نبوءة ناصر اللحام
بداية ناصر اللحام اعلامي ناجح وظفت له ماكينة اعلامية يحسده البعض عليها يتمنى ان تن توظف مثلها له بالاضافة لكونه مدير مكتب الميادين ورئيس تحرير فضائية معا ومقدم برامج في العديد من الفضائيات ومؤسس ورئيس تحرير لمجلة العري الفلسطيني واسير سابق لمدة 6 سنوات وله برنامج مشهور في الصحافة العبرية ومن مواليد مخيم الدهيشة للاجئين .
ناصر اللحام اعلامي ناجح ومؤثر استطاع ان يكتسب شهرة متزايدة من خلال نقل احداث العدوان المتتالي على غزة في اربعة حروب ونقل الصورة وما يتناوله الاعلام الاسرائيلي والمسؤلين الاسرائيليين الخاص بتلك الحروب ، ويتقن الانجليزية والعبرية بالاضافة طبعا للعربية .ناصر اللحام له كاريزما اعلامية وتناول اخاديه حول القضايا والازمات الفلسطينية والنظام السياسي بين التطرف والاعتدال مهاجما ومدافعا ينتقد بيروقراطية الاداء للسلطة . ربما انطلاقته ومولده في مخيم اللاجئين جعله متأثرا بالبيئة المناخية والثقافية للمخيمات وليس دائما استقراءاته على صواب او خطأ، وهي طبيعة انسانية للعقل البشري ولكن هناك ما هو مثير في اقواله وخاصة اجتهاداته الاخيرة بخصوص السته الاسرى الذن طرقوا المستحيل لنيل حريتهم .

*بعد سويعات من تمكن الاسرى من الانفكاك من اسرهم عبر النفق كانت تصريحات ناصر اللحام ربما صادمة بالمفهوم الامني للجانب الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء ولكل منهما له اعتباراته الامنية والشعبية ، ومن خلال برنامج معا 24 الذي يقدمه تامر عبيدات على فضائية معا، بل كانت مثيرة للجدل ، بما تناولته اقوالة من تفاصيل جغرافية امنية لتنقل الاسرى والتي اسندها للاعلام الاسرائيلي وكاميرات المراقبة ، الان ان اوساط مهتمة تتبعت تلك الاقول فلم تجد لها مصدرا عبريا ومن تلك الاوساط (المرصد الفلسطيني للتحقيق وضبط المهنية *كاشف*) فتبين ان اللحام اجتهد بما هو خطير مضيفا مشهد سينمائي لتنقل الاسرى ربما لخلفيته في فن الانتاج والاخراج مضيفا على ما تناقلته القنوات العبرية 12،13،20 التي رصدت الكاميرات التحرك ولكن لم تذكر تفاصيل كما ذكرها ناصر اللحام وخاصة مشهد استحمام الزبيدي وتغيير ملابسه والخروج بالمنشفة والتحدث مع البعض ، وهو مشهد له مدلول امني خطير في قرية الناعورة ... فمن اين اتى ناصر اللحام بهذا المشهد اهو اجتهاد..؟ّ ام بناء على معلومات .....! ولكن فيما بعد تم نفي هذا المشهد من قبل الاسرى ....

*مقال مثير وان كان مقتضب لناصر اللحام نشر في معا تحت عنوان (مع اقتراب الانسحاب الاسرائيلي من الضفة ) وكان هذا المشهد اصبح حقيقة وعلاقته بالزمن الذي لا يتجاوز عام ، ومن هنا يبدو ان ناصر اللحام تأثر بتهديد ومهلة محمود عباس في الجمعية العامة ، والاتكازات خطابه السباسية التي تفتح خيارات اخرى للفلسطينيين ان لم تنسحب اسرائيل من الضفة في خلال عام كمهلة ، وكانت الخيارات قرار التقسيم 181 او خيار الدولة الواحدة ، وايضا تاثر نار اللحام بما ينجم من الخروج عن حل الدولتين، اي مسقوط 242 واوسلو والمبادرة العربية واعلان ما يسمى الاستقلال في الجزائر لعام 88م .
قديما لم تتوقع البشرية زراعة الاعضاء ولا الوصول للكواكب والاقمار ولا صواريخ عابرة للقارات وتكنولوجيات اخرى احدث تغيرا في حياة البشرية ، والقضية الفلسطينية المعقدة التي هكذا يصفها رءساء اكبر الدول والامبراطوريات وعجز المجتمع الدولي عن حلها ، هل ستشهدهذه القضية حل تاريخي بناء على نبؤة ناصر اللحام ، ويرحل كل الاستيطان ويتم تصفية الدولة اليهودية مؤسساتيا ويعود اليهود الى بلادهم الاصلية .. وتعود فلسطين للفلسطينيين ....وربما بمنطق مختلف عن وعد الاخرة للارض المقدسة ......

نعم نحن بحاجة لتحقيق الحُلم الفلسطيني على ارضه التاريخية ولكنني اجد المقارنات بين وجود امريكا في افغانستان وانسحابها ،ووجود اسرائيل في جنوب لبنان وانسحابها .. ووجود مستوطنات ياميت في سيناء وتفكيكها او مستوطنة نيتساريم في غزة وتفكيكها والانسحاب منها ، فلكل مشهد ظروفه ومناخاته ودوافعه .

  1. افغانستان هزمت ثلاث امبراطوريات اخرها الامريكية وامريكا احتلت افغانستان عسكريا وليس ديموغرافيا بل استعانت بتحالفات داخلية من سكاتها .
  2. انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان بوجود قوات ليس لها حاضنة بل قابلت شعب عقائدي مؤدلج وقوات سعد حداد لم تكن في وسط حاضنة مؤيدة لها .
  3. الانسحاب من ياميت في سيناء والتي تبعد عنها وسائل الامداد وتبعد اكثر من 400 كيلو من عمق فلسطين المحتلة وفي توازنات سياسية ومصالح فككت اسرائيل تلك المستوطنة لانه محكوم على وجودها بالاعدام لكونها في منطقة ميتة استراتيجياز
  4. انسحاب اسرائيل من غزة وتفكيك المستوطنات اتي من نتاج عمليات عسكرية في مستوى المواجهة الصفرية في وسط ايضا معزول امام كثافة سكانية واكبر كثافة في العالم فهي مستوطنات ميتة استراتيجيا ايضا بالاضافة لان غزة توراتيا يصفونها بالارض الملعونة ، وهي ماتمنى لها اسحاق رابين بان يبتلعها البحر في الانتفاضة الاولى ، فللاعتبرات الاسرائيلية الاستراتيجية وجودهم في غزة يكلفهم كثيرا , وهو المانع الان لاجتياحها بالاضافة لما خلفه الانسحاب او اعادة الانتشار من انقسام في النظام السياسي يكاد يكون سياسي وجغرافي حيث اصبحت فكرة نظام سياسي موحد في الشمال والجنوب شبه مستحيلة بين غزة بمحتوياتها الوطنية والاسلامية والضفة التي تلتزم باتفاقيات ومصالح ومتغيرات ثقافية ترتبط مع الاحتلال .
هنا قد تختلف الامور عن استقراءات اللحام المقارنة بخصوص القضية الفلسطينية:-
  1. فاسرائيل من خلال اتفاقيات اوسلو قد وثقت منطقة cالشيه خالية سكانية والبعيدة تسبيا عن التجمعات والدموغرافيا الفلسطينية . واقام اكبر مستوطناتها الذي يقدر عدد الاستيطان 850 الف وطرق التفافية وتجمعات سكانية في داخل فلسطين يصل تعدادها 7 مليون نسمة
  2. استطاعت اسرائيل من خلال اتفاقية اوسلو ران تشكل حاضنة امنية من اجهزة سيادية مرتبطة بتوجهات امنية وسياسية اقليمية ودولية .
  3. النظام السياسي في الضفة بما يمتلكة اعلاميا واقتصاديا وثقافيا قام بتطويع الحاضنة الشعبية لفكرة المفاوضات والمقاومة السلمية وتبادلية الاراضي ودولة في حدود هذا المنظور .
  4. انظام السياسي الان بالاضافة لانقساماته دمر الحالة الوطنية التي يمكن ان تخرج عن مربع تفكير السلطة واولها مقاومة الاحتلال
  5. ظهور سلاح العشائر وتجديد روابط القرى بشكل غير مباشر والتي قد تخرج عن سيطرة السلطة بل الرديف للسلطة في تعاملها مع الاحلال كقوة مؤثرة وترتبط مصالحه بالاحتلال .
  6. ظهور طبقة اقتصادية تجارية وسياسية ترتبط ايضا مع واقع الاحتلال من مقاولين وشركات
  7. اقتصاد يعتمد على الاقتصاد الاسرائيلي ومئات الالاف من العمال يعملون في الداخل المحتل يضعف اي خيارات اخرى بديلة تءسس لموقف يخرج عن التزامات السلطة مع الاحتلال .

اذا لكي تكون استقراءات يمكن ان يحقق منها احد الخيارات ... هل تستطيع السلطة بمكونها السيادي ان تخرج من حالة التويل والمشروط والوجود لافق اخر مثل رار التقسيم او حل الدولة الواحدة او التصور الاعظم لناصر اللحام برحيل الاحتلال وتجمعاته السكانية عن فلسطينين طوعا او قصرا واجبارا في ظل المناخات التي اسست لها قيادة منظمة التحرير وفتح منذ عقود وانهاء روح الكفاح المسلح والثورة الشعبية والمتغيرات الثقافية التي كرست لاجيال بان فلسطين الضفة وغزة وربما اصبحت الضفة فقط واستبعاد غزة بمسمى اخر ..؟! ولكن رايي الشخصي يمكن تناول مرحليا قرار التقسيم بالية ان المواجهة الشاملة والصفرية مع الاحتلال وتنحي الطبقة السياسية والنظام السياسي الذي اشغل الفلسطينيين اربعة عقود بحل الدولتين وان يفرض الشعب الفلسطيني معادلة الكلفة الباهظة للاحتلال بشريا وماديا وليفرز الميدان قيادات تستطيع ان تحدث نقلة وطنية جديدة تطالب الاحتلال ليس الانسحاب من الضفة والذي يكون اولا ليكون ثانيا قرار التقسيم .... هذا خيار اما الخيار الاخر ....والمتوازي ان تفرض غزة سيطرتها على غلاف غزة ايضا في عمل متكامل ..... اما فكرة ان يعود 7 مليون يهودي الى بلادهم فهذا يحتاج متغير دولي بمقياس 180 درجة يتبعة متغير اقليمي تابع وتغير في للحاضنة الاقليمية والدولية للكيان الصهيوني التي تحافظ على وجودة ..... ويبقى انذار محمود عباس بنهاء الاحتلال خلال عام محل تساؤل في ظل المناخات الحالية التي لم ينتهي فيها الانقسام ولم يحدث تجديد في قيادة المظمة وفتح والسلطة ولم توضع برامج ثقافية تعبوية وتوعوية شعبية ولم تفتح مجالات الابداع المقاوم ..... وهل هناك اشارة وضوء اخضر من ادارة بايدن شجعت عباس لهذا التحذير ...سنرى.
سميح خلف