تعرض لبنان لانفجارات هائلة مدمرة يوم الثلاثاء 15/12/1441هـ الموافق 4 أغسطس 2020م
***
لبنان
***
شعر
صبري الصبري
***
(لبنانُ) طيبي واسلمي (لبنانُ)
عجت بدهشة فكرها الأذهانُ

ماذا جرى؟! إنَّا بواكف دهشة
بغمارها يتأرجح الميزانُ

وتحل فينا باللواعج حسرةٌ
وتعمنا الآلامُ والأحزانُ

دبت بـ(بيروت) بنار سعيرها
وأزيزها وحريقها الأشجانُ

فتألم الأحباب من مأساتها
وثوى بنازف بثه الوجدانُ

هل بعض ناس خزنوا في أرضها
متفجرات؟! فابتدت نيرانُ !

أم أن (إسرائيل) شنت قصفها
فتتابع التدمير والطغيانُ ؟!

لغز بسر المبهمات تمزقت
منها بقسوة وقعها الأبدانُ

قد دُمرت منها البيوت تفتت
وهوى سريعا بالردى البنيانُ

وترنح الأمن المديد بعيشهم
ما عاد فيها بالحياة أمانُ

مكر الأعادي يستمر بغدرهم
وبجرمهم يسترسل العدوانُ

يا للرزايا تستمر بوخزها
ويلوح منها الضر والبهتانُ

فوضى هي الأحداث في إشعالها
بلوى توالت بالجوى وسنانُ

نهشت بمحض الفتك (أَرزا) فاخرا
ونمت بأزهار الربي الأدرانُ

وهي التي كانت وكانت ليتها
دامت .. ليبقى الورد والبستانُ

والأرض فيها بالبهاء جميلة
وبها بروضات السناء جنانُ

ولها حضور رغم نزف جراحها
وبها يهيم العاشق الولهانُ

تلك المشاهد ذكرتنا بالذي
قد كان حين استسلمت (يابانُ)

لما استحالت (هورشيما) بالفنا
أرضا بها بتصاعد الدخانُ

وعجائب الفسفور تبدو هاهنا
بالجو يبصر سمته الإنسانُ

هل أمست الأكوان غابات بها
تعلو الوحوش ويزدهي الحيوانُ؟!

هل أصبح العُرْب الكرام أذلة
وهوت كرامتهم وضاع الشانُ

في قصعة الأعداء باتوا أكلة
فيها يدب الكاسر الجوعانُ

تلك المصائب لاتزال بوقعها
منها تضج بهولها الأزمانُ

(لبنان) صبرا فالعروبة زُلزلت
فعدا عليها بالبلاء جبانُ

(لبنان) شعري قد تدفق حزنه
وتوشحت بهمومها الأوزان

قد قدمت لكم الرثاء قصيدتي
ليضمها بسجله الديوان !

(لبنان) تصحبك السلامة دائما
(لبنانُ) طيبي واسلمي (لبنانُ) !