سلسلة ... رحــــــلاتي ...

الجزء الثاني
الجزء الثاني
الجزء الثاني
الجزء الثاني
الجزء الثاني

اخوتي , اصدقائي , اعــزتي ,
الكـــرام ..
الى كل الاخوة والاصدقاء من المتابعين والمطلعين على كل الاخبار في أي مجال من خلال الخدمات الكبيرة التي يقدمها اخوتنا في كل الشبكات الالكترونية العالمية من مجلات وصحف وجرائد .. اسمحوا لي ان اكتب لكم (مرة اخرى)
واطلعكم على يوميات رحلتيَّ الى (الجزائر) هذا العام الاولى افتتاح الجزائر عاصمة الثقافة العربية لعام 2007
والثانية مشاركتي في المؤتمر الدولي في موضوع الحضارة الاسلامية بالاندلس في القرن السادس الهجري والبحث الذي قدمته في هذا المؤتمر , الموسوم (الموسيقى الاندلسية في القرن السادس الهجري) واليكم ما كتبت عن هاتين الرحلتين , والبحث الذي قدمته عن الموسيقى الاندلسية , مقسما الموضوع على شكل حلقات متتالية ..






اخوكم your,s
مطرب المقام العراقي singer of Iraqi maqam
حسين اسماعيل الاعظمي hussain ismail al aadhamy
عمان amman jordan
00962795820112 gabel al hussain
الاردن , عمان , جبل الحسين b.x 922144
, ص , ب 922144 hussain_alaadhamy@yahoo.com






سلسلة ... رحلاتي ...




رحـــلاتي
إلــى
الجـزائـر


الجزء الثاني
---------

الحلقة(1)











حكاية بحث

الموسيقى الاندلسية
في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي


بحث مصغر مقدم الى المؤتمــر الدولي بالجزائر العاصمة
في موضوع الحضارة الاسلامية بالاندلس في القرن
6 الهجري / القرن 12 الميلادي



تقدم به الباحث

حسين اسماعيل الاعظمي



علوم موسيقية / جامعة بغـــداد / كلية الفــنون الجميـلة
بغداد 2007

بالرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بو تفليقة , نظَّم المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر مؤتمراً دولياً في موضوع الحضارة الاسلامية بالاندلس بفندق الاوراسي .. وقد حدَّد المؤتمر فترة القرن السادس الهجري / القرن الثاني عشر الميلادي , الموضوع الرئيسي والحقبة الزمنية المعنية لبحوث المؤتمر , وأُختير موعداً له أيام 8 و9 و10 ربيع الاول عام 1428هـ المصادف 27 و28 و29 /آذار/2007 ثم تم تعديل او تغيير هذا الموعد الى أيام 14 و15 و16 ربيع الاول عام 1428هـ المصادف 2 و3 و4 / نيسان / April /2007 ..
*************
إستمراراً لموضوع متابعتي ورغبتي في طبع كتابي (الاربعة الكبار في المقام العراقي) عن طريق وزارة الثقافة الجزائرية ، حاولت تحريك الموضوع مرة أُخرى ، بعد الرسالتين التي بعثتهما الى معالي السيدة الوزيرة خليدة تومي والآنسة المستشارة المؤرخة في 27/6/2006 ، عن طريق السفارة الجزائرية في عمَّان , ورغم ان المستشارة كانت قد إتصلت بيَ من مكتب السيدة الوزيرة ، حال وصول رسالتيَّ الى الوزارة وأخبرتني بتأكيد موافقة معالي السيدة الوزيرة وترحيبها بفكرة طبع الكتاب ، ولكن لم يحدَّد موعداً لذهابي الى الجزائر لهذا الغرض رغم اننا تحدثنا بهذا الشأن ..
في نهار يوم 18/11/2006 قمت بزيارة أخي وصديقي الاديب الكبير فخري قعوار بمكتبه عند دوار الواحة بعمَّان ، وزياراتي لهذا الرجل الكريم تكاد أن تكون متباعدة نوعاً ما ، إستقبلني بحفاوة وجلسنا نتجاذب أطراف أحاديث شتى مجملها في شؤون الثقافة .. ونحن نشرب القهوة مال حديثنا الى الجزائر وسفرات الاستاذ قعوار المتكررة إليها ، فوجدتها مناسبة ، إذ إقترحت عليه أن نتصل بسعادة السفير الجزائري في عمَّان الدكتورعلي عروج ومحاولة الاتصال بوزارة الثقافة الجزائرية حول موضوع طبع كتابي وإمكانية طبع كتاب للسيد قعوار أيضا ، وأعتقد أن الأمر ممكن إعتماداً على قرب عام 2007 وبدء العام الثقافي للعاصمة الجزائرية واستعداد الوزارة الى عمل ودعم أي نشاط ثقافي .. فراقت له الفكرة كما يبدو ، فنهض السيد قعوار من مكانه واتصل بالسفارة ، ولكن المفاجأة ان السفارة في هذا اليوم كانت في عطلة ..!
تركنا الموضوع الى الغد ، وقبل ان أُغادر مكتب الاستاذ فخري قعوار ، أهداني كتابين من كتبه الرائعة ، وهما كتاب (الراحلون) إحتوى على مقالات شبه رثائية لشخصيات شهيرة بمختلف الاختصاصات . وكتاب (بستان صاحبة الجلالة) وهو ايضا مجموعة مقالات كُتبت في فترات متفرقة وبمواضيع منوعة ..
لم ينس الاستاذ فخري قعوار إتصاله بالسفارة الجزائرية صباح اليوم التالي الاحد 19/11 واتصاله بيَ بعدئذ ليخبرني بأن يوم الثلاثاء القادم , أي بعد يومين موعدنا للذهاب الى السفارة الجزائرية للقاء سعادة السفير ..
صباح هذا اليوم الثلاثاء 21/11 ذهبت الى مكتب أخي الاستاذ فخري قعوار حاملاً معي كتابين من كتبي هما (المقام العراقي الى اين.؟) وكتاب (المقام العراقي باصوات النساء) مع أربعة نسخ من الـ CD المدمج وهي ألبومات – غناسيقى بغدادية , ومجموعة مقامات عراقية مصورة في تلفزيون بغداد 1986 , و VCD لحفلة بيروت بجزأيها الاول والثاني ، لإهدائها الى سعادة السفير ، ووجدت الاستاذ قعوار هو الآخر قد هيأ ثلاثاً من كتبه ، وما هي إلا لحظات حتى خرجنا من المكتب متوجهين الى السفارة ..
وصلنا الى السفارة في الموعد تماماً عند العاشرة من هذا الصباح ، وقادنا أحد الموظفين الى سعادة السفير مباشرة ، الذي إستقبلنا إستقبالاً طيباً ، وهو رجل يبدو عليه الوقار والطيبة والهدوء ، ترك طاولته الادارية وجلس معنا أمام الطاولة ودار حديث عادي ، ثم قدَّم الاستاذ فخري قعوار كتبه الى سعادة السفير هدية منه وتحدث قليلاً عنها ، ثم بادرتُ بتقديم كتابيَّ مع مجموعة الـ CD الغنائية من بعض حفلاتي المسجلة في العراق وخارجه .. وشكَرَنا سعادة السفير كثيراً على هذه الهدايا الادبية والفنية .. وبالنسبة لي تحدثت مع سعادته عن موضوع طبع كتابي (الاربعة الكبار في المقام العراقي) في الجزائر . فاقترح عليَّ أن أكتب مرة أُخرى لمعالي السيدة الوزيرة محدِّداً فيها الفترة التي أستطيع أن أكون فيها بالجزائر , فوجدت في ذلك رأياً صائباً ..
في لحظة من خضمِّ الاحاديث ، قال سعادة السفير بصيغة السؤال ، لماذا لا تشاركان في مؤتمر سيقام في الجزائر أواخر آذار 2007 عن الاندلس بصورة عامة , أي بكل التخصصات ، ثم أردف يقول إن هذا المؤتمر الدولي يقيمه المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر وقد حُدِّدت الفترة الزمنية للدراسات والبحوث التي تقدم للمؤتمر عن الاندلس ، في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي , فبادرته بالسؤال ، هل هناك إختصاصات محدَّدة .؟ او هل ان الموسيقى من ضمن هذه الاختصاصات .؟ وساهم الاستاذ فخري قعوار بنفس منحى السؤال , هل الادب والشعر من ضمنها .؟ فقال سعادة السفير ، اعتقد ذلك .. ونهض من مكانه وجاء بكتاب الرئاسة الجزائرية المتضمن هذا الموضوع , فتأكد ان الموسيقى والادب من ضمن الاختصاصات المراد بحثها في المؤتمر , وعليه أعطينا موافقتنا المبدئية للمشاركة ، فأنا أكتب في الموسيقى الاندلسية والاستاذ فخري يكتب في الشعر والادب الاندلسي .. وما كان من سعادة السفير إلا أن أمر أحد الموظفين أن يكتب الى الجزائر بترشيح إسمينا , وانتظار الموافقة الرسمية على ذلك ..
بعد ساعات قليلة من مغادرتنا السفارة , إتصل السيد قعوار وأعلمني بورود فاكسين معنونين لي وله من قبل سعادة السفير مؤكداً لنا موافقة ادارة المؤتمر على مشاركتنا ، وطلب سعادته أن يكتبَ كل منَّا موافقته واستعداده للمشاركة تحريرياً ، ذهبتُ الى مكتب السيد قعوار بعد الظهر مرة اخرى هذا النهار وكتبَ كل منَّا موافقته التحريرية وأرسلناها بالفاكس الى سعادة السفير , وبذلك أصبح كل منَّا أمام مسؤولية كتابة البحث للمؤتمر من الآن ..
في يوم 25/2/2007 أخبرني الاستاذ فخري أن السفارة الجزائرية إتصلت به وأعلمته بوصول نص كتابيْ دعوتنا من المجلس الاسلامي الاعلى بخصوص مؤتمر الحضارة الاسلامية بالاندلس , فاتفقنا الذهاب الى السفارة يوم الغد إن شاء الله .. وفي العاشرة من صباح يوم 26/2 كنَّا في السفارة , وقد إستقبلنا السيد مختار المستشار الصحفي , مكثنا عنده بعض الوقت , ثم قام بتسليمنا كتابيْ دعوتنا الى المؤتمر وقال ان سعادة السفير موجود حالياً في الجزائر بسبب وفاة خاله رحمه الله ..
خلال هذه الايام القليلة , كان الاستاذ فخري قعوار على إتصال بالسفارة الجزائرية , وقد تمَّ تحديد موعد للقاء سعادة السفير العائد من ارض الوطن الى مقر عمله بعمَّان , يوم الاثنين القادم , لمواساته أولاً والحصول على الفيزة ثانياً , وذلك بسبب سفري القريب الى القاهرة لحضور مؤتمر ذكرى مرور 75 عاما على اول مؤتمر للموسيقى العربية كان قد عقد بالقاهرة عام 1932 .. واحتمال البقاء في القاهرة لحين سفري الى الجزائر , لتسجيل بعض حلقات من برنامج جديد عن المقام والموسيقى العراقية في قناة البغدادية الفضائية ومكتبها الرئيسي في حي 6 اكتوبر في ضواحي القاهرة ..
في صباح يوم الاثنين 5/3 استقبلنا سعادة السفير د. علي عروج إستقبالا طيبا , ونحن نواسيه بوفاة خاله رحمه الله .. شاكراً لنا زيارتنا هذه , وتحدثنا في بعض الشؤون , ثم تحدثنا بشأن الفيزة وحصولها من الآن للسبب المذكور , وافق على ذلك فورًا , وما هي إلا دقائق حتى تمَّ حصولنا على الفيزة لثلاثة أشهر متعددة , شكرْنا السيد السفير وهو يقابلنا بالشكر لزيارتنا ..
طبيعي انني كنت في الايام الماضية مشغولاً بكتابة بحثي لمؤتمر الحضارة الاسلامية بالاندلس .. حيث حُدِّد يوم العاشر من هذا الشهر (آذار) آخر موعد لإرساله واستلامه من قبل المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر ..
وفي يوم 7/3 إتصلت بي الآنسة إسراء , الموظفة في مكتب الاستاذ ماهر الكيالي رئيس وصاحب دار النشر المشهورة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – في بيروت ومكتب توزيعها الرئيسي في عمَّان , وأخبرتني بوجود وجاهزية حصتي من نسخ كتابي الجديد الذي كان قد صدر في الشهر الماضي في هذه المؤسسة الأثيرة الموسوم (الطريقة القندرجية في المقام العراقي وأتباعها) الأمر الذي أتاح لي أن أذهب الى القاهرة ومعي بعضاً من هذه النسخ التي قمت بإهدائها الى بعض الاصدقاء من فناني وعلماء الموسيقى المتواجدين معي في مؤتمر القاهرة ..
من ناحية اخرى , كنت قد انتهيت من كتابة بحثي عن الموسيقى الاندلسية قبل ايام قليلة , ولكنني صُعقت تماماً حين جئتُ الى الكومبيوتر لإرساله الى الجزائر يوم 8/3 حيث لم يبق لي غير يومين فقط من اليوم الذي تم تحديده من قبل المجلس الاسلامي الاعلى في 10/3 , ولابد لي من إرساله في يوم 9/3 لأنني سأكون في 10/3 في القاهرة ..! أقول صُعقتُ وأنا أكتشف أن البحث كله قد مسح من الكومبيوتر ..!!؟ ماذا أفعل ياربي .؟ تحطَّمتْ أعصابي وزادت إنفعالاتي وأنا أبحث مراراً وتكراراً عن البحث في الكومبيوتر , ولكن دون جدوى , فكَّرت جدِّياً إرسال رسالة إعتذار الى المجلس الاسلامي الاعلى بعدم الحضور , ولكني أجلت ذلك ليوم الغد , وفي صباح اليوم التالي 9/3 الجمعة ، إستيقظت مبكرا مع اني لم أنم جيداً بسبب هذا الموضوع .. وفتحت الكومبيوتر عند الساعة السابعة صباحا وحاولت الكتابة من جديد رغم عزيمتي الهابطة وقد سيطر عليَّ التردد بين أن أُعيد كتابة البحث او أكتب إعتذار الى اخوتي في الجزائر , ولكن رغبة آنية غير أكيدة أخذتْ بيدي في الكتابة , فوجدت نفسي مستمراً بها دون توقف ودون أن أنتبه لذلك ..! ولم أترك الكومبيوتر حتى أكملت كتابة البحث كله من جديد , ونظرت الى ساعتي فاذا بالوقت قد تجاوز العاشرة مساءا ..!! وعلى الفور أرسلت البحث الى المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر عن طريق عنوانه الالكتروني .. وفي هذه اللحظات إطمأن قلبي رغم شعوري بالتعب والاعياء الشديدين , وسافرت في اليوم التالي الى القاهرة وأنا مرتاح جداً , خاصة وأنا في مهمة فنية أُخرى في هذه العاصمة العربية الاثيرة ..
بعد عودتي من المؤتمر العلمي والفني الذي عقد في القاهرة بمناسبة ذكرى مرور 75 عاما على اول مؤتمر للموسيقى العربية كان قد عقد بالقاهرة عام 1932 الى مقر إقامتي في المملكة الاردنية الهاشمية المعظمة يوم 15/3/2007 ، وفي أيام الاسبوعين فيما بين عودتي وسفري الى الجزائر يوم 30/3/2007 , كنت مشغولاً بإمور كثيرة , منها إطلاعي على المكاتبات الفنية التي تدور بين شركة كوفرا - العراقية البلجيكية - التي ترعى أعمالي الفنية ، مع بعض إدارات المهرجانات الفنية بعد استلام الشركة أكثر من دعوة فنية ترغب مشاركتي فيها , أذكر منها مهرجانين في سورية وآخر في لندن وبيروت ومهرجان قرطاج الدولي في تونس ومهرجان آخر في الجزائر ودعوة اخرى من نيوزلندا واخرى من المغرب ومنظمة اليونسكو في باريس .. بعضها يتم الاتفاق عليها والباقي تنتهي بطريق مسدود ..
على كل حال , تمَّ تحديد يوم 30/3 موعداً لسفرنا , أنا والاستاذ فخري قعوار الذي كتب بحثاً تحت عنوان (الشعر الاندلسي في القرن الثاني عشر الميلادي ) مع البحث الذي كتبتهُ (الموسيقى الاندلسية في القرن السادس الهجري) .. الى الجـزائر , وفي الساعة الرابعة من فجر هذا اليوم جاءني الاستاذ فخري قعوار مع إبنه المحروس بحفظ الله (أنيس) الذي أوصلنا الى المطار بسيارته , وفي مطار عمان الدولي انتظرنا في صالة الاستقبال الخاصة , حتى نودي علينا للصعود الى الطائرة الجزائرية التي أقلتنا الى الجزائر مباشرة في غضون خمس ساعات ودقائق قليلة ..
في هذا اليوم تقدم الوقت في عمَّان ساعة وعليه أصبح فارق الوقت بين عمَّان والجزائر ساعتين إعتبارا من هذا اليوم ولأيام قليلة قادمة تعد بالايام أو ربما بالاسابيع حيث يتقدم الوقت في الجزائر ايضا ..
وصلنا الى مطار الجزائر بومدين الدولي بعد الحادية عشرة بدقائق بتوقيت الجزائر وبعد الواحدة بتوقيت عمَّان .. إستقبلنا الاخوة الجزائريون من الطائرة مباشرة في سيارة خاصة الى صالة الاستقبال الكبرى , وكان معنا أحد المدعوين الى المؤتمر أيضا ، قادما من الامارات العربية المتحدة هو د. سيف البدواوي الذي نتعرف عليه لأول مرة , وكنَّا أول الواصلين من مدعوي المؤتمر .. إنتظرْنا بعض الوقت في صالة الاستقبال حتى ذهبوا بنا بعدئذ الى فندق الاوراسي , وهو فندق كبير جداً وسط البلد , في مكان مرتفع يطل على مساحة واسعة من العاصمة الجزائرية الجميلة من جانب , وعلى البحر الابيض المتوسط من جانب آخر ..
في غُرَفِنا بالفندق , غطَّ كل منَّا بنوم عميق تجاوز ساعات اربع ..! لحاجتنا الى النوم بعد ان تناولنا غداءنا حال وصولنا الى الفندق .. وفي المساء زارنا الاستاذ - حسين شياط - مدير العلاقات الخارجية في المجلس الاسلامي الاعلى , وهو الشخصية التي كنت اتخاطب معها من خلال الانترنيت فيما يخص البحث وتذاكر الطائرة وتعليمات اخرى حتى وصولنا الى الجزائر هذا اليوم .. اجتمعنا انا والاستاذ فخري قعوار ود.سيف البدواوي , خلف طاولة في مطعم الفندق مع الاستاذ حسين شياط , وقد إنظم الينا مصادفة , السيد محمد أبو ميزر وهو من الاردن جاء لأحد المؤتمرات وقد إختُتِمَ المؤتمر ويسافر غدا الى الاردن , بالنسبة لي فأنا اتعرف عليه لأول مرة , ومن الطبيعي أن يكون الاستاذ فخري قعوار على معرفة أكيدة به حيث تصافحا بحرارة الأمر الذي دعى السيد قعوار ان يدعوه للجلوس معنا , تحدثنا في شؤون المؤتمر واحاديث اخرى حتى أكملنا عشاءنا وهبَّ كل منَّا بالمغادرة ..
بالنسبة الى السيد حسين شياط فقد وجدته شخصية لبقة جدا , ومن هذه الناحية فهو في مكانه الصحيح كمدير للعلاقات الخارجية في المجلس الاسلامي الاعلى , فضلا عن ذلك فقد وجدته انسان طيب مبتسم دائما مرحبا بضيوفه , شخصية مؤثرة ومقبولة جدا , مع السهولة في التعامل , وله حضور قوي نافذ في أي مجلس يرتاده كما بدا لي ذلك من اول وهلة , ومن اول تعـرف شخصي معه , ومن ثم يجبرك على احترامه ..
وبالنسبة الى الاستاذ محمد أبو ميزر , فقد وجدته انسان متواضع يختفي وراء تاريخ شخصي حافل , هذا ما أحسست به من أول لقاء معه , وبنفس الوقت بدا عليه الوقار والهدوء والاحترام .. وعليه وجدت نفسي راغبا في تطوير علاقتي بهاتين الشخصيتين المقبولتين جدا ..
في هذا اليوم 31/3 عطلة رسمية في الجزائر والبلدان العربية الاخرى , بمناسبة المولد النبوي الشريف , وقد احتفل الجزائريون في هذه المناسبة أكثر من يوم , وكانت المفرقعات (الصعادات) كما نسميها نحن العراقيون , هي السمة الغالبة على هذه الاحتفالات الشعبية العـفوية صباحا ومساءا بجانب الاحتفالات الرسمية الاخرى .. اضافة الى خلَّب الاطلاقات النارية ابتهاجا بمولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ..
في هذا اليوم إرتأى الاخوة الاعزاء فخري قعوار ود. سيف البدواوي ومعنا الاستاذ محمد أبو ميزر الذي ينوي السفر بعد ظهر اليوم الى ارض الوطن , وباحث جزائري إسمه ابو جلال وباحثة جزائرية إسمها نادية , التجوال في المدينة , وجُهِّزتْ لنا ثلاث سيارات مع ثلاث سيارات اخرى للجهاز الامني الذي يتولى المحافظة على اعضاء الوفود أينما تحركوا .. ونحن نتجوَّل في العاصمة الجزائرية الجميلة , مررنا بفندق شيراتون المشيَّد حديثا الكائن على شاطئ البحر الابيض المتوسط , وطبيعي ان الفندق فخم وجميل جدا , وموقعه يزيده جمالا فوق جمال .. إلتقطنا صوراً فوتغرافية كثيرة على البحر , ثم إحتسينا القهوة في كافيتيريا الفندق وغادرنا بعد ذلك نكمل جولتنا .. فكانت محطتنا الثانية هي المرفأ السياحي الجميل – سيدي فرج – وأعتقد ان ذهابنا اليه كان من إقتراحي , ذلك المرفأ السياحي الجميل الذي سبق أن غنَّيتُ على مسرحه الروماني قبل ثمانيةٍ وعشرين عاما ..! وبالتحديد يوم 28/7/1979 , وعندما وصلنا اليه بقيت متأملا هذا المكان الجميل وأنا أزوره للمرة الثانية في هذه اللحظات بعد أكثر من ربع قرن , وفي هذا المكان إستمعت الى أُغنية - يا بحر الطوفان - للمطرب الشهير - بو جمعة العنقيس - التي حدثتكم عنها في سفرتي الى الجزائر مطلع هذا العام , وكانت السبب في تعرُّفي على هذا الفنان المخضرم , ولعلَّ من الغريب او المفاجئ ونحن نتمشى جميعا في هذا المرفأ السياحي الجميل – سيدي فرج - وانا غارق في تأملاتي أتذكر اغنية يا بحر الطوفان عندما استمعت إليها لأول مرة قبل ثمانية وعشرين عاما من الآن وفي هذا المكان , جاءني صوت من جهاز تسجيل صغير لأحد الصيادين وهو يستمع الى بو جمعة العنقيس في اغنيته الشهيرة يا بحر الطوفان ..!! وكأن التاريخ يعيد نفسه , يا لها من توارداتِ خواطرٍ تأريخية ومصادفات غيبية ..!
طبيعي تمَّ إلتقاط صور فوتغرافية كثيرة , ثم همَّ الجميع بالمغادرة وأكملنا جولتنا في العاصمة حتى عدنا الى الفندق .. وفي هذه الاثناء همَّ الاستاذ محمد ابو ميزر بمغادرة الفندق الى مطار الجزائر بومدين الدولي عائدا الى ارض الوطن المملكة الاردنية الهاشمية , حيث كان قد سبقنا الى مؤتمر آخر ..
بعد ان تناولنا غداءنا , جلسنا لبعض الوقت في مقهى الفندق وكان معنا الاستاذ حسين شياط , وفي هذه الاثناء جاء صديقي الاستاذ الكبير الامين البشيشي الباحث الموسيقي المعروف بصحبة صديقي الغالي مختار حيدر , وخلال جلستنا هذه إستأذنت من الجميع وإنفردت بالاستاذ البشيشي , موجهاً له بعض الاسئلة فيما يخص الموسيقى الاندلسية في قرنها السادس الهجري رغم انني سبق أن إتصلت به من عمَّان قبل أن أرسل بحثي الى المجلس الاسلامي الاعلى في 9/3/2007 واستفسرت منه عن هذا الموضوع كمصدر أكيد من المصادر الموثوق بها ، بل هو من المتخصصين بهذه الموسيقى .. وفي هذه الجلسة المفيدة , نوَّرني الاستاذ البشيشي عن بعض التفصيلات واصبح موضوع البحث أكثر وضوحا وفهما , وفي هذه الاثناء كان اخي العزيز د. سيف البدواوي يلتقط لنا بعض الصور الفوتغرافية , وقبل مغادرة الاستاذ البشيشي ومختار حيدر أهديت كلا منهما نسخة من كتابي الجديد (الطريقة القندرجية في المقام العراقي وأتباعها) الصادر في شباط من هذا العام في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر , مع ثلاثة من ألبوماتي الغنائية وهي , حفلة البحرين بجزأيها الاول والثاني وهي مصورة , وألبوم – مقامات في العشق الالهي – الصادر في هولندا في تشرين الثاني عام 2006 وألبوم – بغداريس – الصادر في باريس عام 1998 وفي بغداد عام 1999 بطبعة ثانية , وفي عمَّان بطبعة ثالثة عام 2006 ..
وفي مساء هذا اليوم زارني الصديقان الطيبان العزيزان صلاح الاخضري مدير تحرير مجلة امواج وعلال حاشي المدير الفني للمجلة .. حاملين معهما نسخة من العدد الثاني , مارس 2007 من مجلة امواج وفيها موضوع موسَّع عن حفلة تكريم الفنان الكبير محمد طاهر الفرجاني يوم 25/1/2007 وقد وُضِعتْ صورة كبيرة على كامل صفحتي وسط المجلة تُظهِرني متعانقاً مع الفنان الكبير الفرجاني مهنئاً له هذا التكريم وقد كُتب فوقها – مألوف الفرجاني لمقام الاعظمي ، ذكرى محبة خالصة ووفاء صادق - .. وكذلك أهدياني العدد الثاني من مجلة القرآن الكريم .. مكثنا طويلا حتى ساعة متأخرة من الليل , ولكننا لم نشعر بطول الوقت .. مرَّ وكأنه الأثير ..





في صباح الاول من نيسان خرجت بصحبة الصديقين العزيزين فخري قعوار ود.سيف البدواوي قاصدين مشاهدة نصب الشهيد , ولكنني أوقفت السيارة في الطريق , وترجلت منها قاصدا الديوان الوطني للثقافة والاعلام , واستمر الصديقان ذاهبين الى نصب الشهيد على ان يعودا إليَّ في نفس المكان عند عودتهما الى الفندق ، وصلت الى دائرة الديوان الوطني وأنا على موعد مع مديره العام الاستاذ لخضر بن تركي بعد ان إتصلت به يوم امس , ولكنه تأخر عن حضوره الى الديوان , وانتظرته في غرفته أكثر من نصف ساعة دون جدوى , فغادرت مبلِّغاً سلامي له لدى سكرتيرته الآنسة حكيمة ، وفي الشارع العام عاد الصديقان قعوار والبدواوي وعدنا جميعا الى الفندق ..
بعد الغداء اخذتنا سيارة خاصة انا والاستاذ فخري قعوار الى دار الاذاعة والتلفزيون , وإلتقينا هناك بالاستاذ عز الدين ميهوبي مدير عام الاذاعات الجزائرية والاستاذ ابراهيم الصديقي مدير الاخبار , اللذين سبق ان تعرفت عليهما في سفرتي السابقة مطلع هذا العام .. والسيد رئيس اتحاد كتاب الجزائر .. كان السيد قعوار على معرفة سابقة بالاستاذ ميهوبي , وهو يرغب بلقاء مدير عام التلفزيون الاستاذ الحمراوي , ولكنه لم يكن موجودا , ومكثنا بعض الوقت حتى عدنا ادراجنا الى الفندق ..
في التاسعة من صباح هذا اليوم 2/4 الاثنين , كان موعد الجميع من وفود وضيوف ووسائل الاعلام المختلفة , في القاعة الكبيرة في فندق الاوراسي وافتتاح المؤتمر الدولي في الحضارة الاسلامية بالاندلس , واعتقد انه مؤتمرا سنويا , واليوم يفتتح للمرة السابعة على التوالي .. وقف الجميع وهم يستمعون الى النشيد الوطني الجزائري , وهو النشيد الأثير الذي كنتُ و زملائي التلاميذ في المدرسة الابتدائية ننشده صباح كل يوم وقلوبنا ومشاعرنا وقلوب الشعب العربي كله مع الثورة الجزائرية الباسلة , والذي اصبح بعدئذ النشيد الوطني الجزائري , وقد كنَّا نساهم ونحن تلاميذ صغار على قدر إمكانياتنا بالتبرعات وغيرها دعما للثورة الجزائرية المجيدة ، التي أعطت أكثر من مليون شهيد لأجل الاستقلال والحرية والحياة الكريمة .. هذا النشيد الذي كتبه شاعر الثورة الجزائرية - مفدي زكريا -
قســــماً
قسما بالنازلات الماحقـــات والدماء الزاكيات الطــاهرات
والبنود اللامعات الخافقــات في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة او ممـــات وعقدنا العزم ان تحيا الجزائـر
فاشهدوا , فاشهدوا , فاشهدوا
نحن جند في سبيل الحق ثـرنا والى استقلالنا بالحرب قمنــا
لم يكن يصغى لنا لما نطقــنا فاتخذنا رنة البارود وزنـــا
وعزفنا نغمة الرشاش لحـــنا وعقدنا العزم ان تحيا الجزائـر
فاشهدوا , فاشهدوا , فاشهدوا
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكــتاب
يا فرنسا ان ذا يوم الحســاب فاستعدي وخذي منا الجـواب
ان في ثورتنا فصل الخطــاب وعقدنا العزم ان تحيا الجزائـر
فاشهدوا , فاشهدوا , فاشهدوا
نحن من ابطالنا ندفع جنـــدا وعلى اشلائنا نصنع مجـــدا
وعلى ارواحنا نصعد خلـــدا وعلى هاماتنا نرفع بنــــدا
جبهة التحرير اعطيناك عهـدا وعقدنا العزم ان تحيا الجزائـر
فاشهدوا , فاشهدوا , فاشهدوا
صرخة الاوطان من ساح الفـدا اسمعوها واستجيبوا للنــــدا
واكتبوها بدماء الشهـــــدا واكتبوها لبني الجيــــل غدا
قد مددنا لك يا مجــــد يدا وعقدنا العزم ان تحيا الجزائـر
فاشهدوا , فاشهدوا , فاشهدوا