رأيت السعادة



رأيت السعادة، لما رآني
تقارع ترس الأسى
في وجهه، و اعتراني الأسى
و أسأل
ثمة حزن يخون الملامح إن فرحت
و أسأل وجهي
لماذا السؤال؟
لماذا الخواطر إذ سنحت؟

يزيد ذهولي و يحتد بعدي
أريني دموعك يا عين، ردي
أريني بكاءك
أين أنتهى ذلك الحزن بعدي؟
أموت إذا؟
أين صوتي؟ و ويحا ليأس تشرد بعدي

أراك تمر و تنشد شعرا غريبا
و أقرأ في السر شعرا غريبا
أراك تهز جذوع الأماني
لتسقط يأسا و بردا رهيبا

أراك نجومي، و شمسي، و غيمي
أراك الظلام، و ليلا تقلص
و الليل يومي
لماذا أراك ارتعاشة ذكرى
تجيئ و تبقى و تمحق حلمي؟
أنا لست أهدي إليك كلاما
و ليس حديثي يذوب هياما
أنا لست إلا امحاق الخيال
و كل اقترابي ظلال الظلال

أجيئ لموتي
سرابا يروح و يأتي
أجيئك روحا من القفر سارت
و عند اقتراب النهار تلاشت
و قطرة ماء تفجر صدري
لماذا أجيئك وحدي
لأهواك وحدي
و أرحل وحدي؟
لماذا أموت بعيد اللقاء؟
لماذا اعتراني اسوداد المساء؟
ألم نصنع الليل فجرا قريبا،
و حلما وشيكا،
و لحنا تبختر عبر السماء؟

أنين بعينيك فظ المعاني
أتركيني إليه
أنا القلب، أنهكه و اشتراني
المشيب رقيقا لديه
أنا القلب شيخ يعاني
و يصرخ لي ، و لعذب الأغاني
أتركاني...اتركاني

تمادت عيونك في قتل صوتي
و غرد فوق الجراح حزينا
يحضر أكفان موتي
أليست عيونك عونا لموتي؟

عشقت بياضا بلون السماء العليلة
يلون كل اشتياقي بلون الضباب
و يشعل كل ظلام الشباب
عشقت،
نظرت بعين كليلة
عشقت و أعشق محض عذاب

إليك يطير جنوني، و أنت تطير
أكاد أراك صبيا
بعمري و تلهو
أراك تصيد الفراش
و أسمع صوتك تضحك بين الطيور
أكاد أراك زهورا بلون التلال
أكاد أراك رحيقا
و أملأ منك السلال
لماذا تغيب؟
و تضحك ثم تغيب؟
لماذا تروح و أبقى لحزني؟
لماذا أقتربت؟ و عدت غريب؟

و أركض إما أراك
كطفل يريد اكتشاف النيازك
خلف السماك
و جمع الأناشيد فوق رباك
أنا القلب،
طفل يعاني
و يعشق بيض الأماني
ألم آت يوما ببيض الثياب؟
و منها سألبس عند الرحيل
إزار الغياب؟

أتت من بعيد
هموم الفؤاد تنادي
و أنت تنادي
و الاسم الملبد بالغيم صار سماء
تساقط غيما
و قطرا
و عشبا
و زهرا
تنادي...
و أسمع سحرا،
و عطرا،
و حزنا ينادي

قريبين كنا و لكن
ألم تفتقد مثل قلبي
بكاء سخيا صنعناه منا؟
قريبين كنا
و ضحكا سخيا خفضناه حزنا؟
ألم نلتقي مرة كالصغار؟
صغيرين كنا
و ضحكا سخيا حبسناه أمنا؟

تعبت من المشي وحدي
و أنت الذي وجهته المكان الذي أقصده
لماذا؟
أنمشي غريبين في دربنا؟
و أجهل أنك
لست أنا