دَوَاعِي هُمُومٍ كجَمْرٍ في خِلاَلِ رَمَاد
يابن أبي الفِرصاد،
يا مَن أتيتني بدواعي الهمومِ كجمرٍ في خلالِ رماد!
تقول: "إن (شتات أمة الإسلام) عاد إلى (الجاهلية الجديدة)، وعلت فيه (الفراعين)، واشتد فيه (النحيب)!".
يا من كنتَ مُغاضِبًا يُدعى فلا يُجيب!
أيقظتَني هذه الليلة وتعلمُ أني غريبٌ، لا يَزورُ ولا يُزار، مَشُوق يكاد يتبع الآثار؛ إذ جَذَبه الشوقُ بِرَسَنِه، وطار به الوَجْد إلى عَدَنِه.
مَاللهِ، ما شاقني الأترابُ، ولا الماءُ والتُّراب، وما غَصَّني الاغتراب، لكن كانت حاجتي مَسِيسَةً إلى الإسعاف والإسعاد، فاستبشرتُ بِوُرُودِك، لكني ما حصَلتُ على الفائدةِ من وُفودِك!
أنتَ من أقمارِ هذا الغُثاء في الشَّتات، بل أنت الشمسُ التي بِها تُعرفُ الخمسُ مِن الأوقات، لكنك تريد أن تترُكَني كمصباحٍ تلهو به أيادي الرياح!
كتابُ أمةِ الإسلام للحكمة بُرهان، وللعقل مِعْيار ومِيزان، وبه يُستدل على طريق الصواب. وقد استمرت به سائرةً يَحدوها مَرُّ النَّسيم، ورأيتُها عَبْر القرونِ في الأسْفار، فلم يزل فكري يصاحبُها، وطَرْفي يَرعاها ويُراقِبها، حتى إذا بلَغتْ إلى حيثُ انتهتْ وقفتْ كَوقفةِ سائلٍ عن مَنزِل!!!
تيهٌ كَتِـيه بني إسرائيل!!!
طوبى للراحلين!
طوبى لمن أسرع اللحاق عندما يأتي على النور الـمَحاق!



*******

غَرِيبًا حَرِيـبًا، في الشتات الأندلسي
ذات لَيلةٍ لَيلاءَ من يوم الأربُعاء في 24 من ذي القعدة 1441هـ