مكتسبات المواجهة الاخيرة

ثمة ما هو مهم واهم من المهرجانات والسلوكيات التعبوية والحشد وان كان مهما كاحدى اوجه المعركة الا اننا بحاجة والاهم ان ندرس تلك المكتسبات وكيف يمكن الاستفادة منها وان لا نجعل تلك المكتسبات كارتكازات للعودة للخلف وما هو مطروح منذ سنوات وبنفس الخطاب والبرنامج والاليات والتسليم للقوى الفاشلة ببرنامجها تلك القوى في النظام السياسي الفلسطيني التي تعد وتجهز نفسها لكي تستمر مجدد ا في امتلاك الملف الفلسطيني ، ولذلك فكرة الانتخابات قد تطرق وبقوة لتجديد شرعيات التمثيل واشخاصه او ربما تغيير في النظام السياسي الذي يمكن ان يطرح البرنامج الوطني وبشكل مختلف عن الفشلة وفي حصاد مرحلي لنتائج المواجهة والحرب التي اوقفت رحها بوقف اطلاق النار الساعة الثانية صبيحة الجمعة الموافق 21/5/2021م ،وربما كان كانت كلمة الرئيس عباس امام البرلمان العربي قد استبق هذا الطرح عنما قال اننا نسعى للانتخابات متى توفرت شروطها ... وهو نفس المبرر الذي الغى فيه مراسيم الرئاسة بهذا الصدد الخاصة في الانتخابات كتوقيت ومواعيد ولكنه اضاف يمكن تشكيل حكومة توافق وطني تجد( قبول دولي واقليمي ) اي تلتزم بالمعايير الدولية للصراع والاتفاقيات المبرمة مع الاحتلال ، وبالتالي نرجع لنفس المربع والتمثيل ، ولكن كالعادة السلطة واركانها فتحو بطونهم والسنتهم على قطف الثمار للنصر الذي حققته المقاومة وتبدأ في قصة اموال التعمير وتشكيل لجنة لاستجلاب وتوريد تلك الاموال وبصفتهم السلطة الشرعية المعترف بها دوليا وقانونيا من الوسط الدولي والاقليمي ، وان كانت هناك اشارات من الادارة الامريكية للتفاوض الغير مباشر مع حماس بصفتها العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية في غزة وصاحبة الانجاز الاكبر والمهم في المواجهة الاخيرة ، وان اضاف بايدن بانه لن يمكن حماس من اعادة بناء نفسها في غزة .

القضية هنا اصبحت متشباكة وما بعد اطلاق النار لا يقل اهمية عن ادارة المعركة ايضا على المستوى السياسي والدبلوماسي ، في اي معركة بالتاكيد ستخضع لكلا الاطراف لكي يحقق مكاسب سياسية ، وكثير من الحروب ينتصر فيها احد الاطراف ويعجز ان يحقق نصرا سياسيا يلبي النصر العسكري وهذا ما لا نريده للمقاومة الفلسطينية التي اثبتت انها قادرة على التعامل مع قوة كبيرة ترهب منها دول الاقليم عبر سنوات الصراع في المنطقة المستمر منذ اكثر من 1972 عام .

ولذلك اولى قواعد الانجاز واستثمار النصر والتضحيات التي حققتها حماس وفصائل القوى الوطنية والشعب الفلسطيني في غزة الذي صمد ويعتبر مشاركا هاما في المعركة وافشل خطة العدو في ان يخرج الشعب الفلسطيني متظاهرا ضد المقاومة وهذا لن يحدث عندما استهدف الابراج والبنية التحتية .

يجب على المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حماس ان تستثمر حالة الوعي الفلسطيني والجيل الاوسلوي الذي قالوا عنه انه نسي قواعد القضية بل كان هو احد ابطال المواجهة سواء في غزة او الضفة او في 48 او في المخيمات الفلسطينية المحيطة وما قدمته حماس والفصائل من نتائج وانجازات لهذا النصر وان قلت نصرا ً فانه نصر مرحلي وليس مطلق وان كان يدخل في التبويب الاستراتيجي للمرحليات ، تلك الانجازات :

1 – انها اعادت للقضية الفلسطينية شعلتها وتقييمها الدولي والاقليمي بعد ان اصبحت القضية في عهد الفاشلين نسياً منسياً ومعرضا للتهميش والاستهتار بل الاستهزاء من كثير من دول اخرى وسطوة للاستيطان والاستيلاء على كل الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية .

2 – اثبتت المواجهة الاخيرة بان الانسان الفلسطيني يحتاج لقوة تمثله لكي تخرج طاقاته الكامنة لمواجهة الاحتلال

3 – اثبتت تلك المواجهة ان وحدة الشعب الفلسطيني على الارض محققة باختلاف المنهجيات الفصائلية والحزبية وماهو يمكن تحقيقه اذا ارتقت القوى الفاعلة في المقاومة الفلسطينية لتجميع كل الطاقات الفلسطينية في بوتقة واحدة وانشاء جيش تحرير فلسطيني او قوات شعبية جامعة للكل الفلسطيني وبثوب جديد عن ثوب الفاشلين الذين جيروا جيش التحرير لمصالحهم الخاصة .

4 – اثبتت المواجهة بانه يمكن عمل وحدة ميدانية وسياسية وبرنامج مع حركة فتح واسعة الانتشار التي تعارض منهجية ياسر عرفات كجزء هام من الحالة الشعبية والوطنية الفلسطينية .

5 – نتائج تلك المواجهة عرت الجيش الذي لا يقهر واثبتت ان ارادة الشعوب ومقاومتها اقوى من هذا النمر من ورق

6 – اثبتت تلك المواجهة ان التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني يجب ان يعاد تقييمه وطنيا وسياسيا ، فلقد اثبتت حماس والفصائل الاخرى بانها هي القوة التي يمكن ان تتحدث وتستلم الملف الفلسطيني بوجه جديد ومنطق جديد ومطالب جديدة على طريق الطموح الوطني .

7 – اثبتت المواجهة الاخيرة ان غزة يمكن ان تدير ملف الصراع بقواها المقاومة وبشكل يمثل ند وتهديد لكل سلوكيات العدو العدوانية في الضفة الغربية او في اراضي 1948 مع تطور حالة الصراع .

اذا ً ما يمكن ان نقوله الان يخضع لحالة الفعل والتفاعل في الساحة الفلسطينية هو الصراع الذي سيقوم على من يتحدث باسم الفلسطينيين ، اهي المقاومة الفلسطينية التي حققت نصرا على الاحتلال ام القوى الفاشلة التي ادارت الملف عبر اكثر من 50 عام ، او هل هناك احتمالية لان يتم توافق وطني بين المقاومة الفلسطينية وبين من لايزال وتزال اقوالهم حول التوجه للمجتمع الدولي فقط وان كان مهما واهمال المقاومة والمواجهة في الضفة الغربية ومحاصرتها ، وارتباطات كثير من اشخاص السلطة مع الاحتلال ، لا اعتقد ذلك ممكنا وان كان هناك محاولات اقليمية لجمع الحابل مع النابل وهي عملية تمييع وانحدار للقرار الفلسطيني وتاخير لاي منجز فلسطيني يمكن ان يتحقق على قواعد الرعب المتبادل والمتكافئ مع الاحتلال الذي عاش مواطنيه تحت الارض وتوقفت حياتهم الاقتصادية والمعيشية ومطاراته وكل مؤسساته 11 يوما ً ... فلننتبه .

بقلم / سميح خلف