آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قصة طويلة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية ظلال
    تاريخ التسجيل
    01/10/2006
    العمر
    44
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي قصة طويلة

    التفاصيل... في الطريق ( )
    قسمات الوجه توحي بتعب أثقلها واجتاز حناياها، تكاد تتمزق وتتناثر شظايا مُتعبة, العينان في إندماج صامت مع الأوراق البيضاء التي تغلغل شيء من بياضها في تينك العينين المحمرتين، فأضفي عليهما شيئاً من الصفاء، الرجلان لا تكفان عن الاهتزاز أبداً، فالأعصاب مشدودة والعقل لا يكف عن التفكير والحساب.
    وأما عمّا وراء ذاك الجسم البشري المُثقل فهو رقود لمكتب خشبي فاخر يزينه فنجان فخاري أبيض صيّرتْهُ القهوة السوداء صامتاً كئيباً تنعكس على وجهها الدائري قسمات إبراهيم.
    ضرب قبضة يده على المكتب فأهتز فنجان القهوة واهتزت معه الاوتار الصوتية، وخرجت صرخة من فمه: (خطأ خطأ) بينما تتسارع بعض من قطرات القهوة إلى قميصه. أطبق الشفتين وتسربت من فِكرِهِ بعض الهمسات الداخلية قائلة: "حسبتها بطريقة خاطئة، ما كان عليّ فعل ذلك، سوف أكرر حسبتها بطريقة أفضل" ثم بدأ عقله يكرر عملية التفكير بطريقة مختلفة، علَّةُ يجد الحل لمشكلته الحسابية، لكنه ما لبث أن فعل حتى اصطدمت بطبلة أذنه طرقات الباب، فسكن عقله عن التفكير للحظة وانفجرت الشفتان المطبقتان: "تفضل، من الطارق؟" فُتح الباب وارتفعت عيناه عن الأوراق لامحةً امينة السر "السكريترة" واقفة على الباب وهي تقول:"هنالك صحفي يريد أن يراك" اندهش إبراهيم وهمس: "صحفي!! وماذا يريد يا نوال؟؟ "نوال": "لا أعلم لكنه يقول أنه يريدك في موضوع مهم" وهمس:"موضوع مهمٌ، حسناً أدخليه ورجاء لا تسمحي لأحد بالدخول.
    "دخل ذلك الصحفي وهو يلقي التحية على إبراهيم ويسأله عن أحواله، وأراد أن تكون مقدمة حديثه طويلة، لكن إبراهيم قاطعه معتذراً:"لو سمحت أن تدخل في الموضوع مباشرة لأن لدي أعمالاً كثيرة "ابتسم الصحفي ابتسامة اعتذار وقال:"أبحث عن موضوع" إبراهيم : "وما شأني أنا يا أستاذ؟؟" الصحفي:"لك شأن كبير، فلقد سمعت من صديق لي جزءاً من طفولتك التعيسة التي أوصلتك إلى ما أنت عليه الآن. إبراهيم:"لا تُقلْ طفوله تعيسه، بل طفولة جادة متميزة، شفيت وتعبت فيها، "لكنني لم ولن استسلم يوماً، لأنني حملت عبئاً ثقيلاً على أكتافي منذ نعومة أظفاري طفولة جادة متميزة أشقيت أظفاري اعتدت عليه فاصبح خفيفاً "الصحفي:"آسف لسوء التعبير، لكنني صحفي مبتدئ، وهذا سيكون أول موضوع لي في الصحيفة في زاوية خاصة، فهلاّ ساعدتني وقصصت لي قصتك، إن أذنت لي بسماعها ونشرها إبراهيم: بكلّ سرور إن نقلت حرفياً كما أقولها "اندهش الصحفي لما قاله إبراهيم وقال: "لا تخف يا سيدي، فلسوف أسجل كلّ كلمة تقولها على الشريط فتكلم براحتك.
    "تنهد إبراهيم وبدأ يتكلم: أنا الأخ الأكبر لثلاثة أخوة وبنتين، ولدتني أمي لأعمل وأشقى منذ بداية حياتي، لأذوق طعم الفقر والمرارة. كُنّا نسكن في إحدى قرى الشمال، حيث كان أبي مزارعاً بسيطاً حاد المزاج، لكنه طيب القلب، مع كل بزوغ للشمس ينهض من فراشه، يأكل مما يسرّ الله له، ويذهب إلى الأرض التي ورثها عن جدي، يسقيها كلّ يوم بعرق جبينه، الذي كلما كنت أنظر إليه أجده يتلألأ مع أشعة الشمس الحارقة في أيام الصيف، وأجده يختلط بقطرات المطر البادرة في أيام الشتاء، "وكان يبتسم وجهه لقطرات المطر ويكفهر عند المحل" فلكم كنت أشفق عليه وأنا صغير. وأتمنى أن أكبر سريعاً لأحمل جزءاً بسيطاً من حمله الثقيل. لا ينقطع يوماً عن عمله حتى في أيام البرد القارس، مجاً يتشبت بالأرض بأظافره وأسنانه لأنها حياته ومصيره.
    وفي وقت الظهيرة من كل يوم، كانت أمي تضعني على ظهر الحمار، وفي كل مرة تقول لي :"أُقعد مليح، أحسن ما تقع وأمسك غداء أبوك فهمت" وكنت أنا ابن السابعة اهز رأسي للدلالة على أنني فهمت، كانت أمي تمشي بضعة كيلو مترات على طرق ترابية وعرة حافية القدمين، تسوق الحمار وأنا عليه يومياً وأخي الصغير في حضنها، ولا زلت أذكر أمي تغني لي لتطرد وحشة الطريق وطولها قائلة: "إبراهيم يا أبو باروده، عود النخل مدلي يومن تشوفك عيني كل الهموم تولّي" إلى أن نصل إلى قطعة الأرض التي نملكها فنجلس مع أبي وعيوننا ترمقه وهو يتناول غداءه بنهم.
    في أحد الأيام بعد رجوع أبي من الأرض، جلس مع أمي يتبادلان أطراف الحديث إلى أن أصبح حاداً بعدما اعتقدا أنني غفوت كباقي إخوتي، وسمعت أميّ تقول لأبي: "لازم يروح على المدرسة" وأبي يجيبها بنبرة حادة:"لا، لا لازم يساعدني في الأرض" وطال الجدال بينهما، ولم أعِ على نفسي إلاّ عندما دخلت الخيوط الأولى لأشعة الشمس من شباك النافذة فاستيقظت، وكان أبي قد ذهب إلى الأرض، وأمي تجمع الحطب في الخارج لتشعل ناراً. تضع فوقها وعاء النحاس، تسخن فيه الماء بعد جلبه من النبع لتغسل ملابسنا، فيا له من عمل شاق وحياة صعبة! كلما أذكرها تترقرق الدموع في عينيّ.
    بعدما غسلت أمي الحبيبة الملابس نادتني وقالت:"ما رأيك يا إبراهيم بالذهاب إلى المدرسة حتى أراك رجلاً متعلماً، طبيباً، مهندساً أو مديراً، لأفخر بك بين النساء "لم أهتم بما قالته كثيراً، وصراحة لم أكن فرحاً، لأنني اعتقدت أني سوف ابتعد عن أمي التي كنت متعلقاً بها جداً لكنني وافقت، وأظهرت لها عكس ما في باطني من حزن وعدم رضى، لأن تعليمي هو رغبتها وأرُيده لهذه الرغبة أن تتحقق.
    في الليلة نفسها كانت أمي يقظة وبين يديها الكادحتين قطع قماش تخطيها على ضوء سراج لصنع حقيبة مدرسية لي. وفي الصباح شعرت بيدها الحانية تربت على كتفي وبصوتها الهامس حتى لا يستيقظ إخوتي تقول :"أنهض يا حبيبي يجب أن تذهب إلى المدرسة مع رفاقك، فهيّا تنشط واغسل وجهك. والله معك "ووقتها كنت أشعر بالنعاس إلى حد كبير لكني اضطررت للنهوض في الصباح الباكر، تشغلني مسألة الدفاتر والكتب والأقلام.
    أهلي لا يملكون نقوداً كافية لذلك، فمن أين أحصل على المال؟؟ قطع حبل أفكاري المشوشة كلمات أمي الحنونة، التي ما زالت ترن في أذني قائلة:"اذهب يا إبراهيم واحضر البيض لأعد لك فطوراً شهياً". ساقتني رجلاي إلى قن الدجاج بعد أن صرخت عليه فهرب مذعوراً تاركاً وراءه البيض، ومع صراخ الدجاج ومضت فكرة قادتني لحل المشكلة، حيث بدأت الخيارات تتدافع أمامي، هل آكل البيض على الفطور أم أبيعه واشتري بثمنه الأقلام والدفاتر والكتب؟؟ وانتصر الخيار الثاني، وليتك تدري يا أخي سالم، ما أصعب ذلك القرار، ثم جاء دور كيس القمح ملأت قليلاً منه في كيس من القماش، ومشيت قاصداً دكان أبي العبد اليتيمة في القرية، وكم كنت فرحاً بخروجي من الدكان حاملاً الأقلام والدفاتر، وفرحتي كانت أكبر بحصولي على بعض الدراهم لشراء الكتب من المدرسة.
    وللمرة الأولى دخلت المدرسة من البوابة الرئيسية كنت أرى الأشياء من حولي سحابة غبار كثيفة، الخوف يسكن أحشائي والعيون جاحظة متسائلة من هذا؟؟ كدت أن أبكي لولا اقتراب وجه جميل أليف تزينه ابتسامة لطيفة، وينطلق من بين شفتيه كلمات مشجعة مطمئنة، كانت معلمتي سارة التي ازاحت الحجر الثقيل الذي كان يرقد فوق صدري، وكأن سحابة الغبار الكثيفة أخمدتها قطرات من المطر، فشعرت بالأمان وأحببت المدرسة ومن فيها، وأحببت أن أبقى داخل أسوارها، لأن الساعات التي قضيتها فيها كانت ممتعة.
    كنت أواظب على العمل مع أبي مواظبتي على دروسي فكنت أرضي الطرفين أبي والكتب. كان حبي للمعرفة لا يوصف، بقيت على هذه الحال حتى أكملت المرحلة الابتدائية، حيث واتاني يوم مشؤوم، كنت عائداً من المدرسة. في طريقي إلى البيت، وصراحة لا أستطيع وصف ما أصابني في الطريق انتابني شعور أعظم من الحزن وأفظع من الشؤم، شعرت بجسمي يرتعش، عقلي توقف عن التفكير، قلبي منقبض، إلا أن جملة واحدة كانت تتردد فيه: اللهم اجعله خيراً. أخذت خطواتي تتسارع حتى بدأت بالجري، وقبل وصولي إلى المنزل بقليل تجمدت مكاني، شعرت برعشة وبرود، لم أعد اسمع شيئاً غير الصراخ الذي كان يدوي في أعمق أعماقي الساكنة كسكون ليلة باردة جافة ولم أرَ غير نسوة متشحات السواد، يلطمن ويبكين وإخوتي جالسون في طرف المنزل، كأن مصيبة حلت عليهم، "لقد مات أبي" هكذا قال لي أخي الأصغر، أخذت أبكي وأبكي، ووليت هارباً إلى البرية غير مصدق ما قيل لي، كانت صورة والدي لا تفارقني في تلك اللحظات، إلى أن حلّ الظلام، فرجعت أدراجي إلى المنزل، أواسي أمي وإخوتي، وذكريات أبي الرائعة لا تفارق مخيلتي، لقد مات أبي وترك لي حملاً ثقيلاً.
    بعد أسابيع قليلة من الحادثة، كنت عائداً من المدرسة، لم أجد شيئاً لأسدَّ جوعي بعد يومٍ دراسي حافل. رجعت من المدرسة رأيت أمي تضم إخوتي الصغار في حضنها وتبكي بحرقة، في تلك اللحظات أردت أن أصرخ من الأعماق، أردت أن أنفجر من البكاء، لكن نظرة أمي الرحيمة عزتني، فألقيت شيئاً من همي وانفعالي: قالت لي: "لا يوجد ما نأكله" صمتت وطأطأت رأسها في الأرض، واستمرت في البكاء، وقطرات دمعها تنساب كدماء حمل ذبيح يستغيث بذابحه أن لا يقتله: لكنني فرحت!! نعم، فرحت، أحسست أنني أصبحت مسؤولاً عن العائلة، وأن أمي تستغيث بي لأنقذ حالنا، فرحت لأنني علمت أن عليّ أن أعمل وأن أحصل على نقود، علي أن أهتم بشؤون أمي وإخوتي.
    قطعة الأرض التي ورثناها عن أبي كانت صغيرة، لا يشبع محصولها أفواهاً مفتوحة لزغاليل حمر الحواصل، ينمون ويكبرون وحاجاتهم للطعام واللباس تزداد، حيث إن بعد وفاة أبي لم استطع أنا وأمي العناية بالأرض، فتضاءل محصولها، ولم يعد يكفي لحاجاتنا الكثيرة. صممت أن أتعلم مهنة أرتزق منها بعد الدوام المدرسي، حيث كنت بعد الدوام أذهب إلى أرض لأحد أغنياء القرية، أعمل بها حتى مغيب الشمس وفي عودتي إلى المنزل، كنت أشتري الطعام لأمي وإخوتي، وكانت أمي تفرح بي كثيراً.
    مرت السنون وكبر إخوتي وكبرت مسؤولياتي، الثلاثة أولاد والأختان في المدرسة، أصبحت طلباتهم تزداد يوماً بعد يوم، والنقود التي أجمعها من عملي أصبحت لا تكفي، وهذه السنة عليّ أن اجتاز امتحان الثانوية العامة، فماذا أفعل؟؟ أأترك إخوتي يموتون جوعاً؟؟ أو يقعدون في البيت دون دراسة؟؟ فقررت أن أترك القرية، وأذهب إلى المدينة، أدرس هناك وبعد الدراسة أعمل. بعد جهد جهيد وافقت أمي على ذهابي، لكني لم أجد عملاً عندما وصلت المدينة إلا بعد فترة حيث كان والد أحد زملائي لديه مطعم شعبي، عملت عنده.
    كان شوقي يسبقني إلى القرية ومن فيها كلّ أسبوع، شوقي إليها كان كالجمرة يسير في عروقي، وعند وصولي كأن قطعة من الجليد ذابت في شرايني وأحرقت كل ظلمة الغربة وأشاعت في جسدي نوراً منبعثاً من حبّات القمح الذهبية، أذكر أنني كنت أنام دائماً في السيارة التي تقلني، وأعرف أنني وصلت القرية عندما تتراكض نسمات الهواء البادرة داخل السيارة حاملة معها قصيد الفلاحين يرددون: "شهر الحصيدة روّحْ يا مْفَرقَّ الخِلاّنِ، ريت الحصيدة لاجت ترجع ربيع ثان" ورائحة الأرض، ورائحة الخيار والبندورة البلدي وأصوات الحيوانات من صياح الديكة، ونهيق الحمير، وزقزقة العصافير، فاستيقظ من نومي لأرى صورة أبي الحبيب يعمل في الأرض فأطبق جفناي وأحاول نزع تلك الصورة لأنها تشعرني بالألم والحزن لما كان في الماضي.
    "آسف سيدي لمقاطعتك "قال الصحفي سالم. "لكن أود قلب الشريط فهل قطعت حبل أفكارك" إبراهيم:"لا، لا، حقيقة أنني تعبت من كثرة الحديث، واعتقد أنني بحاجة إلى بضع دقائق من الراحة" ضغط إبراهيم على زر أمامه، ودعا نوال، طلب منها أن تحضر كأسين من عصير الليمون، في هذه الأثناء تبادل إبراهيم وسالم أطراف حديث جانبي، حيث عرّفه الصحفي على نفسه جيداً، ومرت نصف ساعة على هذه الحال.
    دوت ضحكة عالية في المكتب، تبعتها ضحكة أخرى، الأولى ضحكة إبراهيم والثانية لسالم، الذي أصابته العدوى عندما رأى إبراهيم يضحك دون أن يعلم لماذا؟؟ بعد مضي برهة من الزمن، قال إبراهيم :"لقد تذكرت حادثة طريفة حصلت معي عندما كنت في السابعة عشرة من عمري "ابتسم سالم وقال :"شوقتني لأعرفها، هيا أرجوك قلها "وهنا أدار الشريط، وتحدث إبراهيم:"في ليلة قائضة من ليالي آب، اتفقت مع ثلاثة من أصدقائي أن نسرق العنب من أرض لمختار القرية، الذي كان حوتاً كبيراً، يبتلع نقود الناس ويقرضهم بالربا، فقررنا الانتقام منه بسرقة العنب من أرضه، لكن سوء الحظ حالفنا، حيث أحس بنا بعض عمال الأرض، فهاجمونا بالحجارة والعصي، وتعاركنا معهم، لكنهم كانوا أكثر عدداً فولّى أصدقائي بالهرب، وعندما وصلوا أطراف القرية افتقدوني، فظنوا أنني أصبت بأذى، بدأوا يبحثون عن حل، حتى صمموا أن يعودوا ليحضروني مهما كانت عاقبة هذه الفعلة، في طريقهم كنت قادماً كالعملاق أمامهم وفي يداي سلتان من العنب، فدهشوا عندما رأوني، فأخبرتهم أنني في أثناء انشغال الجميع بالعراك والشجار، اختبأت في طرف الكرم، قطفت العنب وأتيت إليكم". ضحك سالم هذه المرة، ضحكة حقيقية لأنه فهم الموضوع.
    وتابع سالم حديثه قائلاً:"حسناً يا سيدي، هل اجتزت امتحان الثانوية؟" وقد قال سالم هذه الجملة بصوت مرتجف من شدة الضحك، واندمج إبراهيم كثيراً مع سالم، ونسي الأعمال الكثيرة التي وراءه وتابع الحديث:"نعم، اجتزت امتحان الثانوية العام بعد ليالٍ لم أذق فيها طعم النوم، لكنني جنيت ثمار تعبي، جنيت حصولي على شهادة جامعية في الهندسة المدنية، وها أنذا كما تراني الآن مديراً لشركة كبيرة ومعروفة، ولي بيت في المدينة أمي وزوجتي وأطفالي فيه، أما أخوتي، أحدهم في السعودية يعمل مدرساً للغة العربية، وآخر بقي في القرية يعتني بالأرض، لديه دكان صغير فتحه له ليقتات منه هو وأطفاله، وأما الثالث فما زال على مقاعد الدراسة الجامعية يدرس المحاماة على حسابي الخاص, وأختاي تزوجتا في المدينة، بعد الدراسة الجامعية، وما زلت للآن وبعدما كبروا أتكفل بكثير من شؤونهم، فهم ما زالوا في نظري أطفالاً صغاراً أحبهم كثيراً يحتاجون إلى الرعاية، بعد موت أبي كنت لهم الأخ والأب والصديق، وأرجو أن أكون قد أرضيت أبي رحمه الله وأمي أطال الله في عمرها.
    هذه هي يا سيد سالم أجزاء صغيرة من قصة حياتي حيث أن تفاصيلها أمر وأتعس وأحلى مما ذكرت، وأرجو أن تنال هذه القصة إعجاب القراء، وأن تصبح يا سالم صحفياً معروفاً ومجتهداً، تبحث دائماً عن الأفضل والأجمل، والحمد لله على كل ما صادفت في حياتي، فقد علمتني الحياة أن أكون شديد البأس، قوي الإرادة، صبوراً على الأحداث، فقال له سالم: (تأكد يا سيد إبراهيم أنني سوف أرجع يوماً، لتقص عليّ تفاصيل قصتك، وأشكرك جزيل الشكر، أما الآن اعذرني فقد اشغلتك معي، فإلى اللقاء) ودّعه إبراهيم، وجلس على الأريكة، فكّ ربطة عنقه، تنفس بعمق، تذكّر الماضي وأخذ يبكي، وبعد أسبوعين ظهرت هذه القصة في الصحيفة، وقد كتب في نهايتها: التفاصيل في الطريق إليكم.


    ظلال عويس
    28/4/1998

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي عويس

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية الشربيني المهندس
    تاريخ التسجيل
    05/10/2006
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي تحية

    العزيزة ظلال
    عنوان يدعو للمتابعة والدهشة في آن
    التفاصيل في الطريق وكأننا أمام الجزء الثاني من القصـة مثلا
    بصراحة اعجبتني نبرة الصدق في الحكاية
    وبساطة السرد رغم طول القصـة
    ومعذرة لم استسيغ النهاية
    فأطبقت الشفتين وتسربت من فِكرِيِ بعض الهمسات الداخلية قائلة
    هل من الضروري ان انتظر التفاصيل ..؟


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية ظلال
    تاريخ التسجيل
    01/10/2006
    العمر
    44
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    عزيزي الشربيني
    لا تنتظر تفاصيل ابدا بل صغها بلغتك وتعابيرك الخاصة.
    كلّ منّا ينهي ما يقرأ برؤيته وبصيرته. حتى أن صاحب القصة نفسه لم يبح بالتفاصيل ليختم القصة.
    كل التقدير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي عويس

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية اشرف الخريبي
    تاريخ التسجيل
    27/10/2006
    المشاركات
    220
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نص بديع

    مااعجبنى فيه رغم طوله روعة السرد والحدوتة الذى كان فى بنية قصصية جيدة
    حيث تتابع الى اخر نفس وتجذبك التفاصيل وتتابع جدا
    تمارس اثناء ذلك الدخول فى التفاصيل رغم غيابها وحضورها فى آن
    ربما لمحت الطريق والشخصيات المتتابعة وبساطة الحكاية
    والشخصية بتاريخها المتتابع ترصد ما مر ومايمر

    اجمالا النص يحتاج الى وقفة نقدية متأملة


    تحياتى
    اشرف


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية ظلال
    تاريخ التسجيل
    01/10/2006
    العمر
    44
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    القاص والناقد المبدع أشرف الخريبي
    أشكرك جزيل الشكر على هذه اللفته الابداعية. متمنية أن تثرينا دائما بنقدك البناء وقصصك الجميلة.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي عويس

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •