الشرفة الأولى :
من القوم من به سبق و منهم من به لحق و منهم و منا من بالتنكر لمزيته أخفق و غرق و فوق هذا هو جذل مسرور , أواه ... ما أتعس من يسهل انقياده و كان على الوهم استناده ...
قال قائل : و لكن الهكنة بالعقل أسرونا و بالنزر الباقي في رؤوسنا منه جرونا و حركونا ...
ردت شعرة في منكب العلامة داروين قائلة : أغلالك التي تصنعها بيديك , تعتمد عليك ... هل حركت رأسك بالإباء ؟ هل شككت يوما و ارتبت ؟ هل رأت عينك أو سمعت أذنك ؟ هل سألت ... هل سألت ؟؟؟
و أردفت ... سبحان العقل ... هو البريئ و الآثم ... و هو العادي و النازف ... و هو صاحب الحق و ناسج برده ... و هو محرك أوتار الوهم و ملقيها في عيون عاشقيه و في أيديهم و أسماعهم و خطاهم ... إنهم منه لا ينفكون
و عن سحره لا يتحولون ...
حتى ...
يوما ما ...
تصيح عنقاء فتية و تشرق أجنحتها من بين جبال الرماد و الغبار و الطلاسم ...
و يجيبها رهط يعقبه رهط ...
‘لى أن تتضعضع الأركان الصدئة العرجاء ...
أو ترجع ...
فتثبتها بندقية الحارس الضرير ...
على عواتق الدمى العشواء ... التي يدحرجها كل عابث ... و ملك ... و صاحب صوت .
أعزائي ... إن سمعتموني ... و رأيتم خطوات حروفي ... فارجموها بالشك و التكذيب ... فإنني بلزومكم الريبة و الإشفاق أسعد مني بكم ماكثين على السكوت و الوجوم ... مطيلين الانحناء لظل الآوهام الباردة
تسوقكم للحتوف الأبدية .
أحييكم و أجزل شكري لكم .