هي أحدث نوع من الحرب عرفه الإنسان بعد الصواريخ وأسلحة التخفي، وكل دولة تمتلكها أو تبرع فيها تصبح مؤثرة عسكريا وسياسيا..


تعريفها: اختراق لأجهزة الكمبيوتر والشبكات وأنظمة التحكم في دولة ما، وزرع برامج ضارة تسبب خلل بالبرنامج فتصبح النتيجة أن المخترِق ينجح في الحصول على معلومات من الخصم أو إيقاف نُظُم التحكم أو تفجير منشآت وغيرها..


نعم: الحرب السيبرانية قد تعني تفجير منشآت ومصانع وتدمير جيوش بأكملها


فقط عليك اختراق أنظمة التحكم للخصم وزرع برنامج بديل مكان القديم ثم توجيهه للعمل كما تريد، مما يعني أنه يمكنك اختراق مفاعل ديمونة مثلا والتحكم في آلية عمله أو تفجيره..دا لو نجحت في الاختراق وكان عندك كوادر غاية في الذكاء والمهارة في هذا النوع من الحرب..


حاليا تحدث حرب سيبرانية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب، وإيران من جانب آخر


قبل 3 شهور اخترقت إيران شبكة المياه في إسرائيل وعطّلتها عن العمل وفجّرت عدة محطات كهرباء، ردت إسرائيل بتفجير محطات كهرباء وضرب مفاعل نطنز النووي واختراق المدمرة الإيرانية الشهيرة "جماران" في أحد المناورات ووضع برنامج جديد أدى لتصويب خطأ في بارجة إيرانية أخرى قتل فيها 19 بحار إيراني في ميناء بندر عباس..


ردت إيران بتفجير حاملة طائرات أمريكية "بونهوم ريتشارد" ظل الحريق مشتعل فيها 5 أيام حتى أمس، والنهاردة فجّرت مصنع صلب أمريكي يصنع مكونات سلاح


غالبا لا تعترف الدول بنتائج الحرب السيبرانية وتفسره على أنه حادث عرضي لعدم تشويه صورتها بالداخل أو لكي لا تظهر بمظهر الضعيف، لكنها في المقابل تحفظ حق الرد لنفسها حسب حجم وخطورة الهجوم، فإسرائيل لم ترد مثلا على اختراق معظم مواقعها الرسمية في يوم القدس العالمي من قِبَل هاكر إيراني لكونه غير مؤثر يسهل بعدها السيطرة على الموقع..لكنها ترد لو أدى الهجوم إلى خسائر..


لا توجد إحصائية رسمية عن أقوى الدول في هذه الحرب، لكن رأيي أن الدول العظمى ومن لديهم برامج صواريخ وأسلحة ذرية أو يمتلكون تقنية الحرب المخفية (طائرات جيل خامس) وخلافه هم أقوى الدول في الحرب السيبرانية، وحسب معلوماتي فجمهورية الصين الشعبية هي أشهر دولة في مجال (الأمن السيبراني) يعني صعب تخترق الصين ألكترونيا لقوة برامج الحماية وقرار الحزب الشيوعي بإنشاء جدار ناري ألكتروني منذ سنوات بعيدة..


ويمكن أن تحدث الحرب بجوار صراع عسكري آخر، يعني هجوم جوي أو صاروخي يصحبه حرب سيبرانية تعطل أجهزة الرصد في الدولة الأخرى، أو تزرع برامج تشويش دفاعية لحرف الهجوم عن مقصده، وقد حدث ذلك في الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد العراقية، بعدما زرعت برامج تشويش ضد الرادار الأمريكي فأصاب الهجوم هدفه بدقة ولم يتم إسقاط أي صاروخ مهاجم، ويحدث أيضا في الهجوم الإسرائيلي ضد مواقع سورية وإيرانية في سوريا حين يعطلون أجهزة الرصد..


باختصار: الحرب السيبرانية يمكنها تعطيل مؤسسات الدولة وخدماتها واقتصادها وجيشها، أو الحصول على معلومات حساسة أو زرع برامج تنصت، وهي نوع من الحرب لا يعرف حواجز جغرافية كسائر الحروب الأخرى..وفوق كل ذلك هي (أرخص) نوع من الحرب لتكلفته البسيطة ونتائجه المدمرة وإمكانية استخدامه دون إعلان أو تحقيق أهداف الهجوم دون إمكانية للإدانة..