نحو فدرلة اوسلو .

لم يبقى شيء من اوسلو سوى ثقافتها على الواقع الفلسطيني و المستفيدين من ظاهرتها فمازال الاحتلال موجودا و تحطم الياته ارصفة الشوارع في الضفة الغربية وصولا الى قصر او بيت الرئيس والمقاطعه والحلقة الضيقة للجنة المركزية وباقي الفصائل ولم تخلو حارة او شارع الا معرضة للاجتياح ، يقولون ان اوسلو شاخت ومازالت بشيخها الكبير محنطة لا تسطيع ان ترجع للخلف خطوات لتصحح مسارها للامام فمازال خطابها هو الخطاب القديم الجديد باختلاف شيء واحد بأنها تدعو لمؤتمر دولي ثم تراجعت بناءا على ما يأملوه من ادارة بايدن و كما قال مناحيم بيجن وستستمر المفاوضات لخمس عقود او اكثر مضافا للعقود السابقة ولتقفز مملكة داوود بمستوطناتها على المائه عام الموعودة التي تخوف ناتنياهو ان لا تتم هذه المدة لمملكة صهيون على الارض .

عالم الديمقراطية للحزب الديمقراطي هو مؤسسة عريقة لا تعترف الا بالشرعيات للتعامل معها على الاقل وخاصة ان خطابها هو راعي الديمقراطية في العالم و حقوق الاقليات الا الشعب الفلسطيني في وجهة نظر الحزب الديمقراطي "ان يكون وجود الشعب الفلسطيني قابل للحياة فقط" ولا مرجعيات للقرارات الدولية او تحسينات لصالح الشعب الفلسطيني بالرجوع عن النتائج الكارثية التي حلت بالشعب الفلسطيني في الحرب العالمية الاولى والثانية .
الدوافع الضاغطة للانتخابات الفلسطينية تتمحور في ايجاد شيء من الشرعيات التي انتهت في سلطة الحكم الذاتي المنصوص عليها بناءا على تطورات اتفاقية اوسلو و الطلب الاوروبي الامريكي و اقناع الاسرائيليين بوجود مجلس تشريعي ورئيس للسلطة هذا من ناحية ، و الناحية الاخرى هي عشرات او مئات التقارير التي ترصدها مؤسسات حقوق الانسان و محاربة الفساد و اجهزة الامن الاقليمية والدولية لفساد تلك السلطة التي امتهنت الثراء على حساب شعبها وهذا ما يزعج الاوروبيين والامريكان ويقلل من شعبيتهم في وسط الشارع الفلسطيني والعربي وبالتالي هم مع سلطة ورئاسة سلطة اكثر توازننا مع ذاتها ومع شعبها وبالتالي دفعوا هذه الايام لانتخابات و بضغط وجد فيه التيار الرسمي لحركة فتح وان جاز التعبير الحرس القديم على ان يجد وسيلة امنة للخروج من المأزق و المحاسبة وبالتالي كان المطلب من الاوروبيين والامريكان عبر وكلائهم او خارجياتهم او ممثل الرباعية الدولية ان تكون شرطية الترشح للمجلس التشريعي خالية من الرعيل الاول والثاني والثالث والمراكز المتقدمة من السلطة اي هي الطبقات المستفيدة من الوضع القائم والملوثة و المتهمة بالفساد وهو يحقق ايضا شرطية ان يتخلص النظام السياسي حتى من الانقياء اصحاب ومعاصري الطلقة الاولى والثورة و استبدالهم بجيل جديد لا يفهم الا ثقافة اوسلو و معطياتهم و حدودها السياسية والجغرافية ... هم ارادوا ذلك .
ولكن بالعمق السياسي للانتخابات و بالضغط الاقليمي والدولي ايضا فهي تدور في مربع مغلق حول حل الدولتين و المبادرة العربية ، لم تكن قضية اللاجئين ولن تكون في مفهوم هذا النظام السياسي الاوسلوي هي القضية الاساس بل جاهزين حتى بتبادلية الاراضي في حدود مربع اوسلو الذي لم ينص على وجود دولة فلسطينية وان كان هناك الفترة الانتقالية التي دمرها ناتنياهو ليستفتى الشعب الفلسطيني في حدود تلك الارض و سكانها فقط في ماهية الشكل السياسي بدون السيطرة على الحدود و الفضاء و البحر و المياه .
فكرة الانتخابات الضاغطة يفهمها الامريكان والاوروبيون بأنها لن تنجب وحدة سياسية متكاملة و اقتصادية ايضا بين الشمال والجنوب المتبقي من ارض الوطن فاربعة عشر عاما من الانقسام التي فشلت فيه الحوارات اكثر من 30 مرة و الوساطات الاقليمية و الدولية ليس لانهم عاجزين عن فك شفرة الانقسام او تغيير اوجه الصراع الفلسطيني الفلسطيني في الشمال والجنوب بل مزيدا من الوقت لنضوج مائدة الطعام و الطبخة اولا ، فأصبحت الثقافة لدى الانسان العادي ليست قضية التحرير او الحقوق بل اصبح الشعب الفلسطيني منقسم الى عدة دوائر انسانية تطلب رغيف الخبز وتأمين الراتب فقط وهو المطلوب والسيف القاطع لقهر اي شعب و استبعاد اي نخب او كوادر تنادي بدفع مزيد من التضحية من اجل قضية التحرير او جزء منها وهو ما يحدث الان .
قضية الانتخابات تقطع الطريق امام اي محاولات جادة لاعادة دراسة التجربة والخروج من خطيئتها وخطاياها الى افق يخرج عن واقع اوسلو وفرضياتها على الارض وبالتالي اعادة تدويرها وتجديد ثوبها وعمقها ايضا بلملمة المنقسمين علمانيين واسلاميين في بوتقه اسمها الانتخابات ايضا تحت مظلة اوسلو و تمويل الرباعية ولكن كما قلت بعد نضوج طبخة التنفيذ لاعادة هيكلة اوسلو بينما ثقافتها موجودة فيا لشارع على غالبية الجيل الذي ترعرع و كبر في ظل تلك الاتفاقية والمصالح على روجت من خلالها الرتبة والراتب بلا تقييم فعلي بل هبة واستيعاب و ثم الخنق والاجبار على التماشي مع تلك الثقافة بعد 14 عام تتصرف حماس كدولة ولها ممراتها المالية كما هي الضفة الغربية ورئاسة محمود عباس ايضا ، هناك اجهزة امنية تم تدريبها في دول باحترافية عالية في غزة و هناك اجهزة امنية تم تدريبها ايضا في دول متقدمة في العالم مثل المانيا وامريكا ولندن و غيرها من المسميات و باحترافية ايضا ، اذا في غزة توجد منظومة امنية عسكرية مؤدلجة و اقتصادية ايضا و في الضفة كذلك اذا كيف يمكن ان يضحكون على الشعب والمنتخبين بأن الانتخابات ستفكك الانقسام انتم تلاحظون الان التناحر الذي اصاب الحالة الاجتماعية والثقافية والفصائلية وكل منهم يريد ان يقضي على الاخر ايضا باسم الديمقراطية ، التناحر على انتخابات لا طائل منها الامزيدا من الانقسام المجتمعي والثقافي والوطني للشعب الفلسطيني المكلوم.

ولنأخذ عدة احتمالات في القوى المتنافسة والمتصارعة في النظام السياسي الفلسطيني وطنية و اسلامية واقطابها و من هم من قزميات التنظيمات سيعطون هذا او ذاك او يتحالفون فيما لو فازت قائمة بالنصاب في الضفة الغربية ، هل هناك من اليات لان تكون اي وزارة قادرة على تنفيذ برامجها في غزة في ظل اجهزة ومؤسسات مؤدلجة ام سيكون هناك حكومات في الظل واجهزة في الظل و هي المسيطرة امنيا و ماذا عن سلاحها المخزن تحت الارض في ظل التنسيق الامني للسلطة في الضفة ، واما ان فازت قائمة الاسلاميين بالنصاب فهل ستسمح السلطة بممارسة انشطتها تحت مبدأ المقاومة ام مطلوب من غزة التنازل التدريجي حتى يصل الى اخر صاروخ مخزن و هل ستسمح السلطة بسيطرة الاسلاميين على سلطة الاراضي التي تم برمجتها كاملا لصالح الفصيل و هل تستطيع سن قوانين تعيد تلك الاراضي للمال العالم ؟!
الاحتمال التالت القائمة المشتركة كما يطرح الان و ان كانت الامور في ظاهرها هي وزارة تشغيلية و مجلس تشريعي مراقب ويسن القوانين اذا وجدت فعلا الحالة الديموقراطية فهي لها خطورتها ايضا في المجلس التشريعي وان حصلت على النصاب فهل فعلا سيعمل كل طرف للصالح العام ام لصالح فصيله ؟!
اذا الطرفين يعلمون ان كل منهما لا يستطيع ازالة الاخر ولكن هناك صفحة جديدة لاستدراج الاسلاميين الى السلطة والى منظمة التحرير لوضع الرطوش النهائية للتنازل عن القضية الفلسطينية قانونيا بتوافق كل قوى الشعب اللسطيني وان كان هذا المطلب هو مطلب امريكي اوروبي اسرائيلي فهو مطلب ايضا القوى الاسلامية في غزة لان تقتحم منظمة التحرير وتأخذ منها نصيب الاسد ايضا ، طموح يأتي من دراسة جيدة لحال الحركة الوطنية الضعيف والمنقسم بما فيها فتح و هي نتائج سلوك وممارسات قام بها الرئيس و من حوله لتدمير الحركة الوطنية واذكر ان حماس رفضت الدخول في المجلس الوطني في الجزائر برعض ابو جهاز وكانت تطالب اكثر من 50% فما بالكم اليوم .
اذا مهما كانت النتائج في الانتخابات القادمة سواءا بقائمة مشتركة او قوائم منفصلة فحماس قدمت تنازلات وستقدم من اجل تمثيبل شرعي ودولي لها في منظمة التحرير باعتبارها رأس اساسي و متقدم للاخوان المسلمين في العالم بعد اكثر من عقد من خسارتهم بعد الربيع العربي و هي مسؤولية ومهمة لا يمكن ان تتنازل عنها حماس و من اجلها سوف تقدم تنازلات في ظل سقف اوسلو ولكن هم جميعا يذهبون الان الى تجديد اوسلو نحو الفدرالية بين نظامين سياسيين مختلفين ايدولوجيا و تكتيكيا واستراتيجيا لبرلمان واحد وربما وزارة فدرالية و هناك حكومتين في الظل او معلنتين ترسم سياساتها الداخلية في كل من الضفة وغزة اقتصاديا وامنيا و ثقافيا فما هو ممنوع في الضفة لن يكون ممنوعا في غزة والعكس صحيح و دامت اوقاتكم لمزيد من الخداع الوتضليل .