(أوفدتني وزارة التربية السورية في عام 2008 إلى مديرية تربية دير الزور كمدرس للغة الإنكليزية وعّينت في مدرسة نائية في ريف البوكمال. هبّت في اليوم التالي لقدومي عاصفة رملية تعرف في تلك المناطق بالعجاج فكتبت هذه القصيدة!)
نشرت القصيدة ذات العنوان "يا عجاج الدير رفقا" على موقع وصحيفة "صوت العروبة" الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية في الأول من أيار / مايو عام 2021

يا عجاج الدير رفقا

رفقاً يا عجاجَ الدّيرِ رفقا
إني أتيتك..
لا سائحاً
لا نائحاً
ولا مُتَعجرفاً
أبِقا
إنِّي أتيتُك..
صباً يريد التّعلُّقَ
حُباً يريد البقاءَ
طيرٌ
لا يريد سوى
غُصنٍ كي يحطَّا

فهل لي
في جِنانِ الدَّير سقفٌ
وهل لي من نخلاته
عِذقا؟
…….
رفقاً يا عجاج الدّير رفقا
إني أتيتكَ
لا ذهباً عُنقي
ولا ساعةً في معصمي
فدعني أميّز الأوقات
والطرقا
يا عجاجَ الديرِ…
لا مُتزلفاً، ولا مستنكراً قلتُ:
أحِبُّ الهواءَ..
جديدهُ
وعبيره
الأنقى
ما قلتُ غيرَ الصِّدق يا ديرُ
وفي كلامي واجدٌ أنتَ
كُلّ حرفٍ طيبٍ
لبِقا
رفقاً يا عجاج الدير

إني متعجبٌ فيكَ!
فهل ثوراتك كانت
وما زالت
رغبةُ التّجديد…؟
أم أنّها
طبعُ نواحٍ
ساخطٍ
نزِقا؟!
…….
يا عجاج الدّير رفقا
إني أتيتكَ
متمهلاً جداً
متأملاً
صباً
متكلّماً
لبقا
فلم بُركانك ثارَ
وغُبارك طارَ
حتى كادَ
للحاء العين أن
شقا
يا عجاج الدير..
عيوني كل أمتعتي
وصدري مشرعٌ أبداً
ما عمره غلقا
ومصراع قلبي
يا دير
بعمري
ما خبرته
طبقا
……. .
يا ديرُ
إنّ الماء فيك
متمهلٌ مثلي
لا هادرٌ
ولا مستعجلٌ أبداً
..
فلماذا تستثير الهواء
وعلى رأسك
تذروا الرمال
كأنّ قطيعاً من النّوق قد
نفقا
يا دير إني رأيت في الديريين
لي أخوةً
وصديقا
ورأيت الطائيَّ فيهم
ورأيته بينهم
خالاً
وجداً
وشقيقا
يا دير
إني لواجدٌ
في أهالي الدير
أحباباً
وأنساً
رقيقا
……. .
يا دير
إني أتيتك
لا سائحاً
لا نائحاً
وكامل مطلبي
أن تفسح لي جانباً
وأن تريني
الطريقا
رامي الابراهيم © ، سويسرا
********