هل أتعبتك مقالة الحق ...
هل تفر جرذان القلق و التوجس بين يدي النور المتدفق من الكوى المشرعة يوم تستفسر و تشك ...
هل يتشبث الناس بالعصابات التي تحبس أعينهم و يحكمون ربطها إذا تحركت ريبتك المعربدة مابين دهاليز طقوسهم و أحجياتهم المظلمة الكئيبة ...
هل ظللت تتساءل عن موعد انتباههم ... و سطوة حارسي أوهامهم ... و تفاني القائمين على إيقاد جذوات حسراتهم و طلاسمهم ... و أسفك من شروع الصغار في الحبو على أشواك زيفهم المتعلقة بكل أفق و سماء ...
هل ينفعنا كأمة أن نظل متأبطين لجماجم الأسلاف الغابرين ننفضها و نقرعها و نهزها علها تسقط علينا مزيدا من الفهم و الفتيا لما يشكل علينا و يعترض طريقنا ...
هل ينفعنا كأمة متشبثة بذيول الناجين بالأيادي و البطون و الأسقام و الأسماع و الأنظار فيما نذر عقولها حبيسة شقوق نعال السادة المنصرفين ... لا تنفك عنها و لا تفر منها و لا تنجو ...
يا أخي الكريم , إن ما يهم اليوم هو أن نرى و نسمع و نعقل ... كما يجب لا كما يقال و كما نظن و نتوهم ...
إن همومنا ينبغي أن تنحصر في أمر واحد فريد هو الخلاص من أغلال المساكين الفانين ...
الأغلال التي نحرسها و نلمعها و نقوم على توكيدها و ترقيعها و صيانتها ...
و ا أسفا .. وا أسفا ...
إننا الأموات يحيا في ظلال أجسادنا الشمعية من انتقل إلى التراب و الظلمة ... فيما نتنفس و تنبض قلوبنا بين أكناف أكفانهم بلا خجل و لا همة و لا إباء ...
لإنه لا يتوجب أن نتخذ اليوم من الأهداف سوى هذا المبتغى البسيط الهين الصغير ... اليسير ... اليسير ...
أن ...
نفتح ...
أعينا ...
مغمضة و هي جاحظة على اتساعها صوب البهتان و السواد و دياجي عبادة أوثان أصحاب الأصوات الناشزة ... المريضة .
====
كيف ؟ متى ؟ بم ؟ لم ؟ مع من ؟
هذه السبيل التي لا يملك أحد سوى صاحب الخطى ... بهجة و عنفوان خوضها و الاستمرار عبرها و مناولة اليد لمن تخلف عنها ...
أحييكم و أجزل شكري لكم .