آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حديث حديث في الإفسادتين

  1. #1
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    حديث حديث في الإفسادتين


    حديث حديث في الإفسادتين

    لأن علماء التفسير الأوائل لا يعلمون الغيب، ولأن اليهود في زمنهم كانوا ضعافا مشتتين في الأرض، ولأنه لم يكن ليخطر على بال هؤلاء المفسرين الأعلام أن تقوم لبني إسرائيل بعد مجيء الإسلام قائمة، فقد اختلف تفسيرهم للإفسادتين المذكورتين في الآية السابعة من سورة الإسراء التي يقول فيها سبحانه: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }

    للأسباب المذكورة بأعلاه، وفي ضوء الأوضاع المعاصرة، والمعلومات المتوفرة لعلماء التفسير الأوائل في ذلك الوقت، ورغم الحديث النبوي المتواتر عن قتال مستقبلي مع اليهود يسبق القيامة، إلا أن اعتقاد هؤلاء المفسرين ذهب إلى أن إفسادتي بني إسرائيل المذكورتين قد حدثتا في الماضي. لذلك فقد اجتهدوا كثيرا في البحث عن الأدلة والوثائق والمراجع التاريخية المتوفرة من أجل إيجاد التفسير التاريخي المناسب للإفسادتين المذكورتين في القرآن الكريم، وأجمعوا في وقته على حدثين من الأحداث التاريخية التي كان يتداولها الناس، وربما اليهود أنفسهم في العصور الإسلامية الأولى، ويمكن الرجوع بهذا الشأن إلى التفاصيل المذكورة في كتب التفسير المعتمدة.

    القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ أو جغرافيا أو فيزياء أو معلومات موسوعية، وإنما هو كتاب هداية عام يعطي بعض المفاتيح العلمية أو التاريخية التي يكون فيها عظة وعبرة، ودرس وتذكر، ويحمل منهج الحياة التي يرتضيها الله سبحانه لعباده، كما جاء في قوله تعالى: ( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). وهو لذلك لا يهتم بالتفاصيل والأسماء والتواريخ التي لا تهم معرفتها، ولا ينفع ذكرها، ولا يضر إهمالها، بل يهتم بالأمور الملزمة التي تهم معرفتها فقط.

    لذلك فإن ما يأتي به المفسرون من تفصيلات وتفسيرات وتخمينات واجتهادات غير مبينة في القرآن الكريم لا يكون ملزما لأحد من المسلمين، وهذا الأمر هو السبب الرئيس الكامن وراء اختلاف التفاسير للتفاصيل غير المحددة بسبب تغير الزمن، وتجدد الأحداث. وهذا الوضع الدقيق يدفعنا شئنا أن أبينا إلى السؤال: ولماذا يهمنا تفصيل ما لم يهتم القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة بذكر تفاصيله؟

    نعم أخي الكريم، القرآن الكريم ذكر الإفسادتين ولم يحدد وقتيهما، مثلما ذكر القيامة ولم يحدد وقتها، وما لم يحدده القرآن من أمور المستقبل فهو من علم الغيب، وعلم الغيب كما تعلم خارج عن قدرة البشر، لذلك فلا جدوى من محاولة معرفة مثل هذه الأمور الغيبية، أو من محاولة التكهن بها بأي وسيلة من الوسائل، ناهيك عن كون التكهن مخالفا للشرع الإسلامي.

    ومثلما أن أمر الإفسادتين من علم الغيب، فإن أمر بني إسرائيل نفسه لا يزال هو أيضا في علم الغيب. ولا يوجد لحد الآن ما يؤكد أن هؤلاء المستعمرين الغزاة واليهود الجدد في فلسطين هم بالضرورة أحفاد قوم موسى بني إسرائيل المذكورين في القرآن الكريم، وأغلب الظن أن بني إسرائيل مثلهم مثل الفراعنة وغيرهم من الشعوب البائدة، والظاهر أن بني إسرائيل قوم سادوا ثم بادوا، إذ لا يوجد على الاطلاق ولغاية الآن أية تأكيدات آثارية أو علمية أو وراثية حقيقية من أي نوع كان من شأنها أن تدل على أن هؤلاء الأدعياء يهود اليوم هم هم أحفاد بني إسرائيل يهود الأمس.

    لذلك يكفينا أن نقول أن القرآن الكريم يفسر نفسه، وأن القاعدة القرآنية المتعلقة بمصير الظلم والظالمين واضحة جلية، فالله سبحانه وتعالى يقول (وان عدتم عدنا)، ويقرر بذلك أن صراع الحق والباطل مستمر ومتكرر حتى قيام الساعة، وأن الحق لا بد أن ينتصر في كل مرة، وأن الباطل يمكن أن تكون له دولة لمدة من الزمن، إلا أن دولة الحق ستكون هي العليا في معظم الوقت وحتى قيام الساعة.

    إن سقوط إسرائيل وباطلها في النهاية كما سقط غيرها من الغزاة أمر أكيد، طال الزمان أم قصر، والإيمان بحصوله عاجلا أم آجلا جزء من العقيدة، لكن تحديد تاريخ محدد لذلك السقوط الموعود هو من أمور الغيب الذي لا يعلمه إلا الله بالدليل الثابت من الآيات القرآنية والأدلة الشرعية الكثيرة. كما أن التكهن بمواعيد أو أحداث مستقبلية هو أمر يخالف الشرع الإسلامي بشكل صريح، سواء أقام بهذا التكهن حاخامات يهود أم علماء مسلمون!

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    كلامي راقي يدل على فهم عميق

    ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا))
    النساء

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: حديث حديث في الإفسادتين

    ستزول إسرائيل حتما لأنها اغتصبت أرضا وشردت شعبا..
    ونهاية الظالم لن تكون سوى بالخسران..


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •