من سلسلة (هى وأحمد)بقلم:منى حمدي
دخلت المطبخ ،فوجدت أحمد كعادته يحضر طعامه بنفسه.
فهو دقيق جدا بهذا الشأن،فهو يستخدم الميزان والمكاييل والمعايير.
كانت له عدة محاولات فى خبز العيش
ودائما يقول لي؛ يوما ما سأخبز عيش.
قلت له:أحمد،يمكنك مشاهدة الشيف الشربيني وطريقته فى صنع العيش
قال:الخبز الذي أريده لا يصنعه الطهاة العرب.
قلت له: وهذه المرة ،ما اسم العيش الذي تريد صنعه؟
قال:أريد أن أصنع عيش السرودو sourdough
قلت: ألم تصنعه الأسبوع الماضي.وفشل.
قال:ما صنعته الأسبوع الفائت كان عيش السياباتا ciabatta
قلت: هل هذا العيش الذي أعجبني؟
قال:لا ،ما أعجبك عيش شيباتا،وقد كانت مكوناته ناقصة.
قلت له:ماذا لو صنعت عيش فينو أو بلدي أو حتى شمسي.
أحسست بتقليديتى وعدم تطوري وأنه يسبقني بعدة خطوات فى طريقة تفكيره لصنع العيش.فنحن نشترى العيش ولا نصنعه بالمنزل فى القاهرة.
ثم تركته لفترة من الوقت ،ثم عاودت الذهاب إلى المطبخ.وجدته يكلم تطبيق فى الموبايل ،
قائلا:لماذا عجينة خبزى دَبِقة؟
ضحكت عندما سمعت كلمة دَبِقة
فقلت:ربما التطبيق لن يفهم كلمة دَبِقة.
فقال:إذن . لماذا عجينة خبزى ملزقة.
فأخذ يبحث عن الأسباب.ومازالت محاولات صنع العيش مستمرة.
ولأنى شعرت بأنى لازم أبقى متطورة .فأحضرت دقيق الشعير.
وقلت:أحمد ،أنا كذلك سأصنع عيشي بنفسي ، وسأخبز عيش الشعير الذي كان يتناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بدأت بالبحث عن الطريقة. ولكنى لم أجربها حتى الآن.
فقلت لنفسي:التطور يمكن أن يكون إلى الأمام أو إلى الخلف.
فعندما نصنع عيش الشعير ،ونأكله يعتبر بالنسبة لى تطور حتى وإن كانت الخطوةالرجوع إلى الوراء.
ويصبح لكل شخص لمسة إبداع فى صنع العيش.

بقلم:منى حمدي