أهذا من يُقَتَّل؟!
***
شعر
صبري الصبري
***
بعاشوراء قد قتلوه ظلما
وقد حملوا بهذا البغي جرما

وكانوا في تحالفهم بغيٍّ
وقد حاموا مع الطغيان حوما

وماجوا في سفاهات توالت
وعاموا في خسيس الفعل عوما

أهذا من يُقَتَّل؟! كم تعاموا
وقد نالوا من التاريخ لوما

فإن الجهل مركبهم لسفك
أكانوا يحسبون الصحو نوما ؟!


بعاشوراء قد قتلوا (الحسينا)
فباءوا باحتقار الشأن دوما

أيعقل ما توالى من فتون؟!
وقد ساموه بالإدماء سوما

وإن عرفوه في قدر وشأن
لَمَا أردوه بالبيداء كوما

وما أسروا الحرائر ! فالسبايا
نساء الطهر قد لاقين ضيما

هم الركب المهيب بهضم حق
وقد لاقوا بهذا اليوم غيما

بصبر في مصابهم جميل
وقد صاموا مع التسليم صوما

هم الآل الكرام لهم مقام
يلاقي في فؤاد الصدق شهما

ويعرف قدرهم صب حبيب
يوافيهم من التقدير قسما

ويرسمهم بصفحته بطهر
وبر في قصيد الشعر رسما

ويأبى من يجافيهم بهجر
كما يأبى مغالاة ودهما

ولطما للخدود وجلد ظهر
وقضم ثوابت الإيمان قضما

فإن الحب للأحباب فيض
رزين يمنح الأحباب نظما

وتنظيما لوجدان وقور
يجافي في حمى الأحزان لطما

يقاوم كل تشتيت وبتر
ويرفض من سعى نقضا وهدما

هي الأعناب في روض ثمير
فلا يحلو وقد سموه كرما !

(حسينٌ) سيد فذ منير
من الأعداء والحساد أسمى !

بجنات النعيم أخوه (حسن)
بـحسن و(الحسين) فضم إسما

لـ(زينب) أختهم بالمدح أيضا
ولا تأبه لموتور وأعمى

و(فاطمة) البتول الأم تزهو
بنورٍ روضةَ الإشراق أنمى

وجدهم الرسول حبيب قلبي
يضم كساؤه الأحباب ضما

وجدتهم (خديجة) في نعيم
فلا تحمل من الأحزان هَمَّا !

ولا تخشى الهموم فحب آل
يبدد في فؤاد الصب غَمَّا

وكل صحابة الهادي عدولٌ
فبث مديحهم كيفا وكمَّا !

صلاة الله أهديها لطه
تدوم دوام (فرقان) و (عَمَّا)

وآل البيت والأصحاب طرا
وتسليم به للناس سِلْما !