أدْرِكانِي إنْ كانَ بِالإمْكَانِ
وَخُذانِي إلى رُبَى بِيسَانِ


وَازْرَعَانِي بِأرْضِهَا وَاسْقِيَانِي
مِنْ نَدَى اليَاسَمِينِ وَالرَّيْحْانِ


واترُكاني لأنْعِشَ الروحَ فيها
مِنْ هَوَاءِ الجَليلِ والجولانِ


إمْنَحَانِي أمْنِيَّتِي قَبْلَ مَوْتِي
وَخُذا عُمْرِي بَعْدَها وَانْسَيَانِي


كمْ نفَى النَّوْمَ عنْ عُيُونِيَ وَجْدٌ
كُلَّمَا نِمْتُ سَاعَةً صَحَّانِي


وَاصْطَلَتْ أضْلُعِي بِحَرِّ حَنِينٍ
وَاشْتِيَاقٍ كَمْ ضَاعَفَا أحْزَانِي


يَا فِلِسْطِينُ كُلُّ عِيدٍ لَيُدْمِي
لَيْتَ أنِّي أنْسَاهُ أوْ يَنْسَانِي


كلُّ عِيدٍ تَهيجُ بي ذِكرَياتٌ
خِلْتُها رَاحَتْ وَانْتهَتْ مِنْ زَمَانِ


أيْنَ ذَيَّاكَ العِيدُ إذْ كُنْتُ أصْحُو
وَعَلى وَجْهِي فَرْحَةٌ وَلِسَانِي


قَبْلَ أُمِّي وَإخْوَتِي وَرِفَاقِي
قَبْلَ صَيْحَاتِ الدِّيكِ وَالجِيرَانِ


أيْنَ مِنِّي مِنْ بَعْدِ مَا ابْيَضَّ شَعْرِي
ذَلِكَ العِيدُ ، آهِ مَا أشْقَانِي


دَخَلَ اليَوْمَ دَافِعَاً بَابَ دَارِي
دُونَ دَعْوَى مِنِّي أوِ اسْتِئذانِ


جَمَّعَ العِيدُ خَلْفَ ظَهْرِي ثِيَابِي
وَ بَقايَا الأفْرَاحِ وَهْيَ ثَوَانِ


رَشَّ عِطْراً عَلى خُدُودِي وَشَعْرِي
قالَ لِي اْخْرُجْ فَصِحْتُ دَعْني وَشانِي


حَسْبِيَ اليومَ زَيْفُ مَا أنْتَ فيهِ
لا تكِلْنِي فِيهِمْ لِزَيْفٍ ثانِ


مَا ابْتِسَامَاتُهُمْ سِوَى قَسَمَاتٍ
لَيْسَ فِيها حَرَارَةُ الفَرْحَانِ


خلفَ ذاكَ الشُّعَاعِ لَذْعُ لَهِيبٍ
وَجُمُوعُ الحُضورِ مِثلِي تُعَانِي