لمن يدلني على رأسي الذي
ضاع مني اليومَ في سوق الرقيق
زجاجة من ماء العين.
إني عييت في البحث عنه ...
في سحنات العبيد ...
عيونِ المزايدين ...
ألسنةِ النخاسين.
قال نخاس:
رأيت سيدةً تدس تحت ثيابها ...
حلية مقلدةْ ...
قالت جاريةْ:
رأيت يمامةً تَصّعَّد في السماءْ.
حرصت عمري أن أُجَنِّبَ رأسي ...
عثراتِ الطريقْ.
إذا جاءت ريحٌ عاصيةْ ...
-وما أكثرَ ما تجيءْ-
أسكنته كهفَ النعامْ.
وإذا جاءت غيمةٌ حُبلى ...
-وما أندرَ ما تجيءْ-
زَرَعْتُه في جبلٍ ...
وجلست أرقبَ المخاضْ.
رأيتُهُ - بعد أن أحرقني القيظُ ...
- فنمتْ-
يتشكلُ نُقطةَ حبرٍ حمراءَ ...
على دفترْ.
تكبرُ ...
حتى تبتلعَ الدفترْ.
قال منجمٌ:
يأتيك رأسك تحت قناع قرد ...
يقتُلكْ.
قال رضيعٌ:
- ممهلاً ثديَ أمه -
إذهب فُضَ السوق ...
فسينبت رأسُكَ في موضعهِ ...
أَسمعت؟
في موضعهِ بالضبطْ.
عوني القرمة
.........................................
من ديوان "إفتحوا الأبواب للجرح"
المفضلات