أولا: مصر عقدت اتفاق سلام..يعني وقف حرب بين دولتين ، بينما الاتفاق الخليجي هو (اعتراف) فقط بإسرائيل وربما تطبيع علاقات كامل أو جزئي.


ثانيا: مصر لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل فالجوانب العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية (مقطوعة) والشق السياسي فقط حاضر بتبادل سفراء، بينما البحرين والإمارات اتفاقهم بعنوان (تطبيع) شتى الجوانب السابقة التي ربما يُستثنى منها الجانب العسكري خشية إيران.


ثالثا: مصر عقدت اتفاق سلام لصالحها دوناً عن المجموع العربي مما عرّضها لعقوبات وعُزلة عربية، بينما البحرين والإمارات ليسوا معزولين والجامعة العربية وقفت معهم برفض إدانة اتفاقهم، جانب الضغط هنا لصالح الأخير..


رابعا: اتفاق مصر لم يكن ضمن حملة انتخابية لجيمي كارتر، فقد كان متوليا للرئاسة منذ شهور وظل عامين حتى تم الاتفاق، بينما الاتفاق الخليجي هو ضمن حملة انتخابية لترامب قبل إعادة انتخابه بشهور..


خامسا: مناحم بيجين حاكم إسرائيل في السبعينات لم يكن في أزمة داخلية فوقّع الاتفاق مع مصر بعيدا عن حسابات الداخل، بينما نتنياهو – الذي وقع الاتفاق الخليجي - في أزمة داخلية منذ سنوات واتهامات بالفساد واحتمالات سجنه كبيرة..


سادسا: في زمن الاتفاقية المصرية الإسرائيلية كانت تشتعل حرب باردة عالمية وصراع قوميات فيكون السلام وقتها جزء من تهدئة هذه الحرب وتبريد تلك الصراعات، بينما الاتفاقية الإسرائيلية الخليجية حدثت في ظل (حرب دينية وطائفية إقليمية) كل الدول الثلاث متورطين في أحد أطرافها..مما يعني أن الاتفاقية ستشعل الحرب أكثر وتزيد الاحتقان الديني.


سابعا: اتفاق السادات/ بيجين لم يُثني إسرائيل عن ضرب المفاعل النووي العراقي وعن غزو لبنان مما يعني أن أحد أهداف الاتفاق كان تحييد مصر عن صراعات الإقليم، بينما الاتفاق الخليجي الإسرائيلي لم يمنع من ضرب إسرائيل لسوريا وغزة في عز مراسم التوقيع مما يعني أن أهداف الاتفاق بعيدة عن صراعات الإقليم..وستظل على هذه الطبيعة..


ثامنا: لم يحترم اتفاق مصر مع إسرائيل سوى دولة واحدة هي سلطنة عُمان، بينما اتفاق الخليج مع إسرائيل حصل على احترام عدة دول إسلامية مجتمعة والجامعة العربية نفسها رفضت إدانته..مما يعني أن طبيعة الصراع مع إسرائيل الآن اختلفت عن ما كان عليه الوضع قبل 40 عاما وكثير من الدول المسلمة لم تعد ترى إسرائيل عدوّا.


تاسعا: اتفاق مصر كان بمبدأ (الأرض مقابل السلام) بينما اتفاق البحرين والإمارات بمبدأ (الأمن مقابل السلام) فالأول كان لعودة أرض مصرية، بينما الثاني طلبا للحماية، ولا علاقة له بوقف ضمّ أراضي فلسطين في الضفة وغور الأردن لأن إسرائيل أعلنت رسميا أن اتفاقها مع الدولتين خارج هذه الحسابات.


عاشرا: مصر كانت ولا تزال دولة مستقلة ترفض بناء قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مما يعني أن اتفاقها مع إسرائيل هو لمصالح متبادلة حقيقية، لكن الإمارات والبحرين بهما قواعد عسكرية أمريكية مما يعني أن اتفاقهم مع إسرائيل خارج حسابات المصالح المتبادلة لأنها محققة قبل عقد الاتفاق أصلا..وبالتالي فالمصلحة المحققة فقط لصالح طرف واحد..