الاعظمي في قرطاج al aadhamy in carthage

[حسين اسماعيل الاعظمي]

سلسلة ... رحــــــلاتي ...

الجزء الثالث
الجزء الثالث
الجزء الثالث
الجزء الثالث
الجزء الثالث


اخوتي ، اصدقائي ، اعــزتي ،
الكـــرام ..
الى كل الاخوة والاصدقاء من المتابعين والمطلعين على كل الاخبار في أي مجال من خلال الخدمات الكبيرة التي يقدمها اخوتنا في كل الشبكات الالكترونية العالمية من مجلات وصحف وجرائد .. اسمحوا لي ان اكتب لكم (مرة اخرى)

وأطلعكم على يوميات رحلتي الى (تونس) هذا العام
في مشاركتي
بمهرجان قرطاج الدولي

منتصف تموز 2007 واليكم ما كتبتُ عن يوميات هذه الرحلة , مقسماً الموضوع على شكل حلقات متتالية ..



اخوكم your,s
مطرب المقام العراقي singer of Iraqi maqam
حسين اسماعيل الاعظمي hussain ismail al aadhamy
عمان amman jordan
00962795820112 gabel al hussain
الاردن , عمان , جبل الحسين b.x 922144
, ص , ب 922144 hussain_alaadhamy@yahoo.com




سلسلة ... رحلاتي ...




رحـــلاتي
إلــى
تـــونس


الجزء الثالث
---------

الحلقة(1)













فكرة مختصرة عن رحلاتي الى تونس الخضراء
---------------------------------------------------------
تونس الخضراء .. لهذا البلد العربي الأبي ، رنين يهزني من الاعماق ، وذكريات عصية على النسيان ، وطموحات وخيالات وتأملات وأحلام كأحلام العصافير .. فمهرجان تستور العاشر عام 1976 هو أول مهرجان دولي أشارك فيه وأنا في بدايات حياتي الفنية ، الذي أتاح لي ولأول مرة الاطلاع على بلد من بلداننا العربية والتعرف على شخصيات فنية من تونس والبلدان المشاركة الأخرى ، وكان أبرز هذه الشخصيات الفنان التونسي الكبير الاستاذ صالح المهدي ، الذي جاءت دعوة العراق الى مهرجان تستور الدولي العاشر من خلاله ، حيث كان رئيساً للمجمع العربي الموسيقي زمنذاك ومقره بغداد ..
























هذه الصورة بعثها اليَّ بعد عودتي الى بغداد صديقي التونسي التستوري كمال الزناتي


وصلتُ تونس وأنا شاب يافع متخم بالأحلام والأفكار والطموحات .. وصلتها وأنا في أول درجات السلَّم ، وأول تجاربي الخارجية ، في جغرافية من أجمل بقاع العالم التي رأيتها ..! مع أناس وشعب عربي من أحسن شعوب الأرض طيبة وتعـاملا ورؤية وعروبة .. ويبدو لي أنه لم يسبق لأي مطرب عراقي قد زار تونس قبل هذا التأريخ ..!

كذلك كان لقصة ترشيحي لهذا المهرجان من قبل وزارة الثقافة والاعلام في بلدي العراق ، حدث نادر لا مجال لتفصيله الآن ، ولكنه مكتوب وموجود في الجزء الأول من المجلد المخطوط الموسوم (من ذاكرة أسفاري) كإسم مؤقت لهذا المجلد .. المكون من عدة أجزاء .. وفي وقتها تجولنا في الكثير من محافظات تونس من شمالها حتى جنوبها ، فكانت أول حفلة في مدينة المنستير وهي مسقط رأس الرئيس المرحوم الحبيب بو رقيبة ثم مدينة سوسة ومدينة صفاقس عاصمة الجنوب ، ثم ثلاث حفلات متتالية في مهرجان تستور ، بعد ذلك غادرنا تستور الى الحمَّامات وأقمنا فيها حفلة أخرى على مسرحها الروماني المطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط ، ثم توجهنا الى مدينة بنزرت عاصمة الشمال وأقمنا فيها حفلة أخرى ، وأخيراً عدنا الى العاصمة التونسية لنقيم آخر حفلة في جولتنا هذه في مدينة طبربة على ضواحي العاصمة التونسية .. وفي جولتنا هذه في المدن التونسية ، رافقتنا في بعضها فرقة اسبانية للفلامــــنكو مع مطربتها وراقصتها ماريا ..

صورة تذكارية للفرقتين الموسيقيتين العراقية والفلامنكو الاسبانية قبل حفلة مدينة بنزرت الشمالية يظهر من اليمين واقفا حسين الأعظمي وراقصة الفلامنكو والحتج هاشم الرجب والمطربة الاسبانية وحسن النقيب والعازف الاسباني وباهر الرجب .. والجالسون جبار سلمان وعازفين اسبانيين ومرافق الوفد التونسي حسونة قسومة .. تموز 1976


وفي عام 1981 قدر لي أن أشارك مرة أخرى في مهرجان تستور الخامس عشر ، وفي أثناء مشاركتنا هذه تمت دعوتنا ونحن في تستور من قبل مهرجان قرطاج ، ولكننا اعتذرنا عن المشاركة بسبب ارتباطنا مباشرة بمهرجان غرناطة باسبانيا .. وفي تستور ومدن أخرى أقمنا اكثر من حفلة ..






























حسين الاعظمي في مهرجان تستور الخامس عشر تموز 1981

وبعد مرور أحد عشر عاما من زيارتي الثانية لهذا البلد الحبيب ، وجهت دعوة لي وللفنانة فريدة من مهرجان المدينة ، حيث أقمنا ثلاث حفلات في مسرح بئر الأحجار والحفلة الرابعة كانت في المسرح البلدي الكائن في شارع 7 نوفمبر (شارع الحبيب بو رقيبة) سابقاّ ..






























حسين الأعظمي في مسرح بئر الأحجار ومهرجان المدينة 1992


وفي شهر تموز July من عام 1994 حيث كانت تجري أحداث كاس العالم لكرة القدم في أمريكا .. كنت في جولة فنية في ايطاليا أقمت فيها أكثر من حفلة في شمالها وجنوبها ، بدعوة من مؤسسة الجسر المؤدي الى بغداد الايطالية ، كانت أولها في مدينة باليرمو بجزيرة صقلية ثم حفلات أخرى في روما واختتمتها في مهرجان سانت لورنس بمدينة ميلانو ..


أيام مهرجان الأغنية العربية في تونس آب 1994 بصالة فندق المشتل يظهر من اليمين رسام الكاريكاتير وليد نايف والشاعر كريم العراقي وحسين الأعظمي عضو لجنة التحكيم وفنان العرب كاظم الساهر واحدى معجباته والفنان الممثل جواد الشكرجي والكاتب الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي ..


في هذه الأثناء كانت ادارة اتحاد الاذاعات العربية ومقره في العاصمة التونسية ، وقد كان رئيسه التونسي الأستاذ د.رؤوف الباسطي ، قد اتصلت على هاتف بيتي في بغداد لدعوتي الى مهرجان الأغنية العربية وجائزة المايك الذهبي كعضو من أعضاء لجنة التحكيم العربية ، وجاءهم الخبر انني في ايطاليا مدعواً من قبل مؤسسة الجسر المؤدي الى بغداد الايطالية ، ثم حصلوا على رقم هاتف المؤسسة من عائلتي ببغداد ، ولعبت المصادفة دوراّ ، حيث كان لأخي الفنان الكبير لطفي بوشناق حفلة في روما في هذه الأيام ..





الصورة في روما يوم 14 / 7 / 1994 عندما دعي المؤلف من قبل صديقه الفنان الكبير لطفي بوشناق لحضور حفلته لهذا اليوم والفنان لطفي والمؤلف يتوسطان اعضاء الفرقة الموسيقية واتذكر من اعضائها الشقيقين العزيزين عازف القانون توفيق زغوندة وعازف الكمان فتحي زغوندة وبقية الاخوة الفنانين ..

تم الاتصال بي من قبل أخي الفنان الكبير عازف الكمان فتحي زغوندة العضو الفعال في فرقة بوشناق الموسيقية ، وقد كلمني ومعه صديقي الناقد الموسيقي الايطالي الشهير باولو سكارنيكيا وأعلمني ان في جعبته دعوة لي من اتحاد الاذاعات العربية بتونس ، للانظمام الى لجنة تحكيم مهرجان الأغنية العربية الثالث الذي يقام مطلع الشهر القادم اغسطس بتونس ، وفي نفس الوقت لم ينس الفنان فتحي أن يدعوني الى حفلتهم مع الفنان لطفي بوشناق بروما ..
































بعد انتهاء مسابقة مهرجان الأغنية العربية على مسرح قرطاج الأثري يوم 4/8/1994 حسين الاعظمي عضو لجنة التحكيم يتوسط بعض المغنين العرب المشاركين من اليمين الأردني ياسر فهمي والبحريني فوزي الشاعر والعراقي مهند محسن والتونسي صابر الرباعي ..
ذهبت الى الحفلة واستمتعت بوقتها ، والتقيت باخوتي التونسيين والناقد باولو واستلمت كتاب الدعوة ، وباشرت في الأيام التالية تمشية معاملة الفيزة وتذكرة الطائرة ، وهكذا غادرت الى تونس في الثامن والعشرين من تموز بعد ان كانت فرقتي الموسيقية التي رافقتني في حفلات ايطاليا قد غادرت الى أرض الوطن قبل أيام ..














عضوا لجنة تحكيم مهرجان الأغنية العربية بقرطاج تونس يوم 4/8/1994 الفنانة
الشهيرة لورد كاش وحسين الأعظمي وهما يتحدثان في شؤون التحكيم
وفي سفرتي الخامسة الى تونس عام 2002 ، تم اختياري من قبل اخوتي التونسيين والعراقيين معاّ في تمثيل العراق في الاحتفالية التي أقامها مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بقصر النجمة الزهراء – دار البارون ديرلنجي في سيدي بو سعيد ، التي وصفت بسبعينية مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي كان قد عقد في القاهرة في آذار March عام 1932 وكذلك كانت هي أيضا سبعينية البارون دير لنجي الذي توفي بعد المؤتمر في شهر تشرين الثاني November من نفس العام 1932 ، ويذكر أن البارون كان من اهم الشخصيات التي عملت على اقامة مؤتمر القاهرة عام 1932 .. وكانت فكرة هذه الاحتفالية التي يبدو أنها كانت باكورة أعمال مركز الموسيقى العربية والمتوسطية ، هي اختيار فنانين معاصرين من الدول العربية التي شاركت في مؤتمر القاهرة عام 1932 يؤدون نص ما تم تأديته عام 1932 .. وعليه وقع الاختيار عليَّ لتأدية المقامات التي سبق ان أداها مطرب العصور المقامية الخالد محمد عبد الرزاق القبانجي ..
ولا زال مركز الموسيقى العربية والمتوسطية ، هذا الصرح الفني المهم ، يدار من قبل أخي وصديقي الفنان الكبير عازف العود مراد الصقلي ..
اما مشاركتي في مهرجان قرطاج هذا العام فهي السادسة في مسلسل زياراتي الى تونس العرب ..

*********************


كيف تمت دعوتي الى قرطاج
-----------------------------------
أعود معكم مرة أخرى الى سفرتي للامارات العربية المتحدة (امارة الشارقة) لحضور مؤتمر المهرجانات العربية الذي عقد من 20 حتى 24 نيسان April عام 2005 برعاية مؤسسة يبوس للانتاج الفني في القدس ، في اطار مهرجان بينالي الشارقة وتحت رعاية سمو حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي رعاه الله ، التي إلتقيت فيها باخوة واصدقاء عرب من الفنانين أو من المسؤولين عن الفن في بلدانهم ، بعضهم على معرفة سابقة وبعضهم تشرفت بمعرفتهم خلال أيام هذه السفرة .. وقد أثمرت هذه اللقاءات عن سفرتي الى الجزائر اواخر تشرين الاول October من نفس العام 2005 بعد أن تشرفت بمعرفة المدير العام للديوان الوطني للثقافة والاعلام في وزارة الثقافة الجزائرية الأستاذ لخضر بن تركي الذي سبق لي أن سمعت عنه الكثير ..
حيث أقمت أربعة حفلات رمضانية في العاصمة الجزائرية ومدن بسكرة وسطيف والقسطينة ، بعد غيبة طويلة تجاوزت الربع قرن ، منذ أن شاركت في مهرجان الموسيقى التقليدية الدولي بالجزائر أواخر تموز July عام 1979 بمعية فرقة التراث الموسيقي العراقي وأعضائها الفنانين المطربين زمنذاك كل من فنانة القرن العشرين مائدة نزهت والمرحوم عباس جميل وابراهيم العبد الله وبقية الموسيقيين ..
وكان لقائي الاّخر في الشارقة بأخي مطرب البحرين أحمد الجميري الذي مضى على لقائي به هو الاّخر أكثر من ربع قرن منذ مشاركتنا معاّ في مهرجان الأغنية الخليجية الأول الذي عقد في المنامة في آذار March عام 1980 .. حيث أثمر عن دعوتي الى مهرجان البحرين الدولي الرابع عشر ، في العشرة الثانية من شهر تشرين الثاني November عام 2005 أي بعد عودتي الى عمّان مقر اقامتي من الجزائر بقليل ..
ولعل تشرفي بمعرفة المدير التنفيذي لمهرجان قرطاج الدولي الدكتور عبد الرحمن البناني ، خلال أيام الشارقة ، هو الذي ساهم بصورة او بأخرى بدعوتي الى مهرجان قرطاج الدولي الذي يعد أكبر مهرجان فني في تونس الخضراء في دورته الثالثة والأربعين ، اذا ما علمنا ان أكثر من ثلاثمئة مهرجان فني يفتتح خلال العام في تونس ، أو ربما خلال الصيفية لوحدها ..!!!
خلال هذا العام 2007 كنت قد وقعت عقداّ مع أخي وصديقي الغالي الأستاذ فؤاد عبد العزيز سعيد الجنابي أمده خمس سنوات قادمة ان شاء الله ، بقيام الشركة المساهم فيها ، شركة كوفرا (العراقية البلجيكية) بالتعاون مع شركتــــــــه الأخرى – شركة بغداد – لرعاية وتنظيم أعمالي الفنية .. وعليه تمت المكاتبات والاتصالات مع مهرجان قرطاج عن طريق شركة كوفرا وبغداد ، التي وصلت الى بر الامان ، وكانت حفلتي في الأيام الأولى من افتتاح المهرجان القرطاجي الكبير .. فقد تم الافتتاح يوم 14/7/2007 وكانت حفلتي يوم 18/7 ..

اختيار أعضاء الفرقة الموسيقية
--------------------------------------------------
مرة اخرى لم أستطع دعوة كل أعضاء فرقتي الموسيقية من بغداد ، نظراّ للظروف القاهرة لبلدنا العراق ، واكتفيت بعازفيْن فقط هما عازفيْ الايقاعات علي اسماعيل جاسم وابن عمه عبد الكريم هربود جاسم ، ودعوت كل من الفنانيْن الرائعين عازف القانون علي كامل احمد وعازف الناي سعيد فريح عبد ، وهما من طلبتنا القدامى في معهد الدراسات النغمية العراقي ، المقيمين معي في الأردن الشقيق ، ودعوت الفنان المتألق عازف السنطور وسام أيوب العزاوي المقيم في هولندة .. ومن تونس دعوت فنانيْن رائعين مقيمين فيها ، هما عبد الكريم بنيان علي عازفاّ على آلة الطبلة ورياض محمد حسن عازفاّ على آلة العود .. ثم اصطحبت أخي وصديقي عماد عدنان رشيد القيسي مديرا للفرقة الموسيقية خلال هذه السفرة القرطاجية ..

فكرة مختصرة جدا عن أعضاء الفرقة
-------------------------------------------------------------------------------
قبل أن نتوغل بيوميات قرطاج في البلد العربي الجميل تونس ، أود ان أتحدث اليكم بفكرة مختصرة جدا عن اعضاء الفرقة الموسيقية .. الذين يمكنني القول في وصفهم بالفنانين الكبار دون تردد ..

وسام أيوب العـزاوي
-------------------------------
يقول المثل أن التلميذ أستاذ ونصف ، وهكذا ينطبق هذا المثل على أعضاء الفرقة الموسيقية بصورة عامة ، فوسام كان أحد طلبتنا في المعهد المذكور آنفا ، وأستاذه المباشر في آلة السنطور هو الفنان الكبير محمد زكي عبد درويش ، وهو من الرعيل الأول لطلبة وأساتذة المعهد ، ولكن وسام تطور سريعا وأصبح في مصاف العازفين الكبار ، ولكل من التلميذ والأستاذ مزايا وامكانيات قد يفتقدها الآخر ، ولكن الميزة التي تحسب لوسام العزاوي هي تعابيره المقامية الأصيلة والجميلة ، ولا أغالي ان قلت ، أن أجمل صوت لآلة موسيقية إستمعتُ وأستمعُ اليه هو صوت آلة السنطور وأجمل من يعزف عليها في الوقت الراهن هو وسام أيوب الذي ينقلني الى عــــــوالم خيالية تتجاوز حدود المعقول ..
درس وسام الموسيقى في معهد الدراسات النغمية العراقي ثم درَّس في نفس المعهد وأماكن تعليمية أخرى وشارك في مهرجانات عديدة في العالم ، حتى استقر به المطاف في هولندة منذ عام 1997 .. ووسام أيوب العزاوي متعدد المواهب الفنية ، فهو عازف على آلة السنطور بامتياز وعازف على مختلف الآلات الايقاعية بامتياز أيضاّ ، فضلا عن أن له محاولات جيدة في كتابة التأريخ المقامي التي يعكف على نشرها من خلال الشبكات الألكترونية في العالم .. وهو من مــــــــــواليد عام 1960 ..

سعيد فريح عبد
------------------------
كان سعيد هو الآخر أحد طلبتنا القدامى في المعهد وكان أستاذه المباشر على آلة الناي هو الفنان المقتدر فائق حنا لبعض السنوات والاستاذ التونسي صلاح المانع لسنوات اخرى ، ولكن تلميذهما البارع سعيد فريح تفوق في فنه العزفي وتطور تطوراّ فاق امكانية تلمذته ، ولعلني أستطيع القول أيضاّ ، بأن عزف سعيد على آلته الأثيرة – الناي – كان يمتاز هو الآخر بحسه المرهف وتعابيره العراقية الأصيلة ، مع نظافة ودقة في العزف ، ولعلكم أعزتي القراء ، وأنتم تقرؤون هذه اليوميات ، تلاحظون كم هو اهتمامي بالنواحي التعبيرية للعازف الموسيقي ، لأن فقدان هذه الناحية ، يفقد العمل الفني جماليته وهويته ، خاصة ونحن نؤدي عملاّ فنياّ غناسيقياّ تراثياّ وتأريخياّ ، فبدون التعبير الحقيقي عن هوية هذا التأريخ ، يعني أننا نميل بهذا الغناء وهذه الموسيقى نحو التهجين وضياع الحقيقة الفولكلورية ..
كذلك كان سعيد قد درس ودرَّس في معهد الدراسات النغمية العراقي وأمكنة أكاديمية أخرى ، وله مشاركات عديدة في مختلف المهرجانات الفنية في العالم .. واختار اقامته في الاردن الشقيق منذ زمن قارب سنوات عشر .. وهو من مواليد 1960 ..

علي كامل أحمد
-----------------------
هذا الفنان الرائع في عزفه على آلة القانون ، هو الآخر كان من طلبتنا في معهد الدراسات النغمية العراقي ، وقد انصب اهتمامه الواضح في تطوير عزفه وممارسته العزفية منذ أن بدا طالباّ في المعهد ، الأمر الذي جعل منه عازفا تقنيا وتعبيريا مميزا على آلة القانون .. من خلال التجربة المستمرة في مرافقته أبرز المغنين ، كذلك استطاع تنمية موهبته بالدراسة والتدريس في المعهد وفي أمكنة أكاديمية أخرى ، ثم استقر في الأردن الشقيق منذ زمن قارب العشر سنوات مع زميله سعيد فريح ..
يمتاز علي كامل بميزة تكاد أن تكون أبرز مميزاته الفنية في العزف ، اذ تبرز في أكثر أعماله ومشاركاته ، وهي اهتمامه بالأسلوب التقني واضافة التحليات والزخرفات الفنية والجمالية وبعض التوزيعات الهارمونية للمسارات اللحنية الموسيقية مع محافظته على التعابير العراقية فيها ، كذلك له مشاركات عديدة في المهرجانات الفنية العالمية .. وهو من مواليد 1962 ..

عبد الكريم بنيان علي
---------------------------------
لابد لي وأنا اتحدث عن هذا الفنان المتألق ، ان أهيب بتواضعه الجم وأخلاقه الرفيعة ، حيث وافق على مرافقتي عازفاّ على آلة الطبلة وهو الذي يتصف بالعزف على آلة القانون بالدرجة الأولى ، والأستاذ فيها ، فاسحاّ المجال لعازف آخر هو زميله علي كامل في العزف على آلة القانون وهو يعزف على آلة الطبلة في حفلتنا بمهرجان قرطاج ، فعبد الكريم بنيان فنان ينصهر بسرعة مع الحدث ومع زملائه الفنانين .. وهو أيضاّ فنان متعدد المواهب ، عازف على كثير من الآلات الموسيقية منها القانون والعود والطبلة وآلات ايقاعية اخرى ، فضلا عن كونه كاتباّ للنوطة الموسيقية ببراعة وموزعا هارمونيا للمسارات اللحنية ، ملحناّ وقائداّ للفرق الموسيقية وذا رؤية ثاقبة في اعداد الأعمال الفنية ..
كان عبد الكريم بنيان هو الآخر أحد طلبة المعهد أواخر السبعينات حتى السنوات الأولى من الثمانينات ، حيث امتاز بفطرة ذكائه واستيعابه للمعلومات الجديدة ، عمل بالتدريس في المعهد وأمكنة أكاديمية أخرى ، شارك في المهرجانات العالمية ورافق الكثير من المغنين ، وسبق لي أن دعوته لرفقتي مع فرقة الجالغي البغدادي الموسيقية الى باريس في كانون الاول December من عام 1995 وأقمت عدة حفلات لمعهد العالم العربي ومدينة ميتس ، وكان عازفاّ للطبلة أيضاّ ، لان آلات فرقة الجالغي لا تحتوي على آلة القانون ..
يمتاز هذا الفنان بالكثير من الميزات، منها سيطرته المطلقة في عزفه التقني والتعبيري وتلاعبه بالوزن الايقاعي وهو عازف الطبلة القوي .. كذلك الصفة الحرفية له ولجميع أعضاء الفرقة ..

رياض محمد حسن
-----------------------------
هذا الفنان الخلوق ، المتألق في عزفه ، رياض محمد حسن عازف العود المعروف ، خاصة والعراقيون أسياد العود ، كنت قد تعرفت عليه أيام تلمذته وأيام زمالته في التدريس في المعهد ، ولكنني رغم كل هذا الوقت لم أكن قد استمعت اليه بصورة جيدة أو بصورة كافية كعازف حرفي على آلته الأثيرة ، آلة العود ، ولذلك لم يأت على بالي يوما ضم رياض محمد حسن الى فرقتي الموسيقية التي ترافقني في جولاتي الغنائية في المهرجانات العالمية ، خاصة وان علي الامام عملاق العود في الوطن العربي بلا منافس ، كنت قد اخترته منذ زمن بعيد ، رئيساّ لفرقتي الموسيقية ، ولكن بعض الأمور تغيرت ، فعلي الامام ترك العراق منذ سنوات قليلة واستقر في تونس الخضراء في مهمة تدريسية بمعهد سوسة للموسيقى .. وعندما تأكدت مشاركتي في مهرجان قرطاج كتبت له رسالة الكترونية للاشتراك مع أعضاء الفرقة الموسيقية في حفلة قرطاج .. ولكنه تصرف تصرفا غريبا ..! بحيث لم يكلف نفسه الاتصال بي وانما أعطى هاتفي الى عازف العود رياض محمد حسن الذي اتصل من تونس واخبرني باستعداده المشاركة معي بدلا من علي الامام ..!! رغم استغرابي من هذا الموضوع لكنني وعدت الفنان رياض خيرا .. وهكذا تم ضم الفنان رياض المقيم مع زميله عبد الكريم بنيان في تونس في مهمة تدريسية أيضا ، الى أعضاء الفرقة التي سترافقني في حفلة قرطاج ، وهذه هي المرة الاولى التي ينضم فيها رياض الى أعضاء فرقتي الموسيقية .. وهكذا كان رياض في يوم 18/7 على مسرح قرطاج أهلا للمهمة واكتشفت فيه عازفاّ رائعاّ يمكن ان يستمر معنا دائما ان شاء الله ..

علي اسماعيل جاسم
عبد الكريم هربود جاسم
-------------------------------------
هذان الفنانان علي اسماعيل وابن عمه عبد الكريم هربود القادمان من مدينة المدائن (سلمان باك) اللذان جاء بهما الموسيقار المرحوم منير بشير مطلع السبعينات مع أخيهم أحمد هربود ، بل وحتى أبنائهم عندما كان يستكشف ويبحث عن فنانين غناسيقيين تراثيين لينشئ بهم فرقة موسيقية تراثية أسماها فيما بعد بـ (فرقة التراث الموسيقي العراقي) .. التي كنا من اوائل اعضائها ، وقد كان هؤلاء يمارسون العمل الحرفي ، هم وأولادهم أباً عن جد ، في العزف على الآلات الايقاعية والآلات الشعبية كآلتي الزرنة والمطبك (من فصيلة المزمار) في الأفراح والمسرات كمصدر لرزق عيشهم ، فضلا عن ممارستهم صيد السمك في نهر دجلة الخالد .. ورغم بساطة هؤلاء الفنانين الفطريين في الثقافة والعلم من خلال بيئتهم البسيطة ، إلا ان انظباطهم والتزامهم الأخلاقي في التفكير والسلوك ، كان أمراّ مثيراّ حقاّ وهم يتجولون في بقاع العالم طيلة أكثر من ثلاثين عاما من التجربة يلاحظون ويشاهدون ما لم يكن في حسبانهم مشاهدته في بيئتهم البسيطة التي نشؤوا فيها ..! ولكن هكذا هي الأخلاق ..

هي الأخلاق تنبت كالنبات اذا سقيت بماء المكرمات

وهكذا يؤكد أستاذنا الراحل منير بشير كم هو دقيقاّ في الاختيار وكم هو بعيد المدى في رؤيته للأمور ..
أتذكر كلمة أثيرة من أستاذنا منير بشير عندما كان يريد تنبيهنا الى بعض الأمور ، اذ يقول (أنني عندما أضم أي فنان الى أعضاء الفرقة ، أنظر الى أمرين مهمين في ذلك الفنان وهما ، أخلاقه بدرجة 75/0 وفنه بدرجة 25/0 ..!! فالأخلاق من الصعب تغييرها في مثل هكذا أعمار تجاوزت سن الرشد ، في حين أن الـ 25/0 من امكانيته الفنية باستطاعتي تنميتها وايصالها الى أعلى درجة ممكنة ، فعليه يحق لي أن أنظر الى الأخلاق قبل الفن) ..
وهكذا كانت هذه الرؤية وغيرها من أستاذنا الراحل منير بشير ، منهجا ونبراسا سرتُ على هدْيهِ في تمشية أمور فرقتي الموسيقية .. وهكذا ترون أعزتي القراء كم يمتلك كل عضو من أعضاء فرقتي الموسيقية من الخلق والالتزام والاحترام ما يعجز عنه قلمي في تسطيره وشرح أبعاده ، فضلا عن امكانيتهم الفنية الرفيعة التي تثير الأوساط الفنية أينما حللنا وفي أي مكان في العالم .. ومن زاوية ما ، أعتقد أن هذه المبادئ هي جزء كبير من سر المهنة كما يقال ..
علي اسماعيل يعزف على آلات الايقاع بدرجة امتياز كآلة الطبل والنقارة والخشبة والدف (الرق) والطار ، أما عبد الكريم هربود فهو يعزف بامتياز على آلتي الزرنة والمطبك الشعبية ، وهما من فصيلة المزمار ، كذلك يعزف بامتياز كبير على آلة النقارة وبالتالي فهما عضوان مهمان في فرقة الايقاعات العراقية التي يقودها عازف الايقاع الشهير سامي عبد الاحد الموجودة ضمناّ في فرقتي الموسيقية .. وبالطبع ان لهذين الفنانين مشاركات عديدة في الكثير من مهرجانات العالم الفنية ..

***************

بعض المعاناة
---------------------
كانت المكاتبات في البداية بين شركة كوفرا وادارة مهرجان قرطاج الدولي في شأن تلبية دعوة المهرجان الكريمة تتم عن طريق العنوان الالكتروني المباشر للشركة والعنوان الالكتروني لادارة المهرجان .. وخلال هذه الفترة من المكاتبات حدث اشكال في خط الانترنيت للشركة دون ان يُنتبه اليه ، حيث وصل الأمر الى عدم وصول الرسائل من الشركة الى ادارة المهرجان ، ولكنها في نفس الوقت لا تعود الى عنوان الشركة بحيث يتم الاطمئنان على انها وصلت ، في حين أن الأمر غير ذلك ، ولأجل هذا الموضوع الغريب حصل تلكؤ بمواصلة المكاتبات الذي كاد أن يوصل الأمر الى طريق مسدود ، واستعيض عن ذلك بالمكالمات الهاتفية بعد اكتشاف الخلل في خط الانترنيت فضلا عن استبدال العنوان الالكتروني لشركة كوفرا الى عنوان شركة بغداد ، ورغم كل ذلك ، فقد أعربت ادارة المهرجان أكثر من مرة عن تمسكها بدعوتي الى حضور المهرجان والمشاركة فيه ، ليستقيم الأمر بعد ذلك رغم خسارة وقت كثير .. وتم الاتفاق على كل شئ وبقي شئ واحد هو موضوع الفيزة .. الذي عانينا منه الكثير ، اذ يبدو أن ظروف العراق الحالية لها ضلع كبير في تأخير حصولنا على الفيزة ، بل وصل الأمر الى ان نطير الى تونس دون ان نحصل على الفيزة من السفارة التونسية في عمان ..!! وقد تم الحصول عليها في مطار تونس الدولي .!
من ناحية أخرى ، فقد وصل الفنانان ِعلي اسماعيل جاسم وعبد الكريم هربود جاسم الى دمشق يوم السبت قادمين من بغداد قبل ثلاثة أيام من موعد السفر الى تونس الذي حدد حجزه يوم الثلاثاء 17/7/2007 لأجل الحصول على الفيزة وتذكرة الطائرة ، ولكنهما عانا مثل ما عانيناه نحن في هذا الشأن ، وكنت أتابع الموضوع معهما وادارة المهرجان عن طريق الاتصالات الهاتفية المكثفة والمستمرة ، ووصل الأمر عندهما أن حصلا على الفيزة بوقت متأخر جداّ بحيث لم يلحقا بموعد الطائرة ..! وبجهود ادارة المهرجان تم قدومهم ووصولهم الى تونس عن طريق جوي آخر فجر يوم 18/7/2007 .. أي في نفس يوم حفلتنا في المهرجان ..
أما بالنسبة الى الفنان وسام أيوب العزاوي المقيم في هولندة ، فلا وجود لأي مشكلة لديه ، لان جوازه هولندي ، وقد وصل الى تونس ظهر يوم 17 تموز ..

[معتصم الحارث الضوّي]

سيدي الفاضل حسين الأعظمي
لا شك أن قراءة المقامات من أعظم أنواع الفنون تطريباً ، و كاتب هذه السطور من عشاقها القدامى . و قد كان لي الشرف العظيم بحضور إحدى حفلاتك منذ سنوات عديدة . أشكر حضورك المتميز إلى واتا لتعريفنا بهذا الفن الراقي ، و أتمنى -للفائدة- أن ترفد هذا المقال بالصور . كما أرجو شاكراً إثراء معارفنا عن فن المقام بسلسلة من المقالات .

مع فائق احترامي و عظيم تقديري