مات الصمت ... عاش الموت


"مقدمة غير شعرية:
كان كليب بن ربيعة أول من مَلَكَ من العرب. وكان يضرب به المثل في العز والمنعة. قتله جساس بن ربيعة غدراً؛ مما تسبب في حرب البسوس التي قادها أخو كليب المهلهل، واستمرت أربعين عاماً، قُتِلَ فيها جساس، ثم مَلّكَ المهلهل إبن أخيه كليب."


(1)
ملكَ الأملاكِ أجرنا ...
حربُ الناقةِ عادت تأكلُ أبدانَ قبائلنا.
جساسٌ جاء البارحةَ مع الجندِ ...
يفتشُ عن أثرٍ لدماءِ كليبْ ...
بَقَرَ بطونَ حواملنا ...
حرق مضاربنا.
ما وَجَدَ كليبْ.
ما وَجَدَ شبيهاً لكليبْ.

(2)
ما بالُ السيد يُقحمنا في آتونِ الزلزلةِ الظلماءْ.
نحن قبيلةُ صمٍ ...
فضلنا الصمتَ على الصوتِ المزعجِ ...
منذ الجدِ السابعْ.
(جاء الجدُ السابعُ خلفاً للجدِ الغارقِ ...
في سراديبِ النعمانِ بن المنذرْ)
علمنا أن الصوتَ جريمةْ ...
والخَرَسَ غنيمةْ...
فألفينا أن نتوخى إرضاءَ الهرِ الهائجْ ...
حين يعسكرُ في وادينا.
حتى الهِرَ ...
نؤثره بلحومِ حرائرنا وبنينا.
إعتدنا تنصيبَ خسيسِ القومِ ...
شريفاً فينا.
فلماذا يا جساسُ تجيء؟
هل دارَ بخلدك أنك تحرقُ فينا ...
عدَماً دام قرونا؟

(3)
ها قد جاء فتىً من أقصى القريةِ يسعى ...
يحمل آخرَ كلمات الجدِ الصالحْ ...
فسمعناه.
أدركنا أنَّا عُدنا نسمع صوتاً آخر ...
غير طنينِ الخوفْ.
قد جاء أخيراً من يكفرُ بأقانيمِ الخوفْ ...
يذبحُ سلطانَ الخوف ...
فذبحناه.

عوني القرمة
من ديوان "إفتحوا الأبواب للجرح"