آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: زحاف بين الشعر والغناء والعروض

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي زحاف بين الشعر والغناء والعروض


    حسب رواية الموسوعة الشعرية، قال حسان بن ثابت رضي الله :

    تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ = إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِعرَ مِضمارُ
    يَميزُ مُكفَأَهُ عَنهُ وَيَعزِلُهُ = كَما تَميزُ خَبيثَ الفِضَّةِ النارُ

    إن صح تحليلي فإن مصداق هذين البيتين والثاني منهما خاصة يتضمنه هذا النشيد لقصيدة من المديد:

    http://www.awzan.com/poetrypages/hathehel_athwab.htm

    المطلع :
    هذه الأثواب والخلع ........ تكتسى طورا وتختلع
    2 3 2 2 3 1 3 ...........2 3 2 2 3 1 3


    واللونان الأسود والأحمر علامة ثبات في المقطع، والمقطع الوحيد الذي ورد فيه زحاف في الأبيات هو المقطع الأزرق ( أول الشطر ) وشذ عن ذلك البيت:
    في البيت :

    والذي تفهمه فتن.................. والذي تعلمه خِدَع
    ولْ لذي تفْ هَـ مهو فِ تننْ.............. ولْ لذي تعْ لَ مهو خِ دعو

    2 3 2 1 3 1 3 ............2 3 2 1 3 1 3


    وهي أنشدت:

    والذي تفهامه فتن ........... والذي تعلـامه خِدَع
    ولْ لذي تفْ هَـا مهو فِ تننْ ........... ولْ لذي تعْ لَـا مهو خِ دعو

    2 3 2 2 3 1 3 ............2 3 2 2 3 1 3


    ماذا يقول العروض التفعيلي :

    وزن المديد في العروض التفعيلي = فاعلاتن فاعلن فاعلاتن

    ويقول بيت الخبن فيه :

    ومتى ما يع منك كلاما .......... يتكلمْ فيجبْك بعقلِ
    1 3 2 2 1 3 1 3 2 ...........1 3 2 1 3 1 3 2


    هنا إيقاع البيت كله صار خببيا فبدا مستساغا جميلا
    ولكن القياس في ظل جزئيات التفاعيل يسمح بجواز مجيء الوزن على
    فاعلاتن فعِلن فَعلا = 2 3 2 1 3 1 3
    فهل ورد في المأثور من الشعر العربي مثل هذا الوزن ؟
    تصفحت الأمثلة التي أوردها د. محمد عبد المجيد الطويل في كتابه ( في عروض الشعر العربي – قضايا ومناقشات ) فما وجدت فيها مثالا على ذلك.
    يقول العباس بن الأحنف:

    يا غَريبَ الدارِ عَن وَطَنِه = مُفرَداً يَبكي عَلى شَجَنِه
    شَفَّهُ ما شَفَّني فَبَكى = كُلُّنا يَبكي عَلى سَكَنِه
    وَلَقَد زادَ الفُؤادَ شَجاً = طائِرٌ يَبكي عَلى فَنَنِه
    كُلَّما جَدَّ البُكاءُ بِهِ = دَبَّتِ الأَسقامُ في بَدَنِه
    ويقول كذلك:

    نامَ مَن أَهدى لِيَ الأَرَقا = مُستَريحاً سامَني قَلَقا
    لَو يَبيتُ الناسُ كُلُّهُمُ = بِسُهادي بَيَّضَ الحَدَقا
    أَنا لَم أُرزَق مَوَدَّتَكُم = إِنَّما لِلعَبدِ ما رُزِقا
    غَالَهُم وُدّي فَما عَقِلوا = حينَ سَدّوا دونَهُ الطُرُقا
    كانَ لي قَلبٌ أَعيشُ بِهِ = فَاِصطَلى بِالحُبِّ فَاحتَرَقا

    ووزنها جميعا = 2 3 2 2 3 1 3 ....واللونان الأسود والأحمر علامة الثبات في مقاطع الشطر، والمقطع الوحيد الذي ورد فيه الزحاف في هذه الأبيات وفي كل الأبيات التي قرأتها من هذه الصورة هو السبب الأول الأزرق.

    ألذلك تفسير ؟
    عودة للتخاب:
    http://www.jalt.net/jalt/jaltusr/Cur...shanJalt43.pdf

    في العجز 2 3 1 3 1 3 ...........فإن الأوثق هو الوتد الأحمر وبعد ذلك يصبح الإيقاع 1 3 1 3 خببيا تماما، ولعل هذا هو ما جعل تجاور الإيقاعين البحري 2 3 والخببي 1 3 1 3 لا يخلو من تباين في السمع عند الإنشاد، خاصة وأن 2 3 بحرية تماما، فجبرته المنشدة برد الزحاف في 1 3 إلى أصله 2 3 فأنشدت :

    تفهامه بدل تفهمه ........... وتعلامه بدل تعلمه

    هل عدم انتهاء الشطر ب 1 3 1 3 خاص بالمديد ؟ أم أن هذا يمثل ظاهرة عامة.
    1 3 1 3 = (2) 2 (2) 2 أي أنه إيقاع خببي، أي أن ورود 1 3 1 3 في آخر الشطر مما يستأثر به الخبب، فهل هذا يعني خلو آخر الشطر في الشعر العربي ( فيما عدا الخبب ) من 1 3 1 3 بما سبق وصفه الاستئثار ؟
    فلنستعرض مظان ورود هذا الوزن في آخر الشطر في الأوزان التالية
    1- البسيط 4 3 2 3 2 1 3 1 3
    يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر (ص – 74) أن مجيء مستفعلن 2 2 3 على مفتعلن 2 1 3 " تغيير شاذ غريب تنفر منه الأذن ولا تكاد تستسيغه"
    2- المتقارب 3 2 3 1 3 1 3
    لا يجوز هذا في المتقارب، جاء في العقد الفريد تحت عنوان الضرب المحذوف المعتمد:
    أيا ويح نفسي وويل امّها = لما لقيت من جوى همّها
    فديت التي قتلت مهجتي = ولم تتق الله في دمّها
    أغض الجفون إذا ما بدتْ = وأكْني إذا قيل لي سمّها

    وقوله المعتمد أي لا تأتي آخر 2 3 فيه 1 3 أي وزنه 3 2 3 2 3 2 3 ( الأسود لا يزاحف)
    لاحق خلّوف 4 3 2 3 2 3 لا أظنه يأتي على 4 3 1 3 1 3 ولم أطلع على بيت منه على هذا الوزن

    --------

    ورد هذا الموضوع في سياق موضوع عن المديد على الرابط ،
    http://www.freespaces.com/alarood/12...wa4-madeed.htm

    وإن كنت فيه مصيبا فخير أو مخطئا فلعله يثير حوارا مفيدا خاصة من أستاذي د. عمر خلوف والأستاذ سليمان أبو ستة.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  2. #2
    أديب الصورة الرمزية سليمان أبو ستة
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    74
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بل أصبت كل الإصابة يا أخي خشان، جنبك الله الخطأ ووقاك من الزلل وهداك دوما إلى الصواب. وفي رأيي أنك وقفت على قانون عروضي هام يغنيك عن الاستشهاد بحكم ذوقي للدكتور إبراهيم أنيس، وإن كنت أراك لم تقف عنده ومضيت في استقرائك لأكثر مظان الوقوع في مثل هذا الزحاف الذي وقع فيه الشيخ النابلسي ولم يستطع مضمار الغناء أن يجبر ما فيه من ثقل إلايقاع إلا بكسر نسق القول المألوف والميل به نحو اللحن في الكلام .
    إذن ليعلم كل منشد للشعر ، متحر في الإنشاد سبيل عروض الخليل، أن الخليل ، رحمه الله ، لم يول هذا الجانب من ثقل الزحاف عنايته . أو ربما أنه لم ينتبه إلى إختلاف مسلك ضروب الوزن المعين تجاه زحاف معين كالخبن في المديد الذي يعتبره حسنا على إطلاقه، وإنما هو حسن في ضروب المديد الأربعة الأولى ، وقبيح غاية القبح في الضربين الأخيرين منه.
    أود أن أضيف إلى استقرائك لمظان ورود هذا الوزن ( 1 3 1 3 ) في أواخر الأشطار ، ولا شك عندي أنك التفت إلى بيت الطيّ في البسيط، وهو :
    ارتحلوا غدوة وانطلقوا بُكَراً ** في زمر منهم يتبعهم زُمَرُ
    وهو عند الخليل، وكثير من العروضيين ، صالح. وأما المعري فقد قال عن الطي في البسيط إنه شنيع "وهو كالمفقود في شعر العرب"، ومع ذلك فقد استعمل المعري الطي في قوله على مثنى البسيط :
    دنياك موموقة ** أكثر من أختها
    والملاحظ هنا أن شفرة الإيقاع في آخر البيت قد أصبحت ( 1 3 2 3 ) وبذلك تخلص الشطر من الشناعة في زحاف الطيّ .
    كما أود أضيف إلى هذا الاستقراء ما لم تلتفت إليه؛ وهو ما يمكن أن يرد في بحر المتدارك. قال الشاعر العروضي الحساني حسن عبد الله مما رواه الدكتورعمرخلوف في كتابه " كن شاعرا ":
    سيداً كان كم شاقنا صوته** نافذاً في جوانحنا سيدا
    كان؟ كلا فما زال ها هو ذا**صوته في مسامعنا أمردا
    لا تقولوا وهمتَ ، دعوني مع الوهم أكمل في وهميَ المشهدا
    أنا شيء، فكيف أصير إلى(م) غير شيء، أيذهب كوني سدى
    ( إشارة اتصال الشطرين من عندي)
    لاحظ أن ( 1 3 1 3 ) قد وقعت في آخر الشطر الأول من البيت الأخير، ولذلك لزم التنبيه إلى عدم الوقوف عند العروض.
    أخي الأستاذ خشان :
    أتحفنا بالمزيد من هذه الخطرات العروضية الصائبة، ودمت لنا،،،


  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    إليك مع الشكر أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة:

    http://www.freespaces.com/alarood/007-radsulayman.htm

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  4. #4
    شاعر الصورة الرمزية د.عمرخلوف
    تاريخ التسجيل
    06/10/2006
    المشاركات
    679
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة

    ولكن القياس في ظل جزئيات التفاعيل يسمح بجواز مجيء الوزن على
    فاعلاتن فعِلن فَعلا = 2 3 2 1 3 1 3
    فهل ورد في المأثور من الشعر العربي مثل هذا الوزن ؟
    تصفحت الأمثلة التي أوردها د. محمد عبد المجيد الطويل في كتابه ( في عروض الشعر العربي – قضايا ومناقشات ) فما وجدت فيها مثالا على ذلك.


    هل عدم انتهاء الشطر ب 1 3 1 3 خاص بالمديد ؟ أم أن هذا يمثل ظاهرة عامة.
    1 3 1 3 = (2) 2 (2) 2 أي أنه إيقاع خببي، أي أن ورود 1 3 1 3 في آخر الشطر مما يستأثر به الخبب، فهل هذا يعني خلو آخر الشطر في الشعر العربي ( فيما عدا الخبب ) من 1 3 1 3 بما سبق وصفه الاستئثار ؟
    الحبيب الأستاذ خشان رعاه الله

    جاء في الكامل للمبرد قول الشاعر:

    كلُّ جارٍ ظلَّ مغتبطاً *** غيرَ جيراني بَني جَبَلَهْ
    خرّقوا جَيْبَ فَتاتِهِمُ *** لَمْ يُبالوا حُرمةَ الرّجُلَهْ


    والشاهدُ في صدر البيت الثاني.

    وجاء في الاختيارين للأخفش، قول جذيمة بن الأبرش:

    في فُتُوٍّ أنا رابِئُهمْ *** من كَلالِ غزوةٍ ماتوا

    ويروى:
    في فُتُوٍّ أنا كالئُهمْ*** في بلايا غزوةٍ باتوا

    والشاهد صدر البيت، وقد جاءت فاعلاتن في العجز من الرواية الأولى على (فاعلاتُ).

    فإذا بحثنا في قصائد الضرب (فعْلن)، وجدنا عدداً من الأمثلة التي جاء فيها التشكيل: (فعِلن فعْلن).



    وأضيفُ إلى ما أضافه أخي الأستاذ سليمان بعض ما جاء على هذه الصورة من بحر السريع
    يقول ابن زاكور:
    أهدى لنا الخيريُّ في الروضَهْ *** عَرْفَ خيورٍ فيك مبْيضّهْ
    اصفرُهُ الفاقِعُ من ذهَبٍ *** والأبيضُ الناصعُ من فضّهْ
    والأحمرُ الساطِعُ وجْنةُ مَنْ *** أغرى بكلّ المبتلى بعضَهْ

    ويقول:
    "لُمطَةُ" فيها التينُ والعنَبُ *** ما ينقضي لي منهما عجَبُ
    أحمرُهُ الغضُّ وأبيضُهُ *** إنْ شُبّها الياقوتُ والذّهبُ
    فما تبدّتْ في مَقاطِفِها *** إلاّ وللشهوةِ مُلتَهَبُ

    يا سادةَ الشعر هذا الوزنُ في يدكمْ * عجينةٌ كيفَ شاء الشعرُ شكّلها
    ما بالهُ أثْرتِ الألحانُ صفحتَهُ * حتى إذا عرَضتْ بالشعر أهملها
    جددْ لحونكَ واخترْ ما يروقكَ منْ * إيقاعها ربما أوتيتَ اجملَها

  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي وأستاذي الكريم د.عمر خلوف

    كلما قرأت لك استمتعت وتأملت وتتالت لدي تداعيات عروضية ومنها هذه المرة ما سأورده مرتبطا مباشرة أو غير مباشرة بموضوع المشاركة .

    1 – لعلك أدرى مني بما في النحو من روايات متباينة، وقد قيض للنحو في تقعيده من فرق بين العام الشائع والنادر فاعتبر أغلب الأخير من باب الاستثناء وأحيانا الشذوذ.
    سار العروض مسارا مختلفا عن النحو، فقد أخذ فيه بكل شاردة وواردة. فندر من قال فيه بمثل مقالة النحو، وعلى توسع الخليل في الأخذ بالنادر إلا أن الأمر بلغ ببعضهم إلى القول بقصور عروض الخليل عن الإحاطة بأوزان الشعر العربي، متخذين مراجع لهم قصائد لا تزيد عن أصابع اليد لا يقين إلى معرفة سبب اضطرابها أهو خلل الرواية أم سواها. وحتى لو ثبتت صحة روايتها فإنها من الندرة بحيث لا يصح أن توضع في كفة والبقية الغامرة من الشعر العربي في كفة أخرى في تقييم عروض الخليل.
    وحتى في عروض الخليل فلا يغيب عني شاهد خبل البسيط المصنوع على أغلب الاحتمالات ليناسب تنظيرا نابعا من جوازات احتمالات زحاف الأسباب يستزيد من الشاذ وكأن ما هو موجود في ثنايا الشعر لا يكفي.

    وزعمو أنهم لقيهم رجل ..... فأخذوا ماله وضربوا عنقه.

    فهل علمت وزنا كهذا في الشعر المروي؟.

    وهل ترى أن ما تفضلت به يدخل في باب القاعدة أم الاستثناء خاصة في القول باستبعاد ورود 1 3 1 3 في الضرب من غير بحري المتفق بل لعل عدم استثائهما أوجه.

    2- يلاحظ أن 1 3 1 3 في آخر الشطر تغلب على الصدور بل لم ترد في ما تفضلت به في الأعجاز. وهذا مدعاة للتأمل
    3- لعل 2 2 يجوز أن تأتي في ضرب أي بيت انتهى عجزه ب 1 3 بغض النظر عن حدود التفاعيل فليس حكم 1 3 2 2 في الضرب هو حكم 1 3 1 3 وقد ذكرت هذا في باب التخاب وفي البسيط والمنسرح والمتقارب ومجزوء الوافر وأحذ الكامل في باب الرواية أمثلة على ذلك، وفي سواها من باب الرواية أو حتى القياس ما هو مدعاة للاستقصاء.
    وليس حكمهما كذلك واحدا في الحشو

    فما أكثر 1 3 2 2 = 1 3 4 في بحور الشعر كافة
    كما في البسيط = 4 3( 1 3 4) 3 1 3
    والطويل = 3 (1 3 4 ) 3 1 3 3

    بينما 4 1 3 خببية تماما ولا ترد في غير أول الدوبيت – ولعل مرجع ذلك إلى فارسية أصله - من حشو الشعر إلا في وزن الخفيف القائم على افتراض صحة كف مستفع لن في حشو الخفيف = 2 3 2 (4 1 3 ) 3 2
    وذهب الدكتور مصطفى حركات إلى عدم وجود شاهد غير مصنوع في الشعر العربي يقوم دليلا على صحة ذلك.

    والله يرعاك.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •