«التصوف السلفي تصالح وتصحيح» لمصطفى الزايد
كتاب يقوم على المقارنة بين مفهومي التصوف؛ في نظر السلف، وفي نظر أتباع السلفية المعاصرة الذين وصموه بكل المعايب من بدع وشرك حتى بلغوا تكفير أتباعه، وبينّا فيه أن رأس المدرسة السلفية وحجتها شيخ الإسلام ابن تيمية كان يجلُّ أئمة الصوفية ويحتج بأقوالهم ويعظم منهجهم ويشرح مفاهيمهم ويؤكد أنها على الكتاب والسنة، وحتى الشطحات كان يبرر بعضها ويتأول بعضها الآخر على وجه صحيح، كما أنه شرح كتاب «فتوح الغيب» للشيخ الصوفي عبد القادر الكيلاني، وكتاب «الرسالة القشيرية» لأبي القاسم القشيري، وهما منهج في التصوف، ما يدل على أنه يعتقد بصحة هذا المنهج، وتبعه تلميذه ابن القيم الذي شرح كتاب «منازل السائرين» لشيخ الإسلام الصوفي أبي إسماعيل الهروي، في كتابه الذي أسماه «مدارج السالكين»، ما يؤكد اعتقاده صحة منهج التصوف، بل وأوردنا أدلة على أن ابن تيمية صوفي ينتسب إلى الطريقة القادرية، وناقشنا كل المآخذ التي يأخذها إخواننا السلفيون على الصوفية واستشهدنا بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وأكثر شواهدنا كانت من كتب ابن تيمية وابن القيم، ثم أحمد بن حنبل والشافعي، ثم البيهقي وابن الجوزي وابن حجر العسقلاني والنووي والسيوطي، ثم أئمة الصوفية، فرددنا الشبهات وأقمنا الحجة على من ادعى بغير دليل، وأوضحنا أن احتجاجهم بأشياء من كلام ابن تيمية على التصوف إنما كان بأشياء مقتطعة من سياقها، لأنها لم تكن على عموم الصوفية وإنما على من قال ابن تيمية إنهم انتسبوا إلى التصوف وليسوا من أهله، وهم الذين فهم أقوالهم أنها دعوى اتحاد أو حلول، من مثل ابن عربي أو الحلاج، أما بقية الصوفية فقد شهد بصحة نهجهم وأكد أنه سلوك وسير إلى جناب الحق عز وجل، وأن الصوفية «صدّيقون وأولياء لله».
ولم تكن غاية كتابنا إثبات صحة منهج التصوف، ولا محاجّة السلفية المعاصرة، وإنما أثبتنا أن السلفية السابقة كانت صوفية، والتصوف السابق كان سلفياً، فكانت الغاية دعوة الطرفين (السلفية والصوفية) إلى التصالح وتصحيح النظرة إلى منهجيهما بالرجوع إلى أئمة المدرستين، على أمل أن يلتقي الطرفان فينبذوا التفرق والتشرذم وينضووا تحت لواء قول الله تعالى «إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ«، وقوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، وقوله تعالى: «وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ () مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»، فيكفّوا عن الانشغال بتكفير بعضهم البعض في وقت تتوحد جميع القوى المعادية للإسلام - على رغم اختلاف مناهجها ومعتقداتها - لترمي المسلمين عن قوس واحدة! الكتاب متاح للتحميل مجاناً بصيغةpdf في مكتبة «كتوباتي» ومكتبة «نور».