مَا الفرحُ الا غفوةٌ
للحزنِ في قلبي الثمِلْ


فاذا أفاقَ فإنني
في كلِّ هَمٍّ أشْتَعِلْ


إنَّ ابتساماتِ الورى
زيفٌ فعنها لا تَسَلْ


حفرَ الأسى قسَماتِها
والضَّحْكُ فيها مُنْتَحَلْ


نبكي ، لمولودٍ أتى
وعلى فقيدٍ إنْ رَحلْ


والطفلُ يُمْعنُ في البكا
مِنْ بَطْنِ أمٍّ إنْ نزَلْ


والكلُّ يضحكُ حَوْلَهُ
والكلُّ أوْلى بالمُقلْ


***


سِيَّانِ عندي مَن نَزَلْ
سِيَّانِ عندي مَن رَحَلْ


كلُّ المَواقفِ دمعةٌ
سِرَّ الحكايةِ لمْ تقُلْ


لا يعرفُ الرائي، رأى
في الدمعِ حزناً أمْ جذلْ


أينَ الأماني والأملْ
أينَ الأغاني والقبَلْ


بل أينَ أحلامُ الصِّبا
ضاعتْ عليَّ ولم تزَلْ


وَرُؤىً بِقلبي حُلوَةٌ
ما كان يعرفها المللْ


أوَّاهُ مزَّقني الأسى
ونما بروحيَ واشتملْ


لا تُنْكِرَنَّ تَشاؤُمِي
وَاسْألْ زماني ما حَصَلْ


يُنبئْكَ نَجْمُ سعادتي
منذُ الطفولةِ قد أفلْ


لا تُخْدَعَنَّ بِبَسْمَتي
خلفَ الشعاعِ لَظىً قَتَلْ


 من شعر عبدالوهاب القطب