صدر لي كتاب محمد علي واليمن.. وهو رسالة ماجستير [IMG]D : / bicture 004[/IMG]حصلت عليها من جامعة أسيوط للعام الجامعي "2005-2006م" ، بتقدير (ممتاز)
وقد أعتمدت في البحث على الوثائق كمصدر رئيسي لدراسة حقبة تاريخية من تاريخ مصر واليمن.
ويقدم صورة تفصيلية للعلاقات التاريخية المتميزة بين مصر واليمن في الفترة الزمنية من "1233-1256هـ " الموافق "1818-1841م" .
وفي مايلي أقدم ملخص أوعرض موجز للكتاب :-
أهمية الموضوع:-
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تقع أهمية الفترة التاريخية التي تناولها الكتاب في أنها تعد مرحلة تحول خطير فــي تاريخ اليمن الحديث، حيث أدى ضعف الدولة ألقاسمية في اليمن ، إلى وقوع البلاد فريسة للأطماع الخارجية وكانت البدايات الأولى لهذا التحول هي نهاية حكم المنصور علي ، الذي شهدت اليمن في عهده اضطرابات داخلية ، نتج عنها أزمات اقتصادية خطيرة , أدت إلى زحف الحركة الوهابية على "عسير" والمخلاف السليماني ، وتهديد آل سعود لاستقلال اليمن ، عن طريق الشريف "حمود" شريف "أبي عريش" ، والذي قام باحتلال موانئ ومدن اليمن باسم آل سعود.
كما شهدت هذه الفترة توسع "محمد علي" خارج مصر منذ أن قبل تكليف الباب العالي له محاربة الدولة السعودية الأولى ، حيث قدر "محمد علي" أهمية اليمن الاقتصادية فوضعها ضمن برنامج سياسته التوسعية في شبه الجزيرة العربية ، وكانت رغبة "محمد علي" في الإفادة من تجارة الشرق بالاستيلاء على جميع طرق هذه التجارة ، من أهم العوامل التي دفعت الباشا إلى أن يبذل الكثير من الجهد والمال والرجال , ورغبته في احتكار تجارة البن العالمية آنذاك , والذي كان ميناء "المخا" اليمني من أهم موانئ تصديره إلى العالم الخارجي.
إن كون هذه المرحلة منعطفاً هاماً في تاريخ اليمن الحديث ، هو ما لفت نظر الباحثة إليها ودفعها إلى اختيارها موضوعا للبحث والدراسة ، ولأن "الحملة المصرية" على اليمن التي كتب لها النجاح والاستقرار, ما يزيد على الخمس سنوات من (1835-1840م) من الموضوعات المهمة والتي مازالت بحاجة إلى الكثير من البحث والدراسة لكشف الغموض وإبراز المزيد من المعلومات والحقائق حول هذه الحملة ،،
تناولت بالدراسة التفصيلية والتحليل الموضوعي ، توجه "محمد علي" نحو اليمن ، وسيطرة الحملة المصرية في نهاية الأمر على المدن والموانئ الساحلية ، كذلك خضوع كلاً من "تعز والعدين" , للحكم المصري المستقر , بل ومحاولات القوات المصرية فتح "صنعاء وعدن" وإدخالهما تحت السيطرة المصرية العربية " ،حيث أفرد فصلين في الكتاب حول هذا الموضوع , تطرق فيه إلى الأسباب التي دفعت "محمد علي" للتوجه نحو اليمن , وسير الحملة ، وموقف بريطانيا من هذا التوسع ، ولكن بإيجاز دون التعرض للتفاصيل , وخاصة على الجانب اليمني .
في وهذه الرسالة هدفت الباحثة من خلالها، التعمق في دراسة العلاقات التي ربطت مصر باليمن في عهد "محمد على" باشا ، مستعرضة طبيعة تلك العلاقات ، بدايتها ، والأسباب التي جعلت والي مصر يؤخر إرسال حملته إلى اليمن حتى بداية الثلاثينات من القرن التاسع عشر , ثم الصعوبات الهائلة التي واجهتها قواته لإخضاع القبائل اليمنية الرافضة للحكم المصري وطبيعة هذا النظام التي خضعت له ، وأخيرا عرض وتحليل موقف الدول العظمى من توسعات "محمد علي" إلى جنوب الجزيرة العربية ، خاصة بريطانيا التي شكلت هذه التوسعات تهديداً مباشراً لمصالحها الاقتصادية في المنطقة.
نتائج البحث:-
***********
أولا- رأينا أن اليمن في السنوات الأخيرة لحكم المنصور"على" اعتراها الضعف العام والتمزق، نتيجة الاضطرابات والانقسامات بسب تمرد القبائل ، والحركات الانفصالية أو الاستقلالية التي كان يقوم بها حكام الأقاليم البعيدة عن العاصمة.
ثانيا- أن السلطات العثمانية في استانبول ، رأت أن انتصار الدعوة السلفية بقيادة الأمراء من آل سعود ، يعد خروجا على طاعة الخليفة وانفصالا عن الدولة العثمانية لذلك سعت الدولة العثمانية جاهدة لتحطيم هذه القوة وتحجيمها، عن طريق واليها في مصر "محمد علي باشا".
ثالثا- إن منطقة عسير اليمنية ظلت مصدر قلق دائم لـ" محمد علي " منذ نزول قواته على أرض شبه الجزيرة العربية ، وحتى انسحابه منها ، نظرا لخضوع هذه المنطقة لنفوذ آل سعود ، واعتناق الكثير من قبائلها مبادئ الدعوة السلفية.
رابعا- أوضحت الدراسة، أن "محمد على" بعد أن نجحت قواته بقيادة " خليل باشا" عام (1818م) في منطقة " أبي عريش" ومناطق تهامة اليمن الأخرى التي ضمها الشريف "حمود" إلى نفوذه باسم آل سعود ، قد أعادها إلى سلطة إمام صنعاء المهدي "عبد الله" نظير مقدار من البن يرسل إليه سنويا ، لأنه لم يكن في هذه الفترة التي يعمل فيها باسم السلطان العثماني ، يريد الإفصاح عن مخططه التوسعي في فتح اليمن، ولاشتغال قواته بحرب السودان ثم المورة.
خامسا- كانت ثورة الجند غير النظاميين بقيادة "محمد آغا" ، هي الذريعة التي جعلت "محمد علي" على الخطوة الذي ظل يرجئها طويلا ، وهي التوسع نحو الجنوب والسيطرة على اليمن.
سادسا- وجدنا أن الناحية الاقتصادية هي الأساس الذي بنيت عليه آمال "محمد علي"في الاستيلاء على اليمن ، من خلال سيطرته على موانئ اليمن والتحكم في تجارة البن العالمية آنذاك.
سابعا- سارعت بريطانيا إلى احتلال "عدن" لقطع الطريق على قوات "محمد علي" ووضعه أمام الأمر الواقع ، ثم محاربته اقتصاديا عن طريق تحويل تجارة البن من ميناء المخاء إلى ميناء عدن وحرمانه من أهم موارده الاقتصادية في اليمن .
ثامنا- بينت الدراسة أن اليمن فترة الحكم المصري ، قد نعمت بشئ من الأمن والاستقرار وخاصة مدن وموانئ تهامة التي سيطر عليها الجبش المصري ، وأقيمت بها نظم إدارية حديثة .
تاسعا- رأت الحكومة البريطانية ، أنه من الأجدى إيقاف تحركات "محمد علي" التي يقوم بها في الجزيرة العربية واليمن ، فطلبت منه بشدة وحزم في عام (1839م) سحب قواته من جميع الأراضي اليمنية ، ثم اتبعت الطلب بتزعم التحالف الولي ضده ، وعقد معاهدة لندن في عام (1841م) والتي بموجبها انسحبت جميع القوات المصرية ليس من اليمن فحسب ، ولكن من كل مناطق شبه الجزيرة العربية ،،،
مع خالص التحية والتقدير للجميع ،،،
المفضلات