ مِنْـكَ بـأن تُصْغـي لأنّتِنَـا
فأنـتَ تَعْلَـُم أنَّ القلـبَ حَـْيـرَانُ

وأنـتَ تَشْهَـدُ أنَّ الدهـرَ شـرَّدنـا
وأنتَ تَعْرِفُ أنَّ العُرْبَ قـدْ خانـوا

فيا حُزيرانُ زِدْنـي وَاسْقِنـي وَجَعَاً
إنّي بِحُزنـي وأوْجَاعـي لَسَكـرانُ

ويشهدُ اللهُ أنّي رغـمَ نـزْفِ دمـي
جُرْحي خَفيٌّ ودَمْعِي فيـهِ عِصْيـانُ

بلادُنـا مثلـمـا خَلَّفتَـهـا أبــداً
مَـذابـحٌ وابْتِذالاتٌ وطُغْـيـانُ

وفي غـدٍ سـوفَ تأتينـا وعالمُنـا
مُمزَّقٌ مثـلُ هـذا اليـومِ مِحْـزانُ

أهلاً حزيرانُ ..ما أقسـاكَ مُنتَظَـراً
وَمـا أقلَّـكَ وَصْـلاً يـا حزيـرانُ