Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
العـــــولمــــــــة السيـــــــاسيــــــــة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: العـــــولمــــــــة السيـــــــاسيــــــــة

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي العـــــولمــــــــة السيـــــــاسيــــــــة

    العـــــولمــــــــة السيـــــــاسيـــــــة
    الشـــرق الأوســـط .. المحــك الرئــيسى
    لقد تغيرت إحداثيات السياسة الدولية فى الشرق الأوسط لعدة مرات، وكل مرة تتغير يتم صياغة هذه الإحداثيات بمداد الدم. كانت إحداثيات الشرق الأوسط تتمثل فى طرفين داخليين (العرب وإسرائيل) وأطراف خارجية (أوربا وأميركا وروسيا). وحيث كانت المنظومة الخارجية تميثل بثقلها لصالح الجانب اللإسرائيلى، فقد تعمقت القضية الفلسطينية، بؤرة الخلاف الشرق أوسطى الدافعة لكل أشكال العنف والعنف المضاد. ثم لم تلبث المتغيرات الدولية أن أثرت رياحها على الشرق الأوسط وانعكس ذلك فى عدم تحمل القضية الفلسطينية للضغط أكثر من ذلك، حتى أنها كادت تسبب مواجهة دولية فى معظم الأحيان، بين الأطراف الخارجية وتعارض للمصالح الأساسية، ألقى بظلاله على التوازن العالمى للقوى.
    وسعيا الى تفتيت المعسكر الشرقى، حاولت أميركا الطرف الأكثر تأثيراً فى معادلة الشرق الأوسط أن تحل مكان المعسكر الشرقى الذى طالما سعت إلى احتلاله. حيث يعد إحتلاله الدليل القاطع على الهيمنة الدولية لأميركا. وتبنت أميركا نظرية الحرب بالوكالة بشكل أكثر توسعاً لم يقتصر فقط على ربيبتها إسرائيل. ووجدت الفرصة سانحة لها بدق متاريس الشقاق بين دولتين مسلمتين كبيرتين فى المنطقة، فى حرب اقليمية طويلة (1980-1988) انقسمت فيها المنطقة إلى عربى خليجى، وفارسى، وراجت فيها تجارة السلاح الأميركية، فضلاً عن تدفق الأسلحة على أفغانستان لإستنزاف الدب القطبى. وحققت أميركا جزءاً كبيراً من طموحاتها عن طريق الحرب بالوكالة، والتى كانت تدر أرباحاً طائلة ونفوذا هائلاً تمثل فى الإشتراطية السياسية Political conditionality المصاحبة للمساعدات العسكرية لدول النفط والإقتصادية لدول أخرى.
    ولهذا سعت أميركا إلى تجميد حالة الحرب بين حلفائها( بعض الدول العربية، وإسرائيل) حتى يمكنها صياغة التحالف ضد الثورة الإيرانية وقيادة الحرب عن بعد أو بالوكالة، وذلك بتضخيم الأخطاء الإيرانية على أنها مساعى توسعية إيرانية تستهدف منطقة الخليج بأسرها، فضلاً عن زعامة الشرق الأوسط والتحكم فى ربطة عنق العالم. وقد تم ذلك بإتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتى أدت إلى تهدئة المشاعر الشعبية العربية تجاه أميركا، وعزل مصر عربياً، وظهور الزعامة العربية البديلة متمثلة فى العراق، جارة إيران التى تصدت للقيام بالدور الرئيسى بتمويل خليجى عربى وتوجيه ودعم عسكرى أميركى. وكان من مصلحة أميركا استمرار الوضع على ما هو عليه، إذ يلهى ذلك العرب عن الإستفزازات الإسرائيلية كما أنه ينشط تجارة السلاح الأميركية ويدعم التواجد الأميركى فى المنطقة.
    وبعيد الإنسحاب الروسى من أفغانستان، وتوقف الحرب العربية الإيرانية، كان لابد من خلق عدو جديد للدول العربية الخليجية، فضلاً عن التدخل العسكرى المباشر فى المنطقة بحجة الإسلاميين. فأوعزت أميركا إلى صدام بغزو الكويت وهو ما فتح الباب على مصراعيه للتدخل الكامل فى المنطقة وبدعوة عربية مباشرة ودعم مادى ومعنوى. لكن ما لم تحسب أميركا حسابه جيدا هو أنها عاجزة عسكرياً عن تحقيق الإحتلال المباشر على الأرض. وأن تكاليف الحرب بالوكالة تبدوا زهيدة جداً أمام التدخل المباشر. وحاولت حل الموقف المتأزم فتورطت فى خطأ أفدح وهو الضغط على الحكومات الموالية لها عن طريق تفجير المشاكل الداخلية، ثم سعت فى تغيير هذه الحكومات. وأدت الطبيعة التقليدية المثابرة لشعوب المنطقة إلى فشل هذه المحاولات. وأصبحت أميركا وقد كشفت كل أوراقها وفقدت ثقة الحكومات الحليفة بل وسخط البعض منها أيضاً.
    ومرة أخرى تعود أميركا إلى طاولة المفاوضات راغمة فى محاولة منها لإستعادة ثقة حلفائها، غير أن الأمر قد تغير. فقد اكتشفت هذه الحكومات مواطن الضعف الأميركى وتعلمت بالخبرة أساليب المناورة. وأصبحت غير راغبة فى الدخول فى مخاطرة الحرب بالوكالة، وخاصة أمام ذلك المثال الصارخ من فشل أميركا فى تدمير حزب الله، فكيف بإيران؟ كما أن الشعوب العربية لن تسكت، فقد تعلمت هى أيضاً بالخبرة الدامية معنى الحرب بالوكالة. ووقفت أميركا عاجزة أمام إيران، ليس لقوة إيران وإنما للضعف الأميركى والتردى فى السياسات. وليس هناك من شىء تستطيع أن تخرج به أميركا من التجمع الخليجى مع التحالف المصرى أردنى سوى مزيد من الإفتضاح.
    والواقع أن أميركا هى التى خلقت نقاط ضعفها بنفسها بالتدخل فى منظومة العمل السياسى فى العراق، وإحداث تغيير هيكلي فى البنية السياسية للعراق لصالح جارتها إيران، العدو الأساسى للطموح الأميركى نحو خلق نظام شرق أوسطى بلا هوية، يتبع فقط المصالح الأميركية ويدور فى فلكها. وقد تبدى واضحاً عدم فهم القيادة الأميركية للتشابكات السياسية فى الشرق الأوسط واعتمادها فى رسم المنطقة على بيانات قديمة، تهمل التطور السياسى والمعرفى للمنطقة العربية. كما أنه قد وضح تماماً عدم أهلية أميركا لقيادة العالم نظراً لسقوط ما كان يسمى بدولة المؤسسات، واستراتيجية اتخاذ القرار، واصبحت قرارات القيادة الأميركية متخبطة وعشوائية ومتعنتة حتى فى غير مصلحة الشعب الأميركى الذى بدا الضجر والضيق واضحاً على قسماته. أما حلفاء أميركا فهم يجارونها لحين تتغير القيادة الأميركية لعل الغد ياتى بشىء أفضل.
    وهكذا ثبت على الصعيد السياسى أن العولمة ما هى إلا فكرة هلامية لا تستطيع أن تشكل مقررات الواقع السياسى المعاصر، حيث لا تعتمد على أسس حقيقية وما هى سوى تل من الكتابات الغير متسقة والتى تعبر عن الحلم الأميركى الذى بدا واضحاً إستحالة تحققه. وربما وأميركا تلفظ أنفاسها الأخيرة، تدرك أن تسييس العالم وفق ثقافة واحدة وضعية ما هو إلا ضرب من الجنون، وهكذا العولمة.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    هذا موضوع مهم يحتاج مشاركة.
    لي عودة.
    شكراً لك


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    يهمنى جدا أن أعرف رأيكم وأن أفيد بتعليقاتكم
    أسعدكم الله


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    تحليل سليم وجميل جدا... ولي عودة إن شاء الله للموضوع.

    وشكرا للاستاذ كاتب الموضوع.


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    شكرا أستاذنا الفاضل الدكتور/ محمد الريفى
    أسعدنى إهتمامكم وأسعدنى أيضاً لطف حديثكم.
    بارك الله لنا فيكم.


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAGGAR مشاهدة المشاركة
    شكرا أستاذنا الفاضل الدكتور/ محمد الريفى
    أسعدنى إهتمامكم وأسعدنى أيضاً لطف حديثكم.
    بارك الله لنا فيكم.
    ولك مني أخي الأستاذ الفاضل NAGGAR جزيل الشكر وفائق الاحترام.

    في الحقيقة أجبني مقالك جدا وسعدت به، وأتفق معك في هذا الخلاصة القيمة:

    وهكذا ثبت على الصعيد السياسى أن العولمة ما هى إلا فكرة هلامية لا تستطيع أن تشكل مقررات الواقع السياسى المعاصر، حيث لا تعتمد على أسس حقيقية وما هى سوى تل من الكتابات الغير متسقة والتى تعبر عن الحلم الأميركى الذى بدا واضحاً إستحالة تحققه. وربما وأميركا تلفظ أنفاسها الأخيرة، تدرك أن تسييس العالم وفق ثقافة واحدة وضعية ما هو إلا ضرب من الجنون، وهكذا العولمة.
    فالولايات المتحدة تسعى إلى أمركة كل شيء: القيم، والثقافة، نمط الحياة، السياسة، المرأة، التعليم،... بالقوة والإرهاب والعنف والفوضى، ولذلك فإنها لن تنجح أبدا.

    مع أجمل التحايا وأطيبها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    شكر الله لكم استاذنا الفاضل
    ويسعدنى تواجدى معكم
    أطال الله عمرك وسدد خطاك.


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية محمود معبد
    تاريخ التسجيل
    12/06/2007
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    أما وقد أعجبتني مقالتك منطقاً ونُظماً
    فإني أوافقك على تحليلك الصريح المباشر القائم على نتائج حقيقية في معظم الأحيان
    فالعولمة الأمريكية بعد لم تثبت شيئاً سوى الفشل في خلق واقع جديد يفرض (الأمركة الثقافية والسياسية) _ان صح التعبير_
    وإن في هذا لمستراح لنا جميعاً من مكيدة العولمة على التفصيل الأمريكي , كل هذا كان من وجهة نظرك والتي اوافقك عليها سيدي ولكن , يتبادراً جذلاً إلى ذهني ألم تكن أمريكا على استعداد لأي نتائج غير محمودة !
    أمن المعقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم بوضع (خطة ب) كما يقال _ في حال فشل فرض العولمة وفرض الثقافة والأمركة على الشرق الاوسط بامتداداته ؟
    لست أجد أنه من الصواب إذا لنا أن نؤكد فشل مخططات القيادة الأمريكية لشرق أوسط جديد .
    بل إن تسليط الثقافة الأمريكة بمختلف تراجمها على المجتمع العربي لم يكن هدفه ((الأمركة )بمعناها المفهوم أو على الأقل لو كان هذا هو الهدف فإنه لم يعد كذلك اذا افترضنا نظرية (خطة ب) وأصبحت الآن (الفوضى الأمريكية) هي الهدف الآن فبعد أن فشلت أفلام (روكي وآرنولد وحتى مسلسل فرندز) في تهميش ثقافة الحياة الاجتماعية العربية ودمجها نحو الأمركة بعد هذا غدت الفوضى هدفا أفضل فانسكبت بإلحاح غير مريح جميع برامج الحياة الأمريكية من الرقص والغناء حتى الطبخ والأزياء ومن د. فيل ل أوبرا ل جيري سبيرينغفيل ,بالإضافة لتأثير هوليوود وغدت هذه البرامج وغيرها مما سبق تباع للقنوات والمحطات الفضائية والأرضية العربية بأسعار أقل بعشرات المرات من تكلفتها على أي محطة أوروبية أو اسيوبة أخرى ,والنتيجة ليست مرضية على جميع الأحوال فلم يحصل الاندماج في الحياة الأمريكية ولم يحصل المشاهد على قناعة لا بواقع حاله ولا بواقع السياسية الأمريكية , وإنما تؤثر عليه منظومة الحياة الأمريكية وهو يعلم تماما استحالة تحقيق هكذا منظومة علمانية في مجتمعه العربي الذي مازال متشبثاً بالدين كمنهج ظاهري عالأقل, وهنا تحصل الفوضى , وقد اترك لبحث دقيق آخر أن يطلعنا عن ازدياد نسبة الإدمان على المخدرات والكحول وحوادث الاغتصاب والزواج العرفي وحوادث السيارات وعن تزامن ازدياد هذه النسبة مع ازدياد عرض البرامج والترفيه الامريكي في القنوات العربية. ومحصلة كل هذه العوامل تصب في نظرية الفوضى والانقسام الداخلي للهوية العربية فأمريكا الان لا تحتاج شرق أوسط (كول) أو عالموضة وغير عابئ بالمجريات السياسية والقومية , بل إن أمريكا الآن بفشلها في العراق تحتاج شرق أوسط تتخلله انقسامات اجتماعية وحضارية وثقافية تصب جميعها في الفرد الواحد حتى لا يتسائل, تحتاج إلى شرق أوسط مغرق بهمومه لا وقت لديه لمتابعة الأخبار ولا للتعليم ولا لحل البطالة و على الأخص لا وقت له لمحاسبة النظام العالمي الظالم في حق القضايا العربية , وكل هذا ليس تكاسلا كما كان بالسابق بل و أقول ثانية لأنه أصبح عبئا ثقيلا على المواطن العربي والشاب خصوصاً بأن يعيش في ازدواجية .
    ولست أعني هنا بأن الإعلام الأمريكي هو المسؤول عن الفقاعة الأمريكية التي تغلف كيان المواطن العربي .
    بل هي كانت سبباً تم استعماله آنفاً لغرض غير غرضه على الشعب الأمريكي نفسه , فلم تخلق هذه البرامج لنا إنما بعد ذلك سلطت علينا بإفراط تماما كالاشعاع لحين احداث الورم .

    وختاماً أعتذر عن إطالتي وخروجي عن الموضوع البحت لأدخل في التوابع .

    تحياتي لقلمك .. .

    "سجل يا تاريخ
    بلا أدنى تهميش
    أنا لست محمود درويش
    سجل أنا لست عربياً
    سجل فقد كرهت الادعاء
    بأن العرب ملوك السماء
    سجل فقد سئمت المراء
    بأن العرب فخرٌ وعزٌ
    وأمراء

    سجل فقد تعب الكلام من الكلام
    سجل فقد توقف على العجز الكلام
    سجل ودعني بلا هوية
    سجل ودعني في الردهة
    في الحقل
    في تمثال الحرية
    أنام.. ."

  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    لقد أسعدنى جدا إطالتكم ولو انى لا اعتبرها طويلة -بالنسبة لى على الاقل- وكنت اسعد اكثر لو افضتم اكثر
    أستاذى الكريم..
    أنا معكم فى أن فشل السياسات الأميركية ليس بالضرورة خيرا على المدى القصير، فالأسد الجريح قد يكون أكثر شراسة. ولكن مرحلة الفوضى هى مرحلة طبيعية سببها التخبط الذى ينتاب التوجهات التى خدعتها الفقاعة الأميركية فى السابق حتى كادت أن تعتلى قمة هرم المثقفين ومقدمة الصف للمبدعين، فإذا بها تفتح عينها فى الصباح لتجد ربتها وقد ركعت لرب العالمين، واعترفت بلسان حالها بالواقع الذى طالما حذرت منه الثوابت الإسلامية. ومرحلة الفوضى لا شك فى طريقها إلى الإختفاء حيث تنحو المجتمعات نحو النظام والترتيب سواء بمعايير القوة (فى المجتمعات المتخلفة) أو معيار الثقافة. وليس من المعقول ألا تنتصر الثقافة الإسلامية مثلاً فى ظل حالة من التهافت للثقافة الأميركية الغربية المفتعلة، وهى قد صمدت واصرت على ثوابتها فى فورة الصعود الأميركى فيما سبق.
    ولا شك أن أعادة ترتيب الأوراق هى فترة من الخلط الزائد تنتهى بترقيم الثوابت وتحديد الأولويات وفلترة المتغيرات وتحديد التابع منها والمستقل، ومن ثم الوصول إلى المعادلة الطبيعية بكافة توازناتها مع الدقة المنتاهية فى تحديد الميول العامة للمجتمعات، وإحداثيات العمل المنتظم. وكل ذلك ليس من أميركا فى شىء.

    وختاما، لكم جزيل الشكر على ما أسديتموه من تحريك للفكرة فى رؤوسنا على مساحة أوسع وهو ما هدانى الله به إلى اشياء أخرى تاتى لاحقا إن شاء الله.


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية محمود معبد
    تاريخ التسجيل
    12/06/2007
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    تحية طيبة لك أخي الكريم
    وتحية أخرى لهذا الحوار الهادف ,
    عزيزي إن لي تعقيب بسيط .. فحسب نظرتك التفاؤلية بأن مستقبلاً متزن آت لتنتصر فيه الثقافة الإسلامية مقابل الأمريكية عاجلا أم آجلا, ولكن يا عزيزي هنا أمريكا ومنذ زمن ومنذ لعبة حقوق الانسان ولعبة قيادة العالم الحر ولعبة _إلى أيها المتعبون_ ونشر الحرية الدينية والعقائدية والفكرية .لعبت دورا هاماً في توسيع مفهوم الثقاقة الأمريكية ليغدو هو المفهوم الوحيد والمضاد للثقافات البدائية والوثنية بدون إدراج الثقافة الاسلامية حتى في أي مساق بل إن الثقافة الأمريكية توسعت لتحتوي اليهودية أيضا وتتبناها لتشكل جراباً لجميع الثقافات المتحضرة والديانات السماوية عدى الإسلامية وبالتالي ستهمش لأن ثقافاتنا الإسلامية _الإلهية_ رفضت من دستور حقوق _الانسان_ !!!!!!, عوضاً عما تقوم به السياسية الأمريكية بالضغط بشكل أو بآخر في تقليل كم ونوعية تلك الثقافة الاسلامية _الصحيحة_ الواردة لأبنائنا وقد حصل هذا بشكل ملحوظ حتى في تغيير المناهج الدراسية للمساقات الدينية في المراحل التعليمية كما حصل في المملكة العربية السعودية واعتقد ان العديد من علامات الاستفهام وضعت على مصداقية وأهمية بعض ولا أقول كل تلك التعديلات .
    ومن ناحية آخرى نجد أن علمائنا ومثقفينا مازالو وبإلحاح يوسعون الهوة المغلوطة بينهم وبين الجمهور وما زالوا لا يبذلون جهدا لاحراز التواصل المنشود حتى يحصل التوازن ,وإن خرج بعض منهم عن هذا السياق من العلماء_ المحدثين_ كما يقال حاربوه ورفضو منه أي ترجمة جديدة للأساليب الدعوية والاصلاحية القديمة .

    كل هل هذا عدى الوتر الحساس والملتهب الذي لن تتوانى أمريكا أو أي دولة لها المصلحة في أن تدقه بين المذاهب الإسلامية لإخماد الصحوة الدينية أو الثقافية التي ستضر مصالح تلك الدولة أو حتى ستدقه لافتعال الاشكال والاستفادة على حسابه كما هو حال أمريكا في العراق, وجميعنا نعلم يا عزيزي كم أن الاختلافات المذهبية اللإسلامية في هذا الوقت هي حساسة ومدعاة للبلبة والتوتر الشامل الذي سيشل الكيان المعنوي لأي مسلم .

    ولهذا وللأسف الشديد فالتشاؤم يا صديقي مازال يخيم على نظرتي للأمور وصدقاُ لا أدري سوى أن الحل لهذه المصيدة يحتاج معجزة ليتم في هذا الدهر أو أن الدهور ستتوالى وتتفاوت من بعدنا حتى يصح المثل ( لكل زمن دولة ورجال )
    ويبدو أن زماننا لن يكون لنا رغم أننا نعلم ان العيب فينا ولكن ؟؟
    والله على كل شيء قدير.
    تحياتي ..

    محمود معبد .. .

    "سجل يا تاريخ
    بلا أدنى تهميش
    أنا لست محمود درويش
    سجل أنا لست عربياً
    سجل فقد كرهت الادعاء
    بأن العرب ملوك السماء
    سجل فقد سئمت المراء
    بأن العرب فخرٌ وعزٌ
    وأمراء

    سجل فقد تعب الكلام من الكلام
    سجل فقد توقف على العجز الكلام
    سجل ودعني بلا هوية
    سجل ودعني في الردهة
    في الحقل
    في تمثال الحرية
    أنام.. ."

  11. #11
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الكريم لي تعليق على مقالك :
    أولا : هل شرحت لي هذه الفقرة و ما هو المقصود منها : . لكن ما لم تحسب أميركا حسابه جيدا هو أنها عاجزة عسكرياً عن تحقيق الإحتلال المباشر على الأرض. وأن تكاليف الحرب بالوكالة تبدوا زهيدة جداً أمام التدخل المباشر. وحاولت حل الموقف المتأزم فتورطت فى خطأ أفدح وهو الضغط على الحكومات الموالية لها عن طريق تفجير المشاكل الداخلية، ثم سعت فى تغيير هذه الحكومات.

    .

    ثانيا : قلتم أخي ( ومرة أخرى تعود أميركا إلى طاولة المفاوضات راغمة فى محاولة منها لإستعادة ثقة حلفائها، غير أن الأمر قد تغير. فقد اكتشفت هذه الحكومات مواطن الضعف الأميركى وتعلمت بالخبرة أساليب المناورة. وأصبحت غير راغبة فى الدخول فى مخاطرة الحرب بالوكالة، وخاصة أمام ذلك المثال الصارخ من فشل أميركا فى تدمير حزب الله، فكيف بإيران؟ كما أن الشعوب العربية لن تسكت، فقد تعلمت هى أيضاً بالخبرة الدامية معنى الحرب بالوكالة. ووقفت أميركا عاجزة أمام إيران، ليس لقوة إيران وإنما للضعف الأميركى والتردى فى السياسات. وليس هناك من شىء تستطيع أن تخرج به أميركا من التجمع الخليجي مع التحالف المصري أردني سوى مزيد من الافتضاح. )
    هل أنت متأكد أن أمريكا تريد تدمير حزب الله ؟
    ألم تدعم أمريكا إيران و هي من أحضرت الخميني للحكم ؟ ألم يسمع العالم بفضيحة إيران حيث ؟

    لقد وصفت أمريكا بالضعف و لكن الواقع يقول أن أمريكا هي الدولة الأولى في العالم و هيكل العلاقات الدولية يقوم على التفرد الأمريكي و لك أن اضرب لك عشرات الأمثلة الواقعية التي تدل على قوة أمريكا السياسية .
    دولة عظمى مثل أمريكا سارت قرون لبناء نفسها من أجل أن تكون الدولة الأولى في الحياة و اكتسبت الخبرات عبر الحروب الطويلة و الصراعات الهائلة التي خاضتها دولة مثل أمريكا لا يمكن وصف سياستها بالتردي لأن أمريكا ترسم خططها و مشاريعها لفترات طويلة جدا و هناك أجهزة هائلة و مخططون يعملون لرسم سياسية للدولة الأمريكية و ليست القرارات تتخذ اعتباطا أو نتيجة أحلام عند بوش أو تنبؤات بل نتيجة دراسة و تفكير و بحث و ما الرئيس الأمريكي إلا منفذ إداري . فكيف بدولة خاضت حروب عالمية و اخرج بريطانيا و فرنسا من أفريقيا و الشرق الأوسط و قضت على نفوذهم الاستعماري في العالم و على عملائهم و دمرت الاتحاد السوفيتي و اشتاحت أوربا اقتصاديا و قسمت اوربا و التفت على دول آسيا الشرقية و أحاطت بالصين و احتلت تايوان سياسيا و عسكريا و و و و دولة تفعل هذا الأمر هل توصف سياساتها بالتردي أو التخبط لا أظن هذا .


    ثم قلت أخي :
    والواقع أن أميركا هي التي خلقت نقاط ضعفها بنفسها بالتدخل فى منظومة العمل السياسي فى العراق، وإحداث تغيير هيكلي فى البنية السياسية للعراق لصالح جارتها إيران، العدو الأساسي للطموح الأميركي نحو خلق نظام شرق أوسطي بلا هوية، يتبع فقط المصالح الأميركية ويدور فى فلكها. وقد تبدى واضحاً عدم فهم القيادة الأميركية للتشابكات السياسية فى الشرق الأوسط واعتمادها فى رسم المنطقة على بيانات قديمة، تهمل التطور السياسي و المعرفي للمنطقة العربية. كما أنه قد وضح تماماً عدم أهلية أميركا لقيادة العالم نظراً لسقوط ما كان يسمى بدولة المؤسسات، واستراتيجية اتخاذ القرار، أصبحت قرارات القيادة الأميركية متخبطة وعشوائية ومتعنتة حتى في غير مصلحة الشعب الأميركي الذى بدا الضجر والضيق واضحاً على قسماته. أما حلفاء أميركا فهم يجارونها لحين تتغير القيادة الأميركية لعل الغد ياتى بشىء أفضل.

    السؤال هو : ما هو الدليل على أن احتلال أمريكا للعراق و تغير النظام السياسي في العراق كان لصالح إيران ؟
    متى كانت إيران تشكل خطر على أمريكا ؟ ألم يقل زعماء إيران لولا إيران ما احتلت أمريكا أفغانستان ؟؟
    أعطني عمل واحد قامت به إيران لضرب مشروع أمريكي او عمل أمريكي في المنطقة منذ قيام الثورة .
    إذا كانت أمريكا المحتلة لبلاد المسلمين و التي تعمل على تقسيم العراق و السودان و محتله أفغانستان و تسير لتصفية قضية فلسطين لإيجاد كيان هزيل تابع لها اذا كانت أمريكا لا تفهم( التشابكات السياسية فى الشرق الأوسط واعتمادها فى رسم المنطقة على بيانات قديمة،) فمن يفهما إذن أخي ؟ و كيف تسير دولة بحجم امريكا على أجنده قديمة ؟ و ما الدليل على هذا ؟ كيف لدولة كبرى مثل امريكا تريد تقسيم العالم الإسلامي و قد سارت بنجاح لحد الآن كيف لهذه الدولة أن تسير على مخططات قديمة ؟

    اين هو التطور السياسى والمعرفى للمنطقة العربية ؟

    أكتفي بهذا القدر أخي و آمل ان تأخذ كلامي بسعة صدر و لعلي ادخل معك في حوار سياسي لطيف حول سياسية أمريكا في العالم و بقي أن اقول لك أن التحليل السياسي ظني و ليس قطعي و المجتهد إن اصاب له اجرين و إن أخطا فله أجر واحد
    اخوكم الصغير مودتي


  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخى الفاضل الأستاذ محمود معبد
    شكرا لكم سيدى على مساهمتكم التى يسعدنى أن تتواصل
    على أن لى رد متواضع على تعقيبكم السابق:
    لن يكون مدخلى فى الرد هو مناقشة التعقيب مباشرة ولكن اسمح لى بمقدمة بسيطة
    لا أظن أولا أنكم ممن يقبلون بفكرة العلمانية، وعلى هذا سابنى حوارى القصير
    تحليلكم السابق إعتمد على شبه تأليه للآلة العسكرية والمخطط الثقافى الأميركى حتى أنكم تجاوزتم سيطرة الصهيونية العالمية على مؤسسات صناعة القرار الأميركى، وصورتم أميركا بأنها نجحت أن تصهر الأديان السماوية (عدا الإسلام)فى بوتقة الثقافة الأميركية. وهو ما لم يحدث على الإطلاق، وكل ما حققته أميركا هو مرحلة من الصعود على حساب تضارب القيم الغربية وظهور أيديولوجيات عنصرية مؤقتة سرعان ما اختفت من التاريخ بانتهاء الحرب العالمية الثانية والتى مثلت الفرصة التاريخية لأميركا، حيث انهيار الإقتصادات الأوربية. ومثلت هذه الفترة مرحلة القبول الأوربى لأميركا للعب الدور القيادى مقابل مشروع مارشال وتحمل أعباء مناهضة الإفكار الإشتراكية. ودخل العالم مرحلة الحرب الباردة التى تزعمتها أميركا وفى نفس الوقت دخلت أوربا مرحلة الإصلاح وإعادة الهيكلة التى وصلت إلى ذروتها بنجاح مشروع الإتحاد الأوربى.
    ويعود الناريخ ليرسم من جديد الخريطة السياسية للعالم بعد عودة أوربا إلى التفاعل من جديد مع الأحداث العالمية. ولم تعد أوربا إلى مضمار الدولار الأميركى ولكنها عادت كمنافس أساسى لأميركا. وما تفعله أميركا فى الخليج إلا محاولة منها لرفع أسعار النفط مما ي}دى إلى رفع تكاليف الإنتاج الأوربية وهو ما يأتى فى مصلحة الإقتصاد الأميركى الذى بدأ فى التهاوى منذ التخلى عن الغطاء الذهبى كلية فى عام 1971. هذا فضلا عن المنافس الواعد المتمثل فى ربع العالم الصينى.
    وليست لدى أميركا معايير ثقافية محددة تحاول أن تطبقها فى العالم وإنما هى محاولات لتفادى السقوط الأميركى الذى يبدأ كما يبدو إقتصادياً. وفى مقالتى " أميركا الرجل المريض 1،2،3 " من الأدلة ما يكفى حيال ذلك.
    أما المشكلة الأساسية التى فجرها تعليقكم لدى فهى الدفاع عن صلابة الموقف الأميركى وتهويله لدرجة توحى بأنه على وشك أن يبتلع الثقافة الإسلامية كما ابتلع الثقافة المسيحية واليهودية (على حد قولكم). ولكن ذلك يعد مغالطة كبيرة لمقررات التاريخ ومصداقية الطرح الإسلامى الراسخ. وأميركا فى الأساس _ كما ذكرتُ آنفاً_ لم تطوع الديانات لمصلحتها، فظهور أميركا التاريخى لا يتعدى الخمسمائة عام إلا بقليل (508 سنة)، فى حين تمتد الديانات إمتداد التاريخ البشرى بأسره. فهى لا يمكن أن تزول أو تستقطب. ولكن الذى نراه هو أن أميركا استغلت انحرافات الديانتين اليهودية والمسيحية لصالحها، فهى على أى حال لا تزال محدودة بهاتين الديانتين وليست محيطة بهما.
    وكانت مرحلة الصعود الأميركى معتمدة على أساسين، أولهما تنحية التأثيرات الدينية وهو ما أطلق عليه " العلمانية" وقد أثبتت الأيام فشل هذا التطبيق التجريدى، وأن العوامل الدينية لا يمكن أن تنحى عن السياق العام للمتغيرات الحياتية. فالأديان هى مصدر القيم الأخلاقية التى لابد لأى نظام حتى النظم المعادية للإديان من الحاجة إليها فى صياغة مقرراته ووسائل طرحه.
    والأساس الثانى هو تجنب العقائد الراسخة وتأجيل الإصطدام بها ومحاولة إستمالتها أو إستمالة القائمين عليها، وهو ما فشل مع الإسلام بالكلية نظراً لأن الإسلام لا يقر لأحد غير الله أن يكون مشرعا من ذاته. وليس كما هو الحال مع الكنسيين.
    أما بالنسبة للفرقة الإسلامية والذين يعمقونها فأولئك لا يحسبون على الإسلام. وليسوا أهلا للحديث نيابة عن المسلمين.
    ,اما زمن المعجزات فقد انتهى وترك إرثه فى القرآن الذى هو معجزة المعجزات.
    ولا يجب أن نفقد الثقة فى مرجعيتنا الأساسية، فهذا هو أقصى ما يتمناه أعداء الإسلام حتى نكون صيدا سهلا لهم.
    ,لى عودة معكم إن شاء الله بعد أن أنتهى من عملى. لعلنا نصل إلى ملتقى واحد. ولسيادتكم منى جزيل الشكر.


  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أستاذى الفاضل الأستاذ/ معاذ أبوالهيجا
    لسيادتكم عدة نقاط فى هذا الطرح نعرض لها تباعا
    1- " أولا : هل شرحت لي هذه الفقرة و ما هو المقصود منها : . لكن ما لم تحسب أميركا حسابه جيدا هو أنها عاجزة عسكرياً عن تحقيق الإحتلال المباشر على الأرض.
    - هل حققت أميركا إحتلالا مباشرا لكافة الأراضى العراقية بسيطرة أميركية أحادية كاملة؟
    ومتى نجحت أميركا أساسا وعلى مدى وجودها فى تحقيق الإحتلال التام المستقر لبلد ما؟ دون عمالة من حكومة هذه البلد؟ والتى تكون دائما حكومة غير شرعية.
    وهل الحكومة العراقية الحالية شرعية؟
    وهل تنعم أميركا ليلة واحدة بالطمأنينة وعدم فقد أحد من جنودها المرتزقة؟
    هذا هو ما أعنيه يا سيدى، وأجرى على الله.
    2- " وأن تكاليف الحرب بالوكالة تبدوا زهيدة جداً أمام التدخل المباشر. وحاولت حل الموقف المتأزم فتورطت فى خطأ أفدح وهو الضغط على الحكومات الموالية لها عن طريق تفجير المشاكل الداخلية، ثم سعت فى تغيير هذه الحكومات. "
    - الحرب بالوكالة هى مساعدة دولة أو دول أخرى على القيام بمجهودات الحرب التى تهدف أساسا إلى مساعدة حقيقية للدولة الموكِّلة (بكسر وتشديد الدال) ومساعدة وهمية أو دعائية للدولة/الدول الموكَّلة (يتشديد الكاف المفتوحة) وأكبر مثال على ذلك هى حرب الخليج الأولى (العراقية الإيرانية).
    وفى حين كانت أميركا تنعم بتجارة السلاح وتحقيق ماربها من إضعاف كل من إيران والعراق وإسالة الدماء المسلمة سواء كانت سنية أو شيعية. وكل ذلك يجرى لصالح المؤسسات الصهيونية بالدرجة الأولى.
    حاولت أميركا بالطرق غير المباشرة دفع المحور العربى للإشتباك مع المحور الفارسى وعندما لمست تراجع المحور العربى عن خوض هذه التجربة للمرة الثانية، بدأت فى إرهاب الحكومات العربية بالضغط عليها فى مجالات متعددة مثل المعونات وحقوق الإنسان والشرعية والأمن الداخلى. واتخذت الحكومات العربية موقفا تلقائيا على غير اتفاق مسبق بالدفاع عن وجودها. ثم عرجت أميركا إلى الطرق المباشرة للحث على الحرب بالوكالة، غير أن الموقف الذى اتخذته الحكومات العربية بدا واضحا أنه رد فعل لأخطاء أميركا فى حق هذه الحكومات فى الماضى القريب، وهو ما يؤكد التخبط الأميركى وعدم تفهم الأميركيين لطبيعة المنطقة فى الفترة الحالية. كما أن هناك عناصر أساسية قد اختفت من الساحة سواء بالموت(فى الأردن وسوريا والمغرب والسعودية والعراق بالطبع) أم بتقدم السن (فى مصر) وهو ما ترك أثرا واضحا على مناطق النفوذ الإقليمى فى الشرق الأوسط.

    3- " وأدت الطبيعة التقليدية المثابرة لشعوب المنطقة إلى فشل هذه المحاولات. وأصبحت أميركا وقد كشفت كل أوراقها وفقدت ثقة الحكومات الحليفة بل وسخط البعض منها أيضاً"
    - كانت محاولات أميركا قوية لإحراج الحكومات العربية المناوئة لفكرة الحرب بالوكالة، ولكن الشعوب التى ألفت عدم التغيير وضحت بكل شىء فى سبيل ذلك لم تحقق لأميركا مأربها وصبرت حتى مضت الأزمة. وكشفت أميركا أمام نفسها والعالم وأسقطت مصداقيتها حتى حينما تتكلم فتحسن.

    4- "هل أنت متأكد أن أمريكا تريد تدمير حزب الله ؟
    ألم تدعم أمريكا إيران و هي من أحضرت الخميني للحكم ؟ ألم يسمع العالم بفضيحة إيران حيث ؟"

    - لقد كان الموقف واضحا والحرب الإعلامية على أشدها والمدد الأميركى لإسرائيل على أشده وإسرائيل تعانى من مئات الصواريخ التى تهدد وجودها بالكلية، وانكشفت نقاط ضعف العدو الصهيونى واضحة وتدافع الإسرائيلييون على السفارات طابين الهجرة النهائية (80 الفا). وخرج حزب الله ولم يمسسه سوء. ولم نر لحزب الله من السقطات ما رأينا للجيش اللبنانى العميل الذى كانت هوايته ولا تزال هى قتل الفلسطينيين العزل والمساعدة على قتلهم ولكم فى صابرا وشاتيلا برهان ودليل.
    ولم تتمكن اسرائيل من دخول لبنان وهى قد تمكنت من قبل من دخولها فى ساعات، فمن الذى دافع عن لبنان ساعتها.
    أحب أن أذكركم وأنا ضد كل ما تذهب إليه الشيعة دينيا وعلى الصعيد العراقى ايضا " بسم الله الرحمن الرحيم..يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا..اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون" (المائدة/8). ولسنا نعرف حقيقة الفكر الشيعى لدى حزب الله ومن الممكن اننا ننكره لو عرفناه، ولكن ألا ننكر ما يفعله بعض الحكام من السنة أكثر؟

    5- " ألم تدعم أمريكا إيران و هي من أحضرت الخميني للحكم ؟ ألم يسمع العالم بفضيحة إيران حيث ؟ "
    -لقد ذكرت آنفا أن أميركا تتخبط فى سياساتها بين إرضاء الصهيونية العالمية وبين شعبها الذى يبدوا أنه قد تم تغييبه تماما مثل الشعوب العربية. وعلى كل الأحوال: هل تريد أن تقول بأن هناك مؤامرة بين أميركا وإيران لإبتلاع الخليج؟
    لا أظن أن أميركا تجرؤ على ذلك فى ظل انهيار اقتصادها وظهور لاعبين جدد مثل الصين على الساحة الدولية بل وبوادر عودة المعسكر السوفياتى للتأثير الذى لا نعرف مداه بعد ما اصابه من تفسخ.
    كما أنه لو كانت البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فما الذى يدل عليه ارتفاع أسعار النفط والذهب كلما احتدم الجدال بين أميركا وإيران؟ لو علمت اوربا - وهم يعرفون الكثير مما لا نعرف عن هذا الشان- ان هذه مناورات لما اندفعت اسعار النفط والبترول بهذا الجنون. على أن احتمال التعاون بينهما لا يزال واردا، وخاصة مع سماح أميركا لإيران بالتدخل فى العراق بشكل واضح. على أن أميركا لو فعلت ذلك فربما ترمى إلى إظهار كارت من الإرهاب للدول العربية السنية حتى تدفعها الى الموافقة على الحرب بالوكالة. فهى قد تكون تستدرج ايران لخلق اجواء المواجهة وصب بعض الزيت على النار الخامدة.


    6- " السؤال هو : ما هو الدليل على أن احتلال أمريكا للعراق و تغير النظام السياسي في العراق كان لصالح إيران ؟"

    - هل يعتبر احتلال الشيعة للسلطة وذبحهم للسنة بهذا الشكل فى غير صالح إيران؟ وهل يعد الإجهاز على القوة العراقية التى كانت تحارب إيران فى غير صالح ايران؟ وهل كان لإيران من الشأن بهذا المستوى منذ الإطاحة الإسلامية بالفرس؟ لقد ظهرت إيران على أنقاض العراق، وكانت أميركا هى من سببت هذه الفوضى. وسببت لنفسها من عوامل الضعف والفضيحة ما يكفل زوالها.

    7- "أعطني عمل واحد قامت به إيران لضرب مشروع أمريكي او عمل أمريكي في المنطقة منذ قيام الثورة .
    "
    - عندما بدأت الحرب الصهيونية مع حزب الله، خرجت علينا العندليب الأفطس كوندا ليزا رايس ببشارة أميركية جديدة وهى أنه الأن بدأ العد التنازلى للنظام العالمى الجديد. وكأن ايوان كسرى يتصدع وينشق القمر. ولكن حزب الله بمساعدة ايرانية سورية قد كسر أنفها المعكوف ولم نعد نسمع عن نظامها العالمى الجديد. فماذا كان يعنى ذلك وماذا يعنى فشله؟ وهل وقفت دولة عربية واحدة موقف النبل والشجاعة؟ لعل ذلك من صنع ايران.

    8- " إذا كانت أمريكا المحتلة لبلاد المسلمين و التي تعمل على تقسيم العراق و السودان و محتله أفغانستان و تسير لتصفية قضية فلسطين لإيجاد كيان هزيل تابع لها اذا كانت أمريكا لا تفهم( التشابكات السياسية فى الشرق الأوسط واعتمادها فى رسم المنطقة على بيانات قديمة،)
    فمن يفهما إذن أخي ؟ و كيف تسير دولة بحجم امريكا على أجنده قديمة ؟ و ما الدليل على هذا ؟ كيف لدولة كبرى مثل امريكا تريد تقسيم العالم الإسلامي و قد سارت بنجاح لحد الآن كيف لهذه الدولة أن تسير على مخططات قديمة ؟ "

    - لو فهمت أميركا الشرق الأوسط يا سيدى لما كانت حماس تسيطر على غزة اليوم، ويكفى ان محللا صهيونيا يتهم أميركا بأنها دفعت الفلسطينيين الى التقاتل وهو ما يعنى خطأ حسابات الأميركيين عندما يكون الإسلام فى الطرف الأخر من المعادلة وهو ما أشرت اليه، حين ذكرت أنهم يستخدمون معلومات قديمة. وأن أميركا تعامل الدين الإسلامى نفس معاملتها السابقة للمعتقدات الكنسية، رغم أن الفارق بينهما بـُـعد المشرقين.

    9- " اين هو التطور السياسى والمعرفى للمنطقة العربية ؟ "

    - التطور السياسى هو انكشاف الحكومات لأول مرة بهذه الدرجة أمام الشعوب العربية، والخوض بعنف فى قضايا لم تكن محل نقاش فيما سبق هو التطور المعرفى. وحماس إن قدر لها أن تصمد ستكون شيئا آخر.

    10- " أكتفي بهذا القدر أخي و آمل ان تأخذ كلامي بسعة صدر و لعلي ادخل معك في حوار سياسي لطيف حول سياسية أمريكا في العالم و بقي أن اقول لك أن التحليل السياسي ظني و ليس قطعي و المجتهد إن اصاب له اجرين و إن أخطا فله أجر واحد "

    - أستاذى الفاضل أخجلنى شدة تواضعكم معى، والإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
    أبقاكم الله واسعدكم وشفى ما صدورنا وصدوركم من اعداء الأمة وهيأ من الأمر ما فيه صالح الإسلام والمسلمين.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •