آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 194

الموضوع: كيف تحصل ولاية الشيطان ؟؟؟

  1. #21
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    باسم الله الرحمان الرحيم

    أشكرك جزيل الشكر أستاذ منذر هواش على إجابتك عن تساؤلاتي وأرجو أن يتسع صدركم لما سيأتي فنحن تلاميذكم ونتمنى ألأ نثقل كاهلكم بما يجول في خواطرنا وما يؤرق منامنا
    قصدنا من وراء هذه الأسئلة البحث عن الحقيقة التي تنبني على الحجة والدليل

    أستاذ منذر
    من قال بأن الجن يدخل في معنى الغيب المطلق فقد جانب الصواب

    هل هناك في القرآن أو الحديث ما يقول أن الجن يدخل ضمن المعنى العام "الغيب"
    لو كان الجن فعلا من "الغيب" لما رأتهم الكلاب والحمير ولما ادعى كثير من الناس رؤيتهم

    معنى "الغيب" في موضوع الجن: لا يخرج عن كونه غائب عن أعيننا وليس معناه الغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله


    نحن مطالبون، بما أننا أمة مسلمة أرشدها ربها إلى عدوها الأول والأخير، أن نعرف عدونا وأن نبحث عن نقاط ضعفه وقوته وعن خصائصه ونحن مقصرين في هذا المجال وعلينا أن نؤسس- وهذه دعوة إلى كل عقلاء هذه الأمة- علما قائما بذاته قد نسميه "الجنلوجيا" أو "الشيطانلوجيا" يبحث في قضايا الجن والشياطين ويدرس في المعاهد والجامعات هذا ليس بالكثير أما ما ينفق على الأسلحة التي نشتريها لأعداء وهميين....



    سيدي الكريم أنا لم أقل أن الكائنات المجهرية هي الجن بل قلت يمكن أن تكون الكائنات المجهرية "نوع" من الجن وضع سطرين تحت نوع
    وقد أوردتم في إحدى مداخلاتكم : حديثا جاء فيه:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون.

    تساؤلنا مشروع ألا يمكن أن يكون صنف من الجن -على الأقل ذلك الذي يطير في الهواء- هم الكائنات المجهرية التي اكتشفها العلم وعبرت عنها الأحاديث بمعنى الجن خاصة أن المعنى اللغوي يؤيد طرحنا هذا.
    لا أريد أن أعود إلى سرد التعريف اللغوي لكمة "جن" لأن المعنى واضح لا لبس فيه فكل ما ستر عنك ولم تره عينك يمكن أن يدخل في المعنى العام للجن والكائنات المجهرية بالمعنى اللغوي العام هي "جن" بالحتمية اللغوية...
    أما المعنى الخاص فالجن كائنات لا نراها بأعيننا، تعيش معنا على سطح الأرض وتشاركنا كل النعم ومنها الصالح ومنها الطالح...والجن هي كائنات حية، أصلها من النار، عاقلة، فاعلة بالإرادة، مأمورة ومنهية، تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، ويحصل لأجسامها بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول، تؤثر فينا ونؤثر فيها دون أن نراها...


    أما عن تفسيرنا المادي للجن فهذا ما تؤكده الأحاديث الصحيحة
    تقول لنا الأحاديث أن الجن كائنات حية لها كل صفات الكائنات الحية المادية التي على وجه الأرض فهي تأكل وتشرب وتتزاوج وتتناسل وتموت وتشاركنا الأموال والأولاد
    كل ما لم يذكر عليه اسم الله فهو طعام للشياطين
    كل اللحوم التي تذبح في المذابح الغربية والتي لم يذكر عليها اسم الله وكل الطيور التي تنفق من جراء الأمراض هي غذاء للجن والشياطين
    حينما نقول لحوم نحن لا نتحدث عن أشياء مثالية بل عن أشياء مادية
    فنوع "الجن" الذي يقتاة عن المادة لا بد له أن يكون مادة أيضا.......
    من ناحية أخرى حينما نقرأ في كتب السيرة أنه قبل 14 قرنا قام جبريل عليه السلام بأول عملية جراحية للقلب في تاريخ البشرية، عملية في غاية الدقة والكمال، لا يستطيع القيام بها أبرع الجراحين اليوم، بوسائل خاصة ومتميزة من أهمها: ماء زمزم، وكان الغرض منها نزع حظ الشيطان من قلب النبي صلى الله عليه وسلم (غسل قلب النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى وهو غلام عند بني سعد، والثانية ليلة الإسراء. انظر صحيح البخاري، صحيح ابن حبان ج 14، ص 242 كما أخرجه مسلم في صحيحه و النسائي في سننه و ابن حنبل في مسنده.).
    ألا يمكن أن يكون حظ الشيطان ـ المذكور في الخبر ـ "مادة" أفرزها الشيطان في الدم عن طريق اللغاديد وعروق الحلق، فاستقرت في القلب وتجمعت على شكل علقة، لتوزع بعد ذلك على أي عضو من أعضاء البدن وتؤثر فيه سلبا بإحداث خلل في توازن مواده الطبيعية...






    أستاذنا غالب ياسن اشكركم على سعة صدركم وعلى الكم الهائل من المعلومات في هذا الموضوع

    لكنكم استشهدتم بكلام لا يقبله العقل
    لقد أبنتم أنكم ضد الخرافات والقصص الخيالية لكنكم في نفس الوقت تستشهدون ببعض هذه الخرافات
    قلتم قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " الجن يتصورون في صور الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والبغال، والحمير، وفي صور بني أدم... وبذلك أطلقتم العنان للخيال ليتصور الجني كما يشاء دون ضابط أو رادع.

    ما هو دليلكم الشرعي أو العلمي على أن الجن تتصور في صورة الإبل والبقر ...وكل الحيوانات الأليفة التي تعيش مع الانسان

    يورد بعض السلف قصصا خيالية لا أصل لها في الواقع :
    أورد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، في الفتاوى الذهبية، من أن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة...
    ويروي ابن كثير ، وغيره ، قصة عن بلقيس، ملكة سبأ، جاء فيها: «كان أبوها من أكابر الملوك وكان يأبى أن يتزوج من أهل اليمن، فتزوج بامرأة من الجن اسمها ريحانة بنت السكن، فولدت له هذه المرأة بنتا يقال لها تلقمة أو يقال لها بلقيس...»، ونظير ذلك نقرأه في "الكامل": قال كثير من الرواة إنّ أم بلقيس جنية ابنة ملك الجن، واسمها رواحة بنت السكر، وقيل: اسم أمها بلقمة بنت عمرو بن عمير الجني، وإنما نكح أبوها إلى الجن لأنه قال: ليس في الِإنس لي كفؤة فخطب إلى الجن فزوجوه. واختلفوا في سبب وصوله إلى الجن حتى خطب إليهم فقيل: إنه كان لهجاً بالصيد فربما اصطاد الجن على صور الظباء فخلى عنهن، فظهر له ملك الجن وَشَكَرَهُ، واتخذه صديقاً فخطب ابنته فأنكحه على أن يعطيه ساحل البحر ما بين يَبْرِين إلى عَدَن، وقيل: إنّ أباها خرج يوماً متصيداً فرأى حيتين تقتتلان بيضاء وسوداء وقد ظهرت السوداء على البيضاء فأمر بقتل السوداء وحَمَلَ البيضاء وصب عليها ماءً فأفاقت فأطلقها وعاد إلى داره وجلس منفرداً فإذا معه شاب جميل فذعر منه، فقال له الشاب: لا تخف أنا الحية التي أنجيتني، والأسود الذي قتلته غلام لنا تمرد علينا وقتل عدة من أهل بيتي، وعرض عليه المال وعلم الطب فقال: أما المال فلا حاجة لي به وأما الطب فهو قبيح بالملك ولكن إنْ كان لك بنت فزوجنيها، فزوجه... وقيل: في سبب نكاحه إليهم غير ذلك
    وعن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس من الجن يقال لها بلعمة بنت شيصان. قال الماوردي : والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، وتفارق الحسين؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، ويمنع الامتزاج مع هذا التباين، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف....

    يحكي ابن تيمية قصصا كثيرة عن تشكل الجن في صور الإنس، وعن قدراتهم الخارقة، وعن تسخير الإنس لهم في شتى الميادين، من ذلك ما ذكره في دقائق التفسير قال: كان أصحاب الحلاج، لما قتل، يأتيهم من يقول إنه الحلاج فيرونه في صورته عيانا... وكان صاحب سيما وشياطين تخدمه أحيانا... وفي إحدى المرات كانوا معه على جبل أبى قبيس فطلبوا منه حلاوة، فذهب إلى مكان قريب منهم وجاء بصحن حلوى، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوى باليمن حمله شيطان من تلك البقعة... ومثل هذا يحصل كثيرا لغير الحلاج، ممن له حال شيطاني ونحن نعرف، يقول ابن تيمية، كثيرا من هؤلاء في زماننا وغير زماننا مثل شخص، هو الآن بدمشق، كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق، فيجيء من الهوى إلى طاقة البيت الذي فيه الناس فيدخل وهم يرونه... وآخر كان بالشويك، في قرية يقال لها الشاهدة، يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه وكان شيطان يحمله ...
    ويضيف ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 1/83: كثير من الناس يطير في الهواء وتكون الشياطين هي التي تحمله...، ومن هؤلاء من يحمله الشيطان إلى عرفات فيقف مع الناس، ثم يحمله فيرده إلى مدينته تلك الليلة... ومن الشيوخ من يخاطبهم أولئك الأشخاص (من الجن والشياطين) ويحملونهم ويذهبون بهم إلى عرفات فيقفون بها، وإما إلى غير عرفات ويأتوهم بذهب وفضة وطعام ولباس وسلاح وغير ذلك... ويخرجون إلى الناس ويأتونهم أيضا بمن يطلبونه، مثل من يكون له إرادة في امرأة أو صبي فيأتونه بذلك إما محمولا في الهواء وإما بسعي شديد... وقد يقتلون له من يريد قتله من أعدائه أو يمرضونه... فهذا كله موجود كثيرا لكن، يستنتج ابن القيم، من الناس من يعلم أن هذا من الشيطان وأنه من السحر، وأن ذلك حصل بما قاله وعمله من السحر، ومنهم من يعلم أن ذلك من الجن، ويقول هذا كرامة أكرمنا بتسخير الجن لنا، ومنهم من لا يظن أولئك الأشخاص إلا آدميين أو ملائكة ... ومن زعم أن هؤلاء ملائكة قال، إن كانوا غير معروفين، هؤلاء رجال الغيب (أي الجن) وإن تسموا قال هذا هو الخضر وهذا هو إلياس وهذا هو أبو بكر وعمر وهذا هو الشيخ عبد القادر أو الشيخ عدي أو الشيخ أحمد الرفاعي أو الشيخ فلان أو علان أو غير ذلك...
    كما قيل إن مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الأمور، وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين يُخرجون رجليه من القيد وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان يرى الناس رجالا وركبانا على خيل في الهواء، ويقول لهم هي الملائكة وإنما كانوا جنا، ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك إنك لم تسم الله فسمى الله فطعنه فقتله...
    وشيخ آخر ، يذكر ابن تيمية، كان له شياطين يرسلهم فيصرعون بعض الناس، فيأتي أهل ذلك المصروع إليه ويطلبون منه إبراءه، فيرسل إلى أتباعه فيفارقون ذلك المصروع ويعطون ذلك الشيخ دراهم كثيرة. وكان أحيانا تأتيه الجن بدراهم وطعام تسرقه من الناس، حتى إن بعض الناس كان له تين في كوارة، فيطلب الشيخ من شياطينه تينا فيحضرونه له، فيبحث أصحاب الكوارة عن التين فيجدوه قد ذهب... وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته، وهم يعتقدون أنه ذلك الميت ويقضي الديون ويرد الودائع ويفعل أشياء تتعلق بالميت ويدخل على زوجته ويذهب، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار، كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ كان بمصر أوصى خادمه فقال: إذا أنا مت فلا تدع أحدا يغسلني فأنا أجيء وأغسل نفسي، فلما مات رأى خادمه شخصا في صورته فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه فلما قضى ذلك الداخل غسله، أي غسل الميت، غاب وكان ذلك شيطانا.
    ومن الناس من زعم أنه يرى أكثر من ذلك، يرى عرشا في الهواء وفوقه نور، ويسمع من يخاطبه ويقول أنا ربك، فإن كان من أهل المعرفة علم أنه شيطان فزجره واستعاذ بالله منه فيزول. ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة، يدعي أحدهم أنه نبي أو صديق أو شيخ من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد.
    * يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 289: من الناس من يرى في منامه أن بعض الصحابة إما الصديق، أو غيره، قد قص شعره أو حلقه أو ألبسه طاقية أو ثوبا فيصبح ويجد على رأسه طاقية وشعره محلوق أو مقصر وإنما الجن، يقول ابن تيمية، قد حلقوا شعره أو قصروه، وهذه الأحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة.

    ويورد شيخ الاسلام الكثير من الروايات التي تبين قدرة الجن على التصور بصور الإنس والتلبس بهم، وحملهم في الهواء أو فوق الماء، بل وقتل الإنس أو مساعدتهم على قضاء حوائجهم أو دعوتهم للإسلام.
    يقول في مكان آخر من الفتاوى:... وتارة يأتون (أي الجن) إلى من هو خال في البرية، وقد يكون ملكا أو أميرا كبيرا ويكون كافرا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت فيأتيه (أي الجني) في صورة إنسي ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام، ويستتيبه فيسلم على يديه، ويطعمه ويدله على الطريق، ويقول: من أنت؟ فيقول: أنا فلان، ويكون من مؤمني الجن، كما جرى مثل هذا لي (الكلام لابن تيمية): فقد كنت سجينا في قلعة مصر عندما وقع مثل هذا لبعض الترك من ناحية المشرق، حيث أتاه شخص وقال له «أنا ابن تيمية، فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو. وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولا، وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس ولكن (يجزم ابن تيمية) كان هذا جنيا يحبنا، فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر؛ فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك. قال لي طائفة من الناس: فلم لا يجوز أن يكون مَلَكا؟ قلت: لا إن المَلَك لا يكذب، وهذا قد قال أنا ابن تيمية، وهو يعلم أنه كاذب في ذلك. وكثير من الناس رأى من قال إني أنا الخضر وإنما كان جنيا...» (ابن تيمية، مجموع الفتاوى 13 / 92)

    وفي رواية أخرى، عن شيخ بمصر يقال له الدسوقي، بعد وفاته، كان يأتي أصحابه من جهته رسائل وكتب مكتوبة وأراني ـ يقول ابن تيمية ـ صادق من أصحابه الكتاب الذي أرسله فرأيته بخط الجن، وقد رأيت ـ يؤكد ابن تيمية (دقائق التفسير 2 /143) ـ خط الجن غير ما مرة وفيه كلام من كلام الجن... وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهونه، فيظن أحدهم أن الشيخ هو الذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك، أو يظن أن الله تعالى صور ملكا على صورته فعل ذلك، ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله، وإنما هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به المستغيث به... وأعرف من ذلك، يقول شيخ الإسلام، وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي، وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به، قد جئنا في الهواء ودفعنا عنهم، ولما حدثوني بذلك بينت لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات الشيخ..( ابن تيمية، مجموع الفتاوى 1/360)

    أليس هذا يا أساتذتنا الكرام تصوير هوليودي لقدرات الجن؟
    ولنا أن نتساءل بعد كل هذا، وغيره: إذا كان الجن يقرأون و يكتبون، ولهم خط وتأليف، فأين هي كتبهم وتآليفهم؟ وبأية لغة يقرأون ويكتبون؟ وهل لهم لغة واحدة أم لغات متعددة؟ وهل لهم جنسيات وحدود مثلنا؟ هل فيهم الهندي والفرنسي والأمريكي والمغربي والفلسطيني والصيني...؟

    لا أظن أن أحدا من عقلاء القرن 21 يصدق هذه القصص عن الجن والعفاريت لقد أطلق العنان للخيال في وقت ساده الجهل والظلام فأصبح الصغير كبيرا والكبير جبلا وأصبح إبليس يتلاعب بأفكار البسطاء بل وحتى بعض العلماء...


    أما استشهادكم بقول عبد الله ابن أحمد ابن حنبل حول كلام الجني من داخل الانسي:
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه .

    فلا أرد عليه إلا بقول أعجبني أخذته من كتاب لابن قيم الجوزية، بدائع الفوائد، ص 284
    جاء فيه : يعتبر الكلام مع الجني جهل محض، وقلة عقل وخرافات ملفقة حيث يقول: نهض إبليس يلبس ويزخرف ويفرق ويؤلف، وإنما يصح له التلصص في ليل الجهل، فلو قد طلع عليه صبح العلم افتضح. والوسواس جهل محض... ويضيف، ههنا اليوم معزمون يكلمون الجني الذي في باطن المجنون فيكلمهم بما كان ويكون، وما شاكل ذلك من الخرافات، فمن رأى مثل هذا قيل بقلة عقله وقلة تلمحه...

    ضاعت الحقيقة حينما تراكمت القصص، وتعددت الروايات، وطال الزمن، واختلطت المفاهيم، واختلف العلماء. وعلينا اليوم أن نخلخل التاريخ ونعيد صياغة الأسئلة وتركيبها من جديد، بطريقة مغايرة، لفهم أبعاد الإشكالية وفرز وغربلة ما قيل، وما يقال، لضحد الخرافات وتقويم الانحرافات...


    ----------------------------------------
    "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ...


  2. #22
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    هل يمكن التكلم مع الجن؟

    يدعى كثير من الناس، من حولنا، أنه كلم الجن وكلموه، بلغات ولهجات شتى: عربية أو عامية أو أمازيغية أو من صعيد مصر، بل منهم من كلمهم بلغة لم يفهمها هو نفسه، وادعى أنها الهندية أو الأفريقية أو الروسية؟ كما نجد منهم من يزعم بأنه يأمر الجن وينهاهم، ويتصرف في رقابهم ويتحكم، فيأتونه بالأخبار والمال و... النساء!

    من المؤكد، من وجهة نظر دينية صرف، أن بعض الأنبياء كلم الجن والحيوان والطير والحشرات وحتى الجماد وكلموه: قال تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (النمل/16)

    كان سليمان عليه السلام يعرف لغة الطير والحشرات على اختلاف أصنافها، حيث راجع الهدهد وراجعه بلسان فصيح وتركيب لغوي بديع، في حوار منطقي نقله النص القرآني في أبلغ صوره: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل/22)، وسمع قول النملة للنمل: قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون (النمل/18) أي خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها فأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم، ففهم ذلك سليمان عليه السلام منها، فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه (النمل/19)، أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها علي من تعليمي منطق الطير والحيوان... كما سخر سيدنا سليمان الجن وكلمهم وكلموه، كما يوضحه حديثه مع حاشيته: قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل/39).

    من المعروف أيضا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كلم الجن وكلموه حين سألوه الزاد، كما ورد في الصحيحين:... ما بال العظم والروثة؟ قال: (هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما).
    معلوم بالطبيعة أن كلام/لغة الهدهد والنمل والحيوانات بصفة عامة يختلف عن كلام الإنس، كما أن كلام/لغة الإنس لا يشبه كلام/لغة الجن لأنهم يختلفون عنا، فنحن لا نراهم ولا نسمعهم، كلامهم/لغتهم لا يعرفه إلا الأنبياء والرسل، والرسول صلى الله عليه وسلم كلم الحجر والشجر بكلامهم، وبلغنا ما قالوه بلغتنا، فالأنبياء يتكلمون مع كل بكلامه: اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (ص/17-20) تسبيح الجبال مع داود تسبيح حقيقي لكن دون أن يكون لها لسان وشفتين وعقل كالذي وهبه الله للبشر. لأن الله تعالى جعل لها إدراكات تسبح بها، يعلمها هو جل وعلا ونحن لا نفقهها. قال تعالى: وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ولكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ (الإسراء/44)، وقال أيضا: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (البقرة/74). فالحجارة تفهم وتعي وتخشى الله وبإمكانها أن تتكلم، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عَلَيَّ قبل أن أُبعث. إني لأعرفه الآن»، كما أن الشجر أيضا يفهم كلام البشر، فقد ورد في صحيح مسلم، عن جابر قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها، فقال "انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش، الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال "انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما، لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال "التئما علي بإذن الله" فالتأمتا... وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق...
    الدليل على كون الحيوانات باستطاعتها أن تتكلم كلام البشر لكن في زمن نبي لأنها معجزة من معجزاته.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه، فقالت:" لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة"، قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال الذئب: من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر). قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم. (صحيح البخاري)
    وفي صحيح مسلم: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة. فطلبه الراعي حتى استنقذها منه. فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري"؟ فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن بذلك. أنا وأبو بكر وعمر".


    نستخلص من مما سبق أن كلام الحيوان والطير والحشرات والحجر والجبل ليس ككلامنا نحن البشر وكلام الجن أيضا ليس بالضرورة ككلامنا، وفهم فحواه، وفق المعطى الديني، إعجاز اختص به الأنبياء دون سواهم من البشر، ويمكن أن تيكلم الجن لغة الإنس كما تكلم الهدهد والبقرة والذئب والحجر والشجر لكن في وقت نبي... وعليه هل لنا أن نصدق من يزعم أنه يكلم الحجر والشجر والحيوان؟ وهل نصدق من يقول أنه يكلم الجن والشياطين؟ بسهولة دون إثبات أو دليل؟
    وهل نستطيع أن نعرف أين هو الجهاز البصري والسمعي عند الحجر والجبل والشجر؟ وهل البقر والذئاب لها عقل تميز به ومنطق تجادل به؟

    تمتلئ الكتب التراثية الدينية، بحوارات الجن والإنس، على طريقة "حوار صحفي مع الجني المسلم مصطفى كنجور"، لمحمد عيسى داود، أو حوارات الشيخ وحيد عبد السلام بالي، التي تمتد ساعات طوال كما يحكي ذلك في "وقاية الإنسان من الجن والشيطان"، ويعتقد الكثير من الناس إمكانية تلك الحوارات عن طريق المصروعين، في حين يرى البعض الآخر أن ذلك جهل وتخاريف....







    .................................................. ..........................
    "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما


  3. #23
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21
    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  4. #24
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى



    منتدى التوحيد هو منتدى يشرف عليه أناس يكفرون إخوانهم في الدين أناس لم يتعلموا بعد أسلوب الحوار بالتي هي أحسن
    لم يتسع صدرهم للنقاش لذلك أغلقوا الموضوع بعد أن اتهموا محاوريهم بالكذب والكفر وبأوهام لا تمت للواقع بشيء
    وقد أرسلنا لهم رسالة ندعوهم فيها إلى التوبة إلى الله من الكذب والإفك وسوء الظن الذي يتبعونه في منتداهم وهم ضد كل من خالفهم الرأي ولو كان ذلك بالدليل والحجة
    ويمكن لكل منصف أن يطلع على الروابط التي أشرتم إليها ليعلم صدق ما نقول

    منذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نبحث في موضوع الجن والشياطين وقد أثمر هذا الجهد كتابا أسميناه "الجن دراسة مجهرية" وقد نفذت طبعته الأولى بحمد الله ولاقت قبولا طيبا من كل من قرأها...
    نقاشنا معكم في منتدى واتا، الذي نحسبه منتدى حر لا يكمم أفواه الباحثين، يندرج في إطار التعمق في الموضوع وإزالة ما يشوبه من أخطاء وهو استعداد للطبعة الثانية بحول الله

    وحتى لا يذهب فكركم بعيدا وتنزلقوا نفس الإنزلاق الذي وقع فيه الاخوة في منتدى التوحيد نحن على استعداد، أستاذ منذر ، لإرسال لكم نسخة من الكتاب ونرجوا منكم أن تبدو رأيكم فيما توصل إليه هذا البحث
    عنوان البريد هو: yahyaghourdou@yahoo.fr

    نقاشنا في هذا المنتدى مستمر بإذن الله وبالتي هي أحسن وبالحجة والدليل وبالابتعاد عن سوء الظن ...

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  5. #25
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي هل بإمكان الجن والشياطين الدخول في الأبدان وإصابة الناس بالأمراض؟

    هل بإمكان الجن والشياطين الدخول في الأبدان وإصابة الناس بالأمراض؟
    معظم الأمراض، وخاصة منها الوبائية والجنسية بل والنفسية أيضا، سببها ميكروبات أو فيروسات أو جراثيم، لأن لها إمكانية الدخول إلى أبداننا والغوص في دمائنا والوصول إلى أي منطقة من أجسامنا، فهل بإمكان الجن والشياطين فعل ذلك؟
    أثارت ظاهرة الصرع أو المس جدلاً كبيراً بين علماء الأمة، فهناك من أثبت دخول الجن في بدن الإنس، وهم جمهور العلماء، وهناك من أنكر هذه الظاهرة. (حينما نتكلم عن الصرع/المس نقصد به الحالة المرضية التي يصل إليها المصروع/الممسوس، وليس مجرد المس أو الدخول في الجسم، لأن كل إنسان معه شيطان من الجن كما ورد في الأحاديث وكل مولود يمسه الشيطان، حين يولد، ولا يؤدي ذلك بالضرورة إلى الصرع أو المس).
    يستند ابن تيمية (مجموعة فتاوى ابن تيمية/ م:24 ص:276-277.)، للدلالة على إمكانية دخول الجني في بدن الإنسي، على قوله تعالى‏ في سورة البقرة:‏ ‏‏الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ‏‏،‏ وعلى الحديث الصحيح‏:‏ ‏"‏إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم‏"، ولتدعيم رأيه يستشهد بقول عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبل،‏ حين قال: «‏قلت لأبي‏:‏ إن أقواما يقولون‏:‏ إن الجني لا يدخل في بدن المصروع، فقال‏:‏ يا بني يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه»‏، ويضيف ابن تيمية بأن هذا الأمر ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك.
    وذكر أبو الحسن الأشعري، في مقالات أهل السنة والجماعة، أنه: «يجوز للجن أن يدخلوا في الناس، لأن الجن أجسام رقيقة، فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان في خروقه كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن»( أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ ج:2 ص:108 ط:الأولى 150.).
    في حين ذهب كل من الجهمية والمعتزلة وهشام بن الحكم وأبو بكر الرازي إلى القول بعدم قدرة الجن على التأثير في بدن الإنس وصرعه، وقد تبعهم في هذا الإنكار كل من محمد بن علي القفال، والبيضاوي وغيرهم، ومن المعاصرين الشيخ طنطاوي جوهري والشيخ أحمد مصطفى المراغي، والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمود شلتوت.
    يرى المنكرون، وعلى رأسهم الزمخشري، أن هناك صورة نمطية للصرع ترسخت في الوعي الجماعي العربي، وارتبطت بالجن فأصبحت اعتقادا راسخا في الأذهان لا ينكره أحد، لذلك خاطبهم القرآن بما كانوا يعتقدون، فيقول في تفسيره للآية 275 من سورة البقرة: «تخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع، فورد على ما كانوا يعتقدون، والمس: الجنون، ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، أن الجني يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل معناه ضربته الجن، ولهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات»( الزمخشري، تفسير الكشاف الجزء الأول / 164).
    نفس التفسير يورده القاضي محمد بن علي القفال، في إطار شرحه للصرع، حين يقول: إن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى الجن، فخوطبوا على ما تعارفوا من هذا، وأيضاً من عادة الناس إذا أرادوا تقبيح شيء أن يضيفوه إلى الشيطان كما في قوله تعالى: وطلعها كأنه رؤوس الشياطين‏ (الصافات/65).
    أما أبو علي الجبائي فقد أنكر إنكارا مطلقا مس الشيطان للإنسان والدخول في جسده، وقال: هذا باطل لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم، وزعم أن الشيطان يمس الإنسان بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، أي دون أن يدخل بدن الإنسان، ويضيف الرازي إلى ذلك قوله: وهذا ظاهر في وسوسة الشيطان وغوايته عن بعد دون الدخول في أبدانهم (تفسير الفخر الرازي جزء 15 ص ).
    وقد ذهب بعض المفسرين المعاصرين إلى إنكار دخول الجن بدن الإنس، واتبعوا في تفسير آية البقرة: 275 نفس المنهج الذي سلكه صاحب الكشاف، ومن هؤلاء الشيخ طنطاوي جوهري(مصطفى الباني الحلبي، الجواهر في تفسير القرآن الحكيم) وأحمد مصطفى المراغي (انظر تفسير المراغي)، كما أنكر كل من الشيخين محمد الغزالي ومحمود شلتوت دخول الجن بدن الإنس وصرعه له...
    وهكذا نرى الإمام الغزالي يحصر عداوة الشيطان للإنسان في الوسوسة والخداع والاستغفال، وينكر تلبس الجن بالإنس، ويعتبر هذا الاعتقاد من الأوهام والخرافات التي انتشرت بين الناس، وإن ذكره علماء ثقاة، أمثال ابن حنبل وابن تيمية (انظر السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث)، ويستشهد بكلام كل من البيضاوي ومحمد رشيد رضا (انظر تفسير المنار )، في تفسيرهما لآية البقرة، وفي تفسيره لحديث "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" يقول: "الحديث ليس له صلة باحتلال الشيطان لجسم الإنسان، وظاهره يدل على قدرة الشيطان على الوسوسة، والرسول عليه الصلاة والسلام يريد منع الوسوسة التي قد يلقيها الشيطان"، ونفس المذهب سلكه الشيخ محمود شلتوت عندما قال: «ليس للجن مع الإنسان شيء وراء الدعوة والوعد والوسوسة والإغراء والتزيين»، نافيا بذلك قدرة الجن على التلبس بجسم الإنس، والنطق على لسانه، والتحرك بحركته، مستنتجا أن «هذا من أوهام الناس، ومصدره خارج عن المصادر الشرعية، ذات القطع واليقين». (الفتاوى، دار الشروق )....
    في المقابل، هناك ادعاءات كثيرة برؤية الجن، والزواج بالجن، وتلبس الجن بالإنس... ومعظم هذه الدعاوى، يقول الدكتور يوسف القرضاوي، باطلة، ويضيف: كثير من الناس ممن يدّعي أنه ركبه الجني أو العفريت أو نحو ذلك هم يعانون أمراضا عصبية ونفسية، مثل ازدواج الشخصية، ونحو ذلك، ولا علاقة للجن بهذه الموضوعات.
    لقد فسر كل واحد من العلماء دخول الجن بدن الإنس حسب فهمه لمدلول "الشيطان" و"الجن"، وحسب تأويله لسياق آية البقرة، المذكورة، وربطها بالأفكار المسبقة أو الخلفية الفكرية للذهنية الجماعية العربية.
    بالنسبة لابن حنبل وابن تيمية وابن باز، ومن نهج نهجهم، فحركات المصروع وكلامه كافيان لإثبات هذا التلبس، ولم يكن بإمكانهم أن يتصوروا مرضا أو سببا آخر يمكنه أن يحدث حركات متخبطة وكلام غير معقول...
    لكن العلم اليوم أثبت أن هناك أشياء أخرى كثيرة، ليست بالضرورة جنا، يمكنها فعل ذلك وأكثر، كخلل في الدماغ، أو نقص في مادة الدوبامين، أو مخدر الكوكايين، أو غاز الطابان أو الساران (1) ، أو العديد من الميكروبات الأخرى(2)... كلها بإمكانها أن تحدث الهلوسة والتشنجات، وتخرج الإنسان عن طبيعته السوية، بل قد تؤدي به إلى الهلاك...
    أما الزمخشرى، ومن تبعه في تفسيره، فإنه يرى بأن الفكر العربي أخطأ عندما ربط الصرع بالجن، وبالتالي ترسخ لديه أن هذا المرض من تسلط الجن. ذلك أن القرآن خاطب العرب على قدر عقولهم، انطلاقا مما يعتقدون ويفهمون، فقط ليقرب لهم الصورة ولينفرهم من أكل الربا وعقوبته في الآخرة، وأن لا علاقة عضوية بين الموضوعين (الجن والصرع)، لأن الشيطان، بالنسبة للزمخشري وصحبه، ليس بتلك القوة الشريرة التي تستطيع أن تصيب الناس بالمرض والموت، وتأثيره لا يتعدى حدود الوسوسة والإغواء والتزيين، ومن يوسوس عاجز عن أن يخبط، وأعجز من أن يحدث في من يوسوس تغييرا عقليا أوجسميا، ودليل ذلك قوله تعالى: وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ‏(إبراهيم/ )22.
    قالوا، أولا، الآية صريحة في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والإيذاء والقتل، وأن الله تعالى لم يجعل له سبيلاً على الناس إلا أن يوسوس في صدورهم، ثم حاولوا استعمال المنطق لفهم هذه الإشكالية فقالوا، ثانيا، بأن الشيطان إما أن يكون جسماً كثيفاً أو جسماً لطيفاً: فإن كان جسماً كثيفاً فلا بد أن يُرى ويشاهد، وهو لا يرى، ولو كان كثيفاً لتعذر عليه دخول بدن الإنسان، وإن كان جسماً لطيفاً كالهواء فمثل هذا يمتنع أن يكون فيه قوة وصلابة، وبالتالي يستحيل أن تكون لديه قدرة على أن يصرع الإنسان أو يمرضه أو يقتله.
    لكننا نقول إن العلم أثبت اليوم، بالصوت والصورة والتجربة، أن هناك كائنات مجهرية لا نراها بالعين المجردة، بإمكانها إيذاء الإنسان من داخل نفسه ولا تحتاج إلى قوة وصلابة، بل ثبت أن أضعف المخلوقات من الفيروسات والميكروبات، التي لا نراها، قادرة على فعل أكثر من ذلك وأخطر، فالأونتراكس -على سبيل العد لا الحصر- والذي تسببه بكتيريا Bacillus anthracis يسبب للإنسان أذى لا يقدر على دفعه، وقد يكون فيه هلاكه وحتفه، بل ويسبب حالة استنفار وتأهب قصوى في البلد الذي وجد فيه، وهذه الكائنات ليست كثيفة، وأجسامها خفيفة، ونحن لا نراها بأعيننا، لكن ذلك كله لا يمنعها من اختراق أجسامنا والتسبب في أخطر الأمراض وأفتكها، وهذا رد منطقي على الزمخشري، وعلى من سار على منواله.











    (1) في محطة للقطار بطوكيو – اليابان 20 مارس 1995 قتل إرهابيون 12 شخصا وأصابوا 5500 بعد إطلاق غاز الساران Sarin. الخطر الدائم للأسلحة البيولوجية، ليونارد كول، Pour la science n° 232 février 1997
    (2) محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية، ص 59- 60.





    .................................................. ..........................
    "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما


  6. #26
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى

    أستاذ منذر أبو هواش
    - قلتم في إحدى مداخلاتكم : مشاركة الشيطان من المسلمات الإيمانية لذلك فإن الكيفية غير مهمة، لكن المهم هو معرفة ما يمنعه من فعل ذلك ... البسملة عند الشروع في أي عمل ...

    البسملة سيدي الكريم لا تكفي لمنع مشاركة الشيطان بل يجب بالإضافة إليها الأخذ بالأسباب المادية كقفل الباب وتغطية الأواني ولو بشيء بسيط كالعود وإطفاء النار وهذا ما ينص عليه الحديث الصحيح الذي رواه جابر
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب الأشربة)
    وقد طبق الصحابة ما جاء في نص الحديث
    والشاهد ما روي عن سيدنا علي رضي الله عنه الذي أهرق ما كان في إناء لم يغط ولم يأكله وقال بأن الشيطان ولغ فيه...


    2- قلتم سيد منذر: زكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة.

    أنتم تخلطون سيد منذر بين "زكاة رمضان" التي يقول الفقهاء على ضرورة إخراجها قبل صلاة العيد وبين "الزكاة العادية" التي يمكن إخراجها في أي وقت من السنة على حسب الظروف.

    جاء في الصحيحين :باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة
    عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر، أن تؤدى، قبل خروج الناس إلى الصلاة.
    وتطبيقا لما ورد في الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما: يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.

    الاستنتاج الصحيح سيدي الكريم يقود إلى نتيجة صحيحة.

    3-

    حينما تكلمت عن كلمة شيطان في القرآن الكريم وقلت أنها تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني
    والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:

    ستشهدتم بما يلي
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. (أظعن : سار)

    في هذه المسألة أنا كنت أتحدث عن كلمة شيطان ولم أتكلم عن كلمة "الجن" لأن حديث أبو هريرة رضي الله عنه ورد فيه كلمة "شيطان"
    كلمة شيطان في القرآن الكريم وفي أحاديث سيد المرسلين تحتمل : 1- شيطان / إنسي
    2- شيطان / جني

    وأنتم أستشهدتم بحديث عن أصناف الجن وهناك فرق شاسع بين كلمة "جن" وكلمة "شيطان"
    الجن هو كائن مختلف عنا من حيث الماهية ومن حيث التكوين
    أما "شيطان" فهي صفة يمكن أن نطلقها على كل عات من الإنس أوالجن أوالدواب....



    4- قلتم : الأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة. والقرآن الكريم لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42).

    أتفق معكم كل الاتفاق على أنه لا يجب الاعتراض على كلام الله ولا على كلام رسول الله ....
    لكن اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله وهناك فرق بين ما قاله الله في كتابه المبين وما تقوله أنت سيد منذر انطلاقا من فهمك البشري للقرآن الكريم ولأحاديث سيد المرسلين...

    الحكم على الشيء ضرب من تصوره:

    أنتم فهمتم الآيات التي استشهدتم بها - والمتعلقة بسيدنا سليمان وبالجن الذي كان تحت سيطرته - انطلاقا من خلفيتكم الفكرية التي تؤمن بتجسد الجن وتمثلهم في صورة بشر أوحيوان وقلتم أنهم مثلنا وهذا ما جعلكم تتصورونهم كجنود بشرية وكبنائين بشر يبنون المباني وتخيلتم أن لهم منازل وقصور و...وكغواصين بشر يغوصون تحت الماء لاستخراج اللؤلؤ المكنون...
    ولم يخطر ببالكم أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل:
    فالنمل يبني مباني والنحل يبني بيوتا هندسية غاية في الدقة والطيور والأسماك تغوص تحت الماء لكنها لا تشبهنا نحن البشر فلماذا لا تكون الجن أو نوع من الجن على الأقل كذلك له خاصيات لا تشبهنا؟

    5- قلتم سيد منذر ويمكن أن يفهم من هذا تكبر واستعلاء : "وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم..."

    هل يعني هذا أستاذنا الكريم أن كلامكم صواب لا يحتمل الخطأ وكلام غيركم خطأ لا يحتمل الصواب وعلى أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله
    إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟



    حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق
    يقول تعالى :
    ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون )الآية: 96

    قوله تعالى: « ادفع بالتي هي أحسن السيئة » أمر بالصفح ومكارم الأخلاق؛





    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون )الآيتان: 97 - 98

    قوله تعالى: « من همزات الشياطين » « الهمزات » هي جمع همزة. والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال: همزة ولمزه ونخسه دفعه. قال الليث: الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة. والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله: « أعوذ بك من همزات الشياطين » أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى.
    وفي الحديث: كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه. قال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.


    فاللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  7. #27
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى

    أستاذ منذر أبو هواش
    - قلتم في إحدى مداخلاتكم : مشاركة الشيطان من المسلمات الإيمانية لذلك فإن الكيفية غير مهمة، لكن المهم هو معرفة ما يمنعه من فعل ذلك ... البسملة عند الشروع في أي عمل ...

    البسملة سيدي الكريم لا تكفي لمنع مشاركة الشيطان بل يجب بالإضافة إليها الأخذ بالأسباب المادية كقفل الباب وتغطية الأواني ولو بشيء بسيط كالعود وإطفاء النار وهذا ما ينص عليه الحديث الصحيح الذي رواه جابر
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب الأشربة)
    وقد طبق الصحابة ما جاء في نص الحديث
    والشاهد ما روي عن سيدنا علي رضي الله عنه الذي أهرق ما كان في إناء لم يغط ولم يأكله وقال بأن الشيطان ولغ فيه...


    2- قلتم سيد منذر: زكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة.

    أنتم تخلطون سيد منذر بين "زكاة رمضان" التي يقول الفقهاء على ضرورة إخراجها قبل صلاة العيد وبين "الزكاة العادية" التي يمكن إخراجها في أي وقت من السنة على حسب الظروف.

    جاء في الصحيحين :باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة
    عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر، أن تؤدى، قبل خروج الناس إلى الصلاة.
    وتطبيقا لما ورد في الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما: يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.

    الاستنتاج الصحيح سيدي الكريم يقود إلى نتيجة صحيحة.

    3-

    حينما تكلمت عن كلمة شيطان في القرآن الكريم وقلت أنها تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني
    والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:

    ستشهدتم بما يلي
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. (أظعن : سار)

    في هذه المسألة أنا كنت أتحدث عن كلمة شيطان ولم أتكلم عن كلمة "الجن" لأن حديث أبو هريرة رضي الله عنه ورد فيه كلمة "شيطان"
    كلمة شيطان في القرآن الكريم وفي أحاديث سيد المرسلين تحتمل : 1- شيطان / إنسي
    2- شيطان / جني

    وأنتم أستشهدتم بحديث عن أصناف الجن وهناك فرق شاسع بين كلمة "جن" وكلمة "شيطان"
    الجن هو كائن مختلف عنا من حيث الماهية ومن حيث التكوين
    أما "شيطان" فهي صفة يمكن أن نطلقها على كل عات من الإنس أوالجن أوالدواب....



    4- قلتم : الأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة. والقرآن الكريم لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42).

    أتفق معكم كل الاتفاق على أنه لا يجب الاعتراض على كلام الله ولا على كلام رسول الله ....
    لكن اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله وهناك فرق بين ما قاله الله في كتابه المبين وما تقوله أنت سيد منذر انطلاقا من فهمك البشري للقرآن الكريم ولأحاديث سيد المرسلين...

    الحكم على الشيء ضرب من تصوره:

    أنتم فهمتم الآيات التي استشهدتم بها - والمتعلقة بسيدنا سليمان وبالجن الذي كان تحت سيطرته - انطلاقا من خلفيتكم الفكرية التي تؤمن بتجسد الجن وتمثلهم في صورة بشر أوحيوان وقلتم أنهم مثلنا وهذا ما جعلكم تتصورونهم كجنود بشرية وكبنائين بشر يبنون المباني وتخيلتم أن لهم منازل وقصور و...وكغواصين بشر يغوصون تحت الماء لاستخراج اللؤلؤ المكنون...
    ولم يخطر ببالكم أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل:
    فالنمل يبني مباني والنحل يبني بيوتا هندسية غاية في الدقة والطيور والأسماك تغوص تحت الماء لكنها لا تشبهنا نحن البشر فلماذا لا تكون الجن أو نوع من الجن على الأقل كذلك له خاصيات لا تشبهنا؟

    5- قلتم سيد منذر ويمكن أن يفهم من هذا تكبر واستعلاء : "وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم..."

    هل يعني هذا أستاذنا الكريم أن كلامكم صواب لا يحتمل الخطأ وكلام غيركم خطأ لا يحتمل الصواب وعلى أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله
    إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟



    حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق
    يقول تعالى :
    ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون )الآية: 96

    قوله تعالى: « ادفع بالتي هي أحسن السيئة » أمر بالصفح ومكارم الأخلاق؛





    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون )الآيتان: 97 - 98

    قوله تعالى: « من همزات الشياطين » « الهمزات » هي جمع همزة. والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال: همزة ولمزه ونخسه دفعه. قال الليث: الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة. والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله: « أعوذ بك من همزات الشياطين » أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى.
    وفي الحديث: كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه. قال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.


    فاللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  8. #28
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    هذا إلحاد في القرآن الكريم ...

    هذا إلحاد في القرآن الكريم
    وتفسير مادي لأمور غيبية
    وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى
    وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً
    ( النساء : 115 )

    البند الأول متعلق بإجابتي حول سؤالك المتعلق بالكيفية التي يشارك فيها الشيطان في الأموال والأولاد، وقد أجبتك في النهاية أن مشاركة الشيطان ليست مشاركة مادية بل هي مشاركة المحرض على الجريمة. أما وسائل منع الشيطان فلم تكن موضوع سؤالك لذا كان جوابي في هذه المسألة الثانوية مقتصرا على الوسيلة الأهم.

    البند الثاني متعلق بإجابتي حول (الشبهة الفاضحة) التي تثير فيها الشك في حصول تناقض بين آيات القرآن الكريم ونص الحديث الصحيح بسؤالك الشيطاني الجهنمي: "نحن نعلم من خلال أحاديث صحيحة أخرى أن الجن والشياطين تصفد وتسلسل في رمضان: ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها... فإذا كانت الجن والشياطين مصفدة ومسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد في حديث أبي هريرة؟". وقد أجبتك بقولي: ورود ذكر " زكاة رمضان" في الحديث لا يكفي وحده دليلا على أن هذه الواقعة حدثت في رمضان، ولا يعني ذلك بالضرورة، فزكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها (أي إخراجها إلى بيت المال) خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة. علما بأنه لا يشترط أن تكون زكاة رمضان مصطلحا كلها زكاة فطر، لكنك تميل إلى الاعتقاد الذي يخدم فكرتك في إثارة التشكيك في احتمال وجود تناقض بين نص قرآني وحديث صحيح، وهذا ما أسميه تلبيس إبليس.

    البند الثالث متعلق بطبيعة الجن والشياطين، فأنت في بحوثك كلها تؤول بالهوى ما ورد في عالم الغيب من الجن والشياطين، وتكتفي بالتعرف بألفاظ القرآن، وتتصرف في معانيه بما تشاء غير مقيد باللغة العربية في مفرداتها ولا تركيبها ونظم أسلوبها، ولا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا مَن دونهم من أئمة الحديث والفقه. وتأويلاتك تتضمن مخالفات لما أجمع عليه المسلمون من دين الله تعالى، وتشتمل على ما هو ارتداد صريح عن دين الله. وأنت لا تفرق بين ما هو حقيقة وما هو استعارة، الشياطين هي شياطين الجن في الحقيقة، أما شياطين الإنس فهم الإنس المتشبهون بالشياطين في وسوساتهم وتحريضهم على العصيان والمنكر والفسوق. أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير. ولا أدري كيف تفهم كلام الله تعالى الذي يتوقف فهمه على إتقان اللغة العربية، وسعة العلم بالعلوم الشرعية، ويبدو أنك لم تؤتَ منهما شيئًا له قيمة.

    في البند الرابع أقول: إن في ما ذهبت إليه تحريف لآيات الله في الجن وفي الملائكة، وتحريف لما أيد الله به رسله من الآيات الكونية. وأنا (لعلمك) لا أفهم آيات القرآن الكريم انطلاقا من أي خلفية فكرية خاصة، أو تصور شخصي، أو فهم بشري كما تدعي، بل أنطلق في فهمي لها من الفهم الذي أجمع عليه علماء الأمة. أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟ وما هو المرجع الشرعي الذي يقول أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها من دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل.

    إن طريقتك هذه في التفسير بالرأي قد سبقك إليها ملاحدة الباطنية منذ أكثر من ألف سنة، مع أن الباطنية كانوا أحذق منك في علوم الفلسفة الطبيعية والعقلية والعلوم الرياضية، وأتقنوا علوم اللغة العربية، ولذلك انخدع كثير من المتعلمين بدعايتهم التي أرادوا بها تحويل الناس عن دين الإسلام بالانتقال البطيء من درجة في التأويل لنصوص القرآن والحديث، ولم يفاجئوهم بمقصدهم دفعة واحدة. إنك تضع بعض القضايا في غير مواضعها، وتحرف الآيات عن مواضعها، فإذا أردت المرجع الصحيح من دون تحريف ولا مخالفة لقواعد الدين ولا لفصيح اللغة فلتراجع كتب التفسير المعتمدة.

    أما قولك: "اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله"، ففيه اعتراض على تفاسير علماء المسلمين، وسخرية من أئمة الحديث والتفسير، وقد أجمع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق الإسلامية أن مَن جحد شيئًا مجمعًا عليه معلومًا من الدين بالضرورة، يعتبر مشوها محرفا لكتاب الله، ويُحكم بكفره وارتداده عن الملة الإسلامية، ولا يقبل منه تأويل إلا إذا تاب وأناب.

    وأما بالنسبة إلى قولك: "أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه، وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله. إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟ حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق، يقول تعالى :(ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)الآية: 96 - قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» أمر بالصفح ومكارم الأخلاق" فأقول: أنت لا تخوض هنا في أي علم! أنت تخوض في القرآن الكريم وفي علومه، الأفكار الجديدة التي ليس فيها مخالفة للشرع ولما هو ثابت من الدين بالضرورة لا أحد يعترض عليها، لكن أفكارك هذه التي تخالف فيها ما أجمع عليه أئمة المسلمين شبهات واضحة فاضحة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، وينبغي الرد عليها.

    إن تحريفك لآيات الله وخلطك لما هو غيبي بما هو شهودي، وخلطك بين الحقيقة والاستعارة على هذا الشكل المبتذل المتكلف لا يمكن أن يؤخذ على حسن النية، ولا ينفع الدفع فيه بالتي هي أحسن. وينبغي أن تحاسب عليه، وأن تنبه إليه، وأن تتراجع عنه. فهل ظننت أن كل علماء المسلمين مخطئون وأنك الوحيد الذي أتيت بالتفسير الصحيح؟

    وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين.

    والسلام على من اتبع الهدى،

    منذر أبو هواش

    .......

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  9. #29
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    هذا إلحاد في القرآن الكريم ...

    هذا إلحاد في القرآن الكريم
    وتفسير مادي لأمور غيبية
    وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى
    وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً
    ( النساء : 115 )

    البند الأول متعلق بإجابتي حول سؤالك المتعلق بالكيفية التي يشارك فيها الشيطان في الأموال والأولاد، وقد أجبتك في النهاية أن مشاركة الشيطان ليست مشاركة مادية بل هي مشاركة المحرض على الجريمة. أما وسائل منع الشيطان فلم تكن موضوع سؤالك لذا كان جوابي في هذه المسألة الثانوية مقتصرا على الوسيلة الأهم.

    البند الثاني متعلق بإجابتي حول (الشبهة الفاضحة) التي تثير فيها الشك في حصول تناقض بين آيات القرآن الكريم ونص الحديث الصحيح بسؤالك الشيطاني الجهنمي: "نحن نعلم من خلال أحاديث صحيحة أخرى أن الجن والشياطين تصفد وتسلسل في رمضان: ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها... فإذا كانت الجن والشياطين مصفدة ومسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد في حديث أبي هريرة؟". وقد أجبتك بقولي: ورود ذكر " زكاة رمضان" في الحديث لا يكفي وحده دليلا على أن هذه الواقعة حدثت في رمضان، ولا يعني ذلك بالضرورة، فزكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها (أي إخراجها إلى بيت المال) خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة. علما بأنه لا يشترط أن تكون زكاة رمضان مصطلحا كلها زكاة فطر، لكنك تميل إلى الاعتقاد الذي يخدم فكرتك في إثارة التشكيك في احتمال وجود تناقض بين نص قرآني وحديث صحيح، وهذا ما أسميه تلبيس إبليس.

    البند الثالث متعلق بطبيعة الجن والشياطين، فأنت في بحوثك كلها تؤول بالهوى ما ورد في عالم الغيب من الجن والشياطين، وتكتفي بالتعرف بألفاظ القرآن، وتتصرف في معانيه بما تشاء غير مقيد باللغة العربية في مفرداتها ولا تركيبها ونظم أسلوبها، ولا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا مَن دونهم من أئمة الحديث والفقه. وتأويلاتك تتضمن مخالفات لما أجمع عليه المسلمون من دين الله تعالى، وتشتمل على ما هو ارتداد صريح عن دين الله. وأنت لا تفرق بين ما هو حقيقة وما هو استعارة، الشياطين هي شياطين الجن في الحقيقة، أما شياطين الإنس فهم الإنس المتشبهون بالشياطين في وسوساتهم وتحريضهم على العصيان والمنكر والفسوق. أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير. ولا أدري كيف تفهم كلام الله تعالى الذي يتوقف فهمه على إتقان اللغة العربية، وسعة العلم بالعلوم الشرعية، ويبدو أنك لم تؤتَ منهما شيئًا له قيمة.

    في البند الرابع أقول: إن في ما ذهبت إليه تحريف لآيات الله في الجن وفي الملائكة، وتحريف لما أيد الله به رسله من الآيات الكونية. وأنا (لعلمك) لا أفهم آيات القرآن الكريم انطلاقا من أي خلفية فكرية خاصة، أو تصور شخصي، أو فهم بشري كما تدعي، بل أنطلق في فهمي لها من الفهم الذي أجمع عليه علماء الأمة. أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟ وما هو المرجع الشرعي الذي يقول أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها من دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل.

    إن طريقتك هذه في التفسير بالرأي قد سبقك إليها ملاحدة الباطنية منذ أكثر من ألف سنة، مع أن الباطنية كانوا أحذق منك في علوم الفلسفة الطبيعية والعقلية والعلوم الرياضية، وأتقنوا علوم اللغة العربية، ولذلك انخدع كثير من المتعلمين بدعايتهم التي أرادوا بها تحويل الناس عن دين الإسلام بالانتقال البطيء من درجة في التأويل لنصوص القرآن والحديث، ولم يفاجئوهم بمقصدهم دفعة واحدة. إنك تضع بعض القضايا في غير مواضعها، وتحرف الآيات عن مواضعها، فإذا أردت المرجع الصحيح من دون تحريف ولا مخالفة لقواعد الدين ولا لفصيح اللغة فلتراجع كتب التفسير المعتمدة.

    أما قولك: "اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله"، ففيه اعتراض على تفاسير علماء المسلمين، وسخرية من أئمة الحديث والتفسير، وقد أجمع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق الإسلامية أن مَن جحد شيئًا مجمعًا عليه معلومًا من الدين بالضرورة، يعتبر مشوها محرفا لكتاب الله، ويُحكم بكفره وارتداده عن الملة الإسلامية، ولا يقبل منه تأويل إلا إذا تاب وأناب.

    وأما بالنسبة إلى قولك: "أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه، وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله. إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟ حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق، يقول تعالى :(ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)الآية: 96 - قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» أمر بالصفح ومكارم الأخلاق" فأقول: أنت لا تخوض هنا في أي علم! أنت تخوض في القرآن الكريم وفي علومه، الأفكار الجديدة التي ليس فيها مخالفة للشرع ولما هو ثابت من الدين بالضرورة لا أحد يعترض عليها، لكن أفكارك هذه التي تخالف فيها ما أجمع عليه أئمة المسلمين شبهات واضحة فاضحة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، وينبغي الرد عليها.

    إن تحريفك لآيات الله وخلطك لما هو غيبي بما هو شهودي، وخلطك بين الحقيقة والاستعارة على هذا الشكل المبتذل المتكلف لا يمكن أن يؤخذ على حسن النية، ولا ينفع الدفع فيه بالتي هي أحسن. وينبغي أن تحاسب عليه، وأن تنبه إليه، وأن تتراجع عنه. فهل ظننت أن كل علماء المسلمين مخطئون وأنك الوحيد الذي أتيت بالتفسير الصحيح؟

    وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين.

    والسلام على من اتبع الهدى،

    منذر أبو هواش

    .......

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  10. #30
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى


    "وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين"

    أشكرك أستاذ منذر على نصيحتك وأشكرك أيضا على اتهامك لي بالإلحاد

    وأقول لك إذا لم تتعلم كيف تجادل بالحسنى فالأحسن أن تتوب إلى لله عز وجل ، لقد ارتكبت أكبر الكبائر
    اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها فإن أهل السنة والجماعة لا يكفرون الناس بمناقشة الظنيات فأنا لم أنكر أمرا عقديا يخرج به من الملة ، أنا أعترف بوجود الجن والشياطين ولا أنكر ذلك ، لكن إطلاق لفظ الجن في عهد الرسالة يشمل الجن كل ما جن عن النظر وكل ما غاب يدخل فيهم ما جاء في سورة الجن وما جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، لكن أحاديث خاصة تحدثت عن مخلوقات لا يراها الإنسان في ذلك العصر وعبرت عنها باسم "الجن"

    والذي يجب أن تعلمه يا سيد منذر أن الله عز وجل يقول لنا ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) فالذي يضيف لدين الله من الخرفات في الفهم والتصور ليس أقل من الذي ينكر أشياء معلومة من الدين بالضرورة.

    رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لمحاربة كل من يرجم بالغيب ويؤمن بالشعوذة والخرافات...


  11. #31
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى


    "وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين"

    أشكرك أستاذ منذر على نصيحتك وأشكرك أيضا على اتهامك لي بالإلحاد

    وأقول لك إذا لم تتعلم كيف تجادل بالحسنى فالأحسن أن تتوب إلى لله عز وجل ، لقد ارتكبت أكبر الكبائر
    اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها فإن أهل السنة والجماعة لا يكفرون الناس بمناقشة الظنيات فأنا لم أنكر أمرا عقديا يخرج به من الملة ، أنا أعترف بوجود الجن والشياطين ولا أنكر ذلك ، لكن إطلاق لفظ الجن في عهد الرسالة يشمل الجن كل ما جن عن النظر وكل ما غاب يدخل فيهم ما جاء في سورة الجن وما جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، لكن أحاديث خاصة تحدثت عن مخلوقات لا يراها الإنسان في ذلك العصر وعبرت عنها باسم "الجن"

    والذي يجب أن تعلمه يا سيد منذر أن الله عز وجل يقول لنا ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) فالذي يضيف لدين الله من الخرفات في الفهم والتصور ليس أقل من الذي ينكر أشياء معلومة من الدين بالضرورة.

    رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لمحاربة كل من يرجم بالغيب ويؤمن بالشعوذة والخرافات...


  12. #32
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    يقول تعالى في سورة النساء:

    يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59)أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60)



    القول الفصل في أن كلمة شيطان تطلق على الإنس والجن

    قلتم سيد منذر:

    1- "أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير.... "
    ثم أضفتم أستاذ منذر:
    "...أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟"

    إجابة على هذه الاتهامات الجائرة التي لا تنبني على علم والتي توضح بؤس وقلة بضاعة قائلها وجهله بنصوص القرآن الكريم وبالأحاديث الشريفة وبالتفاسير وبمفهوم اللغة العربية أيضا:

    الدليل الأول من أن القرآن الكريم والذي يثبت وجود قسمين من الشياطين:
    1- شياطين الإنس
    2- شياطين الجن

    يقول تعالى في محكم تنزيله:وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن (الأنعام/112)،
    لا أدري كيف تدعي أنك اطلعت على التفاسير: الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس هناك شياطين الإنس وشياطين الجن
    وإليك قول المفسرين:
    (تفسير السعدي) يقول تعالى ـ مسليا الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك، ويحاربونك، ويحسدونك، فهذه سنتنا، أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق، أعداء، من شياطين الإنس والجن ، يقومون بضد ما جاءت به الرسل .

    (تفسير القرطبي) قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي" يعزي نبيه ويسليه، أي كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك جعلنا لكل نبي قبلك. "عدوا" أي أعداء.
    ثم نعتهم فقال "شياطين الإنس والجن"... جعلنا شياطين الإنس والجن عدوا. وقرأ الأعمش: "شياطين الجن والإنس" بتقديم الجن. والمعنى واحد

    (تفسير ابن كثير) قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟" قلت: لا، قال: "قم فصل"، قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر تعوذ باللّه من شر شياطين الإنس والجن". قال، فقلت: يارسول اللّه وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" (أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه بلفظ أطول)....
    قال عبد الرزاق عن قتادة في قوله {شياطين الإنس والجن}
    قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين...

    (تفسير الجلالين) (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه (شياطين) مردة الإنس والجن....

    ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل لكل نبي عدواً، وبين هنا أن أعداء الأنبياء هم شياطين الإنس والجن،
    وصرح في موضع آخر أن أعداء الأنبياء من المجرمين، وهو قوله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ} فدل ذلك على أن المراد بالمجرمين شياطين الإنس والجن
    وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ} . وقد جاء الخبر بذلك مرفوعاً من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره
    والعرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث «الكَلب الأَسْوَد شَيْطَان»: وقوله، شياطين بدل من قوله: {عَدُوّا}، أو مفعول أول {جَعَلْنَا}،
    والثاني {عَدُوّا} أي جعلنا شياطين الإنس والجن عدواً. (تفسير الشنقيطي)


    دليلنا الثاني على أن كلمة شيطان قد تطلق على الإنس:
    " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "
    هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [ وذلك ] أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم
    فإذا خلوا إلى شياطينهم - أي : رؤسائهم وكبرائهم في الشر ...(تفسير السعدي)

    الشياطين جمع شيطان على التكسير، وقد تقدم القول في اشتقاقه ومعناه في الاستعاذة. واختلف المفسرون في المراد بالشياطين هنا، فقال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر. وقال الكلبي: هم شياطين الجن.
    وقال جمع من المفسرين: هم الكهان. ولفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان والخير يعم جميع من ذكر. والله أعلم. (تفسير القرطبي)

    {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني إذا انصرفوا وخلصوا إلى شياطينهم، ...
    وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم، ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين،
    قال السُّدي عن ابن مسعود {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني رؤساءهم في الكفر، وقال ابن عباس: هم أصحابهم من اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
    وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين،
    وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)،
    قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن كما قال تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} (تفسير ابن كثير)

    وفي الحديث أيضا: ... يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قال قلت:لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، هم شر من شياطين الجن"

    أما الأحاديث الأخرى التي تدل على أنه يمكن إطلاق كلمة شيطان على الإنس فقد سبق وأن ذكرناها

    يقول ابن حجر في فتح الباري: وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع وقد جاء في القرآن قوله تعالى شياطين الإنس والجن
    وقال بن بطال في هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على من يفتن في الدين وأن الحكم للمعاني دون الأسماء لاستحالة أن يصير المار شيطانا بمجرد مروره انتهى وهو مبني على أن لفظ الشيطان يطلق حقيقة على الجن ومجازا على الإنسي

    ويضيف ابن حجر في مكان آخر: قوله من كل شيطان يدخل تحته شياطين الإنس والجن.


    عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من أن يتعقبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص
    والعاصى يجوز أن يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال الله تعالى: شياطين الإنس والجن. فسمي العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها (صحيح ابن حبان)

    وقد أفرد النسائي في سننه بابا سماه: الاستعاذة من شر شياطين الإنس ذكر فيه:
    عن أبي ذر قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال: نعم.

    وفي صحيح ابن خزيمة:
    باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله فإنما هو شيطان أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه لا أن المار من بني آدم شيطان وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم قال الله عز وجل شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا


    ماذا تقول لنا اللغة العربية عن كلمة شيطان
    كلمة "شيطان" بالمفرد وردت في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة
    (يمكن الرجوع مباشرة إلى القرآن الكريم، أو إلى فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.) ، وبالجمع (شياطين) وردت سبعة عشر مرة، كما وردت الكلمتان في الأحاديث وأشعار العرب،
    وهي تعني لغة: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، والشيطان من شاط يشط إذا هلك واحترق، وهو مشتق من البعد عن الحق، وشطن إذا بعد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت.
    قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً

    وحكى سيبويه أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا يبين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، والشيطاني، هو الذي يدعو إلى مخالفة الحق.


    الشيطان قد يعني الكلب الأسود الشرير، أو الإبل الصعبة المراس، كما قد يعني الحمار مجازا: يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال: ما قلتوني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.


    قال تعالـى: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ(الصافات/64-65). ورد في لسان العرب أن للشياطين، في هذه الآية، ثلاثة معاني: أَحدها أَن طلعها يشبه، فـي قبحه، رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ، وإِن كانت غير مشاهَدة، فـيقال كأَنه رأْس شيطان إِذا كان قبـيحاً، فالشيطان قد يعني الشيء القبيح، والثانـي أَن الشياطين ضرب من الـحيات، قبـيحة الوجه، يسمى الواحد منها "ذو العُرْف"، والعرب تسمي الحية شيطانا. قال الشاعر يصف ناقته:
    تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بدي خروع قفر.
    والشيطان هنا نوع من الحيات، وقد يعني الناقة، فالإبل تشبه الشياطين في صعوبتها وصولتها.
    المعنى الثالث يشير إلى نبات قبـيح يسمى فعلا "رؤوس الشياطين"؛ قال أَبو حنـيفة أَخبرنـي أعرابـي من أزد السَّراة قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها، لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فـي سُوقها كثـيرة، ولها وُرَيْدٌ ضعيف جدا يَجْرُسُه النـحل، ونَوْرَتُها بـيضاء، ورأس ورقه قبـيح جدا. فالشيطان هنا نوع من النبات.
    تطلق العرب أيضا على "الإِعصار": أَبا زَوْبَعةَ، ويقال فـيه شيطان مارد، وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد، أو رئيس من رؤساء الـجن، ومنه سمي الإِعصار زوبعة، ويقال أيضا أُمّ زَوْبَعة.
    يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفـي حديث أَنس: أَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ: مُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والـحُشُوش: مواضعُ الغائط. والـخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثـير فـي تفسير الـحديث: الـخُبُثُ، بضم الباء: جمع الـخَبِـيث، و الـخَبائثُ: جمع الـخَبِـيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
    يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
    والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
    حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز...


  13. #33
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    يقول تعالى في سورة النساء:

    يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59)أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60)



    القول الفصل في أن كلمة شيطان تطلق على الإنس والجن

    قلتم سيد منذر:

    1- "أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير.... "
    ثم أضفتم أستاذ منذر:
    "...أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟"

    إجابة على هذه الاتهامات الجائرة التي لا تنبني على علم والتي توضح بؤس وقلة بضاعة قائلها وجهله بنصوص القرآن الكريم وبالأحاديث الشريفة وبالتفاسير وبمفهوم اللغة العربية أيضا:

    الدليل الأول من أن القرآن الكريم والذي يثبت وجود قسمين من الشياطين:
    1- شياطين الإنس
    2- شياطين الجن

    يقول تعالى في محكم تنزيله:وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن (الأنعام/112)،
    لا أدري كيف تدعي أنك اطلعت على التفاسير: الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس هناك شياطين الإنس وشياطين الجن
    وإليك قول المفسرين:
    (تفسير السعدي) يقول تعالى ـ مسليا الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك، ويحاربونك، ويحسدونك، فهذه سنتنا، أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق، أعداء، من شياطين الإنس والجن ، يقومون بضد ما جاءت به الرسل .

    (تفسير القرطبي) قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي" يعزي نبيه ويسليه، أي كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك جعلنا لكل نبي قبلك. "عدوا" أي أعداء.
    ثم نعتهم فقال "شياطين الإنس والجن"... جعلنا شياطين الإنس والجن عدوا. وقرأ الأعمش: "شياطين الجن والإنس" بتقديم الجن. والمعنى واحد

    (تفسير ابن كثير) قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟" قلت: لا، قال: "قم فصل"، قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر تعوذ باللّه من شر شياطين الإنس والجن". قال، فقلت: يارسول اللّه وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" (أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه بلفظ أطول)....
    قال عبد الرزاق عن قتادة في قوله {شياطين الإنس والجن}
    قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين...

    (تفسير الجلالين) (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه (شياطين) مردة الإنس والجن....

    ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل لكل نبي عدواً، وبين هنا أن أعداء الأنبياء هم شياطين الإنس والجن،
    وصرح في موضع آخر أن أعداء الأنبياء من المجرمين، وهو قوله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ} فدل ذلك على أن المراد بالمجرمين شياطين الإنس والجن
    وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ} . وقد جاء الخبر بذلك مرفوعاً من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره
    والعرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث «الكَلب الأَسْوَد شَيْطَان»: وقوله، شياطين بدل من قوله: {عَدُوّا}، أو مفعول أول {جَعَلْنَا}،
    والثاني {عَدُوّا} أي جعلنا شياطين الإنس والجن عدواً. (تفسير الشنقيطي)


    دليلنا الثاني على أن كلمة شيطان قد تطلق على الإنس:
    " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "
    هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [ وذلك ] أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم
    فإذا خلوا إلى شياطينهم - أي : رؤسائهم وكبرائهم في الشر ...(تفسير السعدي)

    الشياطين جمع شيطان على التكسير، وقد تقدم القول في اشتقاقه ومعناه في الاستعاذة. واختلف المفسرون في المراد بالشياطين هنا، فقال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر. وقال الكلبي: هم شياطين الجن.
    وقال جمع من المفسرين: هم الكهان. ولفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان والخير يعم جميع من ذكر. والله أعلم. (تفسير القرطبي)

    {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني إذا انصرفوا وخلصوا إلى شياطينهم، ...
    وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم، ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين،
    قال السُّدي عن ابن مسعود {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني رؤساءهم في الكفر، وقال ابن عباس: هم أصحابهم من اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
    وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين،
    وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)،
    قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن كما قال تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} (تفسير ابن كثير)

    وفي الحديث أيضا: ... يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قال قلت:لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، هم شر من شياطين الجن"

    أما الأحاديث الأخرى التي تدل على أنه يمكن إطلاق كلمة شيطان على الإنس فقد سبق وأن ذكرناها

    يقول ابن حجر في فتح الباري: وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع وقد جاء في القرآن قوله تعالى شياطين الإنس والجن
    وقال بن بطال في هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على من يفتن في الدين وأن الحكم للمعاني دون الأسماء لاستحالة أن يصير المار شيطانا بمجرد مروره انتهى وهو مبني على أن لفظ الشيطان يطلق حقيقة على الجن ومجازا على الإنسي

    ويضيف ابن حجر في مكان آخر: قوله من كل شيطان يدخل تحته شياطين الإنس والجن.


    عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من أن يتعقبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص
    والعاصى يجوز أن يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال الله تعالى: شياطين الإنس والجن. فسمي العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها (صحيح ابن حبان)

    وقد أفرد النسائي في سننه بابا سماه: الاستعاذة من شر شياطين الإنس ذكر فيه:
    عن أبي ذر قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال: نعم.

    وفي صحيح ابن خزيمة:
    باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله فإنما هو شيطان أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه لا أن المار من بني آدم شيطان وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم قال الله عز وجل شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا


    ماذا تقول لنا اللغة العربية عن كلمة شيطان
    كلمة "شيطان" بالمفرد وردت في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة
    (يمكن الرجوع مباشرة إلى القرآن الكريم، أو إلى فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.) ، وبالجمع (شياطين) وردت سبعة عشر مرة، كما وردت الكلمتان في الأحاديث وأشعار العرب،
    وهي تعني لغة: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، والشيطان من شاط يشط إذا هلك واحترق، وهو مشتق من البعد عن الحق، وشطن إذا بعد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت.
    قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً

    وحكى سيبويه أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا يبين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، والشيطاني، هو الذي يدعو إلى مخالفة الحق.


    الشيطان قد يعني الكلب الأسود الشرير، أو الإبل الصعبة المراس، كما قد يعني الحمار مجازا: يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال: ما قلتوني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.


    قال تعالـى: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ(الصافات/64-65). ورد في لسان العرب أن للشياطين، في هذه الآية، ثلاثة معاني: أَحدها أَن طلعها يشبه، فـي قبحه، رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ، وإِن كانت غير مشاهَدة، فـيقال كأَنه رأْس شيطان إِذا كان قبـيحاً، فالشيطان قد يعني الشيء القبيح، والثانـي أَن الشياطين ضرب من الـحيات، قبـيحة الوجه، يسمى الواحد منها "ذو العُرْف"، والعرب تسمي الحية شيطانا. قال الشاعر يصف ناقته:
    تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بدي خروع قفر.
    والشيطان هنا نوع من الحيات، وقد يعني الناقة، فالإبل تشبه الشياطين في صعوبتها وصولتها.
    المعنى الثالث يشير إلى نبات قبـيح يسمى فعلا "رؤوس الشياطين"؛ قال أَبو حنـيفة أَخبرنـي أعرابـي من أزد السَّراة قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها، لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فـي سُوقها كثـيرة، ولها وُرَيْدٌ ضعيف جدا يَجْرُسُه النـحل، ونَوْرَتُها بـيضاء، ورأس ورقه قبـيح جدا. فالشيطان هنا نوع من النبات.
    تطلق العرب أيضا على "الإِعصار": أَبا زَوْبَعةَ، ويقال فـيه شيطان مارد، وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد، أو رئيس من رؤساء الـجن، ومنه سمي الإِعصار زوبعة، ويقال أيضا أُمّ زَوْبَعة.
    يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفـي حديث أَنس: أَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ: مُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والـحُشُوش: مواضعُ الغائط. والـخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثـير فـي تفسير الـحديث: الـخُبُثُ، بضم الباء: جمع الـخَبِـيث، و الـخَبائثُ: جمع الـخَبِـيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
    يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
    والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
    حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز...


  14. #34
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    تكلف الخلط بين عالم الإنس وعالم الجن بدعة وضلالة ...

    [Unload]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[/Unload]

    تكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
    ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة

    أستعيذ وأعوذ وألوذ بالله العلي العظيم من الشيطان اللعين الرجيم، وأكرر دعوتي إليك من أجل أن تتوب إلى الله تعالى، وأكرر تحذيري لك من سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، سواء عليك أكنت من الإنس أم كنت من الشياطين.

    أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

    رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

    المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

    أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

    قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)

    الهدف من كلمة شياطين هنا هو الإشارة إلى أن أعداء الأنبياء من الإنس والجن ذوي طبائع شيطانية، وليس الهدف منها تقسيم الشياطين إلى إنس وجن، وذلك لأنه من المعروف أن الإنس مخلوقات مادية بينما الشياطين والجن مخلوقات نارية قال سبحانه وتعالى: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15).، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من مارج من نار" "من لهب النار"وعنه أيضاً "من خالص النار"، ويذهب سيد قطب إلى أن المراد بالمارج "المشتعل المتحرك كألسنة النار مع الرياح"، ويقول سبحانه وتعالى كذلك على لسان إبليس ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الأعراق 12)، وهذا كما قلت (واضح وضوح الشمس).

    الإنس لهم عالمهم الأرضي الدنيوي الذي تحكمه القوانين والنواميس الأرضية التي وضعها سبحانه وتعالى، لكن ليس في مقدور الإنس النفاذ إلى عالم الجن، ورؤيتهم في عالمهم الذي تحكمه بلا شك قوانين ونواميس أخرى مختلفة.

    غير أن الثابت من المعلومات التي بلغنا بها الرسل أن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الجن، إذ ثبت إن للجن القدرة على النفاذ إلى عالمنا، وأن لديهم القدرة على الظهور لنا، والتصرف في عالمنا بمختلف الصور والأشكال التي قد تخطر على بال بشر، وهذه القدرات الهائلة العظيمة الخارقة للطبيعة لا يجوز ولا ينبغي تفسيرها وتبريرها بالقوانين وبالموازين الدنيوية الأرضية، ولا يمكن ذلك ولا يصح.

    ورغم كل ما تدعيه من باطل، فقد اعترفت في النهاية قائلا: "والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان. حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز..."

    ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

    وصلى الله على سيدنا محمد
    وعلى آله وأصحابه أجمعين

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  15. #35
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    تكلف الخلط بين عالم الإنس وعالم الجن بدعة وضلالة ...

    [Unload]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[/Unload]

    تكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
    ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة

    أستعيذ وأعوذ وألوذ بالله العلي العظيم من الشيطان اللعين الرجيم، وأكرر دعوتي إليك من أجل أن تتوب إلى الله تعالى، وأكرر تحذيري لك من سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، سواء عليك أكنت من الإنس أم كنت من الشياطين.

    أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

    رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

    المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

    أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

    قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)

    الهدف من كلمة شياطين هنا هو الإشارة إلى أن أعداء الأنبياء من الإنس والجن ذوي طبائع شيطانية، وليس الهدف منها تقسيم الشياطين إلى إنس وجن، وذلك لأنه من المعروف أن الإنس مخلوقات مادية بينما الشياطين والجن مخلوقات نارية قال سبحانه وتعالى: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15).، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من مارج من نار" "من لهب النار"وعنه أيضاً "من خالص النار"، ويذهب سيد قطب إلى أن المراد بالمارج "المشتعل المتحرك كألسنة النار مع الرياح"، ويقول سبحانه وتعالى كذلك على لسان إبليس ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الأعراق 12)، وهذا كما قلت (واضح وضوح الشمس).

    الإنس لهم عالمهم الأرضي الدنيوي الذي تحكمه القوانين والنواميس الأرضية التي وضعها سبحانه وتعالى، لكن ليس في مقدور الإنس النفاذ إلى عالم الجن، ورؤيتهم في عالمهم الذي تحكمه بلا شك قوانين ونواميس أخرى مختلفة.

    غير أن الثابت من المعلومات التي بلغنا بها الرسل أن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الجن، إذ ثبت إن للجن القدرة على النفاذ إلى عالمنا، وأن لديهم القدرة على الظهور لنا، والتصرف في عالمنا بمختلف الصور والأشكال التي قد تخطر على بال بشر، وهذه القدرات الهائلة العظيمة الخارقة للطبيعة لا يجوز ولا ينبغي تفسيرها وتبريرها بالقوانين وبالموازين الدنيوية الأرضية، ولا يمكن ذلك ولا يصح.

    ورغم كل ما تدعيه من باطل، فقد اعترفت في النهاية قائلا: "والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان. حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز..."

    ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

    وصلى الله على سيدنا محمد
    وعلى آله وأصحابه أجمعين

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  16. #36
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى

    أما بعد
    أشكرك مجددا على اتهاماتك لي
    لكنك لا زلت تتهرب من الأجوبة رغم أنني جمعت لك أقوال المفسرين

    قلت: "أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا. "

    1- أنا لم أقل أبدا أنني أنكر أن الجن مخلوقات نارية وأتحداك أن تثبت هذا الادعاء

    قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"

    التشكل كلام فى كلام ليست هناك أية واحدة تأكد تشكل الجن الحديث الوحيد الصحيح الذي لديكم هو لأبي هريرة رضي الله عنه
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: (ا يأبا هريرة إنه الشيطان تمثل لك فى صورة أدمى
    قال له إنه شيطان ولا يحق لنا أن نزيد من عندنا من قال بالتشكل هو إبن تيمية رحمه الله وهو اجتهاد منه قد يصيب وقد يخطئ والراجح عندنا أنه أخطأ وله أجره

    أما أنتم "قوم تبع" تنقلون ما قيل دون تفكير وليس لديكم دليل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين




    قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
    هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات

    قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
    "... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

    بالله عليكم:
    كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل إن المسكين مريض لا حول له ولا قوة فبدل من أن تعالجوه أنتم تقيمون عليه الحد وتدعون أنه لا يحس ولا يتأثر.
    هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟
    هذه بدعة ابتدعتموها ليس لكم عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة المطهرة.
    اتقوا الله وتبوا إليه وتراجعوا عن مثل هذه الأقوال التي تتحملون وزرها ووزر من عمل بها واعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تتفوهون بها ... وعلى كل ضربة تضربون بها عبدا من عباد الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

    لقد فارقتم الدليل، واتبعتم أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل.


    ابحثوا عن كيفية تغير فكر المجتمع من االايمان بتشكل الجن دون دليل



    سوف أطرح عليك أسئلة محددة لكي لا نشتت الموضوع وأريد منك إجابات محددة:

    1- التشكل نريد أية واحدة ؟
    القرآن ستون حزب أعطونى أية فيها الشيطان يتشكل



    2- أسألك هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة ما؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    -------------------------------------
    هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين.


  17. #37
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى

    أما بعد
    أشكرك مجددا على اتهاماتك لي
    لكنك لا زلت تتهرب من الأجوبة رغم أنني جمعت لك أقوال المفسرين

    قلت: "أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا. "

    1- أنا لم أقل أبدا أنني أنكر أن الجن مخلوقات نارية وأتحداك أن تثبت هذا الادعاء

    قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"

    التشكل كلام فى كلام ليست هناك أية واحدة تأكد تشكل الجن الحديث الوحيد الصحيح الذي لديكم هو لأبي هريرة رضي الله عنه
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: (ا يأبا هريرة إنه الشيطان تمثل لك فى صورة أدمى
    قال له إنه شيطان ولا يحق لنا أن نزيد من عندنا من قال بالتشكل هو إبن تيمية رحمه الله وهو اجتهاد منه قد يصيب وقد يخطئ والراجح عندنا أنه أخطأ وله أجره

    أما أنتم "قوم تبع" تنقلون ما قيل دون تفكير وليس لديكم دليل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين




    قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
    هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات

    قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
    "... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

    بالله عليكم:
    كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل إن المسكين مريض لا حول له ولا قوة فبدل من أن تعالجوه أنتم تقيمون عليه الحد وتدعون أنه لا يحس ولا يتأثر.
    هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟
    هذه بدعة ابتدعتموها ليس لكم عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة المطهرة.
    اتقوا الله وتبوا إليه وتراجعوا عن مثل هذه الأقوال التي تتحملون وزرها ووزر من عمل بها واعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تتفوهون بها ... وعلى كل ضربة تضربون بها عبدا من عباد الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

    لقد فارقتم الدليل، واتبعتم أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل.


    ابحثوا عن كيفية تغير فكر المجتمع من االايمان بتشكل الجن دون دليل



    سوف أطرح عليك أسئلة محددة لكي لا نشتت الموضوع وأريد منك إجابات محددة:

    1- التشكل نريد أية واحدة ؟
    القرآن ستون حزب أعطونى أية فيها الشيطان يتشكل



    2- أسألك هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة ما؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    -------------------------------------
    هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين.


  18. #38
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    وهنا ينتهي الحوار ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    [Unload]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[/Unload]
    تكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
    ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة


    أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

    رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

    المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

    أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

    ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

    وصلى الله على سيدنا محمد
    وعلى آله وأصحابه أجمعين

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وهنا ينتهي الحوار ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  19. #39
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    وهنا ينتهي الحوار ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    [Unload]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[/Unload]
    تكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
    ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة


    أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

    رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

    المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

    أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

    ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

    وصلى الله على سيدنا محمد
    وعلى آله وأصحابه أجمعين

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وهنا ينتهي الحوار ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  20. #40
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام على من اتبع الهدى

    أسأل الله أن ينير عقولكم ويهديكم إلى الطريق المستقيم


    لا تتهرب يا أبا هواش.............................................. ........

    اعترف أنك لم (ولن) تجد الدليل على تشكل الجن بصور الإنس ولا حتى بصور الحيوانات
    (التشكل لا يوجد إلا في أذهانكم وفي عقول أطفالكم الذين تشبعوا بنظرية البوكيمون "Pokey-mon")
    واعترف بالهزيمة فالاعتراف من شيم الكبار



    1- التشكل نريد أية واحدة ؟
    القرآن ستون حزب أعطني أية واحدة فيها الشيطان يتشكل



    2- هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة إنسان أو حيوان أو نملة أو زهرة...؟ هات دليلك ولا تكن من قوم "تبع"

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •