وما من كاتب إلا سيفنى....... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء ..... يسرك في القيامة أن تراه
اللهم اغفر لمؤلف هذا الكتاب وكاتبه ولمن يقرؤه ويساعد على نشره آمين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كنا قد وصلنا في بحثنا إلى الحلقة الثانية من (نحو مفهوم إسلامي واحد )ونتابع ونقول بعد الإعتماد على الله
الوضع الراهن:
لكي اصف الوضع الراهن للعالم العربي الإسلامي والعالمي قلت لنفسي وأنا انظر بعين البصر والبصيرة:عن أي شيء أريد أن أتكلم؟عن التجزئة والتناحر والتباغض ؟ عن الفرقة؟ عن الضعف والخذلان؟ عن التواكل؟ عن الضمائر؟ عن الانتهازية؟
عن أي شيء أتكلم؟ .
عن مرور ما يقرب النصف قرن وقد بحت منا الحناجر ونحن ننادي بالوحدة وندعوا إلى الوحدة,والى أي وحدة كنا ندعوا,وماذا أنجزنا منها حتى الآن ؟ هل نتكلم عن وحدة الدول العربية وهاهي – ونحمد الله على كل حال - قد أصبحت أكثر من (20) دولة.
-هل نتكلم عن وحدة الجيوش العربية والدفاع العربي المشترك؟ وها نحن قد وجدنا كيف أن الجيوش العربية تقاتل بعضها البعض.
هل نتكلم عن وحدة اقتصادية؟ ونحن نرى أن تعاملنا مع الغير أضعافا مضاعفة من تعاملنا وتبادلنا التجاري والصناعي والزراعي مع بعضنا البعض .
كم درسنا وكم سمعنا ونحن صغاراً منذ أكثرمن نصف قرن , بل قرن من الزمان عن الخلافة الإسلامية وضياعها والعمل على إرجاعها.
وها نحن نرى رداً على ذلك بان الدول الإسلامية أصبحت أكثر من (50)دولة.
عن أي شيء أتكلم عن حق المواطن في التعبير عما فيه مصلحة الأمة جمعاء؟
وانظر إلى الجواب في كم الأفواه ,وفتح المزيد من السجون والتفنن في أنواع التعذيب للمواطنين المناضلين .
هل أتكلم عن علاقة السلطة بالمواطن والحاكم بالمحكوم ؟
والعكس وعن الوحدة بينهم وعن المحبة لبعضهم البعض ؟
هل أتكلم عن العزة والكرامة لدولنا العربية والإسلامية شعوباً
وحكومات؟
هل أتكلم عن الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة عن أي شيء أتكلم ؟ثم هل في كل ما تساءلت عنه بقي شيء مخفي لا يعلمه
الجميع؟وماذا تفعل إذن تلك الإذاعات المتنوعة ومحطات التلفزة الفضائية؟
وماذا يقول المحللون السياسيون والاجتماعيون و العسكريون ؟ وماذا يدور في تلك البرامج والندوات والمساجلات بين هؤلاء جميعاً؟
هل أصبح هناك أمرلايعرفه القاصي والداني ؟ ألم تذهب أيام الحجر على المواطن أن يسمع إلاماتريده منه دولته ؟ألم تصبح تلك الأيام- التي كان كم الأفواه فيها يسيراً وسهلاً على السلطة- في خبر كان بعد أن أصبح الإنسان يستطيع أن يذهب إلى دول أخرى ومحطات حرة ومستقلة يتكلم فيها عن فكره وما يدعو إليه بكل حرية , ثم بعد ذلك هل نستطيع أن نتستر على العجز العربي والإسلامي دول وحكومات وسلطات؟.
أليس في وضع فلسطين الآن أعظم الأجوبة على ما سبق ؟ وهل في مقدور هذا الشعب المناضل الذي يقدم كل يوم أروع الأمثلة في الصمود والتصدي ,
وأروع لوحات البطولة والشهادة , وبالمقابل أفظع مناظر القتل والتدمير والتشريد للوطن والمواطن في فلسطين الجريحة والأسيرة من قبل شذاذ الآفاق , أقول هل في مقدور هذا المجاهد والبطل الفلسطيني أن يبقى عنده أي ثقة بالحكومات العربية والإسلامية ؟ وهي تقول له بلسان الحال والمقال : نحن عجزة لا نستطيع أن نقدم لك شيئاً.
ثم هل حرب أفغانستان وحرب الخليج الأولى والأخيرة والتهديد المرعب للجميع والاستهانه والاستهزاء بالجميع,بل وجعل الكل نكرة حتى في مجلس الأمن , وصدور أحكام للتطبيق وويل وألف ويل لمن لا ينفذ ,و من- ليس معنا فهو ضدنا- وانتم تملكون أسلحة الدمار الشامل ولن نسمح لأحد بتهديد أمننا , وسنضرب من شئنا متى شئنا بالاتهام الذي نشاء , والكيفية التي نريد , وويل لمن تسول له نفسه المخالفة , والتنفيذ الطوعي والقسري من الجميع لذلك.
هل كل هذا أصبح معروفاً للجميع أم ماذا؟!
وهل فيما سبق كفايةٌ لمعرفة الحالة الرهيبة التي تمر بها البلاد العربية والإسلامية في هذا الوقت العصيب أظن نعم .....
لكن بالإضافة إلى كل ما سبق أقول وأتساءل مع الجميع أليس هناك دواء لكل تلك الأمراض التي نعاني منها ؟ أليس هناك بصيص أمل نرى من خلاله تغييراً لحالنا هذه من الأسوأ إلى الأفضل والأحسن؟ أليس من سبيل يوصلنا إلى العزة والكرامة والسعادة والسيادة والقوة والمنعة نتخلص به من أضداد هذه الألفاظ ؟ فأقول بكل بساطة ووضوح وجرأة , الدواء موجود ولكن لمن يعترف بمرضه ويسعى للشفاء من هذا المرض .
والأمل كل الأمل بكل ضوئه وضيائه, ولكن لمن أحب أن يرى بقلبه قبل عينه وبلسان حاله قبل مقاله,لكل من له عين يرى بها وأذن يسمع بها وقلب يعي به((... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {46}‏)) الحج 46
وأخيراً وليس آخراً أقول السبيل للنهوض والترقي والوصول إلى أعلى مراكز العزة والكرامة متوفر وصالح وسالك .
ولكن لمن علم فنوى ,وعزم على التنفيذ ,وتوكل على الله "وإن الله يعطي العبد على قدر همته ونهمته "
وها إني بعون الله سبحانه وتعالى أسعى واعمل - مع كل الدعاة المخلصين و العلماء العاملين من هذه الأمة المجاهدة - لكي أبين كل ذلك بأوضح دليل وأقوى برهان معتمداً على الله سبحانه وتعالى مستلهما منه الرشد والصواب .سائرا مع الجميع خطوة خطوة ودرجة درجة . متطلعين جميعاً بقلوبنا رافعين أكفنا إلى الله معترفين بعجزنا, ومستلهمين منه وسائلين وطالبين منه, أن يأخذ بأيدينا جميعاً لما فيه العزة والكرامة والسعادة لنا جميعا,إنه على كل شيء قدير وهو نعم المولى ونعم النصير .

المطروح على الساحة العربية والإسلامية والعالمية
مما لاشك فيه أنه ما من أصحاب فكر أو مبادىء , وما من حزب من الأحزاب الوضعية وغيرها , إلا والجميع يدّعون أنهم يريدون من وجودهم ونشأتهم الخير والسعادة للبشر , وأن مبعث وجودهم هو تأمين السعادة المادية والمعنوية للبشر . وسواء كانت دعوتهم إلى فئة صغيرة من الناس أم إلى أمة من الأمم , أم إلى الناس كافة فالكل دوما يقدمون المبادىء والأفكار على أحسن صورة يظنونها لازمه ومفيدة وضرورية ونافعة ,لمن كانت الدعوة موجهة إليهم .
وإذا طرحنا عليهم السؤل التالي :
ماهي المبادىء والأفكار الصالحة التي تطرحونها على الناس والى ماذا ترمي وماذا تؤمن ؟
لكانت الإجابة :
إننا نسعى ونعمل على تأمين الوحدة والحرية والمساواة والعدالة بين الناس ونشر الديمقراطية وتطبيقها, وأيضاً إعلاء شأن الفقير ورفع مستوى المعيشة وعلى جمع الكلمة ولم الصفوف وتطبيق العدالة, والسعي للتقدم العلمي المفيد للبشرية كالطب والفيزياء والهندسة والقضاء على الجهل والفقر والمرض وعلى العادات السيئة عند البشرية , وإحلال عادات مفيدة ونافعة محلها إلى غير ذلك .
أقول : ولابد في هذه الحالة من أن ننوه إلى أمرين على غاية من الأهمية وهما :
1- مامن أصحاب فكر أو دعوة أو إصلاح أو حزب أو جمعية تستطيع أن تدّعي أ نها تدعو إلى ذلك كله أقصد (الخير كله).
2- إن الذين يضعون هذه الأفكار والمبادىء إنما هم من البشر على اختلاف نزعاتهم وتوجهاتهم ونحلهم واختلاف مواطنهم ومشاربهم , ولاعجب هنا أن نذكر بالمقولة المعروفة في هذا المجال وهي : (الحقيقة هنا قد تكون أو تنقلب إلى باطل هناك).
إلى هنا تنتهي الحلقة الثانية وإلى اللقاء مع الحلقة الثالثة بعنوان (عرض لمبادئنا) بعون الله سبحانه وتعالى
وكتبه : جميل أبو علي