سهى الطويل الزوجة التي تعرف الكثير

حقيقة لا اعرف من اين ابدأ والى اين انتهي وخاصة مع شخصية عاشت دقائق الامور من مكاشفة ومعرفة مع زوجها الرئيس الراحل لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية ومواقع اعتبارية اخرى ، ولكن ورغم معرفتي ان هناك الكثير مما يقال عن مراحل سابقة لم يقال بعد ولم توضع الحقائق في نصابها الوطني والتقييم الفعلي للتجربة الفلسطينية التي مازالت تتناولها الاقلام بعاطفة شديدة قد تكون تلك العاطفة هي من احدى المدمرات للحالة الفلسطينية .

مع احترامي الشديد للسيدة سهى الطويل ولا استطيع في ظل السجال والمناكفات ان نفهم من هو على حق ومن هو على باطل ، ولكن بالتاكيد ان الحق هو كل من يضع مكاشفة على طريق تصحيح الشان الفلسطيني والنظام السياسي الفلسطيني ببرنامج واضح ينتمي للوطنية الفلسطينية واستحقاقاتها ومن خلال معالجات جادة خارج دوائر الاعلام والصراعات المرحلية او ردود الفعل لهذا الحدث او ذاك .

لفت نظري خلال اليومين السابقين كيل من الفضائح على الفضائيات وعلى شاشات التواصل الاجتماعي او الشاشة الافتراضية من هبوط فعلي للخطاب وللغة وللابجديات التي تمت بصلة للنظام السياسي واجهزته حاليا وفيما مضى وهناك من لا يستطيع ان يفهم ان لكل مرحلة رجالها والمعبرين عنها سواء ايجابية او سلبية ولكن لو وقفنا للحظات امام التجربة الفلسطينية فاننا ندخل من السيء الى الاسوء .

مواقع الكترونية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك او غيره تناولت المساس وبشكل مشخصن لعدة شخصيات فلسطينية كادرية وغير كادرية سواء اتفقنا معها او اختلفنا ولكن هذا مؤشر على الهبوط الى المستنقع واعماق هذا المستنقع من لغة وابجديات تتناول الاعراض وغيره ، في حين ان الساحة الفلسطينية تحتاج الى المصارحة بالحقيقة بعمق وطني وليس باتهامات او تحقير او المساس بالاعراض او فتح ملفات قد تكون مدبلجة بناءا على توجهات اجهزة ، لا نستطيع التفريق بين الحالة التي اوضحتها والحالة التي وضعت نفسها فيها السيدة سهى عرفات من ابجديات ولغة وردات فعل على فضائية اسرائيلية " فضائية كان " .

بالتاكيد ان ردة الفعل على خطوة الامارات العربية بنيتها التطبيع او عقد اتفاق او صلح مع اسرائيل كانت ردات فعل سيئة جدا تحرق السفن ولا تضع اي خط رجعة مثل حرق الاعلام وانتهاك صور لقادة وامراء وهذا ما يرفضه العقل الفلسطيني والوطنية الفلسطينية ومن ارتكب هذا العمل لم يرتكبه بدافع شخصي بل باوامر من اجهزة تريد ان تدمر الحالة الفلسطينية اكثر فاكثير فوق انها مدمرة اصلا .

السيدة سهى عرفات كان لديها كثير من الفضائيات العربية لتعرض موقفها من خلال ما اوضحته في تلك المقابلة مع فضائية كان الاسرائيلية وهل لجوء السيدة سهى عرفات للاعلام الاسرائيلي كان بالنسبة لها افضل من الاعلام العربي ، ام هي تطلب الحماية من تهديدات وصلتها من اسرائيل وتحاول ان تقحم الموقف الاسرائيلي في الشأن الفلسطيني الذي هو اساسا يعاني من اختراقات كبيرة وممزق الحال والا ماهو مبرر السيدة سهى عرفات للجوء لتلك الفضائية؟!

ولكن الاخطر فيما جاء في مقابلة السيدة سهى عرفات هو تهديدها للسلطة الفلسطينية ورجالاتها بان لم يتوقفوا عن تهديدها وتهديد اسرتها التي سمتها " اسرة عرفات !"ولمجرد ان السلطة استدعت شقيقها الذي يعمل سفير في قبرص لرفضه احياء مهرجانات او نشاطات تؤيد موقف الامارات بانها ستفضح رجالات السلطة وتحرقهم حرق من خلال نشر مذكرات شخصية لياسر عرفات كان يدونها عن شخصيات فلسطينية لها مناصب حالية في السلطة .

اعتقد ان الموضوع تجاوز اللغة الشخصية والمناكفة وردود الفعل ، فياسر عرفات ليس فقط زوجها ولكنه يمثل رمز سواء اتفق معه البعض او اختلف للشعب الفلسطيني وما يكتبه ياسر عرفات يهم كل الحركة الوطنية الفلسطينية وكان من المفترض ان يكشف بعد اسابيع من رحيله ويا حبذا لوشكلت لجنة وطنية من المستقلين ومن خلال القضاء لاستجلاب تلك المذكرات والبحث فيها وتحويل نتائجها للقضاء الفلسطيني .

اذا لماذا سهى عرفات تخفي تلك المذكرات ان كانت تدين كثير من الشخصيات مع ملاحظة الفترة التي كان فيها ياسر عرفات بين الموت والحياة في مستشفى باريس خرجت ببيان ناري تتهم فيه شخصيات فلسطينية بمحاولة قتل ياسر عرفات وهو في المستشفى وانهاء حياته والسيطرة عن مبالغ مالية كبيرة ، تم بعد ذلك كما ورد كثير من التفاصيل في وسائل اعلامية مختلفة انه تم حل الاشكالية ومنح سهى عرفات جزء من هذا المبلغ .

اذا كان بيان السيدة سهى عرفات هو للمقايضة فقط والان مازالت سهى عرفات تنتهج نفس السلوك للاسف وتقايض ما لديها من معلومات بان يتوقف الهجوم عليها من قبل افراد السلطة واجهزتها ، هل فعلا يا سيدة سهى في اعتقادك ان هذا موقف وطني ؟ ام ما تحتفظي به من معلومات ووثائق هو مجرد كم معلوماتي للحفاظ الشخصي وتامين الوجود في حين ان وجودك هو وجود كحالة مواطنة وزوجة الرئيس السابق هو استحقاق لا منة فيه ، فعليك يا سهى عرفات ان تسلمي ما لديك من مذكرات لاي جهة محايدة وانا اتفق معك لحرق شخصيات عاثت فسادا ً في الشان الفلسطيني السياسي والوطني والمالي .

بقلم / سميح خلف