آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ترجمة المصادر التاريخية إلى اللغة الأردية في القرن التاسع عشر

  1. #1
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ترجمة المصادر التاريخية إلى اللغة الأردية في القرن التاسع عشر

    ترجمة المصادر التاريخية إلى اللغة الأردية
    في القرن التاسع عشر
    يعتبر القرن التاسع عشر قرناً متميزاً في تاريخ الأدب الأردي ، على الرغم من أنه كان من أسوأ القرون في تاريخ بلاد أهل اللغة الأردية ، حيث سقط في هذا القرن الحكم الإسلامي في شبه القارة الهندية على أيدي الاحتلال البريطاني عام 1857م ، ولكنه مع ذلك – كما ذكرنا – كان عصر ازدهار للأدب الأردي شعره ونثره ، فعاش فيه كبار شعراء الأردية مثل الشاعر العظيم " مرزا أسد الله خان غالب : توفي 1869م " ، والشاعر " ألطاف حسين حالي : توفي 1914م " ، والشاعر " أكبر إله آبادي : توفي 1923م " وغيرهم . وعلى مستوى النثر كان " مير أمن " و " بهادر علي حسيني " و " كاظم علي جوان " و " مير شير علي أفسوس " وغيرهم . وربما حظي النثر الأردي في هذا القرن باهتمام منظم على مستوى إدارة تعليمية هي " كلية فورت وليم " التي أنشأها الإنجليز عام 1800م ،وكذلك " كلية دهلي " ، وخاصة في مجال الترجمة التي تعتبر بمثابة العمود الفقري للغة الأردية وأدبها ، بحيث ينهار كل منهما إذا ما فصلنا عنهما " المترجمات " إن جاز لنا التعبير .
    هذا وكانت اللغة العربية واللغة الفارسية هما المصدر الأساسي لهذه " المترجمات " التي أشرنا إليها منذ نشأة اللغة الأردية وأدبها . وهناك اختلاف في تحديد أول كتاب تمت ترجمته إلى اللغة الأردية،فالبعض يقول إنه كتاب " دستور العشاق" لمؤلفه " شاه جي نيشابوري " ، والذي ترجمه من الفارسية إلى الأردية " ملا وجهي " عام 1635م ، وسماه " سب رس " ، والبعض الآخر يقول إن أول كتاب ترجم إلى اللغة الأردية هو كتاب " تمهيدات همداني " أو " تمهيدات عين القضاة " - على اختلاف في الاسم – لمؤلفه " أبي الفضائل عبد الله بن محمد عين القضاة الهمداني " ، وترجمه من العربية إلى الأردية بنفس الاسم " شاه ميران جي خدا نما " الذي عاش في عهد " الدولة القطبشاهية " ، وهذا هو الأرجح .
    على أية حال كانت الترجمة النثرية إلى اللغة الأردية أسبق من الترجمة الشعرية إليها ، إذ أن أول ما ترجم شعراً إلى اللغة الأردية هو المثنوي الفارسي " هشت بهشت " لمؤلفه " أمير خسرو الدهلوي " ، وترجمه إلى الأردية شعراً " ملكـ خوشنود " عام 1640م باسم " جنت سنكار " .
    وإذا كان كتاب " تمهيدات همداني " هو الكتاب الأول الذي ترجم إلى اللغة الأردية فإن كتاب " دستور العشاق " هو الكتاب الثاني في هذا الخصوص ، وبعدهما يأتي في المرتبة الثالثة كتاب " شمائل الأتقياء " في التصوف لمؤلفه " ركن عماد الدين دبير معنوي " ، وترجمه من الفارسية إلى الأردية " ميران يعقوب " عام 1673م ، وبعده يأتي كتاب " معرفت السلوك " في التصوف أيضاً لمؤلفه " شيخ محمود " ، وترجمه من الفارسية إلى الأردية " شاه ولي الله قادري " عام 1704م . أما في شمال الهند فإن كتاب " روضة الشهداء " لمؤلفه " ملا حسين واعظ كاشفي " يعد أول كتاب ترجم إلى اللغة الأردية ، وقد ترجم هذا الكتاب من اللغة الفارسية إلى اللغة الأردية " فضل علي فضلي " عام 1731م ، ثم تأتي بعد ذلك ترجمات القرآن الكريم إلى اللغة الأردية بداية من النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي .
    وتتوالى الترجمات عن العربية والفارسية في التصوف والفقه الحنفي والقصص ، إلى أن ينتهي القرن الثامن عشر الميـلادي بترجمة كتاب " جهار درويش " الفارسي إلى الأردية باسم " نو طرز مرصع " على يد " مير عطا حسين خان تحسين " عام 1798م . ونلاحظ على هذه الترجمات كلها أنها تمت بمحاولات فردية ، ولم تقف وراءها هيئة أو معهد علمي .
    ولما أنشئت كلية " فورت وليم " كانت الترجمة إلى الأردية من بين أهم أهدافها الرئيسية ، وخاصة عن العربية والفارسية والسنسكريتية والإنجليزية ، وربما كان كتاب " باغ وبهار " هو أشهر الكتب التي ترجمت من اللغة الفارسية إلى اللغة الأردية تحت إشراف هذه الكلية ، و " باغ وبهار " هو الترجمة التي قام بها " مير أمن الدهلوي " لكتاب " جهار درويش " لمؤلفـه " أمير خسرو الدهلوي " ، وإن كانت هناك آراء تؤكد أن " باغ وبهار " مأخوذ عن كتاب " نو طرز مرصع " لمؤلفه " عطا حسين خان تحسين " الذي هو في الأصل ترجمة لكتاب " جهار درويش " الفارسي كما سبق أن أشرنا .
    أما على مستوى المصادر التاريخية التي ترجمت إلى اللغة الأردية في القرن التاسع عشر الميلادي فهناك مجموعة لا بأس بها من هذه المصادر ، وقد ترجم معظمها عن اللغة الفارسية ، وتحت إشراف كلية " فورت وليم " ، ومن هذه المصادر :
    1 – كتـاب " تاريـخ نـادري " ، وهو الترجمـة التي قام بها " حيدر بخش حيدري " (1) لكتاب " تاريخ جهان كشاي نادري " لمؤلفه " محمد مهدي أسترابادي " .
    2 – كتاب " آرائش محفل " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت عن الفارسية في القرن التاسع عشر الميلادي تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وقام بترجمته " مير شير علي أفسوس " عن الفارسيـة ، والكتـاب الأصـل هو كتاب " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " منشي سبحان رائـ بهنداري " (2) ، وهو النموذج التطبيقي في هذا البحث ، والكتاب يتحدث عن تاريخ الهند القديمة ، وألف في الفارسية عام 1107هـ ، وبدأت ترجمته إلى الأردية عام 1219هـ / 1804م ، وانتهى الجزء الأول منه عام 1220هـ / 1805م ، ونشر لأول مرة عام 1808م .
    3 – كتاب " تاريخ آسام " ، وترجمه " مير بهادر علي حسيني " (3) إلى اللغة الأردية عن الكتاب الفارسي " تاريخ آسام " لمؤلفه " شهاب الدين طالش " .
    4 – كتاب " تاريخ شير شاهي " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت إلى الأردية في القرن التاسع عشر الميلادي تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وقام بترجمة هذا الكتاب " مظهـر علي خان ولاّ " (4) عن الكتـاب الفـارسي " تاريخ شير شاهي " لمؤلفه " عباس خان شرواني " .
    5 – كتاب " تاريخ فرشته " ، وترجمه " كاظم علي جوان " (5) تحت إشراف كلية " فورت وليم " عام 1807م عن جزء كبير من كتاب " تاريخ فرشته " ، أي الجزء المتعلق بسلاطين " الدولة البهمنية " .
    6 – كتـاب " هدايت الإسـلام " لمؤلفـه " أمـانت الله شيـدا " (6) ، وقـد قام " شيدا " نفسه بترجمة هذا الكتاب التاريخي إلى اللغة الأردية بنفس الاسم عام 1804م تحت إشراف كلية " فورت وليم " .
    7 – كتاب " واقعات أكبري " ، وهو من المصادر التاريخية التي ترجمت إلى اللغة الأردية تحت إشراف كلية " فورت وليم " ، وترجمه " خليل علي خان أشكـ " (7) عن الكتاب الفارسي " أكبر نامه " لمؤلفه " أبي الفضل " عام 1809م ، ونال على هذه الترجمة جائزة قدرها ( 200 ) روبية .
    هذا ويمكن تقسيم الكتب التي ألفت أو ترجمت تحت إشراف كلية " فورت وليم " إلي ثلاثة أقسام :
    1 – الكتب الأدبية ، وخاصة القصص والأساطير مثل " باغ وبهار " و " شكنتلا " .
    2 - الكتب الأخلاقية مثل " أخلاق محسني " و " كلستان سعدي "
    3 - الكتب التاريخية : وكانت تلبي ضرورة هامة لدى الإنجليز ، فالتاريخ يعكس التسلسل الثقافي والحضاري ويعبر عنه ، وقد هدف الإنجليز إلى معرفة عيوب السلاطين السابقين ، وإبراز محاسن الحكام الإنجليز في مواجهتهم ، وترسيخ فكرة أنه إذا كان السلاطين القدامى قد اهتموا بالعدل لكن عدلهم هذا كان بغير قانون ، على عكس الحكام الإنجليز الذين يعدلون بالقانون . وقد تميزت الكتب المؤلفة أو المترجمة تحت إشراف كلية " فورت وليم " بالتالي :
    1 - تغليب الجانب الإفادي على الجانب الأدبي ، بمعنى أن يكون أمام كل كتاب هدف معين ينبغي تحقيقه .
    2 - سهولة اللغة ويسرها ووضوحها وبساطة الأسلوب .
    3 - تخليص اللغة من التعقيد والتكلف والتصنع ، والتأكيد على الإيجاز والاختصار بدلاً من الإطناب والتطويل .
    4 – التغيير والتعديل في المؤلفات حسب الضرورة التي يقتضيها أصحاب المصلحة العليا ، أي الإنجليز ، فيحذفون ما لا يروق لهم ، وهو ما حدث في كتاب " هداية الإسلام " العربي على سبيل المثال ، حيث تم حذف ما يتعلق بسيدنا عيسي عليه السلام من ترجمة ما ورد في الفقرة التي تقول بأن الأنبياء يوم القيامة بما فيهم سيدنا عيسى عليه السلام سيقولون " نفسي نفسي " ، ما عدا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي سيقول " أنا لها " لكن هذا الأمر لم يرق الحكام الإنجليز فحذفوه ، وربما يكون هذا الجزء سقط من الترجمة والله أعلم ، وإن كان أغلب الظن أن هناك عمداً في حذف ما يظهر أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل الإنجليز .
    كتاب " آرائش محفل "
    وكتاب " آرائش محفل " – كما سبق أن ذكرنا – ترجمـة لكتاب " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " منشي سبحان رائى بتالوي " ، ويعتمد " خلاصة التواريخ " على مصادر تاريخية موثقة ، ويتحدث عن الهند منذ التاريخ القديم وحتى عهد المغول ، ففي البداية تحدث عن أقاليم الهند ومدنها وأجوائها ومحاصيلها، ثم تحدث عن التاريخ ، وهكذا كانت بداية الكتاب بداية جغرافية .
    وبنفس الطريقة كانت بداية كتاب " آرائش محفل " فقد تحدث " مير شير علي افسوس " عن التعريف بالهند ومدحها ، وتحدث عن فصولها ومواسمها وفواكهها وأزهارها وورودها وخيولها وأفيالها وغيرها من الحيوانات الموجودة فيها مثل الخرتيت والثور ، ثم تحدث عن علماء الهند وأديانها ونساكها وجنودها ونسائها وصفات المحبوب لدى أهلها ، وكل هذا تحدث عنه " منشي سبحان رائـ " ، لكن " مير شير علي أفسوس " أضاف إليه كثيراً من معلوماته الخاصة وما ورد في المصادر الأخرى حتى أصبح الكتاب في بعض موضوعاته يعد تأليفاً أكثر منه ترجمة . ثم تحدث " مير شير علي أفسوس " بعد ذلك عن أقاليم ومدن الهند المختلفة بما فيها إقليم " كابل " الذي كان جزءاً من الهند في ذلك الوقت ، وبداية من العاصمة " شـاهجهـان آباد : دهلـي " ، ومروراً بإقليـم " أكبر آباد : آكره " و " إله آباد " و " أودهـ " و " بيهـار " و " أوريسـه " و " مـالـوه " و " أجـمـير " و " الكجرات " و " الملتان " و " لاهور " و " كشمير " وغيرها من أقاليم الهند في ذلك الوقت دون أن ينسى إضافة ما يرى أنه ينقص الكتاب ، ثم تحدث بعدها عن تاريخ الهند منذ عهد " راجا جدشتر " وحتى عهد " راجا بتهورا " أو " برتهوى راج " .
    هذا وكان " مير شير علي أفسوس " ينتوى ترجمة الجزء الخاص بالعهد الإسلامي من كتـاب " خلاصـة التواريخ " أيضـاً ، لكن لم يتمكن ذلك . ومن المهم أن نعلم أن ترجمة " أفسوس " هذه وإن لم تكن ترجمة لفظية ، لكنها كانت ترجمة أمينة،وقد استعان " أفسوس " في بعض الأحيان في تصحيح وتوثيق الأحداث التاريخية بمصادر تاريخية أخرى أثناء الترجمة وأضاف إليها ، مثل كتاب " تاريخ فرشته " (8) ، ولهذا فإن " أفسوس " – كما سبق أن أشرنا - نفسه لا يعتبر عمله هذا ترجمة وإنما تأليفاً ، وقد صرح بذلك في المقدمة.
    والدارس لكتاب " آرائش محفل " لا بد أن يعترف بأنه كتاب ثري في المعلومات ، وقد أضاف " أفسوس " إليه كثيراً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر لا نجد في الكتاب الأصلي حديثاً عن مدينة " كلكتا " ، وقد تحدث " أفسوس " عنها بالتفصيل ، كما نجد ذكراً لأنواع " البـان " في " آرائـش محفـل " وهـو ما ليس موجوداً في الكتاب الأصل (9) . كما أضاف " أفسوس " عنواناً خاصاً بتاريخ البلدة التي ولد بها وهي " نارنول " ، ولم يرد لها ذكر في الأصل (10) . وفي حديثه عن مدينة " إله آباد " أضاف " أفسوس " إضافة كبيرة إلى ما ذكره الكتاب الأصل عنها (11) . كما أضاف " أفسوس " عنواناً عن مدينة " فيض آباد " ، تحدث فيها عن المدينة التي لم تكن قد أسست عند كتابة " خلاصة التواريخ " (12) . أما " لكهنو " فلم يكتب عنها كتاب " خلاصة التواريخ " سوي سطراً واحداً ، وأضاف إليه " أفسوس " معلومات كثيرة (13) . وكذلك فيما يتعلق بمدينة " عظيم آباد " في " إقليم بيهار " أضاف " أفسوس " إليها كثيراً (14) ،كما أضاف من عنده كثيراً عند الحديث عن إقليم " لكهنو " (15) ، كما تحدث " أفسوس " أيضاً عن مدينة " كلكته " تفصيلاً ولم يتحدث عنها كتاب " خلاصة التواريخ " (16) ، وكذلك مدينة " جوجره " (17) ليس لها وجود في كتاب " خلاصة التواريخ " ، وكذلك مدينة " شيورام بور " (18) ، وخاصة أن هذه المدينة تأسست في عهد " شركة الهند الشرقية " .
    هذا وقد حدثت بعض التجاوزات في الترجمة من " مير شير علي أفسوس " فكان غير دقيق في بعض الأحيان ، وخاصة فيما يتعلق بذكر السنوات والأسماء (19) . وهناك كذلك بعض الأخطاء التاريخية التي وقعت في " آرائش محفل " رغم استعانة " أفسوس " بالمصادر التاريخية أثناء الترجمة ، مثلاً يذكر أن الشيخ " علي الهجويري " جاء إلي " لاهور " في معية السلطان " محمود الغزنوي " ، وأن " محمود الغزنوي " فتح " لاهور " ببركته ، وهو ما لا يؤيده التاريخ .
    وقد أطلعنا " مير شير علي أفسوس " بترجمة لهذا الكتاب علي معلومات عجيبة منها ما كتبه عن النساك وأصحاب الديانات الهندية ، وبعض هذه المعلومات لا يكاد يصدقه عقل ، منه ما ذكره عن جماعة من النساك يعيشون مئات السنين نظراً لرياضاتهم الروحية الخاصة ، ومنها حبس النفس والتحكم فيه ، وأنهم يطيرون في الهواء ، ويسيرون علي سطح الماء ، وأنهم بالرياضة الروحية المكثفة يستطيعون - إن أرادوا - أن يخرجوا أرواحهم من أجسادهم ، ويسكنوها الجسم الذي يشـاءون ، ويتشكلون بالأشكال التي يريدونها ، ويخبرون عما في الغيب (20) . كما أخبرنا " أفسوس " كذلك عن مجموعة أخرى من النساك يقضون وقتهم في الرياضيات الروحية القاسيـة لأيام متواصلة تبلغ أربعين يوماً ، يظلون فيها جوعي وعطشي ، لا يهتمون فيها بأجسادهم ، ولا يخرجون من بيوتهم في فصل المطر ، ولا يمددون أرجلهم ، حتى لا يؤذون حشرة أو أياً من المخلوقات الصغيرة ، ولا يشعلون ناراً ، ولا يطبخون طعاماً ، ولا يبنون بيوتاً ، ولا يشعلون مصباحاً ، ولا يحفرون آباراً ، ولا يخرجون منها ماءاً ، حتى لا يؤذون حيواناً ، ولا يأكلون الخضراوات ، لأنهم يعتبرونها ذوات أرواح مثل الإنسان تماماً ، ولا يعتقدون بوجود خالق حقيقي ، لأن مرشديهم يقولون إن البشر يظهرون هكذا بغير خالق ، مثلما ينبت العشب في مكان دون أن يزرعه أحد ، ولا يعتقدون بالتالي في عذاب الآخرة ، ويرون أن الإنسان حين يموت ويفني جسده تعود عناصر هذا الجسد إلي أصولها الأربعة ، ولذا فلا عذاب أصلاً (21) .
    هذا وقد هاجم " مير شير علي أفسوس " بعض العادات والتقاليد السيئة لدى المسلمين والتي انتقلت إليهم بتأثير من الهندوس مثل أن تبقي الأرملة - حتى وإن لم يستمر زواجها غير يوم واحد ، وكانت شابة - بغير زواج ، بل حتى وإن لم تتزوج ، ولم يتعد الأمر خطوبة فقط ، ثم مات خطيبها ، فإن هذه الفتاة تقضي بقية عمرها بغير زواج مثلها مثل الأرملة تماماً (22) .
    وإلى لقاء آخر



    هوامش
    1 - حيدر بخش حيدري واحد من كبار كتاب كلية فورت وليم ومن أغزرهم تأليفاً وتصنيفاً ، ولد بدهلي عام 1768م ، وقدم أجداده من النجف الأشرف إلى الهند واستقروا بدهلي ، ثم انتقل حيدر بخش حيدري بعد ذلك إلى بنارس ، وكان يجيد العربية والفارسية ، ثم انتقل بعد ذلك إلى كلكته حيث التحق بالعمل بكلية فورت وليم عام 1801م ، وتوفي عام 1823م ، ومن مؤلفاته :
    ( 1 ) قصه مهر وماه ، وكتبها عام 1214هـ . ( 2 ) ليلى ومجنون ، وهي ترجمة أردية لمثنوي " ليلى مجنون " الفارسي لمؤلفه أمير خسرو الدهلوي ، وتمت الترجمة عام 1214هـ / 1801م . ( 3 ) طوطا كهاني ، وهو ترجمة لكتاب بنفس الاسم عن اللغة الفارسية لمؤلفه " ملا سيد محمد قادري " ، وكتاب " ملا سيد محمد قادري " هذا هو اختصار لكتاب " طوطا كهاني " بالفارسية لمؤلفه " مولانا ضياء الدين نخشبي " ، وهذا الكتاب بدوره ترجمة للكتاب السنسكريتي " شكـ سب تتي : سبعون حكاية عن الببغاء " . وتمت ترجمة " حيدر بخش حيدري " عام 1801م . ( 4 ) آرائش محفل ، وذكر كذلك باسم " هفت سير حاتم " ، وهو مترجم عن كتاب " حاتم نامه " لمؤلفه " عبد الله " من اللغة الفارسية عام 1216هـ / 1802م ، وإن كان حيدري قد أضاف إليه الكثير حتى أصبح يعد تأليفاً وليس ترجمة . ( 5 ) هفت بيكر ، وهو ترجمة منظومة لمثنوي " هفت بيكر " الفارسي لمؤلفه " نظامي كنجوي " ، وقد حصل حيدري على جائزة قدرها ( 200 ) روبية مكافأة له على ترجمة هذا الكتاب . ( 6 ) تاريخ نادري سابق الذكر ، ويحتوي على الأحداث التاريخية في عصر نادر شاه وحتى وفاته عام 1160هـ ، وتمت ترجمة هذا الكتاب عام 1224هـ / 1809م ، ونال حيدري جائزة على هذا الكتاب قدرها ( 300 ) روبية . ( 7 ) كل مغفرت ، وهو عبارة عن مختارات من كتاب " كلشن شهيدان " الذي هو ترجمة للكتاب الفارسي " روضة الشهداء " لمؤلفه " ملا حسين الواعظ الكاشفي " عام 1217هـ ، وقد أعد حيدري كتابه هذا عام 1227هـ . ( 8 ) كلزار دانش ، وهو ترجمة لكتاب " بهار دانش " الفارسي لمؤلفه " الشيخ عنايت الله " ، وهو عبارة عن قصة نصف تاريخية ألف عام 1601م ، ولكن تاريخ الترجمة الأردية غير معروف . هذا وقد نال حيدري جائزة على هذا الكتاب قدرها ( 300 ) روبية . ( 9 ) كلدسته حيدري ، وقد ألفه عام 1217م .
    2 - مير شير علي أفسوس من مشاهير كتاب كلية فورت وليم ، ولد عام 1736م أو 1747م على اختلاف في السنة التي ولد بها ، وتوفي عام 1809م ، وكان شاعراً لا بأس به ، ومن أهم مؤلفاته بالإضافة إلى شعره : ( 1 ) باغ أردو . وهو الترجمة الأردية لكتاب " كلستان " لسعدي الشيرازي : 1184هـ – 1291هـ ، وترجمه أفسوس عام 1217هـ / 1802م . ( 2 ) آرائش محفل ، وهو ترجمة للكتاب الفارسي " خلاصة التواريخ " لمؤلفه " سبحان رائـ بهنداري " من سكان بتياله .
    3 - مير بهادر علي حسيني من مشاهير كتاب كلية فورت وليم ، قدم أجداده من إيران ، والتحق بالعمل في كلية فورت وليم في 4 مايو 1801م ، قبل ص0ديقه مير أمن ، ومن مؤلفاته : ( 1 ) نثر بـ نظير ، وهو خلاصة لمثنوي " سحر البيان " لمؤلفه " مير حسن " ، وكتبه عام 1217هـ / 1802م ، وطبع عدة مرات . ( 2 ) أخلاق هندي ، وهو من أشهر أعمال مير بهادر علي حسيني ، وهو ترجمة أردية لكتاب " مفرح القلوب " للكاتب " مفتي تاج الدين " الذي هو أيضاً ترجمة للكتاب السنسكريتي القديم " هتو بديش " ، وطبع الكتاب لأول مرة عام 1803م .
    4 - مظهر علي خان ولاّ أحد كتّاب كلية فورت وليم المعروفين ، واسمه الأصلي هو مرزا لطف علي ، واشتهر بمظهر علي خان ، وهو من أهل دهلي ، وأجداده أتراك الأصل ، وقدموا من إيران ، ولد مظهر علي خان عام 1175هـ وعمل في كلية فورت وليم من عام 1801م ، وتوفي عام 1816م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) مادهونل اور كام كندلا ، وكتبه عام 1802م ، وهو ترجمة لكتاب بلغة برج بهاشا بنفس الاسم لمؤلفه " رام كبيسور ط . ( 2 ) بند نامه منظوم ، وهو ترجمة للمنظومة الفارسية المعروفة " بند نامه – كريما " لسعدي الشيرازي ، وترجمها ولاّ ترجمة منظومة عام 1802م . ( 3 ) هفت كلشن ، وهو ترجمة أردية لكتاب بنفس الاسم باللغة الفارسية لمؤلفه " ناصر علي خان الواسطي البلجرامي " ، وترجمه ولاّ عام 1216هـ . ( 4 ) جهانكير شاهي ، وهو ترجمة أردية لكتاب فارسي باسم " إقبال نامهء جهانكيري " ، وترجمه ولاّ عام 1809م . ( 5 ) أتاليق هندي ، ونشر عام 1803م . ( 6 ) بتيال بجيسي ، وهو أشهر أعمال ولاّ ، وأصل هذا الكتاب باللغة السنسكريتية ، ونقله إلى لغة برج بهاشا " سورت كيبور " في القرن الثاني عشر الهجري ، وترجم ولاّ كتاب سورت كيبور هذا إلى اللغة الأردية عام 1217هـ / 1803م ، وبتيال هو اسم الشيخ الذي يقص الحكايات الخمسين في الكتاب . ( 7 ) تاريخ شير شاهي سابق الذكر ، وهو تاريخ كامل لعهد شير شاه سوري الأفغاني ملك دهلي ( 1540م – 1545م ) ، والكتاب بالفارسية هو " تحفهء أكبر شاهي " ن ومؤلفه هو " عباس خان بن شيخ شيرواني ، وكتبه بأمر من الإمبراطور " جلال الدين أكبر " ، وترجمه ولاّ عام 1230هـ / 1820م ، وقد ترجم كارسان دي تاسي هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية عام 1865م . ( 8 ) جهانكير نامه ، وهو ترجمة لجزء من كتاب ط تزكـ جهانكيري " الفارسي ن ويتحدث عن الوقائع التاريخية حتى العام السادس لجلوس جهانكير على العرش ، أي عام 1605م .
    5 - مرزا كاظم علي جوان من كتاب كلية فورت وليم المعروفين ن وعمل في الكلية من عام 1800م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) شكنتلا ناتكـ ، وهي ترجمة أردية للمسرحية الهندية الشهيرة " شكنتلا " ، وترجمها كاظم علي جوان عام 1801م ، والمسرحية أصلاً باللغة السنسكريتية ، ومؤلفها هو " كالي داس " ، وترجمها إلى لغة برج بهاشا " نواز كبيسور " ، وكان قائداً عسكرياً للملك " فرخ سير : 1124هـ – 1131هـ " . ( 2 ) باره ماسه أو دستور الهند ، وهو منظومة طويلة في قالب المثنوي عن أعياد المسلمين والهندوس واحتفالاتهم ، وقد ألفها عام 1802م . ( 3 ) تاريخ فرشته .
    6 - أمانت الله شيدا من كتاب كلية فورت وليم ، وكان عالماً باللغة العربية والفارسية ، كما كان شاعرا أيضاً ، وكان يتخلص بـ " شيدا " ، ومن مؤلفاته : ( 1 ) هدايت الإسلام باللغة العربية في مجلدين ، ولم يكتبه تحت إشراف كلية فورت وليم . ( 2 ) هدايت الإسلام باللغة الأردية ، وهو ترجمة لكتابه سابق الذكر . ( 3 ) جامع الأخلاق ، وهو ترجمة لكتاب " لوامع الإشراق في مكارم الأخلاق " لمؤلفه " مولانا جلال الديم محقق دواني " ، وترجمه أمانت الله عام 1805م . ( 4 ) صرف أردو ، وهو منظومة مختصرة في النحو الأردي ، وطبع عام 1810م .
    7 - خليل علي خان أشكت أحد كتاب كلية فورت وليم ، وعمل بالكلية من عام 1802م ، ومن أهم مؤلفاته : ( 1 ) داستان أمير حمزة ، وكتبها عام 1215هـ / 1801م ، ويقال غنها ترجمة لكتاب بالفارسية كتبه عدد من الرواة والقصاصين للسلطان محمود الغزنوي ، ويقال إن مؤلفه هو ملا جلال البلخي ، ويقال إنه هو شاه ناصر الدين أحمد ، ويقال إنه ابو العلائي ، ويقال إنه لفيضي . ( 2 ) واقعات أكبر ، وقد أكمله عام 1809م ، وهو ترجمة لكتاب " أكبر نامه ط للعلامة " أبي الفضل " . ( 3 ) منتخب الفرائد ، وهذا هو اسمه التاريخي ، وهو ترجمة لكتاب " أوصاف الملوك " لمؤلفه " محمد منصور سعيد أبو الفرج خليل " ، وقد تمت ترجمته هذا الكتاب 1811م
    8 - مير شير علي أفسوس – ص 86 .
    9 - المرجع السابق – ص 21 .
    10 - المرجع السابق – ص 88 .
    11 - أضاف أفسوس سبع صفحات من عنده ، أي من صفحة 121 إلى صفحة 127 .
    12 - آرائش محفل – ص 143 .
    13 - المرجع السابق – ص 148 .
    14 - المرجع السابق – ص 162 .
    15 - المرجع السابق – ص 177 .
    16 - المرجع السابق – ص 181 – 200 .
    17 - المرجع السابق – ص 200 .
    18 - المرجع السابق – ص 200 .
    19 - المرجع السابق – ص 85 – 109 – 161 .
    20 - المرجع السابق – ص 53 .
    21 - المرجع السابق – ص 56 .
    22 - المرجع السابق – ص


  2. #2
    مترجم / أستاذ بارز الصورة الرمزية معتصم الحارث الضوّي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    6,947
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل د. إبراهيم
    أتابعُ بشغف هذه المقالات فائقة الأهمية عن أدب اللغة الأوردية .

    عرفاني و فائق تحيتي

    منتديات الوحدة العربية
    http://arab-unity.net/forums/
    مدونتي الشخصية
    http://moutassimelharith.blogspot.com/

  3. #3
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ العزيز معتصم الحارث الضوي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكركم على متابعتكم
    وأدعو الله لكم بكل خير
    وأنتم أسبق بالفضل
    فلكم مني كل تقدير وتحية
    والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •