بسم الله
اقدم هنا مداخله سريعة ولا أطيل في هذا الموضوع , فربما كان الشعراء ي الماضي لا يميلون لوضع عناوين لقصائدهم
وبالتالي كانت تتم الإشارة إلى معلقة فلان مثلا , أو لامية العرب , او الميمية , وهلم جرأ . ولكن في ايامنا هذه لا نجد قصيدة
بدون عنوان , وإن كنا أحيانا نعون القصيدة " بدون عنوان " وهو هنا عنوان .
أما فيما يتعلق بوضع العنوان فقلما يضع الشاعر عنوانا لقصيدته قبل كتابتها , إلا إذا كتب في موضوع واضح له تماما قبل
كتابة القصيدة أو البدء فيها كأن يكتب عن مجزرة قانا مثلا , أو محمد الدرة مثلا , أو الإنتفاضة , أو القدس أو بغداد ,
أو ابو الهول , فهي يعرف ويقصد ذلك , ويريد القول أن موضوعه الرئيسي هو هذا .
وأما في غالب الأحيان فالقصيدة تأتي دون انذار , منظر عابر , لفتهة عابرة , كلمة عابرة , خبر عابر , صورة عابرة
ينطلق منها لسان الشاعر , ويذهب خلف التداعيات ليصل إلى نهاية القصيدة , وهنا يبدأ في البحث عن عنوان , قد يضع
عنوانا بشي بالموضع الرئيس الذي ظن أن القصيدة عالجته , وإن لم يكن قصده هذا الموضع عند بداية القصيدة ,
ويقد يعجبه مقطع , أو كلمة من القصيدة فيتخذها عنوانا .
لفت نظري في المداخلة رقم 6 قول الأخ المشارك أنه في حالة عدم وضوح الموضوع في ذهن الشاعر قبل الكتابة عنه يعتبر
نظما , وأظن أن معرفة الشاعر المسبقة وتفكيرة عما سكتب , أو إن كان بدأ الكتابة صدفة , أي صدفته الحظة الشعرية ,
لا علاقة لها بالنظم , ألنظم هو أن يقوم غير الشاعر , أو الشاعر وهو في لحظة عدم الهام , بفسطة كلام خال من العاطفة
والخيال والصورة والجملة الشعرية والكلمة الشعرية , قيخرج لنا مطولة لا طعم ولا لون ولا رائحة , اللهم إلا القعقعة
أو الخطبة والتعليم , كما في تعليم النحو في الفية ابن مالك مثلا .
تحياتي
المفضلات