عاشوراء
**
شعر
صبري الصبري
***
بعاشوراء (موسى) بانتصارِ
و(فرعون) الغريق بالاندحارِ

وقد كانت حكايتهم بوقع
عجيب في الوقائع بادِّكارِ

لنا منها عظات قد تجلت
كما فيها دروس بانهمارِ

توالت في تفاصيل بشرح
دقيق قد تتالت باختبارِ

ولاحت في تتابعها بليل
كما حلَّت بآناء النهارِ

وإنا في محبتنا لـ(موسى)
نبي الله مبرور المنارِ

نؤيده بتأييد أكيد
ونفرح للكليم بالانتصارِ

ونرقبه بتابوت أمين
بنهر النيل بالإشراق جاري

إلى أن كان في قصر مشيد
لـ(فرعون) المٌذبِّح للصغارِ

فيحظى عند (آسية) بحب
وتربية ومحمود القرارِ

ويرضع ثدي أم أنجبته
ويحيا في القصور بالاعتبارِ

إلى أن كان ما كان .. استعدوا
عبور البحر في أمن المسارِ

ونجى الله (موسى) في سلام
ومن معه بآلاء اقتدارِ

وأغرق خصمه والقوم جمعا
بإطباق لأمواج كبارِ

ونجى جسمه ليكون درسا
لمن راموا تلابيب اغترارِِ

وصام المصطفى يوما لذكرى
نجاة الفذ (موسى) باشتهارِ

ووصى أن نصوم كذاك يوما
لتاسوعاء في أبهى فنار

مخالفة اليهود .. لهم جنوح
عن الإسلام في خبث الحوارِ

وسل عجلا عن الكفران فيهم
تجلى بالبلاهة في الخوار

و(هارون) الذي بالنور يحيا
بتهديد لقتل من شرارِ

ومازالوا بعدوان وبغي
بحبل من أناس في جوارِ

وإنهم بذلتهم ببؤس
ومسخ في تلابيب الصَّغارِ

وفي (القدس) الشريف لهم فتون
ومكر رغم خوض وانتشارِ

وسيرتهم بقرآن كريم
بتوضيح الطوال كما القصارِ

يكَفِّرُ ربُّنا عنا خطايا
لعام .. بالصيام مع افتقارِ

بحمد الله قد نلنا مزيدا
بعاشوراء من إنعام باري

بسنة (أحمد) فيها العطايا
فهيا نحو صوم باصطبارِ

فشكرا ربنا شكرا جزيلا
فأدخلنا جنانا بالثمارِ

وصلى الله ربي كل وقت
على المختار مبرور الديارِ

وآل البيت والأصحاب طرا
تدوم دوام حج واعتمارِ !!