آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: "التقسيم الثاني" لفلسطين!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية جواد البشيتي
    تاريخ التسجيل
    23/12/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي "التقسيم الثاني" لفلسطين!



    "التقسيم الثاني" لفلسطين!

    جواد البشيتي

    إنَّها ليست "حرب الأيام الستة" بين "الأخوة الأعداء"، وليست "حزيران الفلسطيني"، أو "حزيران الفلسطينيين"، وليست "النكسة الحزيرانية" وقد أصابت حركة "فتح". ليست "كردستان العراق" بشطريه (أربيل والسليمانية). وليست "باكستان بشطريها الشرقي والغربي". ليس لها مثيل في أيٍّ من ذلك، وإنْ اشتملت عليه في بعضٍ من معانيها.

    إنَّها "المأساة" المستمرة منذ 60 سنة وقد تحوَّلت الآن، أو شرعت تتحوَّل، أو أصبح ممكنا أن تتحوَّل، إلى "مهزلة"، فـ "فلسطين الكبرى" قُسِّمَت سنة 1947 بموجب "قرار دولي"، فكانت "المأساة"، أو بدايتها، ثمَّ قُسِّمَت "فلسطين الصغرى (الضفة الغربية وقطاع غزة)" في حزيران 2007 بموجب "قرار" فلسطيني، فكانت "المهزلة"، أو بدايتها، إنْ لم يصحُ الفلسطينيون الآن، وقبل فوات الأوان، ويقرِّروا جميعا اجتياز الهوَّة الواسعة بقفزة واحدة لا غير.

    "التقسيم الأوَّل"، الذي حاربه العرب وكأنَّهم يحاربون ضد الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، لم يؤدِّ إلى إنهاء النزاع بين طرفيه، أي بين الإسرائيليين والفلسطينيين في تسمية لاحقة، كما لم يؤدِّ إلى قيام "الدولة الفلسطينية ("الدولة العربية"). أمَّا "التقسيم الثاني"، والذي شرع العرب يحاربونه، توصُّلا إلى نتائج مشابهة لتلك التي تمخَّضت عن محاربتهم "التقسيم الأوَّل"، فلن ينهي النزاع بين طرفيه، وإنْ أنهى "ازدواجية السلطة" بما ينهي، أو بما يمكن أن ينهي، الشعب الفلسطيني مع حقوقه وقضيته القومية؛ وغنيٌ عن البيان، بعد ذلك، أنَّه لن يؤدِّي إلى "الدولة الفلسطينية".

    وللذين يناصبون "نظرية المؤامرة" العداء؛ لكونها، على ما يزعمون نظرية متهافتة منطقيا، أقول إنَّ ما حدث في قطاع غزة، وما سيَحْدُث للفلسطينيين وقضيتهم القومية انطلاقا ممَّا حدث هناك، لا يمكن فهمه وتفسيره إلا على أنَّه "اللقاح ضدَّ القضية والحقوق القومية للشعب الفلسطيني". وهذا "اللقاح"، وهو من نوعين من "الجراثيم"، هما "جراثيم المؤامرة" و"جراثيم المصالح الشخصية والفئوية الضيِّقة"، التي أراد لها أصحابها أن تعلو المصالح العامة والكبرى للشعب الفلسطيني، أُدْخِل في الفلسطينيين، جسدا وروحا وفكرا، ليَفْعَل فعله ضد دولتهم القومية المستقلة التي طالما حلموا بها، وصارعوا من أجلها.

    الكارثة التي طالما حذَّرْنا من مغبة وقوعها لم تقع عندما أُجْرِيَت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي كانت حرَّة وديمقراطية ونزيهة وشفَّافة بما جعلها، بحسب مقياس الديمقراطية النسبي، خير مثال. ولم تقع إذ فازت "حماس" بحصة الأسد من مقاعد المجلس التشريعي الجديد، مع أنَّها أخفقت (وهنا كانت بداية المأساة أو الكارثة) في فهم كثير من المعاني والأبعاد التي انطوى عليها هذا الفوز العظيم والذي فاجأها قبل غيرها، وأكثر من غيرها.

    لقد وقعت إذ اختارت وقرَّرت أن تُتَرْجِم فوزها الانتخابي الكبير بنفوذ يعدله في "السلطة التنفيذية (أي على المستوى الحكومي)"، وفي أجهزتها ومؤسساتها الأمنية على وجه الخصوص، من غير أن تستوفي "الشروط السياسية" لـ "إدارة" آلة سلطة ليس للفلسطينيين من سيطرة فعلية حقيقية على شروط وجودها المالية والاقتصادية في المقام الأوَّل.

    كان ينبغي لـ "حماس" أن تُدْرِك مُسْبقا عواقب تأليفها لحكومة قبل أن تستوفي شروط "الشرعية الدولية (والعربية)" للسلطة الفلسطينية، حكومةً ورئاسةً. كان ينبغي لها أن تتوقَّع الحصار الدولي المالي والاقتصادي والسياسي، وأن تختار وتُقرِّر، بالتالي، بما يقي الفلسطينيين هذا الحصار، الذي به، وفيه، بُذِر القسم الأكبر من بذور الكارثة التي حلَّت أخيرا بالفلسطينيين، بدءاً ممَّا حَدَث في قطاع غزة.

    وقد قُلْنا غير مرَّة، وعندما كان ممكنا أن يفيد القول، إنَّ خير خيار هو أن تكتفي "حماس" بما أحرزته من هيمنة برلمانية مع بقائها مستمسكة بـ "ثوابتها السياسية والمبدئية"، فالشعب الفلسطيني كان في حاجة إلى معارضة برلمانية قوية، وإلى ترك "السلطة التنفيذية"، بالتالي، في أيدي المستوفين لشروط "الشرعية الدولية (والعربية)"، فليس بالشرعية الانتخابية وحدها يمكن قيادة الشعب الفلسطيني إلى حيث يمكن ويجب أن يُقاد.

    جنين الكارثة تكوَّن إذ اختارت "حماس" أن تحوِّل وزنها الانتخابي والبرلماني إلى وزن حكومي ولو لم تستوفِ الشروط الدولية لدرء الحصار الدولي عن الفلسطينيين، وأن تؤسِّس لها "قوَّة أمنية (القوَّة التنفيذية)"، وأن تقف، قولا وعملا، من شرعية الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية (ولو كانت هذه المنظمة في حال موت سريري) موقفا تُظْهِر من خلاله وتؤكِّد أنَّ هذه الشرعية لا تعدل إلا جزءا ضئيلا من شرعيتها الانتخابية.

    ولقد جاء "اتِّفاق مكة" ليُسْقِط جنين هذه الكارثة قبل اكتماله، وليُذلِّل عقبات كثيرة من ثلاث طُرِق: الطريق المؤدِّية إلى إنهاء الحصار الدولي، والطريق المؤدِّية إلى بدء تفاوض سياسي جديد بين الفلسطينيين (والعرب) وإسرائيل، والطريق المؤدِّية إلى إنهاء ازدواجية السلطة من خلال الشراكة السياسية.

    المتضرِّرون من هذا الاتفاق، ومن نجاحه، في الطرفين المتنازعين، وهم الذين اغتصبوا سلطة القرار، مغلِّبين مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة على المصالح العامة والكبرى للشعب الفلسطيني، أضرموا النار، التي تولَّت يد المؤامرة الخارجية، والتي هي أكثر من يد، صبَّ الزيت عليها.

    وإنِّي أستطيع القول إنَّ السقوط القيادي للقيادة السياسية لحركة "حماس" قد حَدَث إذ أظهرت تلك القيادة عجزا عن إدراك العواقب التي يمكن ويجب أن تترتب على "الانقلاب العسكري" الذي قامت به "كتائب القسَّام" و"القوَّة التنفيذية". لقد حارب المتضررون من "اتِّفاق مكة" في "حماس" خصومهم، أي المتضرِّرون من الاتِّفاق ذاته في "فتح"، في طريقة أثبتوا من خلالها وأكَّدوا أنَّ المصالح العليا للشعب الفلسطيني ليست بذي وزن في ميزانهم، وأنَّ مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة هي المصالح التي لا تعلوها مصالح.

    "المؤامرة الخارجية" أؤكِّدها ولا أنفيها؛ ولكنَّها نجحت، أو شرعت تنجح، إذ قرَّرت "حماس"، أو قرِّرت "الرقبة التي تحرِّك الرأس" في "حماس"، "الحسم العسكري" الذي لا يمكن تبريره في أي حال من الأحوال، فأي مبرِّر من مبرِّراته، ومهما عَظُم، أو بدا عظيما، إنًَّما يعدل قطرة في بحر الكارثة التي أنْتَجها وجاء بها.

    ولن يُغْفَرَ لقيادة "حماس" إذا ما قالت إنَّ نيَّاتها كانت حسنة، أو إنَّها لم تتوقَّع أن يَحْدُث ما حَدَث، أو إنَّ النتائج قد ذهبت بما توقَّعت، فأقوال من هذا القبيل إنَّما تصلح دليلا على السقوط القيادي لقيادة "حماس".

    خيار "الحسم العسكري" الذي أخذت به "حماس" إنَّما هو من نمط الخيارات الذي لا يمكن أبدا الدفاع عنه، وتبريره، في الحال الفلسطينية الغنية عن الوصف والشرح، ولا يأخذ به إلا كل من أصابته مصالحه الشخصية والفئوية الضيقة بالعمى السياسي.

    وعلى مؤرِّخي "الكارثة" التي وقعت، والتي ستتناسل إذا لم يُقْضَ عليها وهي في المهد، ألا يضربوا صفحا عن حقيقة أنَّها وقعت إذ اختارت "حماس" الحسم العسكري حلاً.




  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    يا سيدي اسال الله ان يهديهم جميعا لما فيه خير الشعب

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  3. #3
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    هكذا يقول البشيتي ...!

    هكذا يقول البشيتي ...!

    يقول الأستاذ جواد البشيتي: "السلطة التنفيذية" ينبغي تركها في أيدي المستوفين لشروط "الشرعية (الدولية والعربية)"؟! أما المستوفين لشروط "الشرعية الفلسطينية" فلا سلطة لهم، وذلك لأن الشرعية الفلسطينية مجرد شرعية انتخابية (!) طالما لم يستطع الاتجاه العلماني أن يحققها!

    وأما أن تحول "حكومة حماس" وزنها الانتخابي والبرلماني إلى وزن حكومي من دون المباركة الأمريكية (الدولية – العربية)، وأن تكون لها "قوة أمنية" تخضع لها وتنفذ تعليماتها، وأن تكون مسيطرة على "كافة القوى الوطنية الفلسطينية" مثلها مثل كافة الحكومات الدستورية في العالم فهذا يعتبر كارثة وأمر خاطئ في نظر الأستاذ البشيتي!

    ومن أجل الحيلولة دون الحصار الدولي كان على "حكومة حماس" مثل غيرها من الحكومات أن تخضع للهيمنة وللإرادة الأمريكية ممثلة بالإرادة (الدولية – العربية)، وكان على وزير داخلية حماس أن لا يمس التنظيمات المسلحة التي لا تأتمر بأمره مثل كل وزراء الداخلية في العالم لأن تلك التنظيمات فوق القانون، وكان عليه في الوقت نفسه أن لا يفكر في تأسيس "قوَّة أمنية" تتبع له، وتطبق القانون، وتنفذ التعليمات ... كان عليه أن يبقى طرطورا لا يهش ولا ينش ...! هذا ما يريده الأستاذ البشيتي ...!

    ومن أجل الحيلولة دون الحصار الدولي كان على "حكومة حماس" أن تتنازل عن كافة السلطات لمراكز القوى الأخرى، وكان عليها أن تكون حكومة صورية، وأن تكتفي بدور المعارضة للسلطات التي أفقدها الشعب الفلسطيني شرعيتها، والتي رفضت هي وقواتها المختلفة الخضوع لسلطة الحكومة الشرعية المنتخبة والنظيفة، بدل أن تحول السلطات للحكومة المنتخبة بكل احترام، وتأخذ هي دورها في المعارضة الدستورية البناءة، وكان على "حكومة حماس" أيضا أن تسكت عن الفساد المستشري، وعن الأموال التي نهبت بدون وجه حق، وكان عليها أن تنتظر الموت بعد التهديدات العلنية الصريحة بالذبح والقتل، وكان عليها أن تستسلم للمحاولات المستمرة الفاشلة والمكشوفة لشلها وتصفيتها...! هذا ما يراه المفكر اليساري الأستاذ جواد البشيتي ...!

    كان على القيادة السياسية لحركة "حماس" أن تستمع للنصائح الغالية، وكان عليها أن لا تنقلب على نفسها، فالمصالح العليا للشعب الفلسطيني كانت تقتضي منها أن ترضخ للإملاءات الأمريكية مثلها مثل غيرها، وكان عليها أن لا تصوب الأوضاع، وأن تترك الأمور على ما هي عليه ...!

    "حماس" كارثة في نظر البشيتي وفي نظر الدول العربية وفي نظر إسرائيل وفي نظر أمريكا، لذلك ينبغي القضاء عليها في المهد، طوعا أو كرها ...!

    هكذا يقول البشيتي وهكذا يرى الأمور ... وهكذا يقول المعارضون لإرادة وخيارات الشعب الفلسطيني ولرغبته في التحرر والحرية والاستقلال ... بعيدا عن التبعية للأجنبي ...!

    ..............

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •