انظروا ... التفتوا حولكم ... و فتشوا بأبصاركم ... ما الذي يجري حولنا كل ساعة ... إنني أسعد و أشرف بالقول : إن البشرية المبصرون فيها تعقد العزم على ترك الترهات و الخزعبلات و الاهتمام بما ينفع ...
انظروا , و تأملوا حالنا ... هل نفعنا غير العلم ؟ هل أنجدتنا التعاويذ و التراتيل و الدموع أم ننظر بحرقة و وجل لما سوف أو ستسفر عنه أبحاث السادة الطيبين من العلماء و الباحثين ؟
انظروا كيف تخلفت السماء عن مد يد العون للمسحوقين تحت نير نعال سدنتها و أدعيائها ... إنهم يهرعون خائبين مرتعبين و من يصبر تحت أقدامهم إلى كهوفهم التي بنوها من المداد و الورق البالي و الوعود الزائفة و الوعيد الكذوب ... هل انتفعوا برفع أو بخفض هل زادهم قلقلة ألسنتهم بالخرافات قوة أو وفرت لهم منعة ؟ إنهم ينظرون بأعين جاحظة صوب كل ساع بجهد و علم و حرص يطلب الدواء الشافي من مظانه لا من بين المكدس العفن من مخلفات كهنتهم الفانين ... ارفعوا يا سادتي الكرام رؤوسكم و دعونا من الكذب على أنفسنا و من التدليس على غيرنا و طمس الحقائق التي صارت اليوم تسير جنبا إلى جنب مع شعاع الشمس لا تخطئها عين إلا أجفان مغمضة محبوسة أسيرة لا تنطلق . أشكركم و أحييكم .