الواقع و(الرئيس) القادم
من يخلف الرئيس ... استطلاعات للرأي تقوم بها بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي . وكل له مرجعيته التي تفرض اسماء مرشحة لهذا الموقع .. وغالبا لا تخرج عن مربع التوقعات او الاسماء التي تفرضها الحالة التنظيمة والسياسية والفصائلية في الضفة وغزة ، وقد سبق منذ ان اثيرت ومنذ سنوات قضية خلافة الرئيس، وخاصة بعد تعرضه لاكثر من ازمة صحية وفي ظل مطالبات بوضع نائبا له في حين بان الرئيس قد وضع نائبا له في رئاسة فتح ووضع امينا لسر اللجنة التنفيذية من فتح وحل المجلس التشريعي ويعني ذلك تنهاء الحالة الخلافية والبند الذي يقول في حالة اي طاريء للرئيس فرئيس المجلس التشريعي يتولى الرئاسة لفترة انتقالية مدتها ثلاث شهور ، بل مضى الرئيس في تشكيل المحكمة الدستورية التي يمكن ان يترأس رئيسها الفترة الانتقالية لرئاسة السلطة . اي ان واقع السلطة الان تفتقر للاداة التشريعية بينما احدث ترتيبات في القضاء من قضاة مواليين له ولتوجهاته بالاضافة الى تغييرات سابقة لرئاسة الاجهزة الامنية والامن الوطني والمحافظين .

اما الحالة الاخرى والتي تعتبرها وتطالب بها غالبية القوى الفلسطينية والتي تدعو لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني وتحديث وتجديد مؤسسات منظمة التحرير كاستحقاق وطني بعد فشل خط المفاوضات وشبه انهيار للبرنامج الوطني الذي يدعو الى اقامة دولة وعاصمتها القدس الشرقية والقرارات المتوالية للادارة الامريكية والرئيس ترامب بالتحديد والتي انحازت لاسرائيل وخطة اليمين المتطرف بالتهويد والاستيطان والضم والقفز عن قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية والارض مقابل السلام واستبداله بالتطبيع العربي السلام مقابل السلام ..

من هنا زداد الالحاح على وجوب العمل على اجماع وطني وبرنامج الحد الادنى للقاء كافة القوى الوطنية والاسلامية لمواجهة التحديات وفرضيات ترامب والادارة الامريكية لاحلال السلام وحل الصراع ومواجهة صفقة القرن والتطبيع ، تجسد هذا المطلب في اجتماع الامناء العامين للفصائل _ رام الله –بيروت ) والذي اقر المقاومة الشعبية وانتخابات تشريعية ثم رئاسية ثم مجلس وطني ، ولكن هذا التغيير في المواقف بين القوى الوطنية والاسلامية بقيادة كل من فتح وحماس اتى بتجواز الانقسام وعوامله وواقعه وان قال البعض ان القرار فلسطيني فلسطيني وخاصة في اللقاءات التكميلية في انقرة ، الان ان الامور بدأت تضح بحيث كالسابق بان التغيير ياتي بضغط اقليمي او دولي وما زلنا نذكر تسميم عرفات والتخلص منه لفرض واقع جديد الذي اكدته المتغيرات عام 2005م بانتخاب الرئيس وعام 2006 بانتخابات تشريعية وفوز حماس بالاغلبية ، و2007م وما حدث من اقتتال دموي على قاعدة خرق نتائج الانتخابات واستعصاء عملية التغيير المطلوبة .

ولكن يبدو ان الانتخابات ليست فقط استحقاق فلسطيني بل هناك قوى دولية تضغط على الرئيس، ولكن الاتحاد الاوروبي يضغط على السلطة وعلى الرئيس عباس لانتخابات تشريعية ورئاسية وتجديد( القيادة الفلسطينية ) وهذا ما اكده جبريل رجوب والعاروري في لقاءات منفصلة على بعض الفضائيات ، فاوروبا وربما ايضا امريكا ودول اقليمية وامام جمود القيادة واطروحاتها التي تطالب بمؤتمر دولي لحل الصراع وهي مطالبة طالب بهال عباس منذ عام 2017م في الجمعية العامة وكررها اكثر من مرة ، واما واقع من الفساد للسلطة وانقسام قد ينهي تماما على دولة فلسطينية في بقايا الارض في الضفة وغزة ، هذا الوقع دعا الاوروبيين ودول اقليمية لضرورة تغيير في القيادة الفلسطينية عن طريق الضغط لانتخابات تشريعية وهو ما ماطل فيه الرئيس منذ انتهاء ولايته وولاية المجلس التشريعي المنحل بقرار من الرئيس ولا فالدول المانحة قد تجمد الدعم للسلطة وهذا ما دفع الجميع للقاء وتجميد كل الاطروحات السابقة سواء من فتح او حماس لانهاء الانقسام والذي له الان 14 عام بلقاء تتحدث فيه فتح وحماس عن قائمة مشتركة ومحددات امنية بحيث تقلص او تمنع اي قوى منافسة للقائمة المشتركة وبالتالي يحافظ النظام السياسي الحالي في الضفة وغزة على زعامته وقيادته للساحة الفلسطينية في بانوراما جديدة تبقى الوضع كما هو عليه في الضفة وغزة بمنظور مصلحة فئة في فتح تقود في الضفة وحماس تقود في غزة اشبه بالفدرالية وبالتالي تحقيق المطلب الاوربي بالديموقراطية ونتائجها واغلاق الباب عن البديل لعباس او تجديد في شخصيات النظام السياسي بما لايرغبه كلا من فتح وحماس وهذا ما عبر عنه العاروري والرجوب في لقاءاتهما عبر الفضائيات .

البديل ومحمد دحلان :-
تصاعدت فكرة البديل باقرار الانتخابات التشريعية والرئاسية وازداد ترديد اسم محمد دحلان كخيار اوروبي وامريكي واسرائيلي واقليمي كشخصية تمتلك الذكاء والمرونة والشعبية وخاصة في فئة الشباب وما زال الحرس القديم يثير عبر عجلته الاعلامية كل ما هو يشوه سمعته فلا اذكر اي شخصية على مستوى افريقيا واسيا واوروبا تعرضت للتشويه وتسليط الاضواء عليه كما حدث مع محمد دحلان ، وهنا اسجل محمد دحلان ليس نبيا ايضا ومن حوله ليس انبياء فلهم اخطاؤهم ويحملون ثقافة التجرة الفلسطينية بكل ما تحمل وهم لم ياتو من كوكب عطارد او المريخ بل هم جزء من هذا الواقع الذي يحاول ان يصنع شيئا وقد يستطيع او لا يستطيع وهذا له احكامه الذاتية والاقليمية والقدرات ليس لقدرات محمد دحلان فقط بل من الدائرة الضيقة حول محمد دحلان وكذلك الموقف الدولي كامريكا واوروبا ومنظورهم للقيادة الجديدة ..... وانا حقيقة اسخر ممن يقولون ان صندوق الانتخابات هو من يقرر ... فالصندوق وحده لا يقرر ولا تعتمد نتائجه في ظل عالم متشابك المصالح وقوى مهيمنة على اقتصاده وقراره ... فكثير من نتائج الانتخابات كانت غير مرضية للقوى الدولية ولذلك اجهظت نتائجها وسلطاتها بالحصار الاقتصادي وغيره من قرارات وعقوبات تنهي اي بارقة امل بان يمارس الناجحون في الانتخابات مهامهم الوطنية او الحزبية .

كما قلت في السابق منذ سنوات ان محمود عباس سيكون اخر رئيس للسلطة ..ومن هنا فان الفلسطينيين عام 2021 و2022 مقبلين على تغيير في الجغرافيا السياسية كما هي المنطقة مقبلة على تغيير في الجغرافيا السياسية وماهية الانظمة وتوازن للقوى الاقليمية ونفوذها في المنطقة اسرائيل ايران تركيا وخروج امريكا من المنطقة ضمن محددات لهذا التوازن ، وبالتالي قد نشهد رويدا ذبول فكرة ووجود واقع الستينات ومابعده من فصائل فلسطينية حتى منظمة التحرير التي اصبحت عنوان فقط ستتحول لنظام سياسي كدولة او دويلة او كننفدرالية للديموغرافيا الفلسطينية ....
ولكن ما هو ملفت للنظر ان كل ما تثيره اجهزة الاعلام الامريكية او الغربية او الاسرائيلية حول شخصيات فلسطينية مرشحة للمرحلة القادمة تندفع بعض الحناجر والاقلام لتتهم من اثيرت اسماؤهم بالعمالة وغيره من التوصيفلا ربما لان هذا الموقف ينبع من موقف امريكا والغرب من الفلسطينيين والمنحاز للاسرائيليين ... ولكن بالمقياس هل نعتبر ترامب عميل لروسيا مثلا او نعتبر من تدعمه روسيا عميل لها ..... ومن في العالم يستطيع ان يستقل بسيادته وقراره بعيدا عن الصندوق الدولي والدولار .... العالم يا سادة هذه الايام وفي هذا العصر يختلف عن السابق .... حتى رؤساء الدول والحكومات قبل ان يستلموا مهامهم يجب ان يكون مرضي عنهم دوليا ليكتسبوا الشرعية وينصهروا في المجتمع الدولي ..... اذا الفلسطينيون ليس لهم دولة ولاسيادة ولا اقتصاد ... هل يمكن لرئيس سلطة او حكومة تعيش بمعزل عن العالم وشروطه وتوافقاته ...!!! المقياس هنا ليس بهذا التوصيف بل هل القيادة تعمل سواء رئيس او رئيس وزراء او وزراء او تشريعبدي يعملون لصالح الشعب وفكفكة ازماته من حقوق وطنية وانسانية ومعيشية هذا هو المقياس .... فالكثيرين ينظرون لمحمد دحلان بانه المنقذ من الفقر والتسول والبطالة ويتجه نحو بناء الانسان هذه الامال التي وجدها الكثيرون في سلوكه من الوقوف في تخفيف ازمة اهل غزة من بطالة وفقر وتهدئة النفوس والخواطر الاولياء الدم من مخلفات عام 2007م ، اما ان يكون دحلان هو المسؤول عن اكثر من 5 عقود من الفشل وتفشي الاستيطان وتغوله والفساد عبر عقود فهذا افتراء وخداع للشعب الفلسطيني ، اما الولاء لامريكا ... عند الانسحاب من بيروت وفي اجتماع القيادة قال ياسر عرفات سنستجيب لدعوة فليب حبيب للخيار السياسي والانسحاب من لبنان فالحلول في المنطقة في يد امريكا ......

ولكن من هو الذي يطمع بان يكون رئيسا الان وفي هذا الواقع ومن تجربة تم تدميرها عبر عقود ....!! وعتقد هذا التساؤل اثاره محمد دحلان نفسه .. في احد مقابلاته في الفضائيات .... برنامج وطني تم تدميره .... فشل في الكفاح المساح وفشل في المفاوضات ... ثقافة وطنية تم احلالها بثقافة سلام فاشل .... انقسام من الصعب انهاؤه بعد 14 عام كرست واقع فيث الصفة وواقع في غزة .... 120 الف حالة بطالة في غزة وحدها .... حالة فقر مدقع في غزة وحدها 65% اقتصاد مدمر ... احتلال ينهب الارض وتهويد في حين ثقافة سلطة لم تعمل لحظة واحدة لتعبئة الشعب لمواجهته .... اما فتح فهي تلك الثقافة التي ولدت مع اوسلو يعني ان تكون فتح يعني وظيفة ورتبة وامتيازات ... اما الواقع السياسي المتعلق بالقضية اقليمية ودولية لا اعتقد ان اي رئيس قادم يستطيع مواجهتا والعودة لنقطة الصفر تحتاج اللى رئيس فدائي وواقع اقتصادي جيد وشعب يستطيع ان يفدم 10 الالاف من الشهداء .......اذا من يقبل ان يكون رئيسا لهذا الواقع ..؟؟ ومن يستطيع ان يقود العملية السياسية في ظل رمال متحركة وشقلبات في المنطقة وهيمنة دولية واقليمية تستهدف القضية .. اجيبوني .....
سميح خلف