مرحلة وحدة النظام السياسي الفلسطيني .

قد تكون مرحلة المطالبة بانتخابات لتجديد الشرعيات او احداث تجديد للنظام السياسي الفلسطيني او تغيير للنظام السياسي الفلسطيني قد انتهت بمتغيرات ميدانية على الارض و ان كان الرئيس الفلسطيني قد اجلها لحسابات معينة فالتفاعلات الميدانية من حيث الاداء و الموقف و القوى اللاعبة سواءا في القدس او الشيخ جراح او غزة قد تجاوزت فكرة الانتخابات وربما كان قرار الرئيس الفلسطيني عباس بتأجيل الانتخابات فرصة وفائدة للشعب الفلسطيني اكثر منها ضررا له ، فالانتخابات وان حدثت فلم توحد النظام السياسي الفلسطيني ولن تسطيع وضع برنامج نضالي وسياسي يلبي الطموحات الوطنية على المستوى السياسي والوطني بل كل ماكانت ستفعله الانتخابات توزيع جديد في ظل التزامات النظام السياسي الفلسطيني وبرنامجه سواءا في منظمة التحرير او السلطة الفلسطينية او مجموعة القيادات الفاعله التي تصيغ القرار الفلسطيني وبالتالي اتت الاحداث في المسجد الاقصى وبمناسبة ما يدعون توحيد العاصمة ما تسمى اوشليم و نهوض القوى الميدانية في كل من المسجد الاقصى والقدس والشيخ جراح و ردود الفعل الفلسطينية ايضا في حيفا ويافا واللد وام الفحم المتفاعله والمتشاركة في حماية القدس ومساكن الشيخ جراح و تلبية غزة للنداءات المنطلقة من باحات المسجد الاقصى والشيخ جراح كانت اللبنة و المربع الاول وبدون انتخابات لتوحيد النظام السياسي الفلسطيني والبرنامج الوطني الفلسطيني الذي يتجاوز السلطة الفلسطينية و قيادة منظمة التحرير المنتهية صلاحيتها .
ما يحدث الان هو البداية لتجديد النظام السياسي الفلسطيني والبرنامج الوطني الفلسطيني التي يتجاوز النظرة الخاصة للحزب او الفصيل ولأن الشعب الفلسطيني في كل من 48 والضفة وغزة والخارج متوحد تحت مطلب و مطالب غزة في الوطن الواحد الموحد الخالي من الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية والقدس .

المعركة التي تخوضها غزة مع الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية اعتقد انها مرحلة جديدة ووجه جديد في الصراع يأتي بتوازن رعب متكافئ سياسيا و عسكريا فالاحتلال لم يعد الدولة المعصومة مدنه و هي فلسطينية محتلة من الذراع الطولى للمقاومة الفلسطينية فهم يعيشون تحت الارض اما صواريخ غزة فهي تخرج من تحت الارض و من حيث يعلمون ومالا يعلمون هذا اذا ما قرر الاحتلال حرب القاذفات والصواريخ والطائرات اما الحرب البرية وهو ليس قادرا عليها فقد جربها في الشجاعية وخانيونس والشمال ، اذا لاول مرة في تاريخ الصراع ما ترفعه المقاومة الفلسطينية من مطالب يعتبره الاسرائيليين تهديد لسياسيتهم الاحتلالية للارض الفلسطينية كلها جنوبها بشمالها وشرقها بغربها و هي اصبحت تحت واقع التهديد والشروط التي تضعها المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة والذي يؤيده كل الفلسطينيين في الداخل والخارج .

- ماذا تعني الشروط التي ترفعها المقاومة لايقاف المواجهة مع الاحتلال : -
1 - المقاومة تطالب الاحتلال بالابتعاد كليا عن الشيخ جراح
2 – المقاومة تطالب بابتعاد قوات الاحتلال عن المسجد الاقصى وباحاته لتستقر معادلة هدوء وهدنة محسوبه
- ماذا تعني تلك الشروط للاحتلال
تعني تلك الشروط للاحتلال باختصار شديد

  1. الرحيل عن القدس وتمزيق قرار ترامب واكذوبة القدس الموحدة والاحتفال بها .
  2. تعني تلك الشروط ان لا سيادة للاحتلال على الضفة الغربية .
  3. تعني تلك الشروط رفع مطالب المقاومة الوطنية في المستقبل الى ابعد من ذلك .
  4. تعني تلك الشروط التفاعلات التي اصبحت فيها اللد محررة تماما وربما المناطق الاخرى العربية التي ستقع تحت مطالب المقاومة بابتعاد قوات الاحتلال التنكيل بالسكان الفلسطينيين وهو قد يكون مطلب على غرار مطلب المقاومة بالابتعاد عن المسجد الاقصى .

ماذا يعني موقف الاحتلال الان ؟

تعني ان الاحتلال لاخر لحظة سيرفض وقف اطلاق النار لان في وقف اطلاق النار هزيمة لفكرة دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية وانتصار للحق الفلسطيني على طريق التحرير .
ماذا يعني الموقف الميداني و السياسي للمقاومة ؟
عندما اختارت المقاومة الرد على انتهاكات الاحتلال في القدس والشيخ جراح فهي رفعت من سقف مطالبها المدروس سياسيا ووطنيا وعسكريا وبالتالي لم توقف الحرب و المواجهة الا بتحقيق الحد الادنى مرحليا و هي قضية القدس والشيخ جراح و فتح خطوط الوساطات لتنازل العدو عن تلك القضيتين .
الموقف الدولي و المقاومة الفلسطينية في غزة :-
بالتاكيد ان غزة عندما قررت الدخول في المعركة اثبتت وحدة القرار الوطني الفلسطيني والمطلب الفلسطيني والتحالف الشعبي الوطني في كل ارجاء الوطن المحتل و في الخارج وبالتأكيد درست الواقع الاقليمي والدولي الذي قد اعطاها ربما نوع من الخط الاخضر فالموقف الاوروبي يتعارض مع كل الاجراءات الاسرائيلية في الشيخ جراح والقدس ولا يعترف بالقدس عاصمة موحده لاسرائيل .
الموقف الامريكي وان كان ظاهريا مساعدا لاسرائيل في مجلس الامن فما يحدث تحت الطاولة ربما يختلف نسبيا للاسباب الاتية :-
  • ينظر الامريكان لموقف اسرائيل العدائي للبرنامج الامريكي تجاه ايران ويجد الامريكان ان حكومة ناتنياهو و المتطرفين يعرقلون السياسة الامريكية و البرنامج الامريكي في الشرق الاوسط و فلسطين وبالتالي قد يقبل الامريكان بتوازن الرعب والتكافئ السياسي بين الاحتلال وغزة و هي بادرة جيدة اوضحها وزير الخارجية الامريكي عندما طالب بوقف العنف المتبادل بين اسرائيل والفلسطينيين في الشيخ جراح والقدس وغزة و موقف متكافئ بخصوص المدنيين والامن والامان لكل من الاسرائيليين والفلسطيين وبالتالي الادارة الامريكية الجديدة قد تكون تريد موقف محرج لناتنياهو في هذه الحرب لتنطلق اكثر واكثر اذرع المقاومة حفاظا على الموقف الامريكي الملام من اوروبا وبالتالي اتى موقف الخارجية الامريكية متزنا نوعا ما وفاتحا خطوط اتصالات مع القوى الفاعلة في غزة وليس مع السلطة و عباس فتقريبا النظام السياسي الفلسطيني بقيادة محمود عباس فاقد لكل الاوراق بل مستسلما لواقع الاحتلال بدليل انه يكبح كل فلسطينيي الضفة من مقاومة الاحتلال في ارجاء الضفة والكلمات العاطفية التي يطلقها محمود عباس في مؤخرة الاحداث عن القدس كحق تاريخي و الكلمات الجوفاء الديماغوجية لم تغير شيئا ولن تغير من واقع التغيير الحادث في قوى النظام السياسي الفلسطيني
الرئيس محمود عباس الذي يتحدث الان ويتغنى بالقدس وصمود اهلها وصمود غزة والداخل ماهي الا لغة الديماغوجية لاسلهام عواطف الشعب الذي لم يرى من حكمه الا كل بأس ويأس وخذلان هذا الرئيس الذي لا يمتلك اي اوراق للتأثير في الاحداث بل تمتلكه سواعد المقاومين والصامدين في غزة و الداخل والقدس هو يحاول ان يركب على ظهر سفينة المقاومة مرة اخرى ولكن هيهات هناك تحولات جوهرية فرضتها الارض وفرضها الواقع والقوى التي لن تفرط في فلسطين ، فكان الاولى من هذا الرئيس الديمغاوجي ان يرفع كافة العقوبات عن غزة وعدم التمييز الجغرافي وعودة الرواتب والغاء كافة العقوبات هكذا الموقف الوطني وان يطلق يد المقاومة في الضفة الغربية .

تغيير النظام الوطني الفلسطيني بما يناسب المرحلة

بالتاكيد اننا بحاجة الان الى توحيد النظام السياسي الفلسطيني المقاوم الذي يضع اتفاقية اوسلو وارتباطاتها تحت الاقدام وما تمثله قياداتها وحدة النظام السياسي لدولة فلسطين الحامية والسيدة على غزة ومانعة الاسرائيليين من دخول المسجد الاقصى واضواحيه والقدس والمؤيدة والمؤازرة لتفاعل اهلنا في الداخل لكي يكون مشوارا حقا زمنيا متزامنا مرحليا كليا لتحرير كل الارض الفلسطينية لتكون فلسطين كما كانت ارض السلم والسلام .

بقلم / سميح خلف