آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: القارئ الإيجابي

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    المشاركات
    242
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي القارئ الإيجابي

    القارئ الإيجابي

    هل يكتب الكاتب ليتنفّس؟ أم يكتب ليحدث تغييراً فيمن حوله؟ أم يكتب ليؤثر في رأي قارئه؟ أم يكتب ليتكسّب؟ أم يكتب ليتسلّى؟ أم يكتب ليضيف شيئاً إلى الحياة؟ أم يكتب ليُقال: كاتب؟
    تلك توجهات حقيقية تتوزع أهواء الكُتّاب، وكل كاتب يدندن على ليلاه، ولكني أظن أن هناك شيئاً يجمع كل أو معظم هؤلاء الكتاب الذين فرّقتهم أهدافهم؛ هو القارئ الإيجابي؛ فهو طلبهم جميعاً، فما كتب الكاتب إلا ليُقرأ، مهما كانت غايته النهائية من الكتابة؛ سواء حمل الأثر الذي تتركه القراءة في الفرد والمجتمع، أم لم يحمل
    القارئ الإيجابي : أعني به ذلك الذي يتفاعل مع ما يقرأ، فيحس بعواطف الكاتب وكأنها تنبعث من فؤاده هو، ويعيش أفكاره وكأنه فتَّقها معه، أي إنه يبدع المقالة من جديد، بعد أن تلوّنت بألوانه الشخصية، فأصبحت تمثل قضيته الخاصة جداً؛ فإذا به يحوّلها إلى مادة حديثه في بيته و عمله، أو بين صُحبته، بل ربما نسخها وأهداها، وربما أرسلها بريداً إلكترونياً إلى بعض خلصائه، وربما نشرها ـ دون إذن صاحبها ـ في مواقع عنكبوتية عديدة؛ وكأنه هو كاتبها، فهو يتمنى أن يقرأ الناس كلهم ما كتب
    القارئ الإيجابي : هو الذي يقرأ النص بعين هادئة، بصيرة، ناقدة؛ ولكن كما يفهم النقاد النقد، أنه ذلك الفن الذي يمكّن من امتلك أدواته أن يتملّى مضمون النص وشكله، وروحه وتوجهه، وخلفياته ودوافعه، وطموحاته وخيالاته، فيجعل همه اكتشاف مواطن الجمال؛ ليسلط الأضواء عليها، فيساهم في بناء الذوق العام، ويزيد من رصيد الإنسانية في الجانب الأنضر، والأعلى. فإذا انتهت رحلته الرائدة، وقبل أن يحط عصا السفر الممتع، يلفت نظر الكاتب إلى جوانب القصور، مذكراً بأن ما قال لا يمثل سوى وجهة نظره الشخصية البحتة، التي يراها صواباً، ولكنها تحتمل أن تكون خطأ
    القارئ الإيجابي : هو الذي يوصل صوته إلى الكاتب، فهو يسارع إلى كشف موقفه مما قرأ للكاتب؛ بريداً إلكترونياً، أو مهاتفة، أو حتى رسالة جوال. هذا الموقف إما تأييداً، أو معارضة، أو مجرد عواطف أحس بها تتفتح في حدائق ضلوعه، فأرسل أريجها لمن استطاع أن يبعثها في نفسه، أو يوقظها، أو ربما يوجدها
    كل كاتب .. يتمنى أن يعرف المدى الذي وصلت إليه مقالته في نفوس الناس، هل تقبّلوا فكرته، هل هناك من تبناها، هل هزَّت روح مسؤول فجعلها انطلاقة مشروع ينفع الناس، أو يطوّر أداءه؟
    هل استطاعت هذه المقالة أن تضع إنساناً ما أمام أخطائه مباشرة دون رتوش، فيصغي، ويعترف، ثم يبدأ العمل على التخلص منها؟
    هل عبرت هذه الكلمات عن أحاسيس مجموعة من القراء، وفرّجت عن مكبوتاتهم؛ حتى قال قائلهم: هذا ما أردت أن أعبر عنه .. لقد غرف الكاتب من صدري، وكشف عن همي، وقال الذي لم أستطع أن أقوله
    ولكن أين القارئ الذي يقطف المقالة من وجه الصحيفة، ثم يضعها في جيبه؛ ليخرجها بين الفينة والفينة .. يقرؤها يتأمّلها؛ لأنه وجد فيها مطلباً نفسياً، أو لأنها تمثل له إجابة لسؤال طالما بحث عنها.
    لماذا يتجاهل بعض القرّاء هذا النزيف العاطفي والفكري الذي تسميه الصحافة مقالات، إلى درجة أنها تتحوّل إلى سفرة طعام، أو غطاء نافذة، أو تُساق كبقايا الذبيحة بعد سلخها نحو مصيرها المر؟
    القارئ الرائع : هو الذي يقدر القطرات المنهلة على الورق .. كدموع الرجال.. ودماء الشهيد
    القارئ المتميز: هوالذي يفخر به كل كاتب، هو الذي يضيف إلى المقالة بالقراءة الإبداعية الواعية، التي لا تعني أبداً التلقي السلبي، المصدق لكل ما يُطرح وكأنه قرآن منزل، ولا تعني ـ كذلك ـ التلقي العدواني، الذي يبحث صاحبه عن العيوب، والمثالب، والهنات، والزلات فقط؛ ليصنع منها مأدبة تليق بالذباب، الذي ينصرف عن الجمال إلى القبح، وعن الطيب إلى الخبيث
    القارئ المبدع : هو الذي يلتقط من المقالة عشرات الأفكار الجديدة التي يصلح كل منها أن يكون مقالة خاصة، أو رسالة علمية، أو بحثاً إنسانياً، أو كتاباً كاملاً، بل ربما اشتعلت كلمة خلاّقة من بين الكلمات في مخيّلته المائجة، فإذا هي تتحوّل إلى فكرة مشروع رائد؛ تنتفع به البشرية كلها
    الكتابة عملية هائلة، لا يعيها كما هي إلا الذي يكابدها حقاً، وحين يجيئه المخاض، وتقترب يد الكاتب من جذع النخلة ليهزّه بقوة الضعف؛ يساقط الرطب جنياً، هنا لا يحس القارئ بكل تلك الآلام الفادحة، بل يتمتع بطعم الرطب اللذيذ، الذي يخامر أعصابه العطشى
    ترى هل أنت قارئ إيجابي؟


    **************************

    نقلت لكم هذه المقالة للفائدة
    ..


    التفاؤل بالمستقبل.. هذا لا يعني أن القادم يحمل لنا السعادة..!!

    ولكنه يعني بالضرورة ..أن نظرتنا للأمور ملؤها السعادة .. فغشيت كل الأحداث..

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    المشاركات
    242
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ومن هنا..

    أحيي كل قلم .. يقرا او يسمع او يرى ... وبعد ذلك التلقي ... يستفهم
    فيكون له دور في التغيير او التأييد .. يكون له دور في هذا الكون..
    واقع مشهود على وجوده.. فكم من دعوة للمنكر تمر امام اعيننا دون ان ننكرها او ندعو لدحضها...
    وكم من دعوة للخير .. ندعى لها .. فنعزف عن ذلك الخير اهمالا او تثاقلا..
    وفي واقع الحياة.. قد سبيت العقول .. وباتت مراح لكل ذي نية..
    فليستعيد كل ذو وجد ما فقد .. وليجدد العهد مع الله بالعزم ... وليعلم ان كل منا مسؤول..
    وأمام الله كلنـــــا محاســـــبون


    تحية عظيمة لكل العقول والاقلام .. في واتا


    التفاؤل بالمستقبل.. هذا لا يعني أن القادم يحمل لنا السعادة..!!

    ولكنه يعني بالضرورة ..أن نظرتنا للأمور ملؤها السعادة .. فغشيت كل الأحداث..

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية سمير المصرى
    تاريخ التسجيل
    09/06/2007
    المشاركات
    271
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخيتى الكريمة / ميساء الحسون

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نشكر لك إهتمامك العظيم بنقل هذه المقالة الواعية التى نتعلم منها كيف يكون القارئ الإيجابى ، ونتعلم منها كيف نتأمل ونتدبر الحروف والكلمات والجمل التى تصل بنا إلى بناء عقل وروح تضيف للإنسان بصمة يعرف ببها بين البشر ويتميز بها عن غيره .

    كما أقول لأخيتى الفاضلة لو علم من يكتب أن يساهم فى بناء العقول وتثقيف المجتمع لاتقى الله فيما يكتب ، ولو علم أن الكلمة أمانة لابد أن تؤدى على أكمل وجه ما كانت هناك جذور ولا فروع للإسفاف المتناثر على أرجاء الحياة الثقافية والإجتماعية والحياتية .

    وصدق ربنا سبحانه وتعالى حين قال فى سورة إبراهيم الآية 24 { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } .

    والكلمة الطيبة لها معنى شامل وجامع ، فهى الكلمة التى تبصر وتربى وتنصح ويراد بها الخير أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، ثم تعليم وتثقيف الأمة بما ينفعها ويأخد بها إلى التقدم والرقى .

    نفعنا الله وإياكم بما تكتبين وتقدمين لنا من فائدة جمة .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوك / سمير المصرى


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    المشاركات
    242
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اشكرك اخي الكريم .. سمير المصري على اثراء المقالة ببصمتك الخاصة..
    وشكر خاص لتذكيري بالآية الكريمة فى سورة إبراهيم الآية 24 { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } .. فكم احبها هذه الآية.. حتى انني في احد سنواتي الدراسية تعمدت على رسم الصورة المستوحاه منها...
    وفي احد الاندية الصيفية وكنت اعمل فيها قائدا كشفيا.. ايضا صممت هذه الآية على شكل لوحه جداريه تمثل شجرتان احداهما خضراء شامقة يتلألأ النور منها وكتُب عليها كل الاخلاق التي تشبههنا بها.. واخرى صنعت من كرتون اسود ولوِّنت بالاحمر والاصفر .. وكتب عليها كل الاخلاق التي تفعل بالآخرين مثلها.. لتبقى امام الناظرين طلابا وقادة.. فلا احسن منها توجيها ربانيا في انتقاء كلماتنا...
    اتعلم اخي... ليت كل من يكتب يتذكر روعة هذه الآية قبل ان يخط كلماته.... وليت ليت تدني رجاء..!!

    اشكرك اخي الكريم على مرورك الطيب..


    التفاؤل بالمستقبل.. هذا لا يعني أن القادم يحمل لنا السعادة..!!

    ولكنه يعني بالضرورة ..أن نظرتنا للأمور ملؤها السعادة .. فغشيت كل الأحداث..

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية سمير المصرى
    تاريخ التسجيل
    09/06/2007
    المشاركات
    271
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخيتى الكريمة / ميساء

    مرة أخرى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يبدو أن أختى قد أنعم الله عليها بالكثير من رقة الإحساس وصدق السريرة وتذوق المعان .

    وهذا مالا يوجد فى كثير من الناس إلا من رحم الله .

    ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى عندما ينعم علينا بمشاعر ووجدان مدقق متأمل فإن المنعم عليه يكون متميزا بين خلق الله .

    ونجد ربنا جل شانه فى كثير من آياته يقول ( أفلا يتفكرون ، أفلا يعقلون ، أفلا يتدبرون ) فالتفكير والتعقل والتدبر لا يتأتى للإنسان إلا إذا كان بداخله حس خاص من عند رب العالمين .

    والسلام عليكم

    أخوك / سمير المصرى


  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    المشاركات
    242
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. مرة اخرى..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم اغفر لي ما لا يعلمون.. واجعلني خيرا مما يظنون
    واصدقك الحديث ... ان التدبر والتفكر والتأمل ملكة موجودة في كل عقل بشري.. قابلة للتوظيف وقابلة للتعطيل... لكنها موجودة وفي الجميع على حد السواء.. كملكة الحفظ تماما ..
    وتدبر الآيات والتفكر بمعانيها بمقدور ومستطاع اي انسان وهي ليست حكرا على احد دون احد .. او يمتاز بها احد دون احد.. بل هي متاحه لكل من يريد ان يستخدم ملكاته دون شروط او فروض او حتى حدود..

    اشكرك اخي على التعقيب..


    التفاؤل بالمستقبل.. هذا لا يعني أن القادم يحمل لنا السعادة..!!

    ولكنه يعني بالضرورة ..أن نظرتنا للأمور ملؤها السعادة .. فغشيت كل الأحداث..

  7. #7
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: القارئ الإيجابي

    تحية طيبة للأخت ميساء الحسون،

    مقالة تستحق أن تقرأ ليدرك القاريء قيمته في عملية الكتابة، وتستحثه ليكون قارئاً إيجابياً، وناقداً، ومتفاعلاً مع الكاتب فيما كتب.
    القراءة الجادة، وفق معايير الإيجابية التي أشير إليها في المقال، ومعايير القراءة النقدية السليمة، هي التي تنتج قادة، ومثقفين، ودعاة تغيير وتطوير في المجتمع.

    مقالة أعجبتني فأحببت نقلها للواجهة لأنها تستحق أن تقرأ بطريقة إيجابية.

    شاكرين لكم حسن الاختيار.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •