لقد وجدوا شيئا من الله بين الناس على ألسنتهم في طقوسهم في عاداتهم و كان مبعثرا مهملا بلا يدين أو قدمين أو قلب أو إرادة أو خلق بدون عباد و بدون ألوهية كان اسما مفرغا إلا مما يسكبه فيه كل واحد على حسب ما يريد و وجدوا أن أنموذجه عند بعض أهل الأديان على خير مايرام عدا عن بعض ما رفضوه و أبوا أن يسلموا به له أو مما يمنحه لعباده و المتعلقين بأذياله , ففكروا و تدبروا و اعتزلوا و قدروا ثم قدروا و قلبوا فكرته و وهمه و حلمه في عقولهم ردحا من الزمن حتى عن لهم أن يجهروا بالأمر و يدعوا الصلة به و يدعوا تكليفه إياهم و إرساله لهم وفق أهداف سطروها و مبتغى جعلوه نصب أعينهم تمثل في أركان عديدة منها : علو شأنهم , توحيد الناس , ابتكار دين جديد لهم ينتفعوا به , إصلاح شأن الناس , مقاومة ورد سطوة الامبراطوريات المتفتتة المحيطة بهم , الإحسان للمستضعفين من النساء و الولدان و العبيد , و مضارعة و محاولة منفاسة اليهود خاصة على افتكاك احترام الناس و تقديمهم لهم و الإشادة بشأن التزامهم و أيضا طلبوا منح الله للجميع و عدم قصر فضله على هذا الحي أو تلك القبيلة أو أولئك الأقوام بل نصبه معبودا للناس كافة و إماطة كل أذى قد يعترض سبيلهم هذه و الموت دون جعل غايتهم حقيقة تسعى فوق الأرض لها سطوة و دولة و كيان مستقل مرهوب الجانب , لقد بدؤوا و بادروا و واصلوا و وصلوا و لم ينصرموا إلا و دوي شأنهم قد أصم الأذان و أرعب القلوب و قطع نياطها و هزها هزا شديدا إلا قلوبا أذعنت و اتبعت و أناخت .
.... يتبع ...
المفضلات