أرفع اليوم يدي عن الأسير
...
قالتها وابتعدت

******

وهل كان فكرها أني سأظل أسيراً بين يديها

هل كان طموحها أن تفجر عليًّ كل الألم

من على كتفيها

لا أيتها السمحاء في أرضي التي استنكرت

حتى حمل الفضاء رفضت

لا وما غير الهجر قد وافقني

لا وأقسم برب الوجود أني لن أكون خائنا

لمن عاهدني

كنتِ وقد كان الزمان لحظة

حاولتِ أسري بها

يملؤني الحزن على الصديق الذي

أوفى لكِ من حبه مضجعا

لا يا سيدتي

لست من يترك الوفود لتعلن عليه الدعوة

بلا ذنب ولا عنوة

لا يا سيدتي من خانكِ نفسكِ

ومن عصى عينكِ دمعكِ

لا يا سيدتي لم أكن أملك إلا أن

أحب من تحبني

لم أكن أملك أن أترك كوني

وأغدر بصديقي

وأخون عهدا ووعدا

فأنا العربي

أنا من ملك النخوة

قبل المتعة

أنا من قرأ أحكام الأرض

قبل أن يسعى

أفأترك ديني وآثم دنيتي

من أجل شهوة !

******

دعوة قضائية أقيمها بيننا

منذ الآن حتى لا تخدش الحياء اللوعة

حتى تعود الجريمة أقل حرمة

وأدنى منعة

والآن لكِ أن تطلقي الأسر عن ملكي

فما كان ملكاً إن هو إلا شمعة

وإن عاد لي في يوم أن أحب

لعدت فأضئت الشمعة

وملكت كل النساء في لحظة رغبة

لكني لست ذاك المذبوح لأرض الغوة

أنا عربي

أعيد القول مرة ومرة

وحتى يقوم الحكم

بيني وبينك عدم تعرض

وحماية حتى لا تعودي للدعة


...
محمود معبد ..
1996/4