("البهائية" من أخطر المذاهب على الإسلام فكرا و ممارسة)

من البابية إلى البهائية صورة تسلط الضوء عن أخطر مذهب خالف تعاليم الإسلام و ادعى أحد مؤسسيه أن النبي محمد (ص) لم يترك للمسلمين سوى القرآن، فقاموا يتحريف آياته وكان زعيمهم و هو المدعو حسين المازندراني المدعو " بهاء الله" قد أعلن النبوة ثم قال أنه لا إله إلا هو، و تمكن من نشر دعوته بدعم من جاسوس روسي يعمل لصالح الماسونية و الصهيونية، فاتبعه عدد كبير من السذج ، عقدوا مؤتمرهم من أجل طمس تعاليم الإسلام كدين الفطرة و العقل و العلم و النظام و الرحمة و العدل و إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التمهيد للإعتراف بالصهيونية كحركة عالمية و لكن كانت نهايتهم القتل و النفي و الخزي و العار

"هذه هي البهائية" هو عنوان كتيب يكشف فيه صاحبه عن مراحل إنشاء العقيدة "البهائية" التي تعد من أخطر المذاهب على الإسلام فكرا و ممارسة، فيه كثير من الغموض، و يطرح عدة تساؤلات أولها من هو مؤلف الكتاب؟ لأن ما جاء في الكتيب هو خلاصة لمذكرات كتبها جاسوس روسي، و لعل مؤلف الكتاب هو الجاسوس الروسي دنياز دالكوركي نفسه، حيث كشف في مذكراته عن علاقته بالشخصيات التي أسست لهذا المذهب و كيف ساهم هو في غرس هذه الشجرة الملعونة، و السؤال الثاني هو: لماذا أوصت الهيئة العليا للدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية بطبع هذا الكتاب و نشره و ما هدفها من ذلك؟ و السؤال الثالث ما مصلحة دار لقمان للنشر و التوزيع تونس التي تكفلت بنشر هذا الكتيب؟ و هل كانت مأمورة من طرف الهيئة السالفة الذكر؟ و السؤال الرابع كيف تم تسويق هذا الكتاب، و ما علاقة مكتبة خنقي عبد الكريم بهذا المشروع؟، لأن الكتاب مؤشر عليه ختم هذه المكتبة وبلون أخضر، للعلم أن هذا الكتاب طبع في جويلية 1978 و سحبت منه 2000 نسخة عدد 12 ، أي 24 ألف نسخة تم طبعها.
و يضم الكتيب31 صفحة، كتب بخط صغير جدا (حجم 12) و احتضنته كل المكتبات حتى وصل إلى سوق الكتب في الجزائر ( قسنطينة)، في وقت لم تكن فيه الرقابة على الكتب في الجزائر مشددة مثلما نشهده اليوم، بحيث منعت كتب من تسويقها داخل الجزائر في التظاهرات الثقافية الدولية (صالون الكتاب الدولي) على غرار الكتب التي تتحدث عن الفكر الشيعي و المذاهب و العقائد الأخرى، و منعت الطلبة المختصين في مقارنة الأديان الإطلاع على ما يقوله الطرف الآخر في إجراء بحوثهم العلمية ، ماعدا قلة منهم سمحت لها الظروف بالسفر إلى البلاد العربية ( العراق، إيران) و زيارة مكتباتها من أجل الوقوف على المراجع و المصادر العلمية التي تناولت المسائل العقدية و أخبار العلماء و الرحالة و المستشرقين، و هذا منذ ظهور الفكر الأفغاني المتطرف في الجزائر الذي تسبب في مقتل مئات الأبرياء فيما عرف بالعشرية السوداء.
فالبهائية مشروع خططت له الماسونية السرية و الصهيونية العالمية لطمس معالم الدين الإسلامي و دفع المسلمين إلى التخلي عن دينهم من خلال تحريف القرآن و إصدار فتاوي لتغيير أركانه كتقليص عدد الصلوات و ترك الصيام و غير ذلك، كما يهدف هذا المخطط إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، السؤال الذي يفرض نفسه و يلح على الطرح هو: لماذا اختارت الماسونية الروسية و الصهيونية العالمية العراق بالذات لنشر بذور هذه الشجرة، و هي المعروفة بمهد الحضارات و العلم و المعارف، خاصة و أن ما جاء في مقدمة الكتاب أن المبشر الأول لهذا المذهب أو العقيدة إن صح القول رجل مجهول الأصل و النسب و المولد و المنشأ، ما قيل عنه أنه كان قسّيسا، ادّعى أن اسمه كاظم الرشتي نسبة إلى رشت و هي قرية من قرى إيران، رغم أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئا، و هذا ما يؤكد أن هذا الشخص لا هو عراقي و لا هو إيراني، ولا هو مسلمٌ و قد يكون يهوديا مكلف بمهمة.
مؤسسو هذه العقيدة جماعة من بينهم امرأة أسماؤهم كالتالي:
  1. كاظم الرشتي الرجل الأول الذي وضع المخطط الماسوني الصهيوني
2- حسين البشروئي نسبة إلى بشرويه إحدى قرى خراسان و يلقب بكبير التلاميذ للمدعو كاظم الرشتي و يلقب بباب الباب
  1. أمُّ سلمى بنت صالح القزويني، حملت عدة ألقاب فقد لقبها أبوها بزرين تاج، و كانت مدللة عنده، لا يرفض لها طلب، راسلت كاظم الرشتي و لقبها هذا الأخير بـ: "قُرَّةُ العين" و بطلب منه حضرت إلى كربلاء لمباشرة حملتها التبشيرية
  2. علي محمد رضا الشيرازي يقال انه كان ينتمي إلى الشيعة الإثنا عشرية ثم انفصل عنها
  3. محمد علي البارفروشي الملقب بالقدوس ،
وقد كثر عددهم إلى أن أصبحوا 19 عنصرا ناشطا، كما تبين أن وراء هذا المخطط جاسوس روسي اسمه كنياز دالكوركي، كان يعمل مترجما بالسفارة الروسية في طهران، ادعى أنه اعتنق الإسلام، درس اللغة العربية و الفارسية و أصبح يلازم مجلس هؤلاء الأشخاص الذين وقعوا في فخه لسذاجتهم و ضعف شخصيتهم، حيث تمكن هذا الجاسوس من غرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية، و الطعن في الشيعة الإثنا عشرية المحسوبون على أهل البيت، كما اعتمد هذا الجاسوس على رجل آخر اسمه حسين علي المازندراني و هو من أصل إيراني و قد منحه الجاسوس الروسي لقب "البهاء" .
مؤتمر بدشت من أجل نسخ دين الإسلام
بدعم من الجاسوس الروسي تحوّل محمد علي الشيرازي إلى باب pape المهدي المنتظر، و من باب المهدي إلى المهدي نفسه، ثم ادّعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء و المرسلين، زاعما أنه يجمع بين اليهودية و النصرانية و الإسلام و لا فرق بين الديانات الثلاث، و هو ما تخطط له الماسونية بالضبط لجمع الأديان في دين واحد، و بحكم عددهم ( 19 عنصرا) فقد عملت هذه الجماعة على تغيير أحكام الشريعة الإسلامية، فأوّل ما قامت به هو جعل عدد شهور السنة 19 شهرا، و الشهر 19 يوما، و جعل الصوم لمدة 19 يوما فقط و ألغى الصّلوات الخمس و صلاة الجمعة و صلاة الجماعة إلا في الجنازة، و قال أن القِبلة el-qibla هي البيت الذي ولد فيه شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو و أهله ، كانت هذه البيوت هي الحج الذي يقصده كل من آمن بعقيدته و انخرط فيها، كما ألغى حضور الوليّ في الزواج، إلى غير ذلك من الأحكام الغير شرعية و التي لا يقرها عقل.
و لم يكتف بهذا بل اعتبر الشيرازي اليوم الذي أعلن فيه دعوته هو بدء التاريخ، و جمع جملا متناقضة مملوءة بالأكاذيب و السفسطات و جعلها أساس دينه الجديد و سمّاها "البيان"، و لما انتشرت دعوته و وصلت اسماع علماء شيراز في عهد الوالي حسين خان، ثاروا على دعاة البابية فأمر الحاكم بإحضاره و أودعه السجن إلى حين محاكمته، ثم استدعاه من جديد و قابله بعلماء شيراز، فخاطبهم بأن النبي محمد خاتم النبيين لم يترك للأمة سوى القرآن و أن كتابه البيان لا بديل عنه و لما اطلع علماء شيراز على كتاب البيان وقفوا على الإنحرافات التي جاء بها الشيرازي، فتعرض للتعذيب و هو معلق من رجليه، ثم أعيد به إلى السجن، بيد أن الجاسوس الروسي و بواسطة جاسوس آخر تمكن من تهريبه إلى أصفهان.
نهاية قرة العين و المازندراني
و تحدث الجاسوس الروسي في مذكراته ( كما جاء في هذا الكتيب) عن أحداث مؤتمر بدشت بالصحرء الواقعة على نهر شاهرود بين خراسان و مازندران برئاسة حسين البشروئي ( باب الباب) و القدوس و معهم قرة العين ، فجمعوا كل أنصارهم في هذا المؤتمر من أجل إخراج الباب من السجن، و هو في الحقيقة من أجل نسخ دين الإسلام و لكن كل مساعيهم و مخططاتهم باءت بالفشل، حيث استقر رأي الحكومة و العلماء على وجوب قتله مرتدا، فتم إعدامه و تركت جثته في خندق طعاما للوحوش، أما قرة العين فقد نفيت إلى بغداد، فاقامت في بيت محمد شبل الكاظمي و أفسدت دينه و أمالته إلى البابية، فأمر نجيب باشا والي بغداد بوضعها تحت الرقابة ثم تم إعدامها بأمر من الشاه ناصر الدين.
هكذا انتهت حياة هذه العصابة، لكن المخطط لم يتوقف، حيث استمر الجاسوس الروسي في تنفيذ مخطط الماسونية و الصهيونية لزرع الفتنة بين المسلمين، فاستأنف من تبقى من عناصر هذه العصابة نشاطهم من خلال تنظيم تشكيلات جديدة في بغداد و بدعم من السفارة الروسية، إلى أن حققوا مشروعهم و هو الإنتقال من البابية إلى البهائية رغم الخلافات التي دارت بينهم انتهت بفرار البابيين من إيران إلى العراق، و لما كانوا يمثلون خطرا على الأمة ، طلب شاه إيران من الخليفة العثماني طردهم من العراق، فاستجابت الدولة العثمانية لذلك و أصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني و شقيقه يحي و أتباعهما، خاصة بعدما أصدر حسين المازندراني كتبا بعدما أمّدته الصهيونية بلقب "بهاء الله"، كما وقع صراع بين الأخوين و انشق كل منهما عن الآخر فكان لكلاهما أتباع و أنصار، فأنصار يحي سمّوا بـ: "الأزليين"، و سمي انصار حسين بهاء الله بـ: "البهائيين"، و قد حاول بهاء الله أن يقتل أخاه بواسطة السُّم ، لكن محاولة الإغتيال بلغت اسماع الحكومة فقامت بنفي يحي إلى قبرض و نفي حسين إلى عكا بفلسطين.
بدعم من الماسونية و الصهيونية واصل حسين المازندراني ( بهاء الله) دعوته إلى دينه الجديد، حيث ادّعى أنه المسيح، و أنه يرتدي لباس النبوة، ثم قال أنه إله السماوات و الأرض، أي أنه هو الله ( والعياذ بالله) ، من رسائله رسالة "الإيقان" و رسالة "الإشراق" طبعتا في مصر، و الكتاب الثالث بعنوان: "مجموعة الألواح" في هذا الكتاب خاطب المازندراني بهاء الله شخصا اسمه عبد الوهاب قائلا: "يا وهاب إذا اجتذبك ندائي الأحلى و صرير قلمي الأعلى قل الهي الهي...، يا قلمي الأعلى، بدّل اللغة الفصحى باللغة النوراء"، ثم يأتي كتاب "الأقدس"، و هو أهم كتاب عند البهائيين، ألفه حسين المازندراني في آخر أيامه بعكا قبيل هلاكه ، طبع لأول مرة في مطبعة الآداب ببغداد عام 1349 هجرية 1931 ميلادية و يقع في 53 صفحة بالقطع المتوسط، يدعو في هذا الكتاب إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التبشير بالصهيونية.
و كما جاء في العدد 186 من كتابه الأقدس يؤكد فيه أنه الله، إذ يقول: "قل يا ملك برلين أن استمع النداء من الهيكل المبين إنه لا الله إلا أنا الباقي الفرد القديم" و هو بهذا يطلب من الحكومة الألمانية الإعتراف به و التمهيد لليهود الألمان خدمة للصهيونية، و قبل هلاكه ترك وصية لإبنه عباس و هو أكبر أبنائه و قد أطلق عليه لقب "عبد البهاء" بأن يتمم مسيرته في نشر البهائية، و استجاب الإبن الأكبر لوصية والده ، إلا أنه وقع نزاع كبير بينه و بين إخوته الثلاثة، فأعلن إيمانه ببنوة عيسى عليه السلام لله، كتمهيد للدعوة للتجمع الصهيوني و تحقيق مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، و ظل على حاله تلك حتى توفي في الثامن من نوفمبر عام 1921م عن 78 سنة.
قراءة علجية عيش