قالوا تحب القدس...؟
مالي أكفكف دمعتي فتعودُ = وتضجُ في صدري الحزينِ رعودُ
وطني وقد شاهدتُ ذبحَ صغاره =وبنوأبي في الحاضرين شُهود
ورايت كيف تصدعت أركانُه =مادتْ وما قدَّرتُ أن ستميدُ
خَذلتهُ أحلامُ الصغار وثلة =رضعتْ حَليب الغدرِ فهي حَقود
يا أيها الكرسِيُّ أنت مصيبتي = عجباً إلى الأحتاف كيف تقودُ
تُغري الشريف َفليس يُبصر بعدها =درب الهدى ..ويغره التقليد
فيظن أن الفوز مغنمة له = والغاصبون على الحدود قُعود
قل لي بربك كيف يفلح مؤمن = ولديه في حفظ العدو رصيد
حتى إذا وقعت ..وشب أوراها = حصدته والتقمته وهي حصودُ
قالوا تحبُ القدسَ قلتُ هي الهوى = منها ابتدآ ولحضنها سيعود
صلى بها الرهط الكرامُ وكَبرت = لبني الصحابة في الجوار بُنود
كم راودوها كي تحل إزارها = فاستعصمت بالحق وهي عَنود
فتناوشتها بالعذاب أكُفُهم =فبكى لهول عَذابها الأخدود
والله ما عرفَ الأنام كصبرها = صبراً وإن عادوا لها ستزيد
لهفي عليها إذ تضم صغارها = من كان فيها أو طوته لحود
أو طاف يسعى في الخلا ئق يرتجي = أن يسعفوه وعاندته حدود
فغدا كسيفاً والحياءُ يصده = فلقد نمَتْهُ حرائرٌ وأسود
مستمسكٌ بالحق ليس يَضرُّه = صدٌ وليس يُخيفه التهديد
عرف العدو فليس يطلب غيره=مهما تَنكَّرَ في الوجوهِ يهود
قالوا أتحلمُ بالربيعِ مع الندى = ما للحياضِ إذا هُجِرْن وُرود
يا رَب أنت وعدتني فصدقتني = بيني وبينك موثقٌ وعُهود
يا من على العرش العظيم قد إستوى= ولديه من تلك الحشود جنود
ما كنتُ أطمعُ من سواكَ بنصرة = إني بنصركَ قانعٌ وسعيد
مادام ذاك الحوضُ حوضَ محمدٍ = فله السماءُ بخيرها ستجود
والمسجد الأقصى سيعرفُ اهله = تَغشاه من صُبحِ الوجوه وفودُ
وانا بأرض القدس أنصب رايتي = وبنو أبي مثلي هناك سجود
المفضلات