أما وقد أعجبتني مقالتك منطقاً ونُظماً
فإني أوافقك على تحليلك الصريح المباشر القائم على نتائج حقيقية في معظم الأحيان
فالعولمة الأمريكية بعد لم تثبت شيئاً سوى الفشل في خلق واقع جديد يفرض (الأمركة الثقافية والسياسية) _ان صح التعبير_
وإن في هذا لمستراح لنا جميعاً من مكيدة العولمة على التفصيل الأمريكي , كل هذا كان من وجهة نظرك والتي اوافقك عليها سيدي ولكن , يتبادراً جذلاً إلى ذهني ألم تكن أمريكا على استعداد لأي نتائج غير محمودة !
أمن المعقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم بوضع (خطة ب) كما يقال _ في حال فشل فرض العولمة وفرض الثقافة والأمركة على الشرق الاوسط بامتداداته ؟
لست أجد أنه من الصواب إذا لنا أن نؤكد فشل مخططات القيادة الأمريكية لشرق أوسط جديد .
بل إن تسليط الثقافة الأمريكة بمختلف تراجمها على المجتمع العربي لم يكن هدفه ((الأمركة )بمعناها المفهوم أو على الأقل لو كان هذا هو الهدف فإنه لم يعد كذلك اذا افترضنا نظرية (خطة ب) وأصبحت الآن (الفوضى الأمريكية) هي الهدف الآن فبعد أن فشلت أفلام (روكي وآرنولد وحتى مسلسل فرندز) في تهميش ثقافة الحياة الاجتماعية العربية ودمجها نحو الأمركة بعد هذا غدت الفوضى هدفا أفضل فانسكبت بإلحاح غير مريح جميع برامج الحياة الأمريكية من الرقص والغناء حتى الطبخ والأزياء ومن د. فيل ل أوبرا ل جيري سبيرينغفيل ,بالإضافة لتأثير هوليوود وغدت هذه البرامج وغيرها مما سبق تباع للقنوات والمحطات الفضائية والأرضية العربية بأسعار أقل بعشرات المرات من تكلفتها على أي محطة أوروبية أو اسيوبة أخرى ,والنتيجة ليست مرضية على جميع الأحوال فلم يحصل الاندماج في الحياة الأمريكية ولم يحصل المشاهد على قناعة لا بواقع حاله ولا بواقع السياسية الأمريكية , وإنما تؤثر عليه منظومة الحياة الأمريكية وهو يعلم تماما استحالة تحقيق هكذا منظومة علمانية في مجتمعه العربي الذي مازال متشبثاً بالدين كمنهج ظاهري عالأقل, وهنا تحصل الفوضى , وقد اترك لبحث دقيق آخر أن يطلعنا عن ازدياد نسبة الإدمان على المخدرات والكحول وحوادث الاغتصاب والزواج العرفي وحوادث السيارات وعن تزامن ازدياد هذه النسبة مع ازدياد عرض البرامج والترفيه الامريكي في القنوات العربية. ومحصلة كل هذه العوامل تصب في نظرية الفوضى والانقسام الداخلي للهوية العربية فأمريكا الان لا تحتاج شرق أوسط (كول) أو عالموضة وغير عابئ بالمجريات السياسية والقومية , بل إن أمريكا الآن بفشلها في العراق تحتاج شرق أوسط تتخلله انقسامات اجتماعية وحضارية وثقافية تصب جميعها في الفرد الواحد حتى لا يتسائل, تحتاج إلى شرق أوسط مغرق بهمومه لا وقت لديه لمتابعة الأخبار ولا للتعليم ولا لحل البطالة و على الأخص لا وقت له لمحاسبة النظام العالمي الظالم في حق القضايا العربية , وكل هذا ليس تكاسلا كما كان بالسابق بل و أقول ثانية لأنه أصبح عبئا ثقيلا على المواطن العربي والشاب خصوصاً بأن يعيش في ازدواجية .
ولست أعني هنا بأن الإعلام الأمريكي هو المسؤول عن الفقاعة الأمريكية التي تغلف كيان المواطن العربي .
بل هي كانت سبباً تم استعماله آنفاً لغرض غير غرضه على الشعب الأمريكي نفسه , فلم تخلق هذه البرامج لنا إنما بعد ذلك سلطت علينا بإفراط تماما كالاشعاع لحين احداث الورم .
وختاماً أعتذر عن إطالتي وخروجي عن الموضوع البحت لأدخل في التوابع .
تحياتي لقلمك .. .
المفضلات