ترجمة المصادر التاريخية إلى اللغة الأردية
في القرن التاسع عشر
يعتبر القرن التاسع عشر قرناً متميزاً في تاريخ الأدب الأردي ، على الرغم من أنه كان من أسوأ القرون في تاريخ بلاد أهل اللغة الأردية ، حيث سقط في هذا القرن الحكم الإسلامي في شبه القارة الهندية على أيدي الاحتلال البريطاني عام 1857م ، ولكنه مع ذلك – كما ذكرنا – كان عصر ازدهار للأدب الأردي شعره ونثره ، فعاش فيه كبار شعراء الأردية مثل الشاعر العظيم " مرزا أسد الله خان غالب : توفي 1869م " ، والشاعر " ألطاف حسين حالي : توفي 1914م " ، والشاعر " أكبر إله آبادي : توفي 1923م " وغيرهم . وعلى مستوى النثر كان " مير أمن " و " بهادر علي حسيني " و " كاظم علي جوان " و " مير شير علي أفسوس " وغيرهم . وربما حظي النثر الأردي في هذا القرن باهتمام منظم على مستوى إدارة تعليمية هي " كلية فورت وليم " التي أنشأها الإنجليز عام 1800م ،وكذلك " كلية دهلي " ، وخاصة في مجال الترجمة التي تعتبر بمثابة العمود الفقري للغة الأردية وأدبها ، بحيث ينهار كل منهما إذا ما فصلنا عنهما " المترجمات " إن جاز لنا التعبير .
هذا وكانت اللغة العربية واللغة الفارسية هما المصدر الأساسي لهذه " المترجمات " التي أشرنا إليها منذ نشأة اللغة الأردية وأدبها . وهناك اختلاف في تحديد أول كتاب تمت ترجمته إلى اللغة الأردية،فالبعض يقول إنه كتاب " دستور العشاق" لمؤلفه " شاه جي نيشابوري " ، والذي ترجمه من الفارسية إلى الأردية " ملا وجهي " عام 1635م ، وسماه " سب رس " ، والبعض الآخر يقول إن أول كتاب ترجم إلى اللغة الأردية هو كتاب " تمهيدات همداني " أو " تمهيدات عين القضاة " - على اختلاف في الاسم – لمؤلفه " أبي الفضائل عبد الله بن محمد عين القضاة الهمداني " ، وترجمه من العربية إلى الأردية بنفس الاسم " شاه ميران جي خدا نما " الذي عاش في عهد " الدولة القطبشاهية " ، وهذا هو الأرجح .
على أية حال كانت الترجمة النثرية إلى اللغة الأردية أسبق من الترجمة الشعرية إليها ، إذ أن أول ما ترجم شعراً إلى اللغة الأردية هو المثنوي الفارسي " هشت بهشت " لمؤلفه " أمير خسرو الدهلوي " ، وترجمه إلى الأردية شعراً " ملكـ خوشنود " عام 1640م باسم " جنت سنكار " .
وإذا كان كتاب " تمهيدات همداني " هو الكتاب الأول الذي ترجم إلى اللغة الأردية فإن كتاب " دستور العشاق " هو الكتاب الثاني في هذا الخصوص ، وبعدهما يأتي في المرتبة الثالثة كتاب " شمائل الأتقياء " في التصوف لمؤلفه " ركن عماد الدين دبير معنوي " ، وترجمه من الفارسية إلى الأردية " ميران يعقوب " عام 1673م ، وبعده يأتي كتاب " معرفت السلوك " في التصوف أيضاً لمؤلفه " شيخ محمود " ، وترجمه من الفارسية إلى الأردية " شاه ولي الله قادري " عام 1704م . أما في شمال الهند فإن كتاب " روضة الشهداء " لمؤلفه " ملا حسين واعظ كاشفي " يعد أول كتاب ترجم إلى اللغة الأردية ، وقد ترجم هذا الكتاب من اللغة الفارسية إلى اللغة الأردية " فضل علي فضلي " عام 1731م ، ثم تأتي بعد ذلك ترجمات القرآن الكريم إلى اللغة الأردية بداية من النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي .
وتتوالى الترجمات عن العربية والفارسية في التصوف والفقه الحنفي والقصص ، إلى أن ينتهي القرن الثامن عشر الميـلادي بترجمة كتاب " جهار درويش " الفارسي إلى الأردية باسم " نو طرز مرصع " على يد " مير عطا حسين خان تحسين " عام 1798م . ونلاحظ على هذه الترجمات كلها أنها تمت بمحاولات فردية ، ولم تقف وراءها هيئة أو معهد علمي .
ولما أنشئت كلية " فورت وليم " كانت الترجمة إلى الأردية من بين أهم أهدافها الرئيسية ، وخاصة عن العربية والفارسية والسنسكريتية والإنجليزية ، وربما كان كتاب " باغ وبهار " هو أشهر الكتب التي ترجمت من اللغة الفارسية إلى اللغة الأردية تحت إشراف هذه الكلية ، و " باغ وبهار " هو الترجمة التي قام بها " مير أمن الدهلوي " لكتاب " جهار درويش " لمؤلفـه " أمير خسرو الدهلوي " ، وإن كانت هناك آراء تؤكد أن " باغ وبهار " مأخوذ عن كتاب " نو طرز مرصع " لمؤلفه " عطا حسين خان تحسين " الذي هو في الأصل ترجمة لكتاب " جهار درويش " الفارسي كما سبق أن أشرنا .
أما على مستوى المصادر التاريخية التي ترجمت إلى اللغة الأردية في القرن التاسع عشر الميلادي فهناك مجموعة لا بأس بها من هذه المصادر ، وقد ترجم معظمها عن اللغة الفارسية ، وتحت إشراف كلية " فورت وليم " ، ومن هذه المصادر :
1 – كتـاب " تاريـخ نـادري " ، وهو الترجمـة التي قام بها " حيدر بخش حيدري " (1) لكتاب " تاريخ جهان كشاي نادري " لمؤلفه " محمد مهدي أسترابادي " .
2 – كتاب " آرائش محفل " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت عن الفارسية في القرن التاسع عشر الميلادي تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وقام بترجمته " مير شير علي أفسوس " عن الفارسيـة ، والكتـاب الأصـل هو كتاب " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " منشي سبحان رائـ بهنداري " (2) ، وهو النموذج التطبيقي في هذا البحث ، والكتاب يتحدث عن تاريخ الهند القديمة ، وألف في الفارسية عام 1107هـ ، وبدأت ترجمته إلى الأردية عام 1219هـ / 1804م ، وانتهى الجزء الأول منه عام 1220هـ / 1805م ، ونشر لأول مرة عام 1808م .
3 – كتاب " تاريخ آسام " ، وترجمه " مير بهادر علي حسيني " (3) إلى اللغة الأردية عن الكتاب الفارسي " تاريخ آسام " لمؤلفه " شهاب الدين طالش " .
4 – كتاب " تاريخ شير شاهي " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت إلى الأردية في القرن التاسع عشر الميلادي تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وقام بترجمة هذا الكتاب " مظهـر علي خان ولاّ " (4) عن الكتـاب الفـارسي " تاريخ شير شاهي " لمؤلفه " عباس خان شرواني " .
5 – كتاب " تاريخ فرشته " ، وترجمه " كاظم علي جوان " (5) تحت إشراف كلية " فورت وليم " عام 1807م عن جزء كبير من كتاب " تاريخ فرشته " ، أي الجزء المتعلق بسلاطين " الدولة البهمنية " .
6 – كتـاب " هدايت الإسـلام " لمؤلفـه " أمـانت الله شيـدا " (6) ، وقـد قام " شيدا " نفسه بترجمة هذا الكتاب التاريخي إلى اللغة الأردية بنفس الاسم عام 1804م تحت إشراف كلية " فورت وليم " .
7 – كتاب " واقعات أكبري " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت إلى اللغة الأردية تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وترجمه " خليل علي خان أشكـ " (7) عن الكتاب الفارسي " أكبر نامه " لمؤلفه " أبي الفضل " عام 1809م ، ونال على هذه الترجمة جائزة قدرها ( 200 ) روبية .
هذا ويمكن تقسيم الكتب التي ألفت أو ترجمت تحت إشراف كلية " فورت وليم " إلي ثلاثة أقسام :
1 – الكتب الأدبية ، وخاصة القصص والأساطير مثل " باغ وبهار " و " شكنتلا " .
2 - الكتب الأخلاقية مثل " أخلاق محسني " و " كلستان سعدي "
3 - الكتب التاريخية : وكانت تلبي ضرورة هامة لدى الإنجليز ، فالتاريخ يعكس التسلسل الثقافي والحضاري ويعبر عنه ، وقد هدف الإنجليز إلى معرفة عيوب السلاطين السابقين ، وإبراز محاسن الحكام الإنجليز في مواجهتهم ، وترسيخ فكرة أنه إذا كان السلاطين القدامى قد اهتموا بالعدل لكن عدلهم هذا كان بغير قانون ، على عكس الحكام الإنجليز الذين يعدلون بالقانون . وقد تميزت الكتب المؤلفة أو المترجمة تحت إشراف كلية " فورت وليم " بالتالي :
1 - تغليب الجانب الإفادي على الجانب الأدبي ، بمعنى أن يكون أمام كل كتاب هدف معين ينبغي تحقيقه .
2 - سهولة اللغة ويسرها ووضوحها وبساطة الأسلوب .
3 - تخليص اللغة من التعقيد والتكلف والتصنع ، والتأكيد على الإيجاز والاختصار بدلاً من الإطناب والتطويل .
4 – التغيير والتعديل في المؤلفات حسب الضرورة التي يقتضيها أصحاب المصلحة العليا ، أي الإنجليز ، فيحذفون ما لا يروق لهم ، وهو ما حدث في كتاب " هداية الإسلام " العربي على سبيل المثال ، حيث تم حذف ما يتعلق بسيدنا عيسي عليه السلام من ترجمة ما ورد في الفقرة التي تقول بأن الأنبياء يوم القيامة بما فيهم سيدنا عيسى عليه السلام سيقولون " نفسي نفسي " ، ما عدا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي سيقول " أنا لها " لكن هذا الأمر لم يرق الحكام الإنجليز فحذفوه ، وربما يكون هذا الجزء سقط من الترجمة والله أعلم ، وإن كان أغلب الظن أن هناك عمداً في حذف ما يظهر أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل الإنجليز .
كتاب " آرائش محفل "
وكتاب " آرائش محفل " – كما سبق أن ذكرنا – ترجمـة لكتاب " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " منشي سبحان رائى بتالوي " ، ويعتمد " خلاصة التواريخ " على مصادر تاريخية موثقة ، ويتحدث عن الهند منذ التاريخ القديم وحتى عهد المغول ، ففي البداية تحدث عن أقاليم الهند ومدنها وأجوائها ومحاصيلها، ثم تحدث عن التاريخ ، وهكذا كانت بداية الكتاب بداية جغرافية .
وبنفس الطريقة كانت بداية كتاب " آرائش محفل " فقد تحدث " مير شير علي افسوس " عن التعريف بالهند ومدحها ، وتحدث عن فصولها ومواسمها وفواكهها وأزهارها وورودها وخيولها وأفيالها وغيرها من الحيوانات الموجودة فيها مثل الخرتيت والثور ، ثم تحدث عن علماء الهند وأديانها ونساكها وجنودها ونسائها وصفات المحبوب لدى أهلها ، وكل هذا تحدث عنه " منشي سبحان رائـ " ، لكن " مير شير علي أفسوس " أضاف إليه كثيراً من معلوماته الخاصة وما ورد في المصادر الأخرى حتى أصبح الكتاب في بعض موضوعاته يعد تأليفاً أكثر منه ترجمة . ثم تحدث " مير شير علي أفسوس " بعد ذلك عن أقاليم ومدن الهند المختلفة بما فيها إقليم " كابل " الذي كان جزءاً من الهند في ذلك الوقت ، وبداية من العاصمة " شـاهجهـان آباد : دهلـي " ، ومروراً بإقليـم " أكبر آباد : آكره " و " إله آباد " و " أودهـ " و " بيهـار " و " أوريسـه " و " مـالـوه " و " أجـمـير " و " الكجرات " و " الملتان " و " لاهور " و " كشمير " وغيرها من أقاليم الهند في ذلك الوقت دون أن ينسى إضافة ما يرى أنه ينقص الكتاب ، ثم تحدث بعدها عن تاريخ الهند منذ عهد " راجا جدشتر " وحتى عهد " راجا بتهورا " أو " برتهوى راج " .
هذا وكان " مير شير علي أفسوس " ينتوى ترجمة الجزء الخاص بالعهد الإسلامي من كتـاب " خلاصـة التواريخ " أيضـاً ، لكن لم يتمكن ذلك . ومن المهم أن نعلم أن ترجمة " أفسوس " هذه وإن لم تكن ترجمة لفظية ، لكنها كانت ترجمة أمينة،وقد استعان " أفسوس " في بعض الأحيان في تصحيح وتوثيق الأحداث التاريخية بمصادر تاريخية أخرى أثناء الترجمة وأضاف إليها ، مثل كتاب " تاريخ فرشته " (8) ، ولهذا فإن " أفسوس " – كما سبق أن أشرنا - نفسه لا يعتبر عمله هذا ترجمة وإنما تأليفاً ، وقد صرح بذلك في المقدمة.
والدارس لكتاب " آرائش محفل " لا بد أن يعترف بأنه كتاب ثري في المعلومات ، وقد أضاف " أفسوس " إليه كثيراً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر لا نجد في الكتاب الأصلي حديثاً عن مدينة " كلكتا " ، وقد تحدث " أفسوس " عنها بالتفصيل ، كما نجد ذكراً لأنواع " البـان " في " آرائـش محفـل " وهـو ما ليس موجوداً في الكتاب الأصل (9) . كما أضاف " أفسوس " عنواناً خاصاً بتاريخ البلدة التي ولد بها وهي " نارنول " ، ولم يرد لها ذكر في الأصل (10) . وفي حديثه عن مدينة " إله آباد " أضاف " أفسوس " إضافة كبيرة إلى ما ذكره الكتاب الأصل عنها (11) . كما أضاف " أفسوس " عنواناً عن مدينة " فيض آباد " ، تحدث فيها عن المدينة التي لم تكن قد أسست عند كتابة " خلاصة التواريخ " (12) . أما " لكهنو " فلم يكتب عنها كتاب " خلاصة التواريخ " سوي سطراً واحداً ، وأضاف إليه " أفسوس " معلومات كثيرة (13) . وكذلك فيما يتعلق بمدينة " عظيم آباد " في " إقليم بيهار " أضاف " أفسوس " إليها كثيراً (14) ،كما أضاف من عنده كثيراً عند الحديث عن إقليم " لكهنو " (15) ، كما تحدث " أفسوس " أيضاً عن مدينة " كلكته " تفصيلاً ولم يتحدث عنها كتاب " خلاصة التواريخ " (16) ، وكذلك مدينة " جوجره " (17) ليس لها وجود في كتاب " خلاصة التواريخ " ، وكذلك مدينة " شيورام بور " (18) ، وخاصة أن هذه المدينة تأسست في عهد " شركة الهند الشرقية " .
هذا وقد حدثت بعض التجاوزات في الترجمة من " مير شير علي أفسوس " فكان غير دقيق في بعض الأحيان ، وخاصة فيما يتعلق بذكر السنوات والأسماء (19) . وهناك كذلك بعض الأخطاء التاريخية التي وقعت في " آرائش محفل " رغم استعانة " أفسوس " بالمصادر التاريخية أثناء الترجمة ، مثلاً يذكر أن الشيخ " علي الهجويري " جاء إلي " لاهور " في معية السلطان " محمود الغزنوي " ، وأن " محمود الغزنوي " فتح " لاهور " ببركته ، وهو ما لا يؤيده التاريخ .
وقد أطلعنا " مير شير علي أفسوس " بترجمة لهذا الكتاب علي معلومات عجيبة منها ما كتبه عن النساك وأصحاب الديانات الهندية ، وبعض هذه المعلومات لا يكاد يصدقه عقل ، منه ما ذكره عن جماعة من النساك يعيشون مئات السنين نظراً لرياضاتهم الروحية الخاصة ، ومنها حبس النفس والتحكم فيه ، وأنهم يطيرون في الهواء ، ويسيرون علي سطح الماء ، وأنهم بالرياضة الروحية المكثفة يستطيعون - إن أرادوا - أن يخرجوا أرواحهم من أجسادهم ، ويسكنوها الجسم الذي يشـاءون ، ويتشكلون بالأشكال التي يريدونها ، ويخبرون عما في الغيب (20) . كما أخبرنا " أفسوس " كذلك عن مجموعة أخرى من النساك يقضون وقتهم في الرياضيات الروحية القاسيـة لأيام متواصلة تبلغ أربعين يوماً ، يظلون فيها جوعي وعطشي ، لا يهتمون فيها بأجسادهم ، ولا يخرجون من بيوتهم في فصل المطر ، ولا يمددون أرجلهم ، حتى لا يؤذون حشرة أو أياً من المخلوقات الصغيرة ، ولا يشعلون ناراً ، ولا يطبخون طعاماً ، ولا يبنون بيوتاً ، ولا يشعلون مصباحاً ، ولا يحفرون آباراً ، ولا يخرجون منها ماءاً ، حتى لا يؤذون حيواناً ، ولا يأكلون الخضراوات ، لأنهم يعتبرونها ذوات أرواح مثل الإنسان تماماً ، ولا يعتقدون بوجود خالق حقيقي ، لأن مرشديهم يقولون إن البشر يظهرون هكذا بغير خالق ، مثلما ينبت العشب في مكان دون أن يزرعه أحد ، ولا يعتقدون بالتالي في عذاب الآخرة ، ويرون أن الإنسان حين يموت ويفني جسده تعود عناصر هذا الجسد إلي أصولها الأربعة ، ولذا فلا عذاب أصلاً (21) .
هذا وقد هاجم " مير شير علي أفسوس " بعض العادات والتقاليد السيئة لدى المسلمين والتي انتقلت إليهم بتأثير من الهندوس مثل أن تبقي الأرملة - حتى وإن لم يستمر زواجها غير يوم واحد ، وكانت شابة - بغير زواج ، بل حتى وإن لم تتزوج ، ولم يتعد الأمر خطوبة فقط ، ثم مات خطيبها ، فإن هذه الفتاة تقضي بقية عمرها بغير زواج مثلها مثل الأرملة تماماً (22) .
وإلى لقاء آخر
هوامش
1 - حيدر بخش حيدري واحد من كبار كتاب كلية فورت وليم ومن أغزرهم تأليفاً وتصنيفاً ، ولد بدهلي عام 1768م ، وقدم أجداده من النجف الأشرف إلى الهند واستقروا بدهلي ، ثم انتقل حيدر بخش حيدري بعد ذلك إلى بنارس ، وكان يجيد العربية والفارسية ، ثم انتقل بعد ذلك إلى كلكته حيث التحق بالعمل بكلية فورت وليم عام 1801م ، وتوفي عام 1823م ، ومن مؤلفاته :
( 1 ) قصه مهر وماه ، وكتبها عام 1214هـ . ( 2 ) ليلى ومجنون ، وهي ترجمة أردية لمثنوي " ليلى مجنون " الفارسي لمؤلفه أمير خسرو الدهلوي ، وتمت الترجمة عام 1214هـ / 1801م . ( 3 ) طوطا كهاني ، وهو ترجمة لكتاب بنفس الاسم عن اللغة الفارسية لمؤلفه " ملا سيد محمد قادري " ، وكتاب " ملا سيد محمد قادري " هذا هو اختصار لكتاب " طوطا كهاني " بالفارسية لمؤلفه " مولانا ضياء الدين نخشبي " ، وهذا الكتاب بدوره ترجمة للكتاب السنسكريتي " شكـ سب تتي : سبعون حكاية عن الببغاء " . وتمت ترجمة " حيدر بخش حيدري " عام 1801م . ( 4 ) آرائش محفل ، وذكر كذلك باسم " هفت سير حاتم " ، وهو مترجم عن كتاب " حاتم نامه " لمؤلفه " عبد الله " من اللغة الفارسية عام 1216هـ / 1802م ، وإن كان حيدري قد أضاف إليه الكثير حتى أصبح يعد تأليفاً وليس ترجمة . ( 5 ) هفت بيكر ، وهو ترجمة منظومة لمثنوي " هفت بيكر " الفارسي لمؤلفه " نظامي كنجوي " ، وقد حصل حيدري على جائزة قدرها ( 200 ) روبية مكافأة له على ترجمة هذا الكتاب . ( 6 ) تاريخ نادري سابق الذكر ، ويحتوي على الأحداث التاريخية في عصر نادر شاه وحتى وفاته عام 1160هـ ، وتمت ترجمة هذا الكتاب عام 1224هـ / 1809م ، ونال حيدري جائزة على هذا الكتاب قدرها ( 300 ) روبية . ( 7 ) كل مغفرت ، وهو عبارة عن مختارات من كتاب " كلشن شهيدان " الذي هو ترجمة للكتاب الفارسي " روضة الشهداء " لمؤلفه " ملا حسين الواعظ الكاشفي " عام 1217هـ ، وقد أعد حيدري كتابه هذا عام 1227هـ . ( 8 ) كلزار دانش ، وهو ترجمة لكتاب " بهار دانش " الفارسي لمؤلفه " الشيخ عنايت الله " ، وهو عبارة عن قصة نصف تاريخية ألف عام 1601م ، ولكن تاريخ الترجمة الأردية غير معروف . هذا وقد نال حيدري جائزة على هذا الكتاب قدرها ( 300 ) روبية . ( 9 ) كلدسته حيدري ، وقد ألفه عام 1217م .
2 - مير شير علي أفسوس من مشاهير كتاب كلية فورت وليم ، ولد عام 1736م أو 1747م على اختلاف في السنة التي ولد بها ، وتوفي عام 1809م ، وكان شاعراً لا بأس به ، ومن أهم مؤلفاته بالإضافة إلى شعره : ( 1 ) باغ أردو . وهو الترجمة الأردية لكتاب " كلستان " لسعدي الشيرازي : 1184هـ – 1291هـ ، وترجمه أفسوس عام 1217هـ / 1802م . ( 2 ) آرائش محفل ، وهو ترجمة للكتاب الفارسي " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " سبحان رائـ بهنداري " من سكان بتياله .
3 - مير بهادر علي حسيني من مشاهير كتاب كلية فورت وليم ، قدم أجداده من إيران ، والتحق بالعمل في كلية فورت وليم في 4 مايو 1801م ، قبل ص0ديقه مير أمن ، ومن مؤلفاته : ( 1 ) نثر بـ نظير ، وهو خلاصة لمثنوي " سحر البيان " لمؤلفه " مير حسن " ، وكتبه عام 1217هـ / 1802م ، وطبع عدة مرات . ( 2 ) أخلاق هندي ، وهو من أشهر أعمال مير بهادر علي حسيني ، وهو ترجمة أردية لكتاب " مفرح القلوب " للكاتب " مفتي تاج الدين " الذي هو أيضاً ترجمة للكتاب السنسكريتي القديم " هتو بديش " ، وطبع الكتاب لأول مرة عام 1803م .
4 - مظهر علي خان ولاّ أحد كتّاب كلية فورت وليم المعروفين ، واسمه الأصلي هو مرزا لطف علي ، واشتهر بمظهر علي خان ، وهو من أهل دهلي ، وأجداده أتراك الأصل ، وقدموا من إيران ، ولد مظهر علي خان عام 1175هـ وعمل في كلية فورت وليم من عام 1801م ، وتوفي عام 1816م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) مادهونل اور كام كندلا ، وكتبه عام 1802م ، وهو ترجمة لكتاب بلغة برج بهاشا بنفس الاسم لمؤلفه " رام كبيسور ط . ( 2 ) بند نامه منظوم ، وهو ترجمة للمنظومة الفارسية المعروفة " بند نامه – كريما " لسعدي الشيرازي ، وترجمها ولاّ ترجمة منظومة عام 1802م . ( 3 ) هفت كلشن ، وهو ترجمة أردية لكتاب بنفس الاسم باللغة الفارسية لمؤلفه " ناصر علي خان الواسطي البلجرامي " ، وترجمه ولاّ عام 1216هـ . ( 4 ) جهانكير شاهي ، وهو ترجمة أردية لكتاب فارسي باسم " إقبال نامهء جهانكيري " ، وترجمه ولاّ عام 1809م . ( 5 ) أتاليق هندي ، ونشر عام 1803م . ( 6 ) بتيال بجيسي ، وهو أشهر أعمال ولاّ ، وأصل هذا الكتاب باللغة السنسكريتية ، ونقله إلى لغة برج بهاشا " سورت كيبور " في القرن الثاني عشر الهجري ، وترجم ولاّ كتاب سورت كيبور هذا إلى اللغة الأردية عام 1217هـ / 1803م ، وبتيال هو اسم الشيخ الذي يقص الحكايات الخمسين في الكتاب . ( 7 ) تاريخ شير شاهي سابق الذكر ، وهو تاريخ كامل لعهد شير شاه سوري الأفغاني ملك دهلي ( 1540م – 1545م ) ، والكتاب بالفارسية هو " تحفهء أكبر شاهي " ن ومؤلفه هو " عباس خان بن شيخ شيرواني ، وكتبه بأمر من الإمبراطور " جلال الدين أكبر " ، وترجمه ولاّ عام 1230هـ / 1820م ، وقد ترجم كارسان دي تاسي هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية عام 1865م . ( 8 ) جهانكير نامه ، وهو ترجمة لجزء من كتاب ط تزكـ جهانكيري " الفارسي ن ويتحدث عن الوقائع التاريخية حتى العام السادس لجلوس جهانكير على العرش ، أي عام 1605م .
5 - مرزا كاظم علي جوان من كتاب كلية فورت وليم المعروفين ن وعمل في الكلية من عام 1800م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) شكنتلا ناتكـ ، وهي ترجمة أردية للمسرحية الهندية الشهيرة " شكنتلا " ، وترجمها كاظم علي جوان عام 1801م ، والمسرحية أصلاً باللغة السنسكريتية ، ومؤلفها هو " كالي داس " ، وترجمها إلى لغة برج بهاشا " نواز كبيسور " ، وكان قائداً عسكرياً للملك " فرخ سير : 1124هـ – 1131هـ " . ( 2 ) باره ماسه أو دستور الهند ، وهو منظومة طويلة في قالب المثنوي عن أعياد المسلمين والهندوس واحتفالاتهم ، وقد ألفها عام 1802م . ( 3 ) تاريخ فرشته .
6 - أمانت الله شيدا من كتاب كلية فورت وليم ، وكان عالماً باللغة العربية والفارسية ، كما كان شاعرا أيضاً ، وكان يتخلص بـ " شيدا " ، ومن مؤلفاته : ( 1 ) هدايت الإسلام باللغة العربية في مجلدين ، ولم يكتبه تحت إشراف كلية فورت وليم . ( 2 ) هدايت الإسلام باللغة الأردية ، وهو ترجمة لكتابه سابق الذكر . ( 3 ) جامع الأخلاق ، وهو ترجمة لكتاب " لوامع الإشراق في مكارم الأخلاق " لمؤلفه " مولانا جلال الديم محقق دواني " ، وترجمه أمانت الله عام 1805م . ( 4 ) صرف أردو ، وهو منظومة مختصرة في النحو الأردي ، وطبع عام 1810م .
7 - خليل علي خان أشكت أحد كتاب كلية فورت وليم ، وعمل بالكلية من عام 1802م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) داستان أمير حمزة ، وكتبها عام 1215هـ / 1801م ، ويقال غنها ترجمة لكتاب بالفارسية كتبه عدد من الرواة والقصاصين للسلطان محمود الغزنوي ، ويقال إن مؤلفه هو ملا جلال البلخي ، ويقال إنه هو شاه ناصر الدين أحمد ، ويقال إنه ابو العلائي ، ويقال إنه لفيضي . ( 2 ) واقعات أكبر ، وقد أكمله عام 1809م ، وهو ترجمة لكتاب " أكبر نامه ط للعلامة " أبي الفضل " . ( 3 ) منتخب الفرائد ، وهذا هو اسمه التاريخي ، وهو ترجمة لكتاب " أوصاف الملوك " لمؤلفه " محمد منصور سعيد أبو الفرج خليل " ، وقد تمت ترجمته هذا الكتاب 1811م
8 - مير شير علي أفسوس – ص 86 .
9 - المرجع السابق – ص 21 .
10 - المرجع السابق – ص 88 .
11 - أضاف أفسوس سبع صفحات من عنده ، أي من صفحة 121 إلى صفحة 127 .
12 - آرائش محفل – ص 143 .
13 - المرجع السابق – ص 148 .
14 - المرجع السابق – ص 162 .
15 - المرجع السابق – ص 177 .
16 - المرجع السابق – ص 181 – 200 .
17 - المرجع السابق – ص 200 .
18 - المرجع السابق – ص 200 .
19 - المرجع السابق – ص 85 – 109 – 161 .
20 - المرجع السابق – ص 53 .
21 - المرجع السابق – ص 56 .
22 - المرجع السابق – ص
المفضلات