للقدس
***
شعر
صبري الصبري
***
للقدس شدوي دائما بفخاري
مهما ادلهمت ظلمة الأغيارِ

مهما استمرت محبطات كوارث
شبت علينا باللظى والنارِ

مهما استفزت بالغباء مواقف
نمَّت عن الأهواء والأخطارِ

كم من بلايا أمعنت في زحفها
وعدت علينا بالهلاك الضاري

واستعمرت فكر الذين استسلموا
للإفك والتطبيع والأضرارِ

لكنَّ وعي العارفين بقدسنا
سيظل شعلة يقظة الأفكارِ

فالقدس ليس (تكية) إهداؤها
لعدونا نوع من الإيثار !

أو دار شيخ عروبة إسكانها
للضيف تمليك له بقرار !

فالقدس أعلى من ظنون عقولهم
طهر به مستودع الأطهارِ

مسرى الحبيب (محمد) نور الهدى
خير الأنام المصطفى المختارِ

معراجه سبعا طباقا للعلا
للمنتهى في سدرة الأنوارِ

في سورة (الإسراء) ذلك كله
و(النجم) ضمت أكرم الزوّارِ

بالعرش يسجد بالخضوع لربه
يدعوه دعوة خاشع للباري

يا قدس فيك الأنبياء تجمعوا
خلف الحبيب المجتبى بوقارِ

يا قدس فاروق العدالة قد أتى
لتكون ضمن الخير والأخيارِ

يا قدس فيك (صلاحنا) وفلاحنا
بالزحف للتحرير للأسوارِ

وبقيت فينا بالسلام معززا
ومكرما بسماحة الإكبارِ

حتى أتوا من دنسوا أرضا هنا
في غفلة منا بطفح مرارِ

فبدت بذلك حسرة ومهانة
فينا توالت بالهوى والعار

لا تحزنوا فالقدس يبقى شامخا
في عزة بالبسط والإعمارِ

فالله يحفظ قدسنا وتخومه
أكنافه بلطائف الجبارِ

لا تقنطوا فالمؤمنون برفعة
وكرامة بإرادة القهارِ

صلى الإله على النبي وآله
ما ضم ليلٌ ساطع الأقمارِ !