آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سد الفراغ الثقافي... أم مسخ الطفل العربي ؟

  1. #1
    فنان تشكيلي
    أديب
    الصورة الرمزية الدكتور ياسر منجي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    216
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي سد الفراغ الثقافي... أم مسخ الطفل العربي ؟

    فوجئت في الآونة الأخيرة بأخبار أثارت في نفسي هواجس القلق و أرغمتني على التفكير المشوب بالحيرة إرغاما و أيقظت في ضميري دواعي التقصي و البحث و التساؤل.
    بدأ ذلك حين تناهى إلى علمي خبر توجيه الدعوة إلى عدد من طلابنا و أبناءنا من خريجي و خريجات كلية الفنون الجميلة لحضور مؤتمر صحفي ضخم يهدف للتعريف بأحد أهم الأحداث الفنية و الثقافية المرتقبة على الساحة العربية على حد وصف الدعوة. و قد نتج اندهاشي في البداية عن إغفال الجهة المنظمة للحدث لدعوة ذوي الرأي و المشورة من عمداء و إداريي و أساتذة الفنون و قصرها للدعوة على الطلاب و شباب الفنانين و جمهور الهواة - الأمر الذي يتعارض منطقيا مع وصف الداعين للحدث المذكور بالأهمية السابق ذكرها - إلا أن ما تلى ذلك كان أدهى و أكبر.
    ذهب الشباب لحضور المؤتمر بمدينة الإسكندرية - حيث تمت الترتيبات بالتعاون مع مكتبتها الشهيرة - و بوغت الشباب حين ألفوا أنفسهم يغوصون حتى الركب في فاخر الأبسطة بإحدى أكثر القاعات فخامة، و قد أغشت أعينهم أضواء آلات التصوير و أجهزة الصحافة و البث الفضائي. و لم يفتهم أن يلاحظوا أن الحشد الأكبر من الحضور و الصحافيين و رجال الإعلام كانوا من الأجانب و ممثلي القنوات و الوكالات الغربية.
    ثم بدأ حفل الافتتاح للمؤتمر حيث قدم أحد الرجال نفسه باسم الدكتور/ نايف المطوع، واصفا نفسه بالمؤسس و العضو المنتدب لما أسماه بمجموعة تشكيل للإعلام التي أنشئت في الكويت عام 2004 على حد قوله. و أردف بخلاصة لسيرته الذاتية جاء خلالها أنه أنهى تعليمه العالي و حصل على درجاته الأكاديمية من الولايات المتحدة الأمريكية في علم النفس السريري.
    ثم دلف إلى صلب الموضوع؛ حيث قرر أنه كان مؤرقا طوال عمره بفكرة الكتابة للطفل العربي مدفوعا في ذلك بوطأة الإحساس بفراغ الساحة العربية من أي وجود ثقافي - على حد قوله - من شأنه أن يمثل قدوة حقيقية للطفل و الشاب العربي، و من ثم فقد قرر أن يقوم بسد هذا الفراغ عن طريق إيجاد مثيل لأبطال القصص المصورة غربية الطراز موجهة للطفل العربي بهدف ترسيخ قيم التسامح و قبول الآخر و الاهتمام به، مقررا بالنص - من خلال المطبوعة التي أمدني بها أحد تلامذتي من حضور المؤتمر و التي وزعوها عليهم - أنه ( من خلال خبرته الواسعة التي اكتسبها أثناء معالجته في مستشفى بلفو في نيويورك سجناء حرب سابقين و ناجين من التعذيب السياسي تعرضوا للاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية و السياسية، اكتشف مدى خطورة اللامبالاة بمعاناة الآخرين و تأثيرها السلبي على المجتمع).
    ثم أتت المفاجأة الكبرى التي أدارت رؤوس الجميع و التي اجتاحتني بدورها دافعة إياي لكتابة هذه السطور؛ و ذلك حين قرر الدكتور بصحبة أحد الأجانب أنه قد نجح في إبرام عقود شراكة مع أكبر ثلاث شركات عالمية متخصصة في إنتاج القصص المصورة الأشهر على مستوى العالم في مجال أبطال الخوارق؛ و هي شركة دي سي منتجة قصص سوبرمان و باتمان، و شركة مارفل منتجة قصص سبايدر مان و إكس مين و فانتاستيك فور و إنكريديبيل و هالك، و شركة آرتشي منتجة القصص الموجهة للمراهقين، و من المعلوم للجميع أن هذه الشركات هي الأضخم و الأكثر سيطرة على مستوى العالم من حيث إنتاج القصص المصورة و أفلام الرسوم المتحركة و الأفلام السينمائية و المنتجات الدعائية و الدمى الخاصة بالشخصيات السابق ذكرها و التي تصب جميعا في نطاق فكرة البطل الخارق الذي يحارب الشر وفقا لاشتراطات المجتمع الغربي الرأسمالي مع غزارة إسقاطاتها التي تحيل إلى الثقافة اليهودية في بعديها الصهيوني و الغيبي الذي يؤسطر من مقولة الجنس المختار و المخلص اليهودي.
    و قد أثمرت الشراكة المبرمة بين هذه الشركات و مجموعة تشكيل للإعلام - التي وصفها الدكتور بكونها شركة مساهمة كويتية تضم أربعة و خمسين مستثمرا من ثماني دول مختلفة لم يسم منها سوى الولايات المتحدة، المكسيك، الكويت و المملكة العربية السعودية - عن إعطاء الحق للشركة الكويتية في نشر و ترجمة و تعريب منتجاتها سابقة الذكر بكافة الوسائل الإعلامية من مطبوعات و أفلام و غيرها في المنطقة العربية و الشرق الأوسط.
    ثم أتت أغرب المفاجآت ممثلة في إفصاح الدكتور عن أغرب ما قرأت و سمعت من مشروعات فنية و ثقافية؛ و ذلك حين قرر أن المشروع الأكبر للمجموعة يتمثل في نشر قصص مصورة باللغة العربية و لغات أخرى يدور محورها حول تسعة و تسعين بطلا مسلما خارقا تتوزع جنسياتهم على دول العالم و يستقون أسماءهم و صفاتهم من أسماء الله الحسنى و صفاته !!!!!
    فتجد بطلا على سبيل المثال يدعى جبارا و آخر يدعى جامعا و ثالثة تدعى نور... و هكذا و الأغرب أن جميعهم أبعد ما يكون هيئة و سمتا عن الثقافة العربية المزعومة في خطاب الدكتور؛ حيث قام مصمم و رسام أجنبي يدعى "دان بانوسيان" - و هو رسام ذو خبرة في رسم قصص باتمان و إكس مين - بتصميم شخصيات التسع و تسعين بطلا عربيا !!! كما يقوم رسام آخر يدعى "جون ماكري" برسم قصصهم!!! و الأدهى من ذلك أنه برغم تصريح الدكتور السابق بكونه صاحب الفكرة و كاتب القصص إلا أنه عاد و قرر أنه يقوم بذلك بمساعدة الكاتب "فابيان نيسيزا" أحد كتاب باتمان و سبايدرمان !!!!! هذا في الوقت الذي بدأ فيه الخطاب بتحسره على فراغ الواقع الثقافي العربي في دنيا الأطفال و الشباب.
    و تتوالى المفاجآت حين يشرح الدكتور فكرة قصص ال99 خارقا موضحا أنها تبدأ من عصر اجتياح المغول لبغداد (كذا !!) و تدميرهم لمكتبتها؛ حيث قام من أسماهم باسم (حراس الحكمة القديمة) - و هي تسمية لا يخفى ما تحيل إليه من تداعيات سحرية و توراتية - بتهريب 99 حجرا تضمنت أسرار الحكمة و القوة و المعرفة إلى الأندلس، حيث فقدت مع الزمن ليعثر علي كل منها أحد شباب المسلمسن مختلفي الأعراق في العصر الحديث و يحوزوا بمقتضاها على ما أسلفت الإشارة إليه من قوى خارقة.
    و لن أطيل على سيادتكم في الشرح، فهاكم موقع الشركة الإلكتروني لتستزيدوا من التفاصيل: http://www.teshkeel.com
    و لكن لي هنا عدد من الأسئلة التي لم أطمئن لإجابة أي منها:
    ما دلالة أن تقوم هذه الشركات العملاقة بعقد مثل هذه الشراكة الضخمة التي تتعدى مليارات الدولارات في هذه المرحلة بالذات، و هي الشركات التي كانت تتعامل بالتعالي مع المنطقة العربية بأسرها مخرجة إياها من حسابات أسواقها و توجهاتها ؟
    ما دلالة أن يقوم بتغطية المؤتمر الصحفي و تتبع أخبار الشراكة كل من النيويورك تايمز، تايم، البي بي سي، رويترز، هيرالد تريبيون، سي إن إن، الواشنطون بوست و غيرها من كبريات الوكالات و شركات الإعلام الضخمة بشكل يومي مكثف ؟
    ما دلالة أن ترتبط الشخصيات برموز بصرية مستقاة من عالم السحر و عبادة الشيطان و القبالة اليهودية - كأن ترتبط "نور" بشكل النجمة الخماسية المرتبطة بالسحر الشيطاني الذي يحيل إلى (ملاك النور) أحد أسماء الشيطان قبل سقوطه في المرجعية الغربية) و ما معنى أن يأتي تصميمهم و ألبستهم على نسق أبطال الخوارق الغربيين ؟
    ثم ما دلالة أن يبدأ إصدار هذه القصص في أكتوبر المقبل بالتوازي مع عرض الجزء الثالث من فيلم عودة سوبرمان ؟
    أجيبوني هداكم الله !!!
    أين حكماء واتا و دورهم الحضاري ؟
    أين غالب ياسين العروبي القح ؟
    أين المنذر أبو هواش الصريح الأرومة ؟
    أين الغيورين و ذوي الحمية ؟
    أين الآباء من الذود عن أبناءهم ؟
    أين العرب من نقد ما يتم إقحامهم عنوة على ثقافتهم و تحميله مضامين ما أنزل الله بها من سلطان ؟
    أهو عصر الخنوع للإنتاج الضخم و سلطة الأموال عابرة القارات ؟
    إن كان ذلك فاصمتوا و لا تجيبوا و لا تشاركوا، فكفانا حزنا و انكفاء و انكسارا.
    خالص الحزن

    الدكتور ياسر منجي

  2. #2
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أجل والله
    صدقت يا أستاذنا الدكتور ياسر منجي

    إنه عصر الخنوع والاستسلام .... عصر الذلّ والعار .....
    عصر فقدت الأمة فيه كرامتها , وأضاعت دينها , وباعت وطنها وشرفها ....

    ولم يعد يهمها سوى أن تكون تابعة متبوعة لمن هم دونها ...

    والهدف واضح وجلي لهذه الشركات الاعلامية المتصهينة
    هو إفساد العقل العربي المسلم , وتجريده من هويته وكيانه
    بهدف السيطرة عليه ....

    وبالفعل فقد نجحت هذه الدعايات الصهيونية ومن زمن ...
    نجحت في الاعلام لأنه الوسيلة الوحيدة التي من خلالها تستطيع أن تفسد الجيل العربي المسلم وأسرته
    لنعود فقط إلى بروتوكلات حكماءصهيون
    ونقرأ ما هي تعليماتهم التي تنص في مجال الاعلام خاصةً ........

    نشكركَ الشكر الجزيل على غيرتكَ الشهمة العربية المسلمة
    ونتمنى أن تصل صرختكَ الأبيّة إلى كل غيور من أمتنا على وجه المعمورة


  3. #3
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ياسر منجي مشاهدة المشاركة

    ما دلالة أن تقوم هذه الشركات العملاقة بعقد مثل هذه الشراكة الضخمة التي تتعدى مليارات الدولارات في هذه المرحلة بالذات، و هي الشركات التي كانت تتعامل بالتعالي مع المنطقة العربية بأسرها مخرجة إياها من حسابات أسواقها و توجهاتها ؟
    ما دلالة أن يقوم بتغطية المؤتمر الصحفي و تتبع أخبار الشراكة كل من النيويورك تايمز، تايم، البي بي سي، رويترز، هيرالد تريبيون، سي إن إن، الواشنطون بوست و غيرها من كبريات الوكالات و شركات الإعلام الضخمة بشكل يومي مكثف ؟
    ما دلالة أن ترتبط الشخصيات برموز بصرية مستقاة من عالم السحر و عبادة الشيطان و القبالة اليهودية - كأن ترتبط "نور" بشكل النجمة الخماسية المرتبطة بالسحر الشيطاني الذي يحيل إلى (ملاك النور) أحد أسماء الشيطان قبل سقوطه في المرجعية الغربية) و ما معنى أن يأتي تصميمهم و ألبستهم على نسق أبطال الخوارق الغربيين ؟
    ثم ما دلالة أن يبدأ إصدار هذه القصص في أكتوبر المقبل بالتوازي مع عرض الجزء الثالث من فيلم عودة سوبرمان ؟
    أين العرب من نقد ما يتم إقحامهم عنوة على ثقافتهم و تحميله مضامين ما أنزل الله بها من سلطان ؟
    أهو عصر الخنوع للإنتاج الضخم و سلطة الأموال عابرة القارات ؟
    إن كان ذلك فاصمتوا و لا تجيبوا و لا تشاركوا، فكفانا حزنا و انكفاء و انكسارا.
    خالص الحزن
    أخي الأستاذ الفاضل الدكتور ياسر منجي،

    لا يسعني في هذا المقام إلا أن أردد قوله تعالى:


    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
    (الأنفال 36)


    حسبنا الله ونعم الوكيل،
    ولا حول ولا قوة إلا بالله،

    أخوكم،

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  4. #4
    فنان تشكيلي
    أديب
    الصورة الرمزية الدكتور ياسر منجي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    216
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي حسبنا الله و نعم الوكيل

    أخي الفاضل الأستاذ/ منذر أبو هواش
    و الله لكأني لم أقرأ هذه الآية الكريمة من قبل!!!
    هداك الله يا أخي، نعم و الله ليس لها إلا الله يجلو غمتها بعد إذ ظن أهلها أنهم قادرون عليها.
    حسبنا الله و نعم الوكيل.
    خالص احترامي

    الدكتور ياسر منجي

  5. #5
    مترجم فوري
    الصورة الرمزية سمير الشناوي
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    64
    المشاركات
    2,992
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    اخي الدكتور الفنان الغيور منجي

    ارى ان تعلنوا عن دعوة مماثلة في الجامعة - وانت احد رموز الفن - لبحث طرح افكار من تراثنا للاطفال.
    ارى ان توجهوا ابحاث الطلبة في الاعوام النهائية وابحاث الماجستير والدكتوراة نحو هذا الهدف.
    ارى دعوة الجامعات لاجراء بحوث حقيقة لمعرفة ماذا يريد الاطفال: لماذا يحبون سوبرمان والرجل الوطواط .
    ارى دراسة تجربة "بكار " واسباب نجاحها.
    هناك الكثير مما نفعله بدلا من الاكتفاء بلعن ما يفعله الاخرون.
    كلنا مقصر يا اخي العزيز.


    سمير الشناوي


  6. #6
    فنان تشكيلي
    أديب
    الصورة الرمزية الدكتور ياسر منجي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    216
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي نعم كلنا مقصر

    أخونا الفاضل، الأديب و اللغوي البارع الأستاذ/ سمير الشناوي
    أولا: اسمح لي أن أحيي دعوتك الإيجابية التي تكشف عن فكر رصين و وعي بدور التعليم العالي و البحث العلمي فيما لو وجها وجهتهما الصحيحة، نعم يا أخي فإنني ألاحظ للأسف أن الاتجاه نحو الموضوعات الشرقية و الإسلامية و المحلية بصفة عامة، آخذ في الانحسار على مستوى البحث الأكاديمي، فيما عدا شريحة ضئيلة جدا من البحوث التي تجرى بحكم تخصصات كلياتها و دراساتها النوعية؛ كالتاريخ و الأدب العربي على سبيل المثال، في الوقت الذي علا فيه مد التوجه نحو الاقتباس الصريح و المباشر عن الغرب - حتى دون إعمال للاجتهاد و التعديل - في مجال الفن التشكيلي و تاريخه و نقده و تقنياته، و دعني هنا أتكلم عما أعلمه فقط، فأهل التخصصات الأخرى أدرى بها مني. نعم أوافقك الرأي تماما.
    و لكن لي هنا توضيح بسيط أود أن أقرره للتاريخ و الذكرى؛ فبرغم علو مد هذا الاتجاه كما ذكرنا إلا أننا لا نعدم أفرادا فضلاء ينافحون عن القيم المحلية و يتوجهون نحو الأصالة سائرين في ذلك عكس التيار، و "بكار" خير شاهد على ذلك؛ فالسيدة الفاضلة التي كانت من وراء الفكرة و التي أنفقت عليها من مالها الخاص و سهرت عليها طوال سنين حتى أينعت و اشتهرت و لاقت مثل هذا الإقبال الكاسح هي السيدة الدكتورة "منى أبو النصر" رحمها الله و أسكنها فسيح جناته، و قد كانت أستاذة لفن الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة و تحديدا بقسم الجرافيك الذي أشرف بالانتماء إليه، و كانت تربطني بها صلة طيبة من المودة و الاحترام؛ حيث كانت من ضمن أساتذتنا الكبار، و ظلت تؤكد على دور الدراسات التي تبحث في أسس تصميم الشخصية الكرتونية العربية حتى تمكنت من خلال شركتها الخاصة "كايرو كرتون" أن تحقق النجاح المعروف لشخصية "بكار".
    و هناك من الأساتذة كثيرون ممن ينطبق عليهم هذا الوصف، غير أنني هنا - و أصارحك القول - أحس بمزيج من القهر و الغييظ معا، فللأسف الشديد أصبح دور البحث العلمي منحسرا أمام ضخامة و عتو حجم رؤوس الأموال التي تصب في اتجاهات بعينها ترسم من خلالها خارطة الوضع الثقافي، فبالرغم من كثافة عدد خريجي كليات الفنون الذين يؤمنون بما تفضلتم بتوضيحه إلا أنهم بشر و بحاجة إلى كسب لقمة العيش؛ فعند التخرج لا يكون أمامهم - بحكم التخصص - إلا أن ينخرطوا في طواقم العمل الخاصة بشركات الدعاية و الإعلان و الرسوم المتحركة، لأن هذا الإنتاج ليس جهدا فرديا بل يحتاج لرأس مال ضخم و لأعداد مهولة من فرق العمل حتى تتمكن من إنجاز مسلسل واحد من مسلسلات الرسوم المتحركة، فيكون واقع الحال أن الخريج يجد نفسه و قد أضحى ترسا صغيرا جدا ضمن أجزاء آلة جبارة يهيمن عليها توجه صاحب الشركة.
    الأمر الآخر أن هدفي من وراء التعريف بمثل هذا النموذج الخطير الذي أشرت إليه سلفا، إنما يكمن في الرغبة في التنبيه و الشرح و التعريف بما يقف وراء إنتاج ضخم قد يفاجأ به الناس على حين غرة في غضون شهور معدودة، فكان من واجبي أن أوضح - و لو من باب إبراء الذمة - مشاركا في ذلك همومي مع أهل الفضل و الفكر.
    و ختاما أرجو أن تتقبل شكري و تقديري لشخصكم
    خالص احترامي

    الدكتور ياسر منجي

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية أسامه على
    تاريخ التسجيل
    08/06/2007
    العمر
    54
    المشاركات
    217
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    تحياتي
    دكتور/ ياسر
    كان من الذكاء الخبيث ، هذا التوجه الاعلامي ، لتلك المنظومة الصهيونية . وأقصد بالطبع التوجه لعقول أطفالنا ، مستقبل الامة
    فالصورة المنطوقة ذاكرة المستقبل
    وأعتقد أن طرح الاستاذ سمير، كان غاية في الحكمة والموضوعية ، وهو البديل المستقبلي الوحيد للحفاظ على عقول أطفالنا وهويتهم العربية


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •